تحقيق مسبار
يتزين نظامنا الشمسي بالكثير من الأجسام والأجرام المختلفة المواقع والأحجام. وتتنوع هذه الأجسام بين الكواكب والنجوم والمجرات. وتعد الشمس هي الجسم الأكبر والأكثر ضخامةً في هذا النظام الشمسي، لكن طبيعة تكوينها تجعل الكثير من المراقبين يتساءلون عن تصنيفها بين المكونات الأساسية لهذا النظام. وقد يحدث أن يرى البعض الشمس كوكباً أو يصنفها البعض الآخر نجماً. فما هو تصنيف الشمس علمياً؟ هل الشمس كوكب؟ وما الفرق بينها وبين مكونات نظامنا الشمسي الأخرى؟
ما هي الشمس؟
الشمس عبارة عن كرة مثالية تقريباً، وهي جرم سماوي ضخم كروي الشكل لامع، يتكون من البلازما وينتج الطاقة بفعل الاندماج النووي الحراري، وتتمركز الشمس وسط النظام الشمسي وتدور حولها عدة كواكب من بينها كوكب الأرض. ويبلغ محيط الشمس حوالي 2,713,406 أميال (4,366,813 كيلومتر)، ويختلف قطرها الإستوائي والقطبي فقط بحوالي 6.2 ميل (10 كيلومتر). ويبلغ متوسط نصف قطر الشمس 432,450 ميلا (696,000 كيلومتر). الأمر الذي يجعل قطرها حوالي 864,938 ميلا (1,392,000 كيلومتر)، أي أنه يمكن اصطفاف 109 كواكب بحجم الأرض أمام الشمس. كما أن حجمها الضخم يجعلها قادرة على احتواء 1.3 مليون كوكب مثل الأرض.
ما هو الكوكب؟
الكوكب جسم سماوي يدور في مدار حول نجم أو بقايا نجم. وقد ظل تعريف الكوكب محط نقاش على مدى أزمنة طويلة بين العلماء، إلى أن استقر الاتحاد الفلكي الدولي في عام 2006 على تحديد خصائص الكوكب.
والخصائص التي تميز الكوكب عن النجوم والمجرات ثلاثة وهي:
- يجب أن يدور حول نجم، أي حول شمسه.
- يجب أن يكون كبيرا بما يكفي لتكون لديه جاذبية كافية ليصبح ذا شكل كروي.
- يجب أن يكون كبيرا بما يكفي لتلغي جاذبيته أي أجسام أخرى ذات حجم مماثل بالقرب من مداره حول الشمس.
هل الشمس إذا كوكب؟
لا تتوفر الشروط السابقة في حتى تعتبر الشمس كوكباُ. فهي مركز دوران الكواكب المحيطة بها بما في ذلك الأرض، بينما لا تدور الشمس حول أي كوكب. وإذا لم تكن الشمس كوكباً، فيبقى أمامنا تصنيف النجم.
ما هو النجم؟
النجم عبارة عن جسم فلكي كروي متكوّن من البلازما المتجسدة في الغازات المتأينة، وهو ضخم مُشع ومتماسك بفعل الجاذبية. ويولد الطاقة بفعل الاندماج النووي الحراري لذرات الهيدروجين مع بعضها البعض مكونة عناصر أثقل مثل الهيليوم واللثيوم وعناصر أخرى خفيفة نسبياً.
هل الشمس نجم؟
تنطبق مواصفات النجم على الشمس. لذلك فإنّ الشمس ليست كوكباً، ورغم أنها قد تبدو الجسم الأكبر في جوارنا الشمسي، إلا أنها تبقى متوسطة الحجم مقارنة بنجومٍ أخرى، مثل النجم المسمى "منكب الجوزاء" الذي يعتبر عملاقاً أحمر أكبر من الشمس بحوالي 700 مرة، وأكثر إشراقاً بحوالي 14,000 مرة. تُصنف الشمس ضمن فئة نجوم النسق الأساسي (G)، أو ما يصطلح عليه تجاوزاً بالقزم الأصفر. وتتميز هذه الفئة من النجوم بلونها الأبيض، وهو لون الشمس أيضا، لكنها تبدو لنا صفراء لأننا نراها من خلال الغلاف الجوي للأرض. لكن النجوم لها دورة حياة محددة إذ تموت لأنها تستنفذ وقودها النووي، حيث تستهلك النجوم الضخمة وقود الهيدروجين بسرعة وما إن ينتهي حتى ينهار النجم وتنفجر طبقاته الخارجية.
هل ستنتهي دورة حياة الشمس؟
بما أن الشمس نجم وليست كوكب، فإن العلماء يعتقدون أنها ستَستنفِذ خلال الخمسة مليارات عام القادمة كل الهيدروجين الموجود في مركزها، وستتحول إلى عملاق أحمر، وتتمدد مروراً بالمدارات الخاصة بالكواكب الداخلية -بما في ذلك كوكب الأرض- ويصبح الهيليوم الخاص بها ساخناً بما فيه الكفاية ليحترق إلى كربون. وسيتّحد الكربون مع الهيليوم لتكوين الأوكسجين. وينتهي الأمر بتجمّع هذه العناصر في مركز الشمس. ثم ستقوم الشمس بطرح طبقاتها الخارجية مُشكّلة سديماً كوكبياً، تاركة وراءها قلبها الميت المكون في معظمه من الكربون والهيليوم.
اقرأ أيضاً:
هل عطارد هو أقرب كوكب إلى الشمس؟
