تحقيق مسبار
تقع الشيشان في وسط المنحدر الشمالي للقوقاز الكُبرى إلى جوار سهل الشيشان. طول الإقليم من الشرق إلى الغرب 110 كم بحسب الموقع الرسمي لجمهورية الشيشان أما عن طول الإقليم من الشمال الى الجنوب فيبلغ 170 كم.
لا يوجد حدود مُرسمة ثابتة حالياً بسبب وجود نزاعات بين الشيشان من جهة وجارتها أنغوشيا من جهة أخرى على ترسيم الحدود بينهما، إذ تشترك الشيشان بالحدود مع أنغوشيا وأوسيتيا الشمالية من جهة الغرب، وتشترك بالحدود من الشرق والجنوب مع داغستان، ويحد الشيشان من جهة الجنوب جوريا أما شمالاً تحدها روسيا.
هل الشيشان جمهورية؟
الشيشان جمهورية تابعة للاتحاد الروسي الفيدرالي. في عام 1991 وصل الجنرال جوهر دوداييف إلى الحكم وأعلن استقلال الشيشان عن روسيا وأعلن مدينة غروزني عاصمةً لدولة الشيشان. لم تعترف موسكو بهذا الانفصال، وشنّت روسيا حملتين عسكريتين في عامي 1994 و 1996 على العاصمة غروزني لإخضاع الشيشان مرةً أُخرى تحت سيطرتها.
وصولاً إلى العام 1996 حيث أصبحت الشيشان جمهورية ولكن ليس بشكل رسمي، وعيّنت روسيا رئيسا للجمهورية وتُعرف الجمهورية الشيشانية على أنها أحد جمهوريات الاتحاد الروسي الفيدرالي شأنها في ذلك شأن باقي دول الاتحاد الروسي الفيدرالي ال 15 مثل داغستان ومنغوليا ولاتفيا.
الرئيس الحالي لجمهورية الشيشان هو رمضان قديروف من مواليد 1976 عُين من قبل موسكو بصفته الحاكم الإداري لجمهورية الشيشان في 2007 فور بلوغه سن الثلاثين وهو السن القانوني لتولي منصب الرئاسة في البلاد.
ديانة السكّان في الشيشان
يبلغ عدد السكان في الشيشان 1,465,791 حسب تعداد 2019 المنشور على الصفحة الرسمية لجمهورية الشيشان. يدين السواد الأعظم من مواطني الجمهورية الشيشانية بالدين الإسلامي، وأكثرهم من متبعي الطرق الصوفية.
لم تكن ممارسة الشعائر الإسلامية مسموحة أبَان حكم الشيشان من قبل الإتحاد السوفيتي، إذ كانت تلك الشعائر تُمارس بطريقة سرية، وعلى الرغم من ذلك، يلعب الإسلام دوراً كبيراً في الحياة الاجتماعية الشيشانية، وظل الدين محافظاً على مكانته الجوهرية في المجتمع الشيشاني.
في الوقت الحالي يمارس الشيشانيون شعائرهم واحتفالاتهم الدينية بطريقة علنية، وتُدرّس مادة التربية الإسلامية في جميع المدارس وفي مختلف المراحل.
إلى جانب الإسلام، هناك أقليات مسيحية أرثوذكسية في جمهورية الشيشان يتبعون في أكثرهم تعاليم الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، ويمارسون احتفالاتهم الدينية مثل عيد الفصح وعيد الميلاد بكل حرية في جمهورية الشيشان.
اللغة الرسمية والمحكية في جمهورية الشيشان
اللغة الرسمية للجمهورية الشيشانية هي اللغة الشيشانية، والتي تتفرد بكونها لا تُشبه أي لغة ثانية ولا ترتبط بأي لغة أخرى خارج منطقة القوقاز، لكنّها تتقارب قليلاً مع اللغة في داغستان ولغة أنغوشيا.
خلال حكم الاتحاد السوفييتي، كانت اللغة الثانية في البلاد هي اللغة الروسية، حيث كانت تُدرّس في المدارس مع اللغة الشيشانية وهي لغة المعرفة والمناهج العلمية لمختلف المراحل الدراسية، كذلك كان الإعلام المرئي والمسموع يستخدم اللغة الروسية مع اللغة الشيشانية، كما كانت إجادة اللغة الروسية ضرورية للتقديم إلى الوظائف الحكومية المرموقة في الشيشان.
مع بدء الحركات الوطنية الإنفصالية في البلاد الداعية إلى استقلال الشيشان عن روسيا، تصاعدت الدعوات إلى تنقية اللغة الشيشانية من المفردات الروسية وعدم استخدام اللغة الروسية في الخطابات الرسمية الشيشانية وفي الإعلام والمناهج التعليمية والدراسية، وتم تطوير المناهج وتغييرها إلى اللغة الشيشانية وتعزيز التحدث باللغة الشيشانية المنقحة. لكن مع عودة جمهورية الشيشان إلى الصلح مع روسيا وانضمامها إلى روسيا الاتحادية، استعادت اللغة الروسية وجودها في الحياة اليومية في الشيشان، لكن على نطاق محدود يقتصر على تدريسها كلغة ثانوية في المناهج.
المناخ في جمهورية الشيشان
المناخ السائد في جمهورية الشيشان هو المناخ القاري، وعلى الرغم من ذلك تمتاز الجمهورية بتنوع الظروف المناخية فيها وتنتشر على طول أراضيها اشكالاً متنوعة من التضاريس مثل الغابات والسهول وصولاً إلى الجبال التي تتشكل على قممها الثلوج على مدار العام.
درجات الحرارة متنوعة للغاية، ويرجع التنوع إلى تنوع المناخات فيها من المناخ الجاف الصحراوي إلى المناخ الرطب البارد في قمم الجبال. كذلك يتباين توزيع الأمطار فيها لتُسجّل الأراضي المنخفضة أقل نسبة هطول مطري وترتفع تلك النسبة عند التوجه جنوباً لتصل إلى 800-1000 في المناطق الجنوبية من البلاد.
الثروات الطبيعية في جمهورية الشيشان
تشمل الموارد الطبيعية لجمهورية الشيشان على الوقود الطبيعي والنفط والغاز الطبيعي وكذلك ترسبات المواد الخام من الطين والطوب واحتياطي عالي من الإسمنت والحجر الجيري والجبس. وتعتمد الشيشان على صادراتها من النفط والغاز الطبيعي.
أما الثروة المائية في البلاد فهي تنقسم إلى الأنهار الجليدية وثلوج جبال الألب الذائبة بالإضافة إلى الأنهار الناشئة من الينابيع، كما ينتشر في الشيشان ينابيع المياه المعدنية ذات خصائص علاجية فريدة.
أبرز المعالم السياحية في جمهورية الشيشان
يُعتبر النشاط السياحي في جمهورية الشيشان حديث نسبياً، إذ لا يزال التخوّف قائماً من السفر إلى الشيشان، وتالياً أبرز المعالم السياحية في جمهورية الشيشان:
- مسجد غروزني الكبير، افتُتح المسجد في العام 2008، ويتميّز بأسلوب العمارة الإسلامي الشيشاني، وأهم ما يُميز المسجد الرخام الذي يكسوه من الخارج والداخل بالإضافة الى استخدام الذهب الخالص في النقش على حائط المسجد.
- كنيسة سانت مايكل، أُعيد ترميمها في عام 2006 بعد الدمار الذي تعرّضت له في حروب الانفصال عن روسيا.
- مدينة أرغون، والتي تتمتع بمناظرها الطبيعية الخلابة وقُراها التقليدية.
ومن الجدير بالذكر أن متطلبات الحصول على تأشيرة سياحية إلى الشيشان هي ذاتها متطلبات الحصول على تأشيرة سفر سياحية إلى روسيا، على اعتبار أن جمهورية الشيشان تابعة للاتحاد الروسي الفيدرالي، كما لا يوجد لجمهورية الشيشان أي تمثيل سياسي أو سفارات أو قنصليات في عواصم العالم.
جولة سياحية في عاصمة جمهورية الشيشان غروزني
اقرأ أيضاً:
هل يحتاج اللبناني فيزا لدخول مصر؟