` `

هل يمكن الحمل في سن الخمسين؟

صحة
25 أكتوبر 2020
هل يمكن الحمل في سن الخمسين؟
قد يكون من الصعب على امرأة أن تحمل في سن الخمسين بشكل طبيعي وتنجب طفلاً سليماً (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

نعلم جميعاً أنّ احتمالات الحمل تقلّ مع تقدم المرأة في السن، لكن التطورات المستمرة في التكنولوجيا الطبية تظهر خلاف ذلك. خلقت علاجات العقم إمكانيةً للمرأة بأن تحمل في سنّ كان يُعتقد أنّ الحمل فيه مستحيل تماماً. قد تجد النساء اللواتي يعانين من مشاكل طبية أو مشاكل في الخصوبة صعوبة في الإنجاب، إلا أنّه أصبح لديهن الآن بعض الخيارات التي قد تجعل من الممكن لهنّ أن يصبحن أمهات. اليوم، تحاول العديد من النساء في منتصف الثلاثينيات ومنتصف الأربعينيات الحمل وإنجاب الأطفال، ولكن ماذا عن النساء في الخمسينيات من العمر؟

إذا كنت تفكرين في إنجاب طفل في سن الخمسين، أو إذا كنت في الخمسينيات من العمر وتتوقعين وجود حمل، فربما يكون لديك الكثير من الأسئلة. هذا المقال يبحث في هذه الأسئلة مما قد يقدّم لك بعض الإجابات التي قد تفيدك.

 

آخر سن للحمل

تقع ذروة سنوات الخصوبة والإنجاب للمرأة بين أواخر سن المراهقة وأواخر العشرينات، وتبدأ احتمالات خصوبة المرأة بالانخفاض في بداية الثلاثينات وتزداد وتيرة هذا الانخفاض بعد سن الخامسة والثلاثين بشكل ملحوظ، وكلما تقدمت المرأة في السنّ كلما قلّت فرص الحمل والانجاب لديها، إلّا أنّه بوسع المرأة الانجاب طالما لم تصل لسنّ اليأس وانقطاع الدورة الشهرية، ويختلف العمر الذي تنقطع به الدورة الشهرية من امرأة إلى أخرى نتيجة لمجموعة من العوامل لكنّه يتراوح عند أغلب النساء بين منتصف الأربعينات إلى منتصف الخمسينات. قد تنقطع الدورة الشهرية لدى بعض النساء بشكل متأخر، كما أنها قد تنقطع عند البعض الآخر في سنّ مبكّرة وهو ما يعرف بانقطاع الطمث المبكّر.

صورة متعلقة توضيحية

 

هل يمكن للمرأة أن تحمل بشكل طبيعي في الخمسينيات من عمرها؟

تنخفض مستويات الخصوبة لدى المرأة بعد سن الـ35 بشكل كبير، وتعدّ مستويات الخصوبة لمن تجاوزن سن الخمسين منخفضة بشكل عام. حتى البويضات المتبقية في هذه المرحلة، إن وُجدت، قد لا تكون قادرة على تكوين حياة جديدة. وبالتالي، قد يكون من الصعب على امرأة تبلغ من العمر 50 عاماً أن تحمل بشكل طبيعي وتنجب طفلاً سليماً لكن هذا لا يعني أن الأمر غير ممكن. تشير بعض الدراسات إلى أنّ فرص الحمل الطبيعي والصحي بعد سن الخمسين لا تتجاوز 1٪. يمكن للمرأة أن تحمل في الخمسينيات من عمرها، لكنها قد تحتاج للخضوع لعلاجات خصوبة مكثفة في بعض الأحيان، وفي حال حملت المرأة في الخمسينات من عمرها، فهناك احتمال كبير أن يولد الطفل بعيوب خلقية أو أن ينتهي الحمل بالإجهاض.

 

أعراض الحمل في سنّ الخمسين

بالنسبة للسيدات اللواتي يخضن تجربة الحمل في سنّ متقدّم، أي بعد سنّ الخامسة والثلاثين بشكل عام، غالباً ما يكونون أكثر عرضةً لحدوث مضاعفات للحمل كارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل أو ما يعرف بتسمّم الحمل وسكّري الحمل والحمل خارج الرحم، وعادةً ما يطلب الطبيب المشرف على الحمل إجراء فحوصات دورية للتأكد من عدم وجود هذه المضاعفات.

صورة متعلقة توضيحية

بشكل عام، إنّ أعراض الحمل في سنّ الخمسين لا تختلف كثيراً عن أعراض الحمل في سنّ مبكّر ما لم تحدث لديها مضاعفات للحمل، ومن أهم أعراض الحمل في سنّ الخمسين:

  • غياب الدورة الشهرية
  • الشعور بالإعياء والتعب
  • الغثيان خلال ساعات الصباح
  • ألم واحتقان الثدي
  • النوم المتزايد خلال ساعات النهار
  • الإمساك
  • تقلّبات المزاج
  • حدوث آلام في أسفل البطن نتيجة لتقلصات الرحم
  • الحاجة إلى التبول بشكل متكرر



هل هناك فوائد للحمل في سنّ الخمسين؟

يمكن أن يكون لتأجيل الحمل والإنجاب حتى سن الخمسين بعض الفوائد، حيث غالباً ما يكون الأبوان في هذا العمر قد حظوا بمتسع من الوقت لتوفير المال، وأصبحوا أكثر أماناً من الناحية المالية لطفلهم، كما أنّ الإنسان مع تقدّم العمر يراكم التجارب والخبرات الحياتية فيصبح أكثر حكمةً وصبراً. وهناك بعض الأدلة على أن الأطفال المولودين لأبوين أكبر سناً يحققون مستويات أعلى من التعليم.

صورة متعلقة توضيحية

قد يكون لتأجيل الحمل فوائد للأم أيضاً، فقد أشارت دراسة أجريت عام 2012 إلى أن النساء اللواتي أنجبن طفلهن الأخير أو الوحيد بعد سنّ الأربعين كان لديهنّ خطر أقل للإصابة بسرطان الرحم.

 

هل هناك مخاطر للحمل في سنّ الخمسين؟

ينطوي الحمل في سن الخمسين على مخاطر أكبر للأم ولطفلها مقارنة بالحمل في سن أصغر، ففي حين أن إنجاب طفل في عمر متقدّم يمكن أن يكون أسهل من بعض النواحي، فقد يكون الحمل أيضاً أكثر صعوبة، باعتبار أنّ الحمل في هذا العمر يعتبر عالي الخطورة.

صورة متعلقة توضيحية

وتشمل بعض مخاطر إنجاب الأطفال في سن الخمسين من العمر ما يلي:

  • ارتفاع خطر الإصابة بتسمم الحمل، وهو نوع من ارتفاع ضغط الدم يتطور أثناء الحمل ويمكن أن يهدد الحياة.
  • ارتفاع خطر الإصابة بسكّري الحمل
  • ارتفاع خطر حدوث الحمل خارج الرحم
  • ارتفاع خطر انزياح المشيمة
  • ارتفاع خطر الحاجة إلى الولادة القيصرية
  • ارتفاع خطر إجهاض
  • ارتفاع خطر موت الجنين داخل الرحم

بالإضافة إلى ذلك، هناك عوامل خطر تتعلق بالطفل، وكلما كان الحمل في سنّ متأخر أكثر زادت هذه مخاطر:

  • صعوبات التعلم
  • العيوب والتشوهات خُلقية
  • الاختلالات المرتبطة بالكروموسومات، مثل متلازمة داون
  • انخفاض وزن المولود عند الولادة
صورة متعلقة توضيحية

 

الحمل في الثلاثينات

في السابق كانت النساء تحمل في أعمار مبكرة نسبيًا، وكان الحمل يحصل في مراحل عمرية تعتبر اليوم غير مناسبة لمتطلبات العصر، أما في الوقت الحالي فقد أصبح الحمل في الثلاثينيات من الأمور البديهية، إذ تقوم المرأة في الوقت الحالي بأدوار متعددة مما جعل الحمل في الثلاثينيات بالنسبة لها هو الخيار الأنسب، وذلك لما يرتبط بالحمل من مسؤوليات ولما يفرضه الطفل من تغيير على نمط حياة المرأة. ويرتبط الحمل في الثلاثينيات ببعض الاعتبارات الصحية التي قد تثير القلق أو التساؤلات لدى بعض النساء. تتحدث هذه الفقرة عن فرص الحمل في الثلاثينيات، وعن المساوئ والمحاسن المرتبطة بالحمل في الثلاثينيات، كذلك عن الأسباب التي قد تؤخر حصول الحمل في الثلاثينيات.

من المحتمل جدًا أن تتمكن المرأة من الحمل في الثلاثينيات خصوصًا قبل الوصول إلى 35 عامًا، ومن الوارد جدًا أن يحصل الحمل بشكل طبيعي دون اللجوء إلى التلقيح الاصطناعي في تلك المرحلة، ولكن على المرأة أن تعي تمامًا أن فرص الحمل بشكل طبيعي تبدأ بالانخفاض تدريجيًا عند الوصول إلى منتصف الثلاثينيات، وإن جودة البويضة يبدأ بالتناقص مما يسبب بعض المشاكل والتشوهات الخلقية للجنين، لذلك ينصح أطباء العقم وأمراض النساء بعدم تأجيل قرار الحمل عند الوصول إلى الثلاثينيات إذا ما كانت الظروف المحيطة ملائمة. وفي نفس السياق ينصح الأطباء بعدم تأخير الاستشارة الطبية في حال كانت المرأة قد وصلت الثلاثينيات بالفعل، أو أنها كانت تحاول الحمل بشكل متواصل لمدة عام دون نجاح المحاولات، فقد يكون هناك عارض صحي بالإمكان تداركه لحصول الحمل، حيث أن هناك العديد من الحالات الصحية التي بإمكانها أن تعرقل حدوث الحمل في الثلاثينيات، تاليًا أبرزها:

  1. إذا كانت الدورة الشهرية غير منتظمة أو كانت كميات الدم النازلة متفاوتة.
  2. ورم ليفي غير مشخص.
  3. اضطراب بطانة الرحم الهاجرة. 
  4. متلازمة تكيس المبايض. 
  5. الأمراض المنقولة جنسيًا. 
  6. التهاب أحد أعضاء الحوض.
  7. جراحة سابقة في عنق الرحم. 

وعلى الرغم من كون معظم حالات الحمل في الثلاثينات تكون صحية وخالية من أي مشاكل معقدة، إلا أن هناك فرصة كبيرة لحدوث بعض المضاعفات الصحية عند تجاوز المرأة عمر الـ 35، وقد يستمر بعض العوارض الصحية إلى ما بعد الولادة ليصبح مرضًا مزمنًا. تاليًا أبرز العوارض المرضية التي قد تصيب الحوامل اللواتي تجاوزت أعمارهن الـ 35 عام:

  1. سكري الحمل.
  2. ارتفاع ضغط الدم.
  3. الإجهاض.
  4. إصابة الطفل المولود بمتلازمة داون.
  5. مضاعفات الحمل خارج الرحم.

وفي المقابل يوجد حسنات من الناحية الحياتية عند حصول الحمل في الثلاثينيات، والتي تنعكس مباشرة على الطفل المولود وعلى العائلة بشكل عام، وهي كالتالي:

  1. الاستقرار الوظيفي: في الغالب تصل المرأة في عمر الثلاثينات إلى الاستقرار الوظيفي الذي يمكنها من إعالة الطفل المولود بشكل أفضل.
  2. إدارة الوقت: تتمكن النساء اللواتي اختبرن تجربة الحمل في الثلاثينيات من تنظيم أمور العمل والمنزل والطفل الجديد بشكل أفضل.
  3. القدرة على التربية: تتمتع النساء اللواتي بلغن الثلاثينيات من العمر بمرونة وصبر وقوة تحمل وهي صفات محمودة عندما يتعلق الأمر بتربية الأطفال، فهن أكثر حكمة أيضًا وأكثر قدرة على توجيه الطفل إلى خيارات أفضل في الحياة.

 

الحمل في عمر الخمسين

تنقل الصفحات الإخبارية قصص الحمل في عمر الخمسين على إنها أخبار فريدة تستحق النشر والاهتمام كونها حالات قد يندر حدوثها، كما تنشر العديد من المواقع الأكاديمية آخر الأبحاث التي تبحث في احتمالات الحمل في عمر الخمسين وكيفية إيجاد سبل ممكنة لذلك.

تتحدث هذه الفقرة عن صعوبات الحمل في عمر الخمسين، بالإضافة إلى المخاطر الصحية المرتبطة بالحمل في عمر الخمسين أو ما يليه.

في السابق كان وصول المرأة لعمر الأربعين يعني التوقف الحتمي عن الحمل والإنجاب، وقد تذكر بعض المصادر عمر الـ 35 على أنه العمر الذي تواجه فيه العديد من النساء تحديات صحية حقيقية لحصول الحمل، وفي الواقع فإن العلم الحديث والتطور الطبي الحاصل أصبحا يجعلان الحمل في عمر الخمسين غير مستبعد في الوقت الحالي، إذ يتحدث العديد من الأطباء عن إمكانية الحمل في عمر الخمسين بمساعدة الطب الحديث بالاستفادة من تقنيات مثل تجميد البويضة وأطفال الأنابيب والتلقيح الصناعي والتبرع بالبويضات وغيرها، إذ أصبح الحمل في عمر الخمسين خيارًا حقيقيًا ومتاحًا للعديد من النساء حول العالم.

أمّا بالنسبة للعوامل التي تجعل الحمل في عمر الخمسين صعبًا وينطوي على العديد من التحديات، يجب في البداية فهم التغيرات التي تطرأ على آلية التكاثر عند النساء عند الوصول إلى عمر الخمسين، كما يجب إدراك المخاطر الصحية المرتبطة بالحمل في عمر الخمسين.

  • التقلبات الطبيعية في مستويات الهرمونات بعد عمر الخمسين: خلال سنوات الخصوبة التي تمتد من أواخر عمر المراهقة إلى مطلع الثلاثينات من عمر المرأة، يقوم الجسم بإنتاج بضعة هرمونات رئيسية تساهم في تخصيب البويضة ودعم الحمل لاحقًا، وهي هرمون الأستروجين والبروجسترون وهرمون الملوتن (LH) وهرمون تحفيز الجريب. وعند الوصول إلى المرحلة الانتقالية التي تسبق انقطاع الطمث بشكل تام، تبدأ مستويات الهرمونات بالتأرجح صعودًا ونزولًا، إذ ينتج الجسم كميات غير كافية لنزول بويضة قابلة للتخصيب، كما قد يعجز الجسم عن إنتاج كميات البروجيستيرون والأستروجين الكافية لدعم الحمل في حال تخصيب البويضة، مما يجعل الحمل بعد الخمسين أمرًا صعبًا ولكن غير مستحيل، فقد تطلق المبايض بويضة قابلة للتخصيب بين الحين والآخر، لذلك يعتبر حصول الحمل واردًا ولكنه مشروط بالمتابعة الطبية الحثيثة.
  • المخاطر المرتبطة بالحمل في عمر الخمسين: قد تتمكن بعض النساء من الحمل في عمر الخمسين إما بطريقة طبيعية أو عقب الخضوع لعلاجات الخصوبة المختلفة كالتلقيح الصناعي وغيرها من التقنيات، ولكن في المجمل وعلى الرغم من اختلاف الطرق لحصول الحمل، يرتبط الحمل في عمر الخمسين بجملة من المخاطر الصحية، وقد توصلت دراسة منشورة إلى أن النساء اللواتي قد حصل عندهن الحمل في عمر الخمسين باستخدام علاجات الخصوبة، هن في الغالب أقل عرضة لمواجهة بعض المخاطر الصحية خلال الحمل، على النقيض من النساء اللواتي حصل عندهن الحمل في عمر الخمسين بشكل عفوي، إذ يعتبرن أكثر عرضة لزيادة الوزن المفرطة وارتفاع ضغط الدم والإصابة بسكر الحمل، كما قد تتعرض هؤلاء النساء إلى الإجهاض والحمل خارج الرحم أو الولادة عن طريق العملية القيصرية، مع تأكيد الدراسة على أن الاختلافات الفردية بين النساء الحوامل في عمر الخمسين تلعب دورًا في تقليص أو زيادة المخاطر أثناء الحمل. كذلك أكدت الدراسة على ضرورة القيام بدراسات مستقبلية أخرى للبحث في عوامل الخطر المرافقة للحمل في عمر الخمسين.

 

ما هي نسبة الحمل في سن الخمسين؟

تتساءل العديد من النساء ما هي نسبة الحمل في سن الخمسين في حال وصلت إلى هذا العمر ورغبت بالحمل والولادة، إذ يراود حلم الأمومة العديد من النساء حتى عند وصولهن إلى سن الخمسين، ولكن هل بالإمكان تحقيق ذلك الحلم فعلًا؟

تجيب هذه الفقرة عن سؤال ما هي نسبة الحمل في سن الخمسين؟ وتذكر أيضًا بعض المخاطر التي ينطوي عليها الحمل في سن الخمسين لكلًا من الحامل والجنين.

تولد جميع الإناث بعدد محدود من البويضات في المبيض، وتبلغ جودة البويضات ذروتها في سنوات الإنجاب الأولى من حياة الأنثى، والتي تتمثل في العشرينيات من العمر، ومع الوصول إلى الثلاثينيات تتناقص قدرة المرأة طبيعيًا على الإنجاب، وبحسب إحصائية منشورة فإن عدد النساء غير القادرات على الإنجاب في سن 25 عامًا بلغت 4,5%، أما في عمر الثلاثينات فيتضاعف الرقم ليبلغ 20%، وهكذا ترتفع النسبة لتصل إلى ما يقارب 100% من مجموع النساء في الخمسينات اللواتي شاركن في الإحصائية، إذ بلغ مجموع النساء اللواتي شاركن في الدراسة 580،000 امرأة في مراحل عمرية متنوعة، وبحسب الإحصائية فإن ارتفاع نسبة العقم مع التقدم في العمر مرتبط بشكل أساسي بتراجع جودة البويضة مع الوصول إلى مرحلة ما قبل انقطاع الطمث.

وبحسب تقرير المركز الوطني الأمريكي للإحصاءات الصحية للعام 2017، فإن معدل المواليد الذين كانوا من أمهات تتراوح أعمارهن بين 50-54 عامًا بلغت 0.8 ولادة لكل 10000 امرأة، وكانت نسب المواليد الأعلى للمواليد الذين كانت أعمار أمهاتهم أقل من 45 عام، أي في الثلاثينيات و العشرينيات من العمر. ومع أن نسبة الحمل في سن الخمسين تعد منخفضة جدًا بحسب التقرير، إلا أنها لا تزال قائمة وتصحح المقولة التي كانت تقضي باستحالة حصول الحمل بعد تجاوز منتصف الأربعينات.

وعلى الرغم من وجود احتمالات لحصول الحمل بطريقة عفوية أو بمساعدة التلقيح الصناعي وغيره في عمر الخمسين، إلا أن الحمل في عمر الخمسين يعتبر من الأمور المحفوفة بالمشاكل الصحية، والتي تنطوي على مخاطر متعددة لا تقتصر على الأم الحامل فقط، إنما قد تلحق أضرارًا دائمة بالمولود لتستمر مدى الحياة، وفي بعض الأحيان قد يهدد الحمل في عمر الخمسين حياة كل من الأم والجنين. تاليًا أبرز المخاطر التي ترافق النساء اللواتي يحملن في أعمار متقدمة:

  1. خطر الإجهاض: تكون النساء الحوامل اللواتي بلغن عمر الخمسين أكثر عرضة للإجهاض، إذ ترفع الجودة المتردية للبويضة من فرص حصول الإجهاض، كما يعزز تغير الهرمونات وتقلباتها في سن الخمسينات من احتمالات حصول الإجهاض في أي مرحلة من مراحل الحمل. وأخيرًا فإن التغيرات الحاصلة في بنية الرحم ترفع هي الأخرى من فرص الإجهاض عند النساء اللواتي حملن في سن الخمسين.
  2. الأمراض الوراثية: تنخفض جودة البويضة الأنثوية مع التقدم في العمر، وعند بلوغ النساء سن الأربعين ترتفع فرص الجنين بالإصابة بمتلازمة داون، والتي تُفسر على أنها انقسام غير طبيعي في البويضة ناجم عن تدني جودة البويضة عند التقدم في العمر.
  3. الولادة المبكرة: يرفع الحمل في سن الخمسين من فرص حصول الولادة المبكرة، ويقصد بها الولادة قبل الأسبوع 37 من الحمل، ويرتبط هذا النوع من الولادات بعدة مخاطر صحية للطفل ومنها الشلل الدماغي وصعوبات التعلم والنمو.
  4. مضاعفات أخرى: تكون الحوامل اللواتي تجاوزن سن الخمسين أكثر عرضة لحصول بعض المضاعفات الصحية، خصوصًا إذا ما تمت المقارنة بين حالتهن وحالات الحوامل الأصغر عمرًا، ومن ضمن تلك المخاطر ارتفاع ضغط الدم والسكتات الدماغية والنوبات القلبية وسكري الحمل ومشاكل القلب.

 

هل تنجب المرأة في عمر الخمسين؟

يتبادر سؤال هل تنجب المرأة في سن الخمسين على بال الكثير من النساء اللواتي يرغبن بالإنجاب عند وصولهن إلى عمر الخمسين لأسباب متعددة، فقد يكون تأخير قرار الإنجاب إلى عمر الخمسين راجعًا لرغبة المرأة نفسها، أو بسبب وجود ظروف منعت الإنجاب في مراحل سبقت عمر الخمسين.

تجيب هذه الفقرة عن سؤال هل تنجب المرأة في عمر الخمسين؟ كما تستعرض بعض الإحصائيات المهمة المتعلقة بالإنجاب في عمر الخمسين، وأخيرًا تعدد بعض الخطوات التي قد تجعل المرأة تنجب في عمر الخمسين.

إجابة سؤال هل تنجب المرأة في عمر الخمسين المختصرة هي نعم، تستطيع بعض النساء الإنجاب في عمر الخمسين، وقد يحصل الحمل بشكل طبيعي وبدون أي مساعدة طبية وقد تلجأ بعض النساء إلى علاجات الإخصاب أيضًا للمساعدة في حصول الحمل، ولكن يبقى الإنجاب في عمر الخمسين بشكل عفوي مرهونًا بأمرين رئيسين هما:

1- حدوث التبويض: من الممكن أن تنجب المرأة في عمر الخمسين ما دامت الدورة الشهرية لا تزال موجودة والمبايض قادرة على إنتاج بويضات صالحة للتخصيب، إذ يضطرب نزول الدورة الشهرية خلال السنوات الانتقالية التي تسمى مرحلة ما قبل انقطاع الطمث، والتي قد تمتد إلى فترة تتراوح ما بين 5-10 سنوات كمعدل، ونتيجةً الاضطراب تتفاوت كميات الدم النازلة خلال أيام الدورة، كما وتلحظ النساء في تلك المرحلة تغيرًا في عدد أيام نزول الدم فتصبح أطول أو أقصر من المعتاد، ولكن توصف كل تلك التغيرات الطبيعية وتدل على استمرار إنتاج البويضات من قبل المبيض، وهو ما يجعل فرص الحمل في عمر الخمسين قائمة وإن كانت ضئيلة للغاية. وعلى العكس لا يمكن للمرأة أن تنجب في عمر الخمسين إذ كان نزول الدم قد انقطع لمدة 12 شهر متتالية، عندئذ تعتبر المرأة قد دخلت رسميًا إلى مرحلة انقطاع الطمث ليتوقف إنتاج البويضات في المبيضين تمامًا في تلك المرحلة.

2- فعالية هرمونات الخصوبة: من الممكن أن تنجب المرأة في عمر الخمسين في حال كانت هرمونات الخصوبة لا تزال تعمل بشكل فاعل ومنتظم في الجسم، إذ يعتبر وجود تلك الهرمونات أمرًا أساسيًا لحصول الحمل في عمر الخمسين أو في المراحل العمرية التي تسبق ذلك، إذ يعتبر قسم من تلك الهرمونات مسؤولًا عن إنتاج البويضات الصالحة للتخصيب، كما ويتولى القسم الآخر من هرمونات الخصوبة تهيئة الجهاز التناسلي لدعم الحمل قبل وأثناء فترة الحمل. وقد تلجأ بعض النساء للعلاجات الهرمونية لاستعادة توازن هرمونات الخصوبة وبالتالي حصول الحمل، وسواء كان اضطراب هرمونات الخصوبة حاصًلا مع التقدم في العمر أو بسبب وجود حالة مرضية، لا بد من أخذ تلك العلاجات تحت إشراف طبيب مختص ووفق خطة علاجية مدروسة نظرًا لخطورتها وتأثيرها على الصحة. ويجدر التذكير بأن أخذ العلاجات الهرمونية لا يضمن حصول الحمل إنما يرفع من فرص حصوله وإن كانت محدودة عند بلوغ الخمسين من العمر.

هذا وتنصح المراجع الطبية النساء اللواتي يأملن بحصول الحمل في الخمسين من العمر باتباع بعض الطرق لرفع فرص حصول الحمل، تاليًا أبرز النصائح في ذلك الصدد:

  1. تعقب مواعيد الإباضة: تنصح النساء اللواتي يرغبن بالحمل في عمر الخمسين أو سواه بمراقبة أعراض الإباضة، إذ يساعد ذلك في تحديد الوقت المناسب لمحاولة الحمل، ومن الممكن أن تستخدم المرأة جهاز فحص الإباضة المنزلي أو مراقبة الأعراض الطبيعية المتمثلة بألم الثدي ونزول الإفرازات المهبلية.
  2. تحسين نمط الحياة: من الممكن أن يساهم ممارسة التمارين الرياضية واتباع الحمية الصحية في رفع فرص حصول الحمل في عمر الخمسين.
  3. الاستعانة بالتقنيات الطبية الحديثة: من الممكن أن تلجأ بعض النساء إلى الطب من أجل الحمل في مرحلة انقطاع الطمث أو بعدها، ومن تلك الطرق التلقيح الاصطناعي أو استخدام بويضة من متبرعة، وبالإمكان أن تقوم النساء بعمل تلقيح اصطناعي في الخمسين من العمر باستخدام بويضتها المجمدة سابقًا.

 

لأي عمر يمكن للمرأة أن تحمل؟

تشهد أعداد الأمهات اللواتي حملن بعد عمر ال 35 تزايدًا ملحوظًا في الآونة الأخيرة، ولا يقتصر ذلك على النساء في عمر الأربعين إنما يتعداه إلى النساء اللواتي هن في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث، ولكن لأي عمر يمكن للمرأة أن تحمل؟

تجيب الفقرة التالية عن سؤال لأي عمر يمكن للمرأة أن تحمل؟ كما تعدد بعض الطرق التي بإمكانها التقليل من المخاطر المرتبطة بالحمل في عمر متقدم نسبيًا.

الإجابة المباشرة عن سؤال لأي عمر يمكن أن تحمل المرأة، من الممكن أن تحمل المرأة حتى وصولها إلى مرحلة انقطاع الطمث التام، والتي يختلف توقيتها بين النساء ولا يمكن تحديد عمر معين للوصول إليها، فقد تصل إحداهن إلى انقطاع الطمث التام في الخمسينات بينما تصل الأخرى في مطلع الستينات من عمرها. وللتوضيح لابد من القول إن باستطاعة المرأة أن تحمل بمساعدة تقنيات الخصوبة الحديثة لحين وصولها إلى عمر الستين أو ما بعد ذلك في حالات نادرة، إذ عادة ما يتم الحمل في تلك الأعمار إما بالتلقيح الاصطناعي أو بمساعدة بويضة من متبرعة أصغر سنًا. أما حينما يتعلق الأمر بالحمل بصورة طبيعية فإن الأمر مختلف، ويرجع ذلك لانخفاض معدلات الخصوبة بشكل ملحوظ عند التقدم في العمر لدى الغالبية العظمى من النساء، كما وتنخفض جودة البويضات التي تنتجها المرأة عند الوصول إلى مرحلة ما قبل انقطاع الطمث. بالإضافة إلى ذلك، تصاب النساء الأكبر من 35 عامًا بالعديد من الاضطرابات التي تصعب حصول الحمل الطبيعي مثل الانتباذ الرحمي وغيرها. ومع هذا من الممكن أن تحمل نسبة ضئيلة من النساء بشكل طبيعي حتى مع الوصول إلى مرحلة ما قبل انقطاع الطمث، وبحسب المختصين فإن فرص حصول الحمل طبيعيً تتصاعد كلما كانت ممارسة العلاقة الجنسية منتظمة ومدروسة وضمن مواعيد الإباضة، كذلك كلما قلت الموانع الصحية التي تمنع حصول الحمل طبيعيًا.

وفي الواقع ينطوي الحمل والإنجاب في مراحل عمرية متقدمة على الكثير من المخاطر الصحية للجنين والأم أيضًا، ولكن من خلال التخطيط المسبق من الممكن تقليص فرص حصول العديد من تلك المشاكل، والتي تشمل التشوهات الولادية والإجهاض وغيرها. تاليًا بعض الخطوات التي يمكن أن تقلص فرص حصول بعض المخاطر الصحية:

1- الحصول على الاستشارة الطبية قبل البدء بمحاولات الحمل ومناقشة المخاطر الصحية المحتملة مع الطبيب المختص.

2- القيام بالفحوصات الجينية والوراثية اللازمة للتقليل من فرص حصول التشوهات الخلقية أو انتقال الأمراض الوراثية.

3- مراقبة تطور الطفل في رحم الأم عن طريق مواعيد الرعاية الصحية المكثفة.

4- معالجة الحالات المحتمل حصولها أولًا بأول مثل ضغط الدم العالي أو سكري الحمل.

5- إجراء عملية ولادة قيصرية مخطط لها للتقليل من فرص حصول مشاكل غير متوقعة عند الولادة الطبيعية.

وإضافةً إلى ما سبق، يقدم المختصون بعض النصائح للنساء الحوامل أو اللواتي يرغبن بالحمل ممن تجاوزت أعمارهن 35 عامًا، تاليًا أبرزها:

  1. الإقلاع عن التدخين فورًا.
  2. اتباع حمية غذائية متوازنة ومغذية وتضمن الحصول على مختلف العناصر الغذائية والمعادن المهمة للجسم.
  3. التوقف عن تعاطي الكحول أو المواد المخدرة.
  4. التخفيف من الوزن قبل البدء بمحاولات الحمل، إذ تؤثر الزيادة في الوزن على فرص حدوث الحمل.
  5. اتباع نمط حياة نشط والابتعاد عن الخمول والكسل على قد المستطاع.
  6. التقليل من تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل الشاي والقهوة، ولا يقتصر ذلك على فترة المحاولات التي تسبق الحمل، بل تنصح الحوامل أيضًا بالحد من تناول تلك المشروبات لاحتوائها على نسبة عالية من مادة الكافيين المنبهة الضارة للجنين.
  7. المحافظة على الصحة العامة ووقاية النفس من الإصابة بالأمراض والعدوى، كذلك تجنب الذهاب إلى الأماكن أو الأشخاص الذين يشتبه إصابتهم بالحصبة الألمانية، لما لها من أثر خطير على الأم والجنين.
  8. عدم تناول الأطعمة التي يشتبه أنها محضرة بطرق لا تطابق أسس السلامة العامة، كذلك عدم تناول اللحوم النيئة وغير المطبوخة بشكل كامل.

 

اقرأ أيضًا:

هل يمكن علاج عدم الانتصاب الكامل؟

هل هناك فرق بين مغص الدورة ومغص الحمل؟

هل هناك فرق بين ألم الظهر في الدورة والحمل؟

هل الحناء تضر الحامل في الشهور الأولى؟

هل القفز يسبب الإجهاض؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على