تحقيق مسبار
تطول قائمة المحظورات التي تتنبه إليها النساء أثناء الحمل. وكثيرًا ما يطرحن أسئلة كثيرة عن السلوكيات والمواد والأماكن التي ينبغي أن يتجنّبنها خلال هذه الفترة الحساسة من حياتهن. وبما أن المرأة لا تفقد رغبتها الدائمة في الظهور بمظهر جميل، فإنّ من بين المواضيع التي تشغل بال النساء الحوامل طريقة ونوعية المساحيق ومواد التجميل التي يُسمح لهنَّ باستعمالها دون أن تؤثر على استقرار الحمل وصحة الجنين. ومن بين هذه المواد صبغة الشعر التي تستخدمها المرأة لتغيير لون شعرها ومظهره.
في هذه المقالة سيتم الإجابة على عدة تساؤلات حول صبغة الشعر والحامل، هل صبغة الشعر مضرة للمرأة الحامل؟ ومتى تستطيع الحامل صبغ شعرها؟ وهل هناك بدائل لصبغة الشعر للحامل؟
صبغ الشعر للمرأة الحامل
تكثر المخاوف المعروفة حول كيفية صبغ الشعر للمرأة الحامل. وعن مدى أمان هذه الخطوة خلال فترة الحمل. وهل هناك طرق تقليدية غير صبغات الشعر الكيميائية لتغيير لون الشعر؟
نصائح عند صبغ الشعر للمرأة الحامل
لو كانت فكرة صبغ الشعر ضرورية ومُلِحَّة عند الحامل، فيتوجب عليها مراعاة بعض النصائح حتى تكون هي وجنينها في المنطقة الآمنة بعيدًا عن أي خطر. والتي يمكن توضيحها تاليًا:
- يمكن للحامل تطبيق صبغة الشعر على منطقة صغيرة من الجلد قبل الشروع في تطبيقها على كامل الشعر. وهي طريقة تكشف عن وجود أي ردود أفعال تحسسية تجاه المنتج المراد وضعه على الشعر.
- يتوجب تجنُّب وضع صبغة الشعر على كل من الرموش أو الحواجب، والاكتفاء بتطبيقها على شعر الرأس. فقد تتسبب الصبغات حين تطبق على الحواجب والرموش في تورم المنطقة وتعرض العينين للعدوى وأحيانًا الإصابة بالعمى.
- من المهم أن تكون الحامل على دراية بأن الحمل يؤثر بالفعل على الشعر سواء على ملمسه أو كثافته، كما وقد يؤثر على طريقة استجابة الشعر للصبغات والمُلَوِّنات المختلفة، لذلك من الأفضل أن يكون خيار صبغ الشعر متاحًا في فترة ما بعد الحمل حتى يتسنَّى للشعر أن يكون في حالته الطبيعية والجيدة.
- اتباع التعليمات المكتوبة على عبوة الصبغة، وعدم ترك الصبغة على الشعر لوقت أطول مما يفترض عليه.
هل هناك بدائل عن صبغة الشعر الكيميائية؟
إذا كانت المرأة الحامل خائفة من أن تكون صبغة الشعر مضرة للحامل ولا تشعر بالراحة عند استخدام صبغة الشعر العادية أثناء الحمل، فهناك خيارات أخرى أكثر أمانًا. إذ يمكن أن تُعوِّض ذلك بمواد التجميل التي تمنح الإضاءة المائلة للون الذي تحبه بدلًا من صباغة الرأس بالكامل. وذلك كما يلي:
- يمكن تطبيق لمسة الإضاءة على الشعر من خلال منتج يُسمى بالهايلايت، والذي يوضع بعناية وبشكل جزئي وهادف على أجزاء معينة فقط من الشعر. وفي حال تم استعمال الهايلايت على الشعر، فإن احتمالية وصول الصبغة إلى فروة الرأس ضئيلة جدًا، إنها الطريقة التي بإمكانها القضاء على أي فرصة لامتصاص المواد الكيميائية في مجرى الدم ووصولها للجنين بأي شكل من الأشكال على الإطلاق.
- وبالإضافة إلى الهايلايت يمكن استعمال خيارات أخرى طبيعية أثناء الحمل كالصبغة النباتية مثل الحناء، أو استكشاف بدائل جديدة مثل صبغة الشعر العضوية.
لماذا تقلق الحامل من استعمال صبغة الشعر؟
يأتي تساؤل النساء حول ما إذا كانت صبغة الشعر مضرة للحامل أو لا كنتيجة لتخوُّفاتها من التعرض لتسرّب بعض المواد الكيميائية التي تحتويها صبغات الشعر إلى أجسادهن، والتأثير بشكل سلبي على الحمل وعلى صحة الجنين. ومصدر هذا القلق أساسًا هو قائمة المحظورات الطويلة التي تُرَوَّج في مختلف منصات التواصل، وتتطرق إلى العديد من المواد السامة المضرة بالحامل. فعلى سبيل المثال، يمكن أن يؤدي التعرض لمستويات عالية من الرصاص أثناء الحمل إلى مشاكل مثل الولادة المبكرة وانخفاض الوزن عند الولادة والإجهاض. كما أن تناول الكثير من الأسماك التي تحتوي على مستويات عالية من الزئبق أثناء الحمل، قد يؤدي بالطفل بعد الولادة إلى الإصابة بمشاكل في جهازه العصبي. فهل تنطبق هذه المخاوف فعلًا على صبغ الشعر للمرأة الحامل؟
هل صبغة الشعر مضرة للحامل؟
لا تُعتبر صبغة الشعر مادة سامة بشكل خطير، لذلك لا تعتبر صبغة الشعر مضرة للحامل، ومن الآمن دهن الألوان على الشعر أثناء الحمل، سواء اختارت المرأة صبغة شبه دائمة أو دائمة. ومع أنه يمكن أن تقع كميات صغيرة من صبغة الشعر على البشرة أثناء وضعها على الجلد، لكن على الرغم من أنها قد تلامس الجبهة أو فروة الرأس، إلا أن كمية صغيرة فقط من المادة الكيميائية يتم امتصاصها عبر الجلد. لضلك إن ضآلة هذه الكمية من المواد التي يمتصها الجلد يبعد احتمالات تأثُّر الجنين بها. لكن هذا لا ينفي ضرورة توخي الحذر واحترام بعض التعليمات أثناء عملية وضع صبغة الشعر.
تعليمات عند صبغ الشعر للمرأة الحامل
تحتاج الحامل لبعض التعليمات التي قد تُجنبها أي مضار خلال تطبيقها لصبغة الشعر أثناء الحمل، ودرءً للمخاوف التي تعتلي تساؤلاتها المستمرة حول صبغة الشعر للحامل، كسؤال هل صبغة الشعر مضرة للحامل؟ أو هل صبغات الشعر تضر الحامل؟
وإن أهم التعليمات المطلوب من الحامل اتباعها عند صبغ الشعر، كما يلي:
- ضرورة اختيار صبغات الشعر ذات الألوان الأكثر أمانًا، كتلك الخالية من المواد الكيميائية الضارة. واختيار الألوان شبه الدائمة كونها لا تحتوي على مواد تبييض.
- ضرورة امتناع الحامل عن تناول الطعام أو الشراب عند صبغ الشعر لتجنب مخاطر ابتلاع ولو جزء من صبغة الشعر بالخطأ.
- إجراء اختبار الخصلة، من خلال وضع القليل من صبغة الشعر على خصلة من الشعر مدة 24 ساعة كتجربة لمعرفة ردة فعل الشعر تجاه الصبغة، لأن التغير الهرموني عند الحامل قد يتسبب بالتحسس أحيانًا.
- صبغ الشعر من خلال صبغات تجارية موثوقة ومعروفة والابتعاد عن الصبغات الرخيصة مجهولة الهوية أو المصدر.
- من المهم غسل الشعر بشامبو وبلسم عاليَا الجودة، من أجل غسل الصبغة بشكل جيد عن البشرة بعد تطبيقها.
- محاولة إبعاد العين والأنف عن صبغة الشعر منعًا من الإصابة بالتحسس.
أضرار صبغة الشعر للحامل
في توضيح تفصيلي لأضرار صبغة الشعر على الحوامل، يجدر القول أن الدراسات التي عمدت على دراسة مدى تأثير صبغة الشعر على الحامل مازالت محدودة وغير حاسمة حتى هذه اللحظة. إذ تواجه هذه الدراسات تحديات عدة، أهمها:
- اختلاف وتفاوت معدلات ونسب المواد الكيميائية التي تدخل في صناعة صبغات الشعر من منتج إلى آخر على مدى السنوات، بالإضافة إلى تغير محتوياتها. ففي بدايات صنع صبغات الشعر، كانت الصبغات تحتوي على عدد من المواد الكيميائية إلى جانب المواد العطرية والتي اكتُشف أنها تتسبب في الإصابة بالسرطان عند اختبارها على الحيوانات.
- اختلاف الدراسات القديمة التي نتجت عن صبغات الشعر التي كانت تُصنع سابقًا عن النتائج الحالية بسبب التعديلات القائمة على منتجات صبغات الشعر.
- أُجريت الأبحاث على الحيوانات، إذ تختلف النتائج التي تطرأ على الحيوانات عن تلك التي تُطبَّق على البشر، فلا يمكن الجزم بصحة النتائج الواردة في كل الأحوال.
- أظهرت النتائج إمكانية إصابة بعض مصففي الشعر ممن يعملون في تطبيق المنتجات الكيميائية بشكل مستمر بسرطان المثانة بنسب قليلة ولكن بمؤشرات ثابتة. بينما الأشخاص الذين تم تطبيق صبغات الشعر عليهم لم يطرأ عليهم زيادة بمؤشرات ثابتة بخطر الإصابة بسرطان المثانة.
- لم تُظهر الدراسات سوى نتائج متضاربة ومختلطة حول مدى تأثير صبغات الشعر على خطر الإصابة بسرطان الدم والثدي.
يمكن القول أن الدراسات مازالت جارية حول مدى تأثير صبغات الشعر على مخاطر الإصابة بالسرطان، إلا أن صبغات الشعر لم تُصنَّف حتى الآن كونها سببًا وراء الإصابة بأنواع السرطان طالما مازالت الأدلة القائمة على البشر غير كافية، ولكن قد تكون بعض المواد الداخلة في صناعتها مسرطنة بحسب الوكالة الدولية لأبحاث السرطان.
هل تؤثر صبغة الشعر على الجنين؟
إن أهم الأسئلة التي تتساءلها الأم الحامل عند إقدامها على صبغ شعرها هو: هل تؤثر صبغة الشعر على الجنين؟
الإجابة هي لا، وبمعنى أدق لا تعتبر صبغة الشعر خطرًا مُحدقًا على الجنين، وذلك كونها ليست سامة للدرجة التي تُعرِّض الجنين للخطر. إذ لا يمتص الشعر كميات كبيرة من المواد الكيميائية السامة عند تطبيق صبغة الشعر، والتي قد تضر بصحة الجنين في حال كانت كبيرة.
وفي كل الأحوال، ونظرًا لنَدرة الأبحاث حول مدى تأثير صبغات الشعر على الأجنة، فإنه يُفضَّل أن تنتظر الحامل حتى انتهاء الثُلث الأول من الحمل، كون الثلث الأول يُصنَّف كفترة حرجة وحساسة عند كل من الأم الحامل والجنين. كما ويُنصح بتجنب طرق معالجة الشعر التي تحتوي على مادة الفورمالديهايد الكيميائية والتي تُعرف بأنها مادة مُسرطِنة بالمجمل والتي من المفترض تجنبها في مثل هذه الفترات الحرجة كفترة الحمل.
كما وقد أثبتت بعض الدراسات القليلة التي أجريت على البشر أن قدرة الجلد على امتصاص المواد الكيميائية الموجودة في منتجات الشعر كصبغة الشعر محدودة جدًا وخاصة في الحالات التي لا تعاني فيها فروة شعر الرأس من حروق أو خراجات، إذ لا تتسبب بضرر في الجنين لأن احتمالية وصولها إلى الجنين من خلال المشيمة قليل.
ما الآلية التي تصل فيها المواد الكيميائية الموجودة في صبغة الشعر إلى الجنين؟
قد يجهل البعض كيفية أو احتمالية وصول ذلك الجزء البسيط من المواد الكيميائية الموجودة في صبغات الشعر إلى الجنين وهو داخل رحم أمه. فيما يلي توضيح مُفَصَّل لذلك:
- يوجد عند الأم الحامل ما يُعرف بالمشيمة، وهي الوسيلة التي ينتقل بواسطتها الغذاء والأكسجين من الأم الحامل إلى الجنين، كما ولها وظيفة أخرى ألا وهي التخلص من فضلات الجنين.
- عند تناول المرأة الحامل أو دخول أي شيء إلى دورتها الدموية، فذلك ينتقل إلى الجنين عبر المشيمة.
- تحتوي المشيمة على أغشية تفصل بين دم الأم ودم الجنين، كما وتمنع هذه الأغشية من عبور بعض الأطعمة إلى الجنين بحسب حجمها وليس بحسب مدى سميتها أو سوئها. بمعنى أن المدخولات السامة قد تعبر إلى الجنين من خلال المشيمة.
- لم يصل العلم إلى معلومات واضحة حول مدى إمكانية وصول المواد الكيميائية الضارة الموجودة في صبغة الشعر والتي قام الجلد بامتصاصها إلى الجنين عبر المشيمة.
مخاطر صبغة الشعر على الجنين
هناك بعض الدراسات التي أثبتت أن الأطفال الذين وُلِدوا لأمهات قُمنَ بتطبيق صبغة الشعر أثناء وقبل فترة الحمل أكثر عرضة للإصابة بالأمراض من الأطفال الآخرين الذين ولدوا لأمهات لم يقمن يصبغ شعرهن أثناء أو قبل الحمل. وإن أهم هذه الأمراض:
- اعتام عدسة العين الخلقي.
- الورم الأرومي العصبي.
ولكن تبقى هذه الدراسات محدودة وغير دقيقة كون بعضها أُجري على الحيوانات، وبجرعات أعلى من المستويات العادية التي يتعرض لها الإنسان عند تطبيق صبغة الشعر، بالإضافة إلى عدم دقة البيانات التي تم تناولها في بعض الدراسات واحتمالية ورود الأخطاء فيها، إذ كانت عمليات الاستجواب للأمهات في بعض الدراسات بأثر رجعي.
بالتالي، يمكن القول أن صبغة الشعر لا تؤثر على الجنين بشكل مباشر وخطير وهو في رحم الأم الحامل، كون المواد الكيميائية الموجودة في مثل هذه الصبغات ليست بدرجة عالية من السُمية. كما أن درجات امتصاص الجسم لها ليست عالية، إذ يمتص الجلد كميات قليلة جدًا منها، وعند انتقالها للجنين فهي تصل بكميات قليلة لا تسبب تضرره. بالإضافة إلى أن التوصيات تؤكد على ضرورة ارتداء الأم الحامل للقفازات في حال كانت تعمل كمصففة شعر على سبيل المثال أو في حال أرادت تطبيق صبغة الشعر بنفسها حتى لا يمتص الجلد المواد الكيميائية غير المرغوبة قدر الإمكان، كما ويفضل التقليل منها خلال مرحلة الحمل كإجراء آمن على الصعيد النفسي والجسماني.
طرق طبيعية لصبغ الشعر أثناء الحمل
قد تبحث بعض النساء عن طرق طبيعية لصبغ الشعر أثناء الحمل بسبب المخاوف من صبغة الشعر للحامل التي تم ذكرها سابقًا، وقد تكون فكرة صبغ الشعر ضرورية لديهن، وهذا ما يجعلهن يبحثن عن طريقة آمنة بشكل كامل لصبغ الشعر وتلوينه أثناء الحمل.
فيما يلي طرق طبيعية لصبغ الشعر أثناء الحمل خلال فترة الحمل:
- الحناء: من أشهر الطرق الطبيعية لصبغ الشعر أثناء الحمل، وهي طريقة تقليدية معروفة منذ القدم. إذ تستخدم النساء الحناء في صبغ الشعر لتحويله إلى اللون البني المائل للأحمر، وأحيانًا للون الأحمر المائل للبرتقالي. ويمكن تطبيق مسحوق الحناء على الشعر بعد إضافة مغلي الشاي وعصير الليمون ووضعه على الشعر حتى يجف تمامًا ومن ثم غسله بالشامبو.
- القهوة: تعمل القهوة على تحسين لون الشعر، ويتم تطبيقها من خلال تخمير قهوة الإسبريسو وإضافتها إلى كمية معينة من بلسم الشعر ووضعها على شعر مبلل ونظيف لمدة ساعة كاملة ومن ثم غسله.
- البابونج: من الطرق الطبيعية لصبغ الشعر أثناء الحمل، إذ يقدم مغلي البابونج المُرَكَّز لونًا حيويًا للشعر، إذ يقوم بتفتيح لون الشعر الغامق، ويتم وضعه على الشعر من خلال تبليل الشعر بالماء أولًا ومن ثم تطبيق مُرَكَّز مغلي البابونج وتركه مدة ساعة ومن ثم غسله.
- الجزر: من الطرق الطبيعية لصبغ الشعر أثناء الحمل ولكن لفترة قصيرة، حيث يعمل عصير الجزر على إضفاء لون برتقالي للشعر ولكنه يدوم لفترة لا تتعدى الأسبوعين. ويمكن عمل هذه الوصفة من خلال إضافة زيت الزيتون أو زيت جوز الهند ووضعه لمدة ساعة على الشعر، ومن ثم غسله بخل التفاح. ويمكن استخدام عصير البنجر كبديل عن عصير الجزر في حال كان اللون المطلوب أحمر غامق.
- الليمون: يمكن تطبيق عصير الليمون على الشعر من أجل الحصول على لون مميز ودائم، وستكون النتائج أروع لو تم تطبيق عصير الليمون لمدة ساعة على الشعر تحت أشعة الشمس.
كيف تصبغ الحامل شعرها بشكل آمن؟
بشكل عام، لا خوف من صبغ الشعر للمرأة الحامل، ومع ذلك يتعيَّنُ اتِّخاذ بعض الاحتياطات لضمان صباغة آمنة ولتجنّب أي أخطاء قد تجعل من صبغة الشعر مضرة للحامل. ومن أهم هذه الاحتياطات:
• اختيار صبغة شعر شبه دائمة خالية من الأمونيا أو المُبَيضات.
• ارتداء القفازات أثناء تحضير ووضع الصبغة على شعر الرأس.
• ترك الصبغة أقل مدة زمنية ممكنة على الرأس.
• الجلوس في غرفة جيدة التهوية أثناء وضع الصبغة.
• شطف فروة الرأس جيدًا بمجرد الانتهاء من وضع الصبغة.
وأخيرًا، يمكن القول أنه يوجد لدى الحامل خيارات عدة من أجل صبغ شعرها خلال الحمل، فهناك خيار صبغ شعرها طبيعيًا بالطرق التي تم ذكرها فيما سبق، ومن خلال صبغها بالصبغات الصناعية المعروفة.
متى أستطيع صبغ شعري وأنا حامل؟
تتساءل الكثير من النساء متى أستطيع صبغ شعري وأنا حامل، ومع أنّ فكرة قيام الحامل بصبغ شعرها فيها نسبة لا تذكر من الخطورة، وفيها ما يكفي من درجات الأمان، لكن من المهم أن تعرف الحامل الفترة أو التوقيت المناسب للإقدام على صبغ شعرها أثناء الحمل. فمتى تستطيع الحامل صبغ شعرها؟
في البداية من المهم الإشارة إلى اختلاف أنواع صبغات الشعر التي من الممكن أن تقوم الحامل بتطبيقها على شعرها، ومنها:
- صبغات الشعر الدائمة، والتي تستمر على الشعر أطول وقت ممكن ولا تختفي عند غسل الشعر بالماء والشامبو وأحيانًا يبهت لونها مع الوقت وقد لا يبهت. تتميز صبغات الشعر الدائمة بقدرتها على التفاعل كيميائيًا مع جذع الشعر.
- صبغات الشعر شبه الدائمة، وهي التي تبقى لمدة أسابيع، ويمكن استخدامها كبديل عن الصبغات الدائمة أو بينها. ولها القدرة على الوصول إلى جذع الشعرة عند تطبيقها على الشعر.
- صبغات الشعر المؤقتة، وهي التي تأتي على شكل بخاخ وتختفي عند غسل الشعر بالماء. ويمكن استخدامها في الحالات السريعة. وتتميز بقدرتها على تغطية سطح الشعرة لكن دون اختراق جذعها.
كما وتختلف طرق صبغ الشعر، إذ هناك الطرق التي يحتاج فيها مصفف الشعر لمعالجة جذور الشعر وصبغها لتصبح متناسقة مع ما تبقى من الشعر ويصبح لونًا واحدًا بالكامل، وهي طريقة لإخفاء جذور الشعر رمادية اللون. وغيرها من طرق صبغ الشعر التي تعتمدها النساء في صالونات التجميل.
التوقيت المناسب لصبغ الشعر أثناء الحمل
يمكن أن ينمو الشعر بوتيرة أسرع أثناء الحمل، لذلك قد تحتاج المرأة الحامل إلى تكثيف العناية بجذور الشعر خلال الأشهر التسعة من الحمل. ومع أن صبغة الشعر غير مضرة للحامل وآمنة للاستخدام كما ذُكر سابقًا، إلا أن هذا لا يمنع بعض الخبراء من نصح النساء الحوامل بعدم صبغ الشعر في الأسابيع الـ 12 الأولى من الحمل، إذ يُفضّل أن تنتظر الحامل حتى الثلث الثاني من فترة الحمل لتلوين شعرها. ولأن نمو الجنين يحدث بسرعة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل فمن المهم توفير بيئة واقية له خلال هذه الفترة.
وفي حال صبغت الحامل شعرها وهي لا تعرف أنها كانت حاملًا أصلًا، فإن هذا ليس خطرًا على جنينها، كون احتمالية وجود أي خطر نسبة ضئيلة جدًا. كما ومن الممكن التواصل مع الطبيب الخاص من أجل الاطمئنان على الجنين وتقديم الرعاية المطلوبة في حال كان هناك أي تساؤلات حول الموضوع.
ماذا تفعل الحامل في حال تخلت عن صبغة الشعر أثناء الحمل؟
من المهم أن تشعر الحامل بقَدرٍ من السعادة والراحة أثناء رحلة حملها، فراحة الحامل مهمة ومَطلب ضروري لكل من الأم الحامل والجنين. وفي حال قررت الحامل التخلي عن فكرة صبغ شعرها أثناء الحمل فمن المهم أن تكون هذه الفكرة ناتجة عن رغبة منها دون تأثير على صحتها النفسية. ويمكن للحامل اتباع ما يلي عند تخليها عن فكرة صبغ شعرها أثناء الحمل:
- لو كان لون شعر الحامل فيه نسبة من الرمادي الذي قد يزعج مظهر الحامل، بإمكانها تطبيق الطرق التقليدية والطبيعية في صبغ الشعر في المنزل.
- محاولة تجميل الشعر من خلال الاهتمام به ووضع الإكسسوارات المناسبة.
- من الممكن اختيار قصة شعر جديدة ومناسبة لتغيير الروتين والقضاء على الملل.
- على الحامل التخفيف من حدة مشاعر الخوف والقلق من التغير الشكلي الذي يطرأ على مظهرها خلال الحمل، لأن فترة الحمل حساسة وحرجة وتحدث اختلافات على شكل الجسم بالمجمل.
هل الحمل يسبب تساقط الشعر؟
نعم قد يسبب الحمل تساقط الشعر عند بعض النساء، ويختلف هذا الأمر من حاملٍ لأخرى، إذ يوجد عدد من النساء يتمتعن بشعر أكثر كثافة خلال الحمل. ولكن تبقى هذه الاختلافات جَلية بين سيدة وأخرى، لذلك، يمكن الإجابة على سؤال هل الحمل يسبب تساقط الشعر بـ نعم. إذ تعاني بعض النساء من تساقط الشعر أثناء مرحلة الحمل، ويعود ذلك لأسباب عدة، وأهمها:
- سوء تغذية الحامل، قد يتراجع المدخول الغذائي عند بعض الحوامل لأسباب تتعلق بالمزاج أو الرغبة في تناول الطعام. وينجم عن سوء تغذية الحوامل عواقب عدة إحداها مشكلة تساقط الشعر عند الحامل. إذ يؤثر نقص أو زيادة تناول بعض الأطعمة على مدى قوة الشعر عند الحامل، فعلى سبيل المثال يتسبب نقص الحديد في الجسم إلى تساقط الشعر، وذلك بالتزامن مع حاجة جسم الحامل للحديد خلال فترة الحمل بسبب ما يحتاجه الجنين من إمدادات للحديد عبر الدم. كما يؤثر نقص الكميات المتناولة من البروتين وبعض الفيتامينات في حدوث تساقط الشعر عند الحامل، وفي المقابل تتسبب زيادة وجود بعض الفيتامينات في الجسم كفيتامين أ من حدوث مشكلة تساقط الشعر أيضًا عند الحامل.
- الإصابة بمرض معين، تتسبب بعض الأمراض بحدوث تساقط في الشعر، فحينما تعاني الحامل منها يبدأ شعرها بالتساقط. ومن أهم الأمراض التي تتسبب في سقوط الشعر هي مرض السكري، والذي تعاني منه عدد كبير من النساء خلال فترة الحمل بشكل خاص والذي يسمى بسكري الحمل. بالإضافة إلى مرض القوباء الحلقية، والذي قد يصيب أي مكان في الجلد ويسبب تساقط الشعر.
- الأدوية، تتسبب بعض الأدوية بحدوث تساقط في الشعر، فحينما تتناول الحامل هذه الأدوية فهي معرضة لتساقط الشعر، كالأدوية المتعلقة بالاكتئاب والقلق، ويجدر القول أن هذه الأدوية قد تكون خطرة بالفعل على الأجنة، لذلك من المهم أن يكون الطبيب المختص بالحامل على معرفة بها قبل تناولها أثناء وقبل مرحلة الحمل.
- التغيرات الهرمونية، تعاني عدد من الحوامل من تغيرات هرمونية كبيرة، والتي تتسبب بتعطيل حركة نمو الشعر، فيصبح هناك تساقط في الشعر وقد يكون التساقط كبيرًا وغير مُسيطُر عليه، ولكن من المهم عدم القلق في مثل هذه الحالات، لأن الجسم يحتاج مدة من شهرين وحتى 3 أشهر لحل هذه المشكلة دون علاج خارجي.
ويمكن الاستنتاج مما سبق أن الحمل قد يسبب تساقط الشعر عند بعض النساء لأسباب تتعلق بسوء التغذية أو المعاناة من مرض جلدي أو جسدي معين، أو لأسباب تتعلق بالاختلالات الهرمونية التي تتعرض لها الحامل أثناء الحمل.
طرق الحفاظ على الشعر أثناء وبعد الحمل
نظرًا لحساسية الحامل وتخوفاتها المستمرة من مشكلة تساقط الشعر، من المهم التعرف على طرق للحفاظ على الشعر من التساقط أثناء رحلة الحمل وبعدها. فمن الضروري أن تتعرف الحامل على أسباب تساقط الشعر أولًا، كتلك التي تم ذكرها آنفًا، فهل تساقط الشعر عند الحامل بسبب سوء التغذية ونقص الفيتامينات والمعادن؟ أم لأنها تعاني من سكري الحمل مثلًا؟ أم لأن هناك مرض جلدي معين يتسبب في تساقط الشعر؟
قد تختلف الأسباب، وقد لا تعرف الحامل السبب الفعلي وراء تساقط الشعر لديها، لذلك، من المهم اتباع السبل المتعارف عليها في الحفاظ على الشعر من الانجراف وراء التساقط، والتي يمكن توضيحها فيما يلي:
- التعامل مع الشعر برفق، وتجنب محاولات تجفيفه بالأدوات الكهربائية على درجات حرارية عالية، ومحاولة الضغط على الخيار البارد.
- يتوجب على الحامل الحفاظ على صحة شعرها من خلال تناول الأطعمة الصحية، والفيتامينات الكافية والمطلوبة أثناء الحمل كفيتامين C وB. والحرص على تناول الفواكه والخضراوات كونها أطعمة غنية بمضادات الأكسدة، ومركبات الفلافونويد التي من شأنها الحفاظ على بُصيلات الشعر واستمرار نموه.
- محاولة تمشيط الشعر بلطف خاصة عندما يكون مبللًا. وتجنُّب سحبه والضغط عليه والابتعاد عن طرق تسريح الشعر التي تزيد من شدته كالضفائر والكعكة.
- استخدام شامبو وبلسم مُناسبَين وضرورة أن يحتويا على كل من مادتي البيوتين والسيليكا.
هل الرمان مضر للحامل؟
تستخدم بعض السيدات الرمان كطريقة طبيعية لصبغ الشعر، إذ أثبتت الدراسات قدرة قشر الرمان على إعطاء الشعر لونًا مميزًا بشكل طبيعي كبديل عن الصبغات شبه الدائمة. فهل الرمان مضر للحامل؟ أو بشكل أدق هل يمكن أن تطبِّق الحامل الرمّان كبديل ع الصبغات الصناعية لتلوي شعرها خلال الحمل؟
الرمان وقيمته الغذائية
قبل التحدث عن مدى إمكانية تطبيق الرمان كمنتج طبيعي لصبغ الشعر عند الحامل، سيكون من المهم معرفة القيمة الغذائية التي يقدمها الرمان للجسم بشكل عام، وهي القيمة التي سيقدمها للحامل أيضًا.
القيمة الغذائية للرمان
يحتوي الرمان على قيمة غذائية عالية وصحية لجسم الإنسان، إذ يُقدم كل 100 غرام من الرمان ما يأتي:
- 429 سعرة حرارية.
- 14.29 غرامًا من البروتين.
- 21.43 غرامًا من إجمالي الدهون.
- 57.14 غرامًا من الكربوهيدرات.
7.1 غراما من الألياف.
2.57 مليغرامًا من الحديد.
179 مليغرامًا من الصوديوم.
هل الرمان مضر للحامل؟
لا يعتبر الرمان مضرًا للحامل إلا في حال كانت الحامل تعاني من حساسية تجاه فاكهة الرمان، وهي حالات نادرة، إذ يعاني بعض الأشخاص من التحسس تجاه بعض الفواكه وقد يكون الرمان أحدها، وبناءً على ذلك فإن بعض الحوامل ممن تعانين من حساسية الرمان عليهن تجنب تناول الرمان خلال فترة الحمل وما دون ذلك فإن الرمان طعام آمن للحامل وكذلك للمرضعات.
ويجدر القول أن الرمان فاكهة يتم تناولها عن طريق الفم من خلال أكلها أو شربها كعصير، وهي فاكهة مفيدة لصحة الجسم بشكل عام وصحة الحامل بشكل خاص.
ولكن تبقى هناك محاذير حول تناول مستخلص الرمان إذ قد يتسبب في ظهور بعض الأعراض الجانبية عند الحامل وغير الحامل خاصة لمن لديهم تحسس معين من النباتات أو بعض الفواكه، وإن أهم هذه الأعراض التحسسية:
- الحكة.
- صعوبات في التنفس.
- تورُّم.
- سيلان في الأنف.
أما عن تناول قشر وساق وجذر الرمان، فإن جميعها غير آمنة لصحة الجسم وخاصة الحامل لما فيها من سموم، وبناء على ذلك فإن على الحامل تجنب تناول قشور وساق وجذر الرمان منعًا من دخولها في دائرة الخطر التي هي في غنى عنها خلال فترة الحمل والتي تتطلب درجات عالية من الأمان الغذائي والصحي.
وفي حال كان تساؤل الحامل حول إمكانية تطبيق الرمان على الجلد، فإن الرمان يعتبر آمنًا على الجلد إلا عند الأشخاص ممن يعانون من حساسية تجاه الرمان، فلو كانت الحامل تعاني من حساسية تجاه فاكهة الرمان فعليها تجنبها خلال فترة الحمل، ويتلخَّص من ذلك إمكانية الحامل تطبيق قشر الرمان على الجلد أو الشعر لو لم تكن تعاني من حساسية تجاه الرمان بشكل خاص، وضرورة تجنب تطبيق الرمان على الشعر في حالات التحسس وخاصة أثناء الحمل.
محاذير استخدام الحامل للرمان
- يتسبب الرمان في انخفاض ضغط الدم بشكل نسبي، وهذا ما يستدعي انتباه الحامل حول الكمية المطلوبة من شرب أو أكل الرمان، وفي حال كانت الحامل تعاني من مشكلة انخفاض ضغط الدم بالفعل، فيتوجب عليها مراعاة قدرة الرمان على خفض ضغط الدم. ولأن الرمان يؤثر بشكل مباشر على ضغط الدم، قد يتحكم في ضغط الدم أثناء العمليات الجراحية، لذلك، يفضل امتناع الحامل ومجمل الأشخاص المقبلين على أي عملية جراحية عن تناول الرمان قبل أسبوعين على الأقل من إجراء أي عملية جراحية منعًا من تأثير الرمان وانخفاض ضغط الدم الذي يحدثه على العمليات الجراحية المُجراة.
وبذلك، تصبح الإجابة على سؤال هل الرمان مضر للحامل هي لا، لا يمكن القول أن الرمان مضرًا للحامل بالصورة المطلقة، سواء في حال تناوله أو استخدام قشوره في صباغة الشعر، بل هو آمن لها إلا في بعض الحالات النادرة والتي تكون فيها الحامل تعاني من حساسية تجاه الرمان، وفي حال كانت تعاني من انخفاض في الضغط، يفضل تجنب تناوله وتجنب استخدام قشوره على الجلد، والامتناع عن تناوله أو شربه في الحالات التي تحتاج فيها الحامل لإجراء عملية جراحية.