تحقيق مسبار
تتوق النساء الحوامل على مر الزمان إلى معرفة نوع الجنين قبل قدومه، ولدى الأجيال الأخيرة فقط أصبح من الممكن الحصول على إجابة شافية، على الرغم من وجود العديد من الأساطير والحكايات التي انتقلت إلينا والتي لم تثبت علمياً صحة أيٍّ منها، ومنها معرفة نوع الجنين من لون البول. وفي هذا السياق من المهم أن نتذكر أنك في حال استخدمت أي طريقة لمعرفة نوع الجنين فمن المتوقع أن تكون صحيحة في حوالي 50٪ من الحالات.
في الماضي، كان على السيدة الحامل الانتظار حتى يبلغ عمر الحمل 20 أسبوعاً لمعرفة نوع الجنين أو جنس المولود بالموجات فوق الصوتية، ولكن في السنوات الأخيرة، ظهرت خيارات جديدة تتيح للأمهات اللواتي ينتظرن أطفالهنّ اكتشاف ذلك مبكراً، وتنقسم اختبارات معرفة نوع الجنين الجديدة إلى فئتين: الاختبارات المعتمدة على البول واختبارات الحمض النووي.
في هذا المقال سوف نعرف ما الذي يحدد جنس ونوع الجنين، كيف تعرفين نوع الجنين وما هو الوقت المناسب لمعرفة جنس المولود، وسوف نرى فيما إذا كان ممكناً معرفة نوع الجنين من لون البول.
ما الذي يحدد نوع الجنين؟
يحدد الرجل جنس الجنين اعتماداً على ما إذا كانت حيواناته المنوية التي تقوم بتخصيب البويضة تحمل كروموسوم X أو Y. إذا اتحد كروموسوم الأب X مع كروموسوم الأم X لتكوين الطفل (XX) فإنّ الجنين يصبح أنثى، بينما إذا اتحد كروموسوم الأب Y مع كروموسوم الأم X سوف ينتج ذكراً (XY). ونظراً لأنّ الذكر فقط هو من يحمل كروموسوم Y فإنّه بالتالي المسؤول عن نوع الجنين ما إن كان ذكراً أم أنثى.
كيف نعرف نوع الجنين؟ وما هو الوقت المناسب لذلك؟
بالنسبة للنساء الحوامل الراغبات في معرفة نوع الجنين قبل ولادته، هناك العديد من الاختبارات والفحوصات الدقيقة لذلك، وتشمل هذه الاختبارات ما يلي:
- التصوير بالموجات فوق الصوتية:
عند بلوغ الحمل 20 أسبوعاً، عادةً ما يقوم الطبيب المختصّ المشرف على الحمل بإجراء تصوير بالموجات فوق الصوتية أو ما يعرف بالسونار، وهو ما يُتيح له رؤية تشريحية كاملة للجنين، بما في ذلك أعضاؤه التناسلية، إلا أنه قد يواجه الطبيب بعض الصعوبات في حال كان الطفل في وضع غير معتاد. وقد أظهرت الدراسات أنّ الموجات فوق الصوتية ثنائية الأبعاد دقيقة جداً في تحديد جنس المولود حيث تصل دقّتها الى 98.2%.
- اختبارات الحمض النووي:
يمكن للعديد من اختبارات الدم البسيطة أن تحدد بشكل موثوق ودقيق ما إذا كانت الأم تحمل صبياً أم بنتاً. تعمل هذه اختبارات من خلال البحث عن وجود كروموسوم Y، حيث تمتلك الإناث اثنين من الكروموسومات X، في حين أن الذكور لديهم كروموسوم X و Y. إذا تم العثور على كروموسوم Y، يكون الطفل ذكراً.
