تحقيق مسبار
يُعاني الكثير ممّن هم في منتصف العمر من مشكلة البواسير الخارجية أو الداخلية بشكل مستمر، إذ يُواجه نصف الأشخاص بعمر الخمسين واحدًا أو أكثر من الأعراض الشائعة للبواسير، مثل الحكة أو ألم الشرج أو النزيف أو غيرها. ويبحث الكثير ممن يعانون من البواسير الخارجية أو الداخلية عن علاجها منزليًا.
يستعرض هذا المقال ما هي البواسير، وما هي أنواعها وأسبابها وطرق علاجها، وأبرز الطُرق المُتبعة في علاج البواسير الخارجية والداخلية منزليًا.
ما هي البواسير؟
تحدث هذه الحالة بسبب تورّم وانتفاخ مجموعة من الأوردة الدموية التي تقع تحت الأغشية المخاطية التي تبطّن الجزء السفلي من المستقيم والشرج, تمامًا كما هو الحال بدوالي الساقين.
وتُقسَم البواسير إلى نوعين:
1- البواسير الخارجية: وهي النوع الأكثر إزعاجًا، إذ أنّها تتكوّن تحت الجلد حول فتحة الشرج، ممّا يسبب تهيّجًا وتآكلًا في الجلد الذي يُغطّيها، وإذا تشكلت تجلّطات دموية داخل البواسير الخارجية، فإنّ الألم يكون بشكل مفاجئ، حيث يشعر بها الشخص أو يُمكن أن يراها على شكل كُتلة جلدية حول فتحة الشرج، وعندما تذوب التجلّطات وتبقى الزوائد الجلدية، يتسبب ذلك بحكّة وتهيّج حول المنطقة.
2- البواسير الداخلية: تحدث في أسفل المستقيم، عادةً ما تكون غير مؤلمة حتى عندما تتسبب بالنزيف الذي يُمكن للشخص أن يراه على ورقة التنشيف أو نقاط من الدم في ماء المرحاض.
قد تتدلى البواسير الداخلية وتخرج ما بعد فتحة الشرج، الأمر الذي يُؤدي إلى ما يُسمّى بالحكة الشرجية، والتي قد تنتج بسبب تجمّع كميات صغيرة من المُخاط والبراز، ويمكن أن يُؤدي المسح المُستمر بورق التنشيف لتخفيف الحكّة يؤدي إلى تفاقم المشكلة.
الأسباب التي تؤدي لحدوث البواسير
بالرغم من عدم معرفة السبب الأساسي الذي يسبب البواسير، إلّا أنّ زيادة الضغط على أوردة المستقيم يُمكن أن يؤدي إلى انتفاخها وتورمها. ومن العوامل التي تساهم في حدوث البواسير:
- الجلسة الطويلة على الكراسي أو المرحاض.
- الشيخوخة.
- الإمساك و الإسهال المزمن.
- الحمل والولادة.
- ممارسة الجنس الشرجي.
- العامل الوراثي.
- قلة شرب الماء.
- السمنة والوزن الزائد.
- إجهاد حركة الأمعاء أو حدوث خلل في وظيفتها بسبب الإفراط في استخدام المُسهِّلات أو الحقن الشرجية.
الأعراض المصاحبة للبواسير
أعراض البواسير الداخلية:
- وجود الدم على البراز أو ورق التنشيف أو في ماء المرحاض.
- تدلّي الأنسجة المُنتفخة خارج فتحة الشرج الأمر الذي يُسبب الألم عند التبرز.
أعراض البواسير الخارجية:
- الألم، تتكون البواسير تحت الجلد حول فتحة الشرج من الخارج حيث يوجد العديد من الأعصاب مما يزيد الشعور بالألم.
- تورّم وانتفاخ المنطقة حول فتحة الشرج.
- تجلّطات الدم في الأوعية الدموية في منطقة الشرج.
- النزيف.
- الحكة.
تشخيص البواسير
يعتمد الطبيب في تشخيص البواسير على تاريخ المريض الطبي، إلى جانب الفحص الجسدي، تكون البواسير الخارجية واضحة للطبيب وخاصة في حال تكوّن التجلّطات الدموية، ويعتمد الطبيب أيضًا على فحص للمستقيم بغرض التحقّق من وجود الدم في البراز، كما ويمكنه فحص القناة الشرجية باستخدام منظار الشرج.
وقد يلجأ الطبيب للتنظير السيني المرن أو تنظير القولون لاستبعاد الأسباب الأخرى المتعلقة بالنزيف، مثل أورام القولون والمستقيم أو السرطان خاصة عند الأشخاص الذين تتعدى أعمارهم 45 عامًا.
البواسير الخارجية
البواسير الخارجية هي أحد أكثر أسبابِ نزيف المستقيم شيوعًا، غالبًا ما تزول من تلقاء نفسها خلال أسبوعين، لكنها تسبب النزيف والألم الشديد، وتحدثُ عند انتفاخِ الأوردة في الجزء السفلي من المستقيم والشرج، حيث تتمدَّد جدران الأوعية الدموية حتى تنتفخ الأوردة وتتهيج، ممَّا يسبب ألمًا مستمرًا وحكة ونزيفًا عند التبرز. وهناك عدةُ عوامل تسبب حدوث البواسير الخارجية:
- يُعد الإجهاد البدني أهمَّ عواملِ ظهور البواسير الخارجية.
- الإمساك، وصعوبة إخراجِ البراز والجلوس طويلًا على كرسي المرحاض من أسبابِ الإصابة بالبواسير الخارجية.
- قد تحدث البواسير الخارجية بسببِ الحمل أو السمنة المفرطة.
- عند اتباعِ نظامٍ غذائي قليل الألياف، أو عند تراكم السوائل في المعدة.
- رفعُ الأوزان الثقيلة، وعند الوقوف أو الجلوس لفترة طويلة.
وتظهر العديدُ من الأعراضِ التي تصيب الشخص عند التهاب الأوردة، وقد تختلفُ حسب شدة الالتهاب. وإضافةً إلى الحكة في منطقة الشرج بسبب تهيج الأوردة، هناك عدةُ أعراض للبواسير الخارجية أهمها ما يلي:
- نزولُ الدم من فتحة الشرجِ خاصةً عند البراز: قد يلاحظُ المصاب بالبواسير الخارجية وجودَ بقعٍ من الدم على البراز، ويكون لون الدم المتساقط أحمرٌ فاتح، ويخرج الدم من الباسور مباشرةً وليس من مكان آخر داخل المستقيم أو فتحة الشرج.
- تجلطات دموية في البواسير: في كثيرٍ من الأحيان تتعرض البواسير الخارجية للتخثر ويصبح لونها أزرقًا، وقد تحدث ألمًا شديدًا عند الشخص المصاب. ويحدثُ التخثر عندما تصاب الشرايين الملتهبة بالتجلُّط، فلا يصل الدم إلى البواسيرِ ممَّا يجعل الباسور يتخثر، ويسبب ألمًا شديدًا للمريض، وغالبًا ما يمتص الجسم الجلطة الدموية، وتترك خلفها أثرًا وبقعًا على الجلد حول منطقة الشرج.
وتختلفُ الأعراض من شخص لآخر وحسب شدة البواسير أيضًا، ويجب على الشخص المصابِ زيارة الطبيب إذا شعر بألمٍ أو حكة مستمرة في منطقة الشرج، فرغم أنَّ البواسير تختفي في أغلبِ الأحيان من تلقاء نفسها خلال أسبوعين، قد يكون النزيفُ سببه أمراضٌ أخرى غير البواسير الخارجية مثلَ سرطان القولون المستقيم أو التهاباتِ الأمعاء أو الخراج وغيرها، كما أنَّ هناك العديد من الخيارات العلاجية للتخلص من البواسير الخارجية:
- يساعدُ الماء الدافئ على ارتخاءِ منطقة الشرج ممَّا يخفف من الألم الناتج عن البواسير الخارجية.
- يمكن التخفيف من الأورامِ حول منطقة الشرج بوضع كمادات ثلجية مغطاة بقطعة من القماش.
- هناك بعضُ الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية مثل الكريمات أو مسكنات الألم.
وفي حالة لم تنجح العلاجات المنزلية بالقضاءِ على البواسير، يبقى لدى الشخص المصاب عدة خياراتٍ أخرى قد يلجأ لها الطبيب في بعض الحالات أهمها الجراحة، والتي تعد خيارًا قويًا للمريض، خصوصًا إذا كان لا يحتمل ألم البواسير أو إذا كان يعاني من البواسير المخثرة، لكنها فعالة فقط إذا تم اجراؤها في غضون ثلاثة أيامٍ من ظهور الأعراض، إلا أنَّ البواسير الخارجية قد تزول لوحدها في كثيرٍ من الأحيان في فترة من أسبوعٍ إلى أسبوعين من ظهورها.
بواسير خارجية صغيرة
بالنسبة للبواسير الداخلية، هناك عدةُ مستوياتٍ لها، فبينما لا تزالُ داخل المستقيم في مراحلها الأولى، تتدلى الأوعية الدموية عندما تصل إلى مراحلٍ متقدمةٌ من الانتفاخ، فتتدلى من المستقيمِ إلى خارج فتحةِ الشرج على هيئة بواسير خارجية صغيرة، كما هو الحال مع البواسير الخارجية التي تنتفخ أسفل الجلد حول فتحة الشرج، وفي كلا الحالتين، تتشكَّل بواسير خارجية صغيرة حول فتحةِ الشرج مما يسبب ألمًا للمريض، وقد يعرف أنه يعاني من البواسير إذا لاحظ الأعراض التالية:
- إذا كان المريضُ يعاني من حكةٍ شديدة أو ألم عندما يذهب إلى الحمام، فغالبًا تكون البواسير هي السبب.
- إذا شعر المريض بوجودِ ما يشبه الندوب الكبيرة أو الكتل اللحمية حول فتحة الشرج، فقد تكون عبارة عن بواسير خارجية صغيرة.
- إضافةً إلى الشعور بوجودِ بواسير خارجية صغيرة حول فتحة الشرج، قد يلاحظُ المصاب بنزيف من فتحةِ الشرج والتي يكون سببها انتفاخ الأوعية الدموية في المستقيم.
والبواسير مشكلةٌ صحية شائعةٌ يعاني منها الكثير خصوصًا كبار السن من هم فوق الخمسين من العمر، وفي الكثير من الأحيان، تختفي البواسير من تلقاءِ نفسها وفي فترة وجيزة خلال أسبوعين. ولكن قد تصلُ البواسير إلى مرحلةٍ متقدمة، خصوصًا إذا كان المريضُ يعاني من البواسير الداخلية المتساقطة، وهي حالةٌ تستلزم زيارة الطبيب من أجلِ علاجها:
- سيجري الطبيبُ فحصًا بدنيًا للمريض، وقد يقتصر ذلك على فحص منطقة الشرج لرؤية إذا كان هناك بواسير خارجية صغيرة.
- قد يقومُ الطبيب بإجراء فحصٍ بالمنظار للتأكد من حالة المستقيم، لمعرفة إذا ما كان المريضُ يعاني من البواسير الداخلية.
في الكثير من الأحيان، يوصي الطبيب بمجموعةٍ من العلاجات المنزلية، خصوصًا العلاجات التي من شأنها القضاءُ على الإمساك، باعتباره سبب انتفاخ الأوعيةِ الدموية في المستقيمِ وحول فتحة الشرج، مثل تناول الأطعمة الغنيةُ بالألياف واتباع نظامٍ غذائي صحي وعدم الجلوس مطولًا على كرسي الحمام وغيرها من الإجراءاتِ للقضاء على البواسير. وإذا لم تُجدي العلاجات المنزلية المختلفة، هناك مجموعةٌ واسعة من العلاجات السريرية في عيادة الطبيب، وعادةً ما تكون العملية الجراحية آخر ما يلجأ له الطبيب إذا ما فشلت الخياراتُ الأخرى. وإذا عالج المريض مشكلة البواسير، لا يعني أنه قد لا يصاب بها مرة أخرى، لكن عمومًا يمكن الوقاية من الإصابة بالبواسير من خلالِ ما يلي:
- الحفاظُ على الجسم رطبًا من خلال شرب ما يكفي من الماء يوميًا.
- تناولُ الأطعمةِ الغنية بالألياف تجنبًا للإصابةِ بالإمساك.
- عدم تعريض الجسم للإجهادِ خصوصًا بعد تناول الطعام، وهي الفترةُ التي تكون فيها حركة الأمعاء نشطة.
شكل البواسير الخارجية بالصور الحقيقية
قد يختلطُ الأمر على المريض ولا يعرفُ أنَّ الأعراض التي يعاني منها هي أعراضُ البواسير أم أعراضٌ لمرضٍ آخر، خصوصًا إذا كان لا يعرف كيف يبدو شكل البواسير الخارجية بالصور الحقيقية، فالحكةُ مثلًا قد تحدثُ بسبب الإصابةِ بالصدفية أو الإلتهابات أو غيرها، لذلك يسعى الشخص للتأكد من الأعراضِ التي يعاني منها ومعرفة سببها. والبواسيرُ بنوعيها الداخلية أو الخارجية تسبب الحكة، كما تسببُ نزيفًا من فتحة الشرج، خصوصًا إذا كان يعاني من البواسير الداخلية في مراحلها المتقدمة، حيث تتدلى البواسير من المستقيم إلى فتحةِ الشرج، ويكون شكلُ البواسير إذا كانت مخثرةٌ مثل كتلٍ زرقاء اللون بارزةٌ من فتحة الشرج. أما إذا كان يعاني من البواسيرِ الخارجية، تكونُ البواسير حول فتحةِ الشرج وليس داخل المستقيم، ويكون شكلُ البواسير الخارجية يشبه كتلًا ناعمة على هيئةِ عناقيد حول فتحة الشرج.
- تنتفخُ الأوعية الدموية داخل المستقيم أو حول فتحة الشرج، ويكون شكلُ البواسير الخارجية مثل الكتلِ اللحمية، ناعمة الملمس في شكل عناقيد حول فتحة الشرج.
- إلى جانب الإمساك، تحدثُ البواسير بسبب الحمل أو الزيادة في الوزن أو تعرضُ الجسم لإجهادٍ بدني طويل مدى، أو إجهاد بدني أثناء حركة الأمعاء.
- لا تسبب البواسير الداخلية أي ألمٍ إلا إذا وصلت لمراحل متقدمة، وتحدث داخل المستقيم وليس حول فتحة الشرج مثل البواسير الخارجية.
- تقعُ البواسير الخارجية حول فتحة الشرج أسفل الجلدِ وليس داخل المستقيم، ويكون شكل البواسير الخارجية مثل العناقيدِ حول فتحة الشرج، وتسبب ألمًا وحكة ونزيفًا للمريض.
- تتخثر البواسير الخارجية بسبب تخثر الدم داخل الأوعية الدموية، ويكون شكل البواسير الخارجية المخثرة مثل الكتلِ ذات لون أزرق داكن بسبب تخثر الدم بداخلها.
- يتم تشخيصُ البواسير من خلال فحص المريض بدنيًا، حيث يرى الطبيب شكل البواسير الخارجية، وقد يلجأ إلى الفحصِ بالمنظار إذا كان المريض يعاني من البواسيرِ الداخلية.
وعلى الرغم من أنها تزول من تلقاءِ نفسها في كثير من الأحيان، إلا أنَّ البواسير مشكلة مزعجة لمن يعاني منها، وذلك لما تسببه من ألمٍ شديد عند التبرز، كما أنَّها تسبب الحكة التي تكون محرجةٌ للمريض في كثير من الأحيان، لكن هناك الكثيرُ من الخياراتِ العلاجية للتخلص من مشكلة البواسير، منها:
- خيارات العلاج في المنزل: تتوفر العديد من خياراتِ العلاج في المنزل، أهمها تغيير العادات الغذائية مثل المواظبةِ على تناول الأطعمة الغنية بالألياف، وتجنب الجلوسِ المطول على كرسي الحمام، وعدم تعريض الجسم للإجهاد البدني خصوصًا عندما تكون حركة الأمعاء نشطة، بالإضافة إلى إبقاءِ الجسم رطبًا من خلال شرب ما يكفيه من الماء يوميًا.
- خياراتُ العلاجِ في العيادة: إذا فشلت العلاجات المنزلية في القضاءِ على مشكلةِ البواسير، سيلجأ المريض إلى الطبيب، وهناكَ العديد من الخيارات العلاجية المتوفرة، بعضُ هذه الخيارات غير جراحية، مثل أن يقوم الطبيب بربطِ البواسير الداخلية بشريطٍ مطاطي داخل المستقيم لكن إذا كانت البواسيرُ في مرحلةٍ متقدمة فقد يلجأ الطبيب للخيارات الجراحية مثل استئصال البواسير أو تدبيسها.
بواسير الحمل الخارجية
تعاني الكثيرُ من النساء من بواسير الحمل الخارجية، وتعد أمرًا شائعًا أثناء الحمل. وتحدثُ بواسير الحمل الخارجية عند تعرض الأمعاء للإجهاد، وبسببِ الضغط الحاصل على الأوردة في المستقيم، وأثناء الحمل قد تحدثُ البواسير عن طريق الضغط على الأوردة في المستقيم، كما يمكنُ أن تحدث بواسيرُ الحمل الخارجية بسبب تضخم الرحم والضغط الذي يسببه الجنين وزيادة تدفق الدم، كل هذه العواملُ تزيد الضغط على الأوردة حول فتحة الشرج مع تقدم الحمل، علاوةً على ذلك، يمكن أن تؤدي العوامل الأخرى مثل الوزنِ الزائد والجلوس على المرحاض مطولًا بسبب الإمساك إلى تحفيزِ البواسير أو تفاقمها.
- تصبحُ النساء الحوامل أكثر عرضةً للإصابة بالبواسير، ومن المرجح أن تُصاب بها مع التقدم في الحمل في الثلث الثاني والثالث من الحمل.
- تُصاب الحوامل بالبواسير بسبب تمدد الرحم والتغيرات الهرمونية والإمساك، أو بسببِ تغيُّراتٍ في تدفق الدم إلى الشرايين.
- لا تظهرُ أعراض بواسير الحمل الخارجية عند جميع النساء الحوامل، لكن إذا لاحظت الحامل نزول الدم مع البراز، فيجب عليها مراجعة الطبيب المختص.
وتتمثل خطوات علاج بواسير الحمل الخارجية في علاج أسبابها، فالبواسير تحدثُ كمضاعفات لمشاكل صحية أخرى مثل الإمساكِ أو الوزن الزائد أو الإجهاد البدني وغيرها، وبالتالي، يؤدي التخلص من هذه المشاكل إلى التخلص من بواسير الحمل الخارجية، ويعد الإمساك السبب الرئيسي في استمرار بواسيرِ الحمل الخارجية.
تاليًا أهم النصائح للتعامل مع بواسير الحمل الخارجية:
- تغيير نمط الحياة: يعد اتباعُ نظامٍ غذائي غني بالألياف وشرب الكثير من الماء أحد العلاجات في التخلص من بواسير الحمل الخارجية. أو تعريض منطقة الشرج للماء الدافئ من أجلِ تخفيف الألم، كما يمكن وضع كماداتٍ باردة على الشرج للتخفيف من أورام البواسير الخارجية.
- تناول الأدوية المسكنة: يجب على الحامل التأكد من تناول أدويةٍ ملائمة للحمل ولا تؤثر عليه سلبًا، يمكن أن تساعد المسكنات الملائمة للحمل في معالجة الألم والأورام الناتجةُ عن بواسير الحمل الخارجية.
- شرب الملينات: إضافة إلى تناول الأطعمة الغنية بالألياف، تساعد المليناتُ على تخفيفِ الإمساك من خلال زيادة حركة الأمعاء.
- استعمال الكريمات: هناك كريماتٌ مخصصةٌ للبواسير الخارجية، تساعد هذه الكريمات على تخفيف الألمِ لاحتوائها على الكورتيكوستيرويدات أو التخدير الموضعي.
ويعد الإمساك السبب الرئيسي للإصابة بالبواسير، وعلاجه أفضل طريقةٍ لتجنب الإصابة بالبواسير، لذا يُنصح دائما باتباع نظام غذائي غني بالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة وشرب الكثيرِ من الماء، ممَّا يساعد الجهاز الهضمي على معالجة الطعام دون إجهاد. وفي حين أن الكثير من الحوامل يقلقن بشأنِ صحة الجنين بسبب البواسير، فإنَّه لا يوجد أدلة علمية تشير إلى أنَّ البواسير