` `

هل تعلم اللغة التركية بالعربية مفيد وسهل؟

ثقافة وفن
23 أكتوبر 2020
هل تعلم اللغة التركية بالعربية مفيد وسهل؟
تعلم اللغة التركية بالعربي مفيد وسهل لمن يرغب بالإقامة في تركيا والاستمتاع بجمال طبيعتها (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

إذا كان لسانك عربياً واعتزمت العيش في تركيا، لابد من أنّك قد تساءلت في نفسك أو سألت من تعرف فيما لو كان تعلّم التركية بالعربية سهل ومفيد؟ أو أنك تسأل هل تعلم اللغة التركية من معلم عربي سهل ومفيد؟ أو ربما قد تتساءل عن محتوى سهل ومفيد لتعليم اللغة التركية في محاولة منك لأخذ قرار بطريقة تعلّم اللغة التركية. 

سيُجيب هذا المقال عن كل تلك الأسئلة وغيرها حول تعلم اللغة التركية بشكل مفصّل ومبسّط ليُساعد القارئ على تكوين صورة عن اللغة التركية وطرق تعلّمها. 

للإجابة عن الأسئلة السابقة قام فريق سين جيم بالاستعانة بالأستاذ "ميرت جنكيز خان" وهو أستاذ تركي مختص بتعليم اللغة التركية للأجانب في جامعة السلطان محمد الفاتح في إسطنبول، والأستاذة "دارين الجابي" وهي معلّمة عربية حاصلة على شهادة التومر(TOMER) للغة التركية بامتياز، والمّرخصة بتعليم اللغة التركية للعرب للراغبين.

 

هل اللغة التركية مأخوذة من اللغة العربية؟

تُعتبر اللغة التركية من اللغات الألطية التي انتشرت في جبال التاء في المناطق المعروفة حالياً بالصين وكازاخستان ومنغوليا (دول آسيا الوسطى)، أما اللغة العربية فهي من اللغات السامية الأفروآسيوية (التي تنتشر في بعض أجزاء القارتين الآسيوية والإفريقية)، وبذلك تكون أصول اللغتين منفصلة، كما أن اللغة التركية واللغة العربية مختلفتان من الناحية النظرية ومن ناحية تكوينات اللغة والقواعد.

على سبيل المثال وليس الحصر، اللغة التركية لا تحتوي على تخصيصات المذكر والمؤنث، على عكس اللغة العربية التي تقوم قواعدها على مراعاة ذلك الاختلاف بين الجنسين في مواقع عديدة منها، حتى على صعيد اللغة الدارجة واللهجات العامية، فيُسمع المتحدث العربي مستخدماً ضمائر المؤنث والمذكر بعناية شديدة وبديهية تامة بنفس الوقت، بينما اللغة التركية لا تحتوي على ضمائر خاصة بالمذكر والمؤنث، ولا تُلحق بالكلام أي لواحق للتفريق بين الجنسين. 

 

هل تحوي اللغة التركية على مفردات عربية؟

وجّهنا هذا السؤال إلى الأستاذة دارين، وكانت إجابتها: نعم بالتأكيد، تحوي اللغة التركية على ما يقارب 6000 كلمة من أصل عربي، وهو رقم ليس بالقليل أبدأ، وهذا نتيجة اتساع رقعة الدولة العثمانية وحكمها للمنطقة العربية ما يقارب 4 عقود، حيث حصل تداخل اللغتين، وممّا زاد في هذا التداخل دخول الأتراك السلاجقة إلى الدين الإسلامي الذي أُنزل باللغة العربية، حيث اتستُخدمت اللغة العربية في دراسة التعاليم الدينية وأصول الدين.

ولا بد من الإشارة أيضاً إلى أن اللغة التركية في عهد الدولة العثمانية كانت تًكتب بحروف عربية، وكانت اللغة العثمانية في ذلك الوقت هي اللغة الرسمية للدولة، وتُخط جميع المراسلات والمخاطبات التابعة للدولة باستخدام اللغة العثمانية، كذلك المخطوطات والمنشورات الفكرية والأدبية أيضاً. لكن مع انتهاء حكم الدولة العثمانية ونشوء الجمهورية التركية بشكلها الحديث المعروف حالياً، قام مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أو كما يناديه الأتراك كمال اتاتورك  (أبو الأتراك) بتغيير الحروف العربية إلى الحروف اللاتينية وتتريك اللغة التركية من كل المفردات الدخيلة والأجنبية (العربية والفارسية والفرنسية). وعلى الرغم من ذلك، لا تزال اللغة التركية المحكية حالياً مليئة بمفردات تلك اللغات الأخرى مثل pardon وتعني عفواً أو عذراً، وهي كلمة فرنسية الأصل متداولة في يوميات الشارع التركي.

 

من هم العرب الراغبين بتعلم اللغة التركية؟

  1. طلاب المرحلة الجامعية الذين يعتزمون إنهاء دراستهم الجامعية في تركيا نظراً لارتفاع مؤشرات جودة التعليم الجامعي مؤخراً في تركياً وانخفاض الأقساط الجامعية وكلف المعيشة إذا ما قورنت بأقساط الدراسة في جامعات مقاربة للجامعات التركية وكلف المعيشة في بلدانهم الاصلية.

  2. الطلبة العرب الحاصلين على منح دراسية من جامعات حكومية تركية لاستكمال دراستهم الجامعية، ومن الجدير بالذكر أن عدد المنح المرصودة للطلبة العرب في تزايد.

  3. الراغبين في الحصول على فرصة عمل مناسبة وقريبة من اختصاصاتهم لا بد من أن يتعلموا اللغة التركية لدعمهم في العمل وضمان أعمال تتناسب مع مستواهم التعليمي واختصاصاتهم الجامعية.

  4. الراغبون بنقل استثماراتهم وأعمالهم إلى تركيا نظراً للنمو الاقتصادي المتوقع لتركيا، والدور الذي من المنتظر أن تلعبه بصفتها الاقتصاد الأكثر نمواً في منطقة الشرق الأوسط.

  5. من تدفعهم ظروف عدم الاستقرار الأمني أو الاضطهاد السياسي إلى مغادرة بلدانهم الأم والانتقال للعيش في تركيا كلاجئين، مثل الجالية السورية واليمنية والليبية، وتعتبر الجالية السورية هي الأكبر من حيث العدد والأكثر تفاعلاً مع المجتمع التركي.

  6. الأشخاص الذين يبحثون عن مغامرة جديدة في الحياة، أو الأشخاص الذين يهوون تعلّم لغات جديدة.

 

هل تعلم اللغة التركية بالعربية سهل ومفيد؟

طُرح السؤال على الأستاذة دارين الجابي والأستاذ ميرت جنكيز خان، حول ما إذا كان من السهل والمفيد تعلم التركية بالعربية عن طريق متابعة المحتوى الالكتروني المعروض باللغة العربية على منصات التواصل الاجتماعي وعلى قنوات اليوتيوب وكان رأيهم كالتالي: 

إن تعلم اللغة التركية بالعربي سهل ومفيد، لكنه لا يغُني أبداً عن الدراسة في المعاهد المختصة لتعليم اللغة التركية، كما تقول الأستاذة دارين، لكنّها تُشجّع على تعلم اللغة في المعاهد المتخصصة في تعليم اللغة التركية مثل المعاهد التي تُدرّس وفق منهاج TOMER في حال رغبة مُتعلّم اللغة التركية الانضمام إلى مقاعد الدراسة أو العمل الإداري والمكتبي في تركيا، إذ تُقدّم تلك المعاهد الدعم اللازم للدراسة الأكاديمية وتعليم لغة التواصل الرسمية، وأضافت أن تعلم اللغة التركية بالعربي مفيد وسهل لمن يرغب بالإقامة في تركيا والاستمتاع بجمال طبيعتها من دون الانخراط والتعامل مع المجتمع التركي، وتقتصر تعاملاته على الحد الأدنى من التواصل في الأسواق والمطاعم والمقاهي أو زيارة المواقع السياحية، حيث يبقى الحوار ضمن نطاق محدود وسطحي. 

تعلّم اللغة التركية من الأساتذة الأتراك الذين لا يتحدثون بلغة الطالب الأم كاللغة العربية يُشجع الطالب على بذل جهد مُضاعف لفهم اللغة والتركيز أثناء الحصة، ويُخرج الطالب من حالة الاسترخاء ومنطقة الراحة التي قد يقع فيها عند تعلم التركية بالعربية، فيقوم بتفسير كل ما يُشرح إلى اللغة العربية، حيث يعتقد أن تعلم التركية بالعربي سهل.

وتضيف الأستاذة الجابي أنّ تدريس اللغة التركية بالعربية يُفقد اللغة التركية جزءاً من روحها كما أن ترجمة القوالب المستخدمة في اللغة التركية إلى اللغات الأخرى سيُفقد اللغة التركية جماليتها وجوهرها. 

لكنّ الأستاذة الجابي تنصح طلابها بتعلم اللغة التركية بالعربي كونه سهل، ولكن كمصدر ثانوي للاستزادة  أو لتفسير ما قد يعجز أحياناً الأستاذ التركي عن إيصاله، وتؤكد أن تعلّم التركية بالعربي يجب أن لا يتعدّى في أقصى الحالات 10% من العبء الدراسي لمنهاج اللغة التركية. 

 

أفضل الطرق لتطوير اللغة التركية بشكل مفيد وسهل

عن أفضل الطرق لتطوير اللغة التركية التي يُنصح الطالب بالقيام بها كنشاطات إضافية إلى جانب الالتحاق بمعاهد اللغة المختصة بتعليم اللغة التركية، تلخّصت إجابات الأساتذة بالطرق التالية: 

  1. الاختلاط مع المجتمع المحلّي في المنطقة التي تسكن فيها على قدر الإمكان والقيام بفعاليات مشتركة مع المحليين.

  2. البحث والتعمق في القراءة عن ثقافة البلد للتعرف عليها بشكل أفضل، وبالتالي يسهل على المغتربين البدء بأحاديث مشتركة مع الآخرين في الأماكن العامة.

  3. متابعة المسلسلات والبرامج التركية، أو الاستماع الى الراديو لتحسين اللغة.

 

اقرأ أيضاً:

هل تركيا دولة عربية؟

هل تركيا دولة أوروبية؟

هل تعلم اللغة الإنجليزية صعب؟

هل يمكن تعلم اللغة الإنجليزية مجاناً؟

هل تعلم اللغة الفرنسية للمبتدئين سهل؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على