- فحص السائل الأمنيوسي:
يكون هذا الفحص بإدخال إبرة عبر بطن المرأة الحامل، تحت التوجيه بالموجات فوق الصوتية، وصولاً إلى السائل الأمنيوسي المحيط بالجنين، ويقوم الطبيب بجمع عينة صغيرة من السائل الأمنيوسي وإرسالها إلى المختبر لتحليلها. توجد بعض خلايا الجنين في السائل الأمنيوسي، مما يجعل هذا الاختبار وسيلة للأطباء للكشف عن المشاكل الوراثية، وعادةً ما يتم إجراء هذا الاختبار لأسباب طبية فقط ولا يعتبر معرفة جنس الجنين سبباً رئيسياً لإجراء هذا الاختبار، حيث أنه ينطوي على مخاطر على الأم والطفل.
- أخذ عينات من خلايا المشيمة (Chorionic villus sampling):
وهو اختبار يتم إجراؤه أثناء الحمل لتحديد ما إذا كان الطفل معرضاً لخطر الإصابة بمشاكل خلقية، وكما هو الحال بالنسبة لفحص السائل الأمنيوسي، فإنّ هذا الاختبار ينطوي على بعض المخاطر، لذلك يتم إجراؤه لأسباب طبية فقط. ومع ذلك، يمكن معرفة نوع الجنين من خلاله. أثناء هذا الاختبار، يقوم الطبيب بإدخال حقنة في الرحم من خلال المهبل وعنق الرحم لتجميع عينة من الأنسجة، المعروفة باسم الزغابات، في المشيمة، حيث أنّ هذا النسيج مليء بالمعلومات الجينية عن الطفل، بما في ذلك جنسه وبعض الاضطرابات الوراثية.
ما هو اختبار بيكربونات الصوديوم لمعرفة نوع الجنين؟
اختبار نوع الجنين باستخدام بيكربونات الصوديوم أو ما يعرف باختبار صودا الخبز، هو اختبار منزلي يتضمن وضع صودا الخبز في عينة من بول المرأة الحامل، ويفترض أن يُحدد فوران البول ما إذا كان الطفل ذكراً أم أنثى.
في حين أنّ هناك بعض العلم وراء الاختبار، إن جاز التعبير، كون مادة بيكربونات الصوديوم تتفاعل مع الأحماض، مما يتسبب في فوران بعض الأحماض وتكوين فقاعات. النظرية الكامنة وراء الاختبار هي أن حموضة بول المرأة الحامل، أو الرقم الهيدروجيني، ستتغير بناءً على جنس جنينها. إلّا أنه، من ناحية علمية، لا يوجد دليل على أن جنس ونوع الجنين له أي تأثير على درجة الحموضة في بول المرأة. كما يمكن للعديد من العوامل الأخرى أن تجعل بول المرأة أكثر أو أقل حمضية.
هل يمكن معرفة نوع الجنين من لون البول؟
على خلاف ما يعتقده الكثيرون، لا توجد علاقة بين لون البول أو رائحته بنوع الجنين، حيث أنّ هناك العديد من العوامل قد تتسبب في تغيّر لون البول أو رائحته. التهابات المسالك البولية على سبيل المثال، هي أحد المشاكل الشائعة عند النساء عموماً وعند الحوامل منهنّ بشكل خاصّ قد تقف وراء تغيّر لون البول، كما أنّ تناول بعض الأطعمة والمواد الغذائية كالشمندر من شأنه أن يغيّر لون البول، ولذلك لا يمكننا اعتماد لون البول لتحديد ما إذا كان الجنين ذكراً أم أنثى.
طريقة معرفة نوع الجنين
تحمل الثقافات القديمة أكثر من طريقة لمعرفة نوع الجنين، إذ سبقت تلك الطرق السونار وفحوص الدم وغيرها من الطرق الحديثة المتبعة لمعرفة نوع الجنين، ففي السابق لجأت القابلات والجدات إلى طرق أكثر بدائية مثل اختبار الملح أو اختبار لون البول كطرق شعبية متوارثة لمعرفة نوع الطفل، ولا يستند أغلب تلك الطرق إلى أي أساس علمي سليم. تذكر الفقرة عددًا من الطرق المتبعة لمعرفة نوع الجنين، كما وتذكر بعض الطرق الشعبية التي كانت متبعة لمعرفة نوع الجنين، وأخيرًا تلقي الضوء على عيوب الطرق الشعبية المتبعة لمعرفة نوع الجنين وتفندها بطريقة علمية.
في السابق وقبل تطور الطب لجأت النساء الحوامل إلى أكثر من طريقة لمعرفة نوع الجنين، والمستغرب في الأمر أن بعض تلك الطرق التقليدية لا تزال تلقى بعض الرواج عند بعض الأمهات الجدد في الوقت الحالي، ولعل الأغلب منهن يتبعن تلك الطرق على سبيل التسلية فقط، تاليًا بعض الطرق التي كانت تتبع لمعرفة نوع الجنين في السابق:
- شكل البطن: ساد الاعتقاد في السابق أن شكل البطن هو أفضل طريقة لمعرفة نوع الجنين، إذ تشير البطن المنخفضة إلى الحمل بولد حسب الاعتقاد، أما العكس فيشير أن الحامل تحمل أنثى في رحمها، والواقع هو أن شكل البطن لا يدل بتاتًا على نوع الجنين، إنما يعكس بنية الحامل ومرحلة الحمل فقط.
- الشعر الزائد على الجسم: ربطت بعض الثقافات بين الحمل بالذكر وبين ظهور شعر زائد على سيقان الحامل، وهو اعتقاد خاطئ إذ لا ينتج الجنين الذكر ما يكفي من الهرمونات للتأثير على الأم الحامل.
- لون البول: يوجد اعتقاد راسخ حتى عند بعض الحوامل في الوقت الحالي، يقضي بأن لون بول الحامل هو طريقة للتعرف على نوع الجنين، إذ يدل البول الغامق على الحمل بأنثى أما اللون الباهت يستدل به على الحمل بذكر، وهو اعتقاد خاطئ قطعًا إذ يتأثر لون البول بالعديد من العوامل مثل نوع الأطعمة والمشروبات التي تتناولها الحامل، بالإضافة إلى وجود الالتهابات التناسلية والبولية وغيرها.
- ضربات القلب: تعتقد بعض الحوامل إن حساب معدل ضربات القلب هو أفضل طريقة لمعرفة نوع الجنين، إذ يشير معدل ضربات القلب المرتفع إلى الحمل بمولود ذكر، وهو اعتقاد غير دقيق ولا يوجد أي دليل علمي قاطع بخصوصه. ومن الناحية العلمية فإن معدل ضربات قلب الجنين ذكرًا كان أم أنثى يختلف باختلاف العمر والحركة داخل الرحم فقط.
- الأصناف الغذائية: تربط بعض الثقافات بين نوع الطعام الذي ترغب الحامل في تناوله وبين جنس الجنين، إذ تستند بعض الثقافات إلى أن الرغبة في تناول الأطعمة المالحة أو الحامض تدل على الحمل بذكر، أما الرغبة بتناول الحلويات فإنها تدل على الحمل بأنثى، ويعتبر هذا الاعتقاد غير دقيق بتاتًا ولا يستند إلى أساس علمي، كذلك لا يمكن اعتماده كطريقة لمعرفة نوع الجنين، إذ من الممكن أن ترغب الحامل بتناول الطعام المالح ومن ثم الحلو في وقت واحد.
وعلاوة على ما سبق، يحث الأطباء والمختصين النساء الحوامل على تجاهل الطرق السابقة لمعرفة نوع الجنين، إذ تعتبر تلك الطرق بدائية وغير دقيقة البتة، ولا يمكن اعتمادها بتاتًا كطرق رصينة لمعرفة نوع الجنين أو لتشخيص الحالات المرضية لديه. وعوضًا على ذلك، ينصح الأطباء الحوامل باتباع الطرق الطبية المتاحة لمعرفة نوع الجنين، تاليًا أبرز تلك الطرق الطبية لمعرفة نوع الجنين:
- فحص السونار: يعتبر فحص السونار بأنواعه المختلفة الطريقة الأكثر شيوعًا حول العالم لمعرفة نوع الجنين.
- فحوص الدم غير الباضعة: والتي يقوم بها الطبيب بحثًا عن بعض الحالات المرضية، ولكن من الممكن معرفة نوع الجنين عن هذا الفحص أيضًا.
- فحص بزل السلى: يعتبر هذا الفحص من الفحوص الخطرة والتي قد تعرض الجنين لخطر الإجهاض، إذ يقوم الطبيب بهذا الفحص كإجراء تشخيصي لبعض الحالات المرضية الحرجة، كما يتم عن طريقه معرفة نوع الجنين أيضًا.
تجربة البول والملح لمعرفة نوع الجنين
قد يبدو مفاجئًا للبعض وجود تجربة البول والملح لمعرفة نوع الجنين، ولكن بالفعل تتحدث بعض الحوامل عن القيام بتجربة البول والملح لمعرفة نوع الجنين في المنزل.
تشرح هذه الفقرة كيفية القيام بتجربة البول والملح لمعرفة نوع الجنين من الناحية النظرية، كما تذكر بعض الأمور التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار عند القيام بهذه التجربة أو عند القيام بتجارب مقاربة إما لمعرفة نوع الجنين أو التأكد من حصول الحمل.
تتداول العديد من المواقع الإلكترونية وصفحات التسلية على منصات التواصل الاجتماعي تجربة البول والملح لمعرفة جنس الجنين، وذلك على زعم أنها تتوقع نوع الجنين في المنزل وبدون تكبد تكلفة مادية، وتنص قواعد التجربة بحسب المتداول على التالي:
- جمع البول الصباحي في وعاء زجاجي.
- إضافة كمية من الملح إلى البول.
- الانتظار لعدة دقائق أو ساعات بعد إضافة الملح لظهور علامات على البول (تختلف المصادر بتحديد المدة الزمنية للتفاعل).
- بحسب قواعد التجربة يدل ظهور العلامات الطولية على سطح البول على الحمل بجنين ذكر، ويدل عدم ظهور أي علامات على سطح البول على الحمل بأنثى.
وتعتبر تجربة البول والملح لمعرفة نوع الجنين من التجارب التي لا تستند إلى أساس علمي، إذ لم تتمكن، ومن هنا يمكن القول إن تجربة البول والملح لمعرفة جنس الجنين ليست سوى مجرد تجربة منزلية للتسلية البحتة إن صح التعبير، كذلك لا يمكن اعتمادها لمعرفة جنس الجنين أو الاستعاضة بها عن الطرق الطبية المعتمدة.
ولا تقتصر التجارب التي تتعلق بالبول والملح على معرفة نوع الجنين، إذ تزعم بعض السيدات أن تجربة البول والملح مفيدة في إثبات حدوث الحمل في المقام الأول، وتستند التجربة إلى تفاعل البول مع هرمون الحمل المسمى بهرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمية البشرية (HCG)، وهو الهرمون الذي يظهر في الدم بعد انغراس الجنين في جدار الرحم، وبحسب النساء اللواتي قمن بعمل الطريقة منزليًا، تقتضي التجربة بخلط ملعقتين من الملح مع عينة من البول الصباحي في وعاء زجاجي شفاف، ومن ثم الانتظار لبضع ساعات أو دقائق كما هو الحال في تجربة الملح والبول لمعرفة نوع الجنين، وفي حال بقاء البول على حاله فذلك يشير إلى عدم حصول الحمل، أما في حال تغير مظهر البول وقوامه وتحوله إلى سائل متكتل فيعتبر ذلك من علامات الحمل. وكما هو الحال في تجربة البول والملح لمعرفة نوع الجنين، يعتبر هذا النوع من اختبارات الحمل المنزلية غير قابل للتعميم، كونه لا يستند إلى أي أسس علمية دقيقة ولا يوجد أي أبحاث معتمدة تؤكد مبدأ تفاعل البول مع الملح، لذلك فإن التجربة تندرج تحت تصنيف التجارب التي تجرى على سبيل التسلية فقط.
هذا ويحذر الأطباء والمختصين من اعتماد تلك الطرق الشعبية غير المستندة إلى أي دليل علمي قاطع في جميع الحالات، إذ يتعذر على تجربة البول والملح معرفة نوع الجنين، كما يتعذر على التجربة ذاتها إثبات حصول الحمل بشكل قطعي، وفي حال صدقت تلك التخمينات وطابقت الحقيقة، فإن ذلك يعود إلى ضيق التوقعات المتاحة فيما يتعلق بجنس الجنين كذلك فيما يتعلق بحصول الحمل. هذا ويحذر الأطباء أيضًا من اتخاذ أي قرارات تستند إلى نتائج تلك التجارب، مثل القرارات المادية أو القرارات المعنوية والصحية وغيرها، فقد يصاب بعض الأزواج بالإحباط كون نتائج اختبار الحمل الذي يعتمد على البول، بينما قد تكون النتائج إيجابية على أرض الواقع، وفي نفس السياق قد تأخذ بعض النساء بعض القرارات استنادًا إلى نتائج تجربة الملح والبول غير الدقيقة، مثل اتخاذ قرارات شبيهة بالإجهاض والتوقف عن العمل والسفر وغيرها من القرارات المتعلقة بالحمل.
طريقة لمعرفة نوع الجنين في البيت
ما أن يثبت حصول الحمل تبدأ العديد من النساء في البحث عن طريقة لمعرفة نوع الجنين في البيت، إذ تدعي العديد من النساء نجاعة بعض الطرق في معرفة نوع الجنين، كذلك يروج لبعض تلك الطرق على أنها أسرع في معرفة نوع الجنين من الطرق الطبية التقليدية.
تعدد هذه الفقرة أكثر من طريقة لمعرفة نوع الجنين في البيت، كما تذكر المآخذ العلمية على الطرق التي تعد بمعرفة نوع الجنين في البيت.
على الرغم من أن نمو الأعضاء التناسلية للأجنة يبدأ عند الأسبوع 11 من الحمل، إلا أن معرفة جنس الجنين بالسونار يتأخر إلى ما بعد الأسبوع 11، إذ يتعذر معرفة نوع الجنين في تلك المرحلة المبكرة نسبيًا، لذلك تجتهد العديد من الحوامل وحتى عوائلهم في إيجاد طريقة لمعرفة نوع الجنين في البيت، ولا يُشترط أن تكون تلك الطرق مستندة إلى أي أسس علمية، وفي الواقع تتناقل الأمهات والجدات تلك الطرق كمسلمات في بعض الأحيان أو كوسيلة لإثارة حماس العائلة ليس إلا، ولا تقتصر تلك الطرق على شعب بعينه أو ثقافة معينة، إنما تنتشر حول العالم بنسب متفاوتة، وقد تتخذ نفس الطريقة أشكالًا متعددة تختلف باختلاف الثقافات. تاليًا أبرز الطرق لمعرفة نوع الجنين في البيت:
- نوع الغثيان الصباحي: تستند هذه الطريقة في معرفة نوع الجنين في البيت إلى شدة أعراض الغثيان الصباحي، إذ يُعتقد أن اشتداد أعراض الغثيان الصباحي والقيء يدل على الحمل بأنثى، وعلى العكس كلما خفت أعراض الغثيان الصباحي فإن ذلك يدل على الحمل بذكر. والحقيقة إن الغثيان الصباحي تجربة شخصية جدًا يتحكم بشدتها الحالة الصحية للحامل نفسها ولا علاقة لجنس الجنين بالأمر، لذلك تتفاوت شدة الأعراض بين الحوامل، كما تتفاوت شدة الأعراض عند الحامل من حمل إلى آخر. وعلى الرغم من الحديث عن عدم وجود أدلة علمية كافية لدعم فرضية ارتباط نوع الجنين بأعراض الغثيان الصباحي، إلا أن هناك دراسة علمية فريدة قد ربطت بين اشتداد أعراض الغثيان الصباحي والحمل بأنثى، ولكن لا يزال هناك حاجة ماسة للبحث أكثر بغية الحصول على نتائج قابلة للتعميم، ولحين ظهور دراسات مماثلة ينصح الأطباء الحوامل باعتماد الوسائل الطبية المتاحة حصرًا لمعرفة نوع الجنين.
- حالة الجلد: علميًا تنعكس التقلبات في مستويات الهرمونات خلال فترة الحمل على بشرة الحامل، فقد تتحسن حالة البشرة لدى بعض الحوامل وقد تتحول إلى الأسوأ عند البعض الآخر. وبحسب الموروث الشعبي في بعض الثقافات فإن المولودة الأنثى تقوم بسرقة جمال الأم خلال فترة وجودها في الرحم، لذلك تبدو بشرة الحامل بأنثى باهتة أو مرهقة أو مليئة بحب الشباب، وهو اعتقاد غير دقيق وغير منطقي ولا يستند إلى أي معرفة علمية، لذلك لا يمكن اعتباره طريقة حقيقية لمعرفة نوع الجنين في البيت، ذلك إن تفاعل الأجسام مختلف مع تقلبات الهرمونات، وهذا ما يفسر النظارة أو حب الشباب على البشرة ولا علاقة لنوع الجنين بحالة البشرة ونضارتها خلال الحمل.
وبالرجوع إلى ما تقدم أعلاه يتضح قصور الطرق البيتية في التعرف على نوع الجنين، إذ لا يمكن اعتمادها بتاتًا في تحديد نوع الجنين، ولكن قد يصح اعتبارها مجتمعة طرق للتسلية العائلية فقط. وتجدر الإشارة هنا إلى ابتكار علمي حديث يُباع في بعض الصيدليات تحت مُسمى (Peekaboo)، يتم الحديث عنه في بعض المواقع العلمية الأمريكية المعتمدة على أنه وسيلة علمية رائدة لمعرفة نوع الجنين في البيت، ويرتكز مبدأ عمل الجهاز على أخذ عينة صغير من الدم وتحليل الحمض النووي فيها، لتظهر نتائج التحليل على الشاشة على شكل علامات بإحدى اللونين الزهري أو الأزرق، إذ يرمز اللون الزهري للأنثى والأزرق للذكر كما هو متعارف عليه، وبحسب الموقع فإن الجهاز دقيق بنسبة 99.5% ولكنه لا يغني عن الطرق التقليدية لمعرفة نوع الجنين.
جنس الجنين
إلى وقت ليس بالبعيد وإلى غاية منتصف القرن الماضي، كان معرفة جنس الجنين غير ممكن بالنسبة للعديد من الحوامل، إذ كان استخدام السونار لمعرفة الجنين أمرًا غير ضروري وقد يعد من الأمور الثانوية جدًا، أما اليوم فإن معرفة جنس الجنين يعد أمرًا لا غنى عنه في مراحل الحمل الأولى. تشرح هذه الفقرة تكون جنس الجنين في رحم الأم، كما تعدد مراحل تكون الأعضاء التناسلية التي تحدد جنس الجنين، وأخيرًا تشرح بعض الحالات التي تسبب صعوبات في تحديد جنس الجنين.
يتحدد جنس الجنين عند البشر عند لحظة تخصيب البويضة، وذلك عند التقاء الكروموسومات الجنسية الموجودة في كل من البويضة والحيوان المنوي، وتحمل البويضة الكروموسوم X على الدوام، بينما يختلف الحال عند الحيوان المنوي فقد يحمل الكروموسوم الذكري Y أو الأنثوي X، وعند التقاء الكروموسومات المختلفة XY ينتج عن ذلك اللقاء تطور أعضاء الجنين الذكورية، وعلى العكس عندما تلتقي الكروموسومات المتشابهة XX مع بعض ينتج عن ذلك تطور الأعضاء الأنثوية عند الجنين. ولا تظهر الأعضاء التناسلية عند الجنسين بشكل واضح لغاية الأسبوع السابع أو الثامن من الحمل، وإلى ذلك الوقت يبقى الجنين بدون أعضاء تناسلية واضحة، إذ يحمل كلا من الجنسين ما يسمى بسلسلة التلال التناسلية، حيث لا تبدأ الأعضاء التناسلية التي تحدد جنس الجنين بالتمايز والتطور إلى ما بعد الأسبوع السابع من الحمل، أما ما قبل تلك المرحلة فإن الأعضاء التناسلية للجنسين متعادلة ومتشابهة تقريبًا، بمعنى أن الخصيتين تعادل المبيضين في سلسلة التلال التناسلية، كذلك هو الحال بالنسبة للقضيب والبظر، إذ لا يبدأ كل منهما بالتطور والظهور إلى ما بعد الشهرين الأولين من الحمل. تاليًا أبرز مراحل تطور الأعضاء التناسلية المسؤولة عن تحديد جنس الجنين خلال أسابيع الحمل المختلفة:
- الأسبوع 6: خلال الأسبوع السادس من الحمل تبدو كلًا من الأعضاء التناسلية الأنثوية والأعضاء التناسلية الأنثوية متشابهة ومتعادلة ولا يمكن التفريق بينهما، لذلك لا يمكن بتاتًا تحديد جنس الجنين في تلك المرحلة المبكرة.
- الأسبوع 7: خلال الأسبوع السابع تبدأ الكليتين والأعضاء التناسلية الداخلية في التكون ولو بشكل بدائي، ويقصد بها المبيضين والرحم والشفرتين والبظر البدائي عند الجنين الأنثى والخصيتان والقضيب البدائي عند الجنين الذكر.
- الأسبوع 9: خلال الأسبوع التاسع من عمر الجنين الذكر يبدأ القضيب بالبروز قليلًا.
- الأسبوع 10: في الأسبوع العاشر من الحمل توصل الكليتين والمثانة مع بعضهما البعض عند الجنسين (الذكور والإناث).
- الأسبوعان 11-12: في هذه المرحلة تبدأ الأعضاء التناسلية الخارجية في إظهار الاختلافات التشريحية بشكل أوضح، كما إن الأعضاء التناسلية الداخلية للأنثى تكون أوضح إلى حد ما (المبيضان والرحم).
- الأسبوع 14: خلال الأسبوع الرابع عشر تبدو الأعضاء التناسلية الخارجية لكل من الذكر والأنثى واضحة وبالإمكان التعرف عليها، لذلك فإن فحوص السونار التي تجرى لتحديد جنس الجنين في تلك المرحلة تكون أكثر دقة، أما بالنسبة للكليتين تبدأ بتصنيع البول، إذ يقوم الجنين بابتلاع جزء من السائل الأمنيوسي عن طريق الفم والتخلص منه عن طريق الكليتين، بمعنى أصح عن طريق إخراج البول.
- الأسابيع 18-22: تكون الأعضاء التناسلية التي تحدد جنس الجنين واضحة بشكل أكبر خلال الثلث الثاني من الحمل، إذ يمكن تمييزها بسهولة خلال الفحص الدوري للحامل بالموجات فوق الصوتية.
وأخيرًا تجدر الإشارة إلى نقطة مهمة فيما يتعلق بمعرفة جنس الجنين في المراحل الأولى من الحمل، فقد يصعب في بعض الأحيان معرفة جنس الجنين لأحد الأسباب التالية:
- وضعية جلوس الجنين في رحم الأم قد تصعب رؤية الأعضاء التناسلية خلال الفحص.
- إعاقة الحبل السري للرؤيا خلال الفحص.
- عدم توافر الخبرة الكافية عند الطبيب الذي يقوم بإجراء فحص جنس الجنين.
الصداع وعلاقته بجنس الجنين
على الرغم من الطفرة العلمية الكبيرة في مجال طب النساء والتوليد، ولكن لا يزال هناك من يعتقد بوجود علاقة بين الصداع في الحمل وبين جنس الجنين، ولا تزال بعض المواقع الإلكترونية أو منصات التواصل الاجتماعي تناقش الصداع وعلاقته بجنس الجنين. ولا يقتصر الأمر على الصداع وعلاقته بجنس الجنين، إنما يتعدى إلى شكل البطن وجفاف البشرة أو لون البول وغيرها، إذ يعتقد البعض أن للصداع وغيره من الأعراض علاقة بجنس الجنين.
تشرح هذه الفقرة حقيقة العلاقة بين الصداع وجنس الجنين، كما تذكر الأسباب خلف الصداع أثناء الحمل، كذلك تشرح حالات الصداع النصفي الشديدة أثناء الحمل والمحفزات لها، وأخيرًا تقترح بعض الحلول لمشكلة الصداع أثناء الحمل.
تتحدث بعض الأساطير الشعبية عن أن الحامل التي تعاني من الصداع على الأغلب تحمل طفلًا ذكرًا في رحمها، ولا تعتبر تلك المقولة سليمة إذ لا تستند على أي أساس علمي، وهنا لا بد من إيضاح نقطتين هامتين عند الحديث عن الصداع وعلاقته بجنس الجنين وهي كالتالي:
- عدم وجود أساس علمي: لا يوجد أي دليل علمي على وجود علاقة بين الصداع وجنس الجنين، إذ يوجد للصداع أثناء الحمل عدة أسباب تستند على أسس وأبحاث علمية ولا تتعلق أي من الأسباب بجنس الجنين.
- الصدفة: في حال صدق التوقعات التي تتحدث عن الصداع وعلاقته بجنس الجنين، فإن الأمر بحسب المختصين لا يتعدى الصدفة البحتة التي قد تطابق التكهنات في 50% من الأحوال.
ويتضح مما ذكر أعلاه عدم وجود علاقة بين الصداع وجنس الجنين، بينما يوجد بعض الأسباب العلمية للصداع خصوصًا في الثلث الأول والثالث من الحمل، تاليًا أهم تلك الأسباب:
- تعتبر التغيرات الهرمونية أبرز أسباب الصداع أثناء الحمل، ولا علاقة للصداع بجنس الجنين، إذ يسبب التغير المتواصل في مستويات الهرمونات الصداع، خصوصُا أثناء الأشهر الأولى من الحمل والأسابيع الأخيرة منه.
- عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم.
- انخفاض سكر الدم أثناء الحمل.
- الشعور بالقلق والتوتر أو الإصابة باكتئاب الحمل.
- الجفاف وعدم شرب كميات كافية من السوائل والماء أثناء اليوم.
- عدم الارتياح خصوصًا مع تقدم مراحل الحمل ووصول الأم إلى الأشهر الأخيرة، إذ تواجه الحامل صعوبات في النوم والجلوس وحتى الوقوف والمشي.
وقد تعاني بعض الحوامل من الصداع النصفي أثناء فترة الحمل، وتختلف شدة الأعراض بين الحوامل من متوسطة إلى قوية جدًا. وقد تصاب بعض النساء بالتحسس المفرط من الضوء أو الصوت مما يؤدي إلى القيء والغثيان وغيرها من الأعراض. هذا وتُنصح الحوامل بالابتعاد عن محفزات الصداع النصفي المتمثلة ببعض أنواع الأغذية والمشروبات أو التعرض للضغط النفسي والعصبي والعاطفي، وقد تكون المحفزات من نوع آخر كالضوء أو الصوت أو التعرض للتلفاز وغيرها. وهناك بعض الطرق التي بإمكانها التقليل من فرص حصول الصداع أثناء الحمل، تاليًا أهمها:
- عدم تناول الأطعمة التي تحفز الصداع النصفي مثل الشوكولاتة واللبن والفول السوداني والخبز، بالإضافة إلى الأجبان المعتقة واللحوم المصنعة المالحة، وقد يكون الصداع مرتبطًا بأعراض انسحاب الكافيين من الجسم، نتيجة التوقف عن تناول المشروبات الغنية بالكافيين كالشاي والقهوة.
- أخذ قسط كافٍ من الراحة والنوم.
- القيام بأنشطة بدنية خفيفة مثل اليوغا.
- تناول وجبات صحية منتظمة.
- محاولة تخفيف الألم بوضع كمادات دافئة على العين ومنطقة الأنف في حال كان احتقان الجيوب مسببًا للصداع.
- وضع كمادات باردة على منطقة الرقبة في حال ترافق الصداع مع شد في الرقبة.
اقرأي أيضاً: