تحقيق مسبار
الأمراض غير السارية (أو المزمنة) هي أمراض تدوم فترات طويلة وتتطوّر ببطء في أغلب الأحيان. وتنقسم الأمراض غير السارية إلى أربعة أنواع رئيسية هي الأمراض القلبية الوعائية (مثل النوبات القلبية أو السكتة الدماغية) والسرطان والأمراض التنفسية المزمنة (مثل مرض الرئة الانسدادي المزمن والربو) والسكري.
كما تأتي الأمراض غير السارية في مقدمة أهمّ أسباب الوفاة في العالم، حيث تقف وراء حدوث أكثر من 63% من مجموع الوفيات السنوية. سنتعرف في هذه المقالة على مرض الربو وأهم الحقائق عنه، وهل الربو معدي؟
حقائق رئيسية عن مرض الربو
- الربو واحد من الأمراض غير السارية الرئيسية، وهو مرض مزمن يصيب الممرات الهوائية للرئتين فيُلهبها ويضيقها.
- هو من أكثر الأمراض المزمنة شيوعاً بين الأطفال، ولكن معظم حالات الوفيات الناجمة عنه تحدث في صفوف البالغين.
- تتمثل أقوى عوامل الخطر للإصابة به في استنشاق المواد والجزيئات التي يمكن أن تثير ردود فعل تحسسية أو تهيج المسالك التنفسية.
- يمكن مكافحته بالأدوية، كما يمكن أن تؤدي الوقاية من مهيّجاته إلى التخفيف من حدته.
- يمكن للإدارة المناسبة للربو أن تساعد الناس المرضى به من التمتع بنوعية حياة جيدة.
- الربو مشكلة من مشاكل الصحة العمومية ليس فقط بالنسبة للبلدان ذات الدخل المرتفع، وهو يظهر في جميع البلدان بغض النظر عن مستوى التنمية فيها. وتحدث معظم الوفيات الناجمة عنه في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان التي تنتمي إلى الشريحة الدنيا من الدخل المتوسط.
- تشخيص الربو ومعالجته لا يرقيان إلى المستوى المطلوب، وهو يُثقل كاهل الأفراد والأُسر بعبء كبير، وكثيراً ما يقيد أنشطة الأفراد مدى الحياة.
ما هو مرض الربو:
الربو مرض مُزمن يتسم بحدوث نوبات متكررة تتراوح بين عُسر التنفس والأزيز، وهي تختلف في شدتها وتواترها من شخص إلى آخر. وقد تظهر أعراضه عدة مرات في اليوم أو في الأسبوع لدى الأفراد المصابين به، وتصبح أسوأ لدى البعض أثناء مزاولة النشاط البدني أو في الليل.
أثناء نوبة الربو، تتورّم بطانة أنابيب الشعب الهوائية، مما يؤدي إلى تضييق المسالك التنفسية والحد من تدفق الهواء إلى داخل الرئتين وخارجها. وكثيراً ما تُسبب أعراض الربو المتكررة الأرق والإرهاق أثناء النهار وانخفاض مستويات النشاط والتغيب عن المدرسة والعمل. وتنخفض نسبياً معدلات الوفيات الناجمة عن الربو مقارنة بأمراض مزمنة أخرى.
أعراض الإصابة بمرض الربو:
- صعوبة بالتنفس (كتمة بالصدر).
- سُعال (كحّة) خاصة بالليل أثناء النوم أو في الصباح الباكر عند الاستيقاظ وقد يكون السعال جافاً أو مصحوباً ببلغم.
- صفير بالصدر (أزيز) وهو صوت يحدث أثناء الزفير أي عند خروج الهواء من الرئتين.
وقد لا يشتكي المريض من جميع هذه الأعراض بل بعض منها، وتختلف حدة الأعراض من شخص لآخر وتتراوح بين أعراض خفيفة إلى حادة جداً.
أسباب حدوث مرض الربو وتطوره:
يُعتبر مرض الربو من الأمراض متعددة الأسباب وهناك عوامل كثيرة تساعد على حدوث المرض وتطوره، ومن أهم أسباب الإصابة بالربو:
- العامل الوراثي: وهو يلعب دوراً في أمراض الحساسية كلها مثل الربو وحساسية الأنف والجلد، فتكثر الإصابة بالربو بين هذه العائلات التي لديها استعداد وراثي.
- عوامل بيئية وخارجية محيطة بالإنسان:
- الالتهابات، وخاصة الالتهابات الفيروسية للجهاز التنفسي كالزكام، فهي تسبب في زيادة حساسية الشُعَب الهوائية لمثيرات الربو .
- المواد المثيرة للحساسية مثل شعر وفرو الحيوانات كالقطط والأرانب وريش الطيور.
- غُبار وحبّات طلع الزهور و الأشجار.
- الفطريات أو العفن.
- غُبار المنزل، وخاصة عثّة غبار المنزل، وهي من أهم أسباب ومهيّجات الربو، وتتواجد خصوصاً في الفراش ومرتبة السرير والشراشف والستائر والوسائد والموكيت والسجاد والألعاب القطنية .
- التدخين: إن التعرض لدخان التبغ المنبعث من السجائر أو الشيشة سواء كان ذلك بطرق مباشرة أو غير مباشرة (التدخين السلبي).
- روائح المنظفات الكيميائية ومعطرات الجو والبخاخات العطرية والعطور القوية ودخان البخور والدهانات.
- الملوثات المنبعثة من السيارات والمصانع وغيرها.
- غبار الخشب أو دخان حرقه ودخان الحرائق .
- التغير المفاجئ في الطقس، مثل التعرّض المفاجئ لهواء بارد وجاف أو التعرّض لرطوبة عالية.
- القيام بمجهود جسمي ورياضة بدنية وخصوصاً في جو بارد قد تثير نوبة الربو للأشخاص المصابين.
- الانفعالات العاطفية كالتوتر الشديد والحزن و البكاء و الضحك المفرط.
- بعض الأدوية مثل الأسبرين أو مسكنات الألم كالبروفين قد تكون سبباً في حدوث الربو.
علاج الربو:
لا يمكن حتى الآن علاج الربو بشكل كامل، بل يمكن السيطرة عليه وتجنب التعرّض لأزماته عن طريق تناول الأدوية وفقاً لإرشادات الطبيب بدقة تامة وعن طريق الابتعاد عن الأشياء التي قد تسبب هذه الأزمات (النوبات).
لا يتناول جميع مرضى الربو نفس العلاج، بعض العقاقير يتم استنشاقها بينما يؤخذ البعض الآخر في صورة أقراص. يتوافر نوعان من عقاقير الربو منها للتخفيف السريع لأعراض المرض والآخر للسيطرة طويلة الأمد على المرض. تعمل عقاقير التخفيف السريع لأعراض المرض على السيطرة على أعراض أزمة الربو، بينما تساعدك عقاقير السيطرة طويلة الأمد على التعرض لنوبات أقل عدداً وحدة، إلا أنها لا تساعد أثناء أزمة الربو.
كما يمكن أن تؤدي عقاقير الربو إلى أعراض جانبية، إلا أن أغلبها معتدل وينتهي سريعاً.
هل يعتبر مرض الربو معدٍ؟
إن مرض الربو غير معدٍ كما يعتقد البعض، لكن الإصابة بعدوى الجهاز التنفسي العلوي أو السفلي، سواء كانت فيروسية أو بكتيرية يمكن أن تؤدي بالتأكيد إلى تفاقم الربو، كما أن العامل الوراثي له دور هام بدرجة القابلية للاصابة، ويمكن أن يصاب به الشخص في أي فترة من فترات العمر.
اقرأ أيضاً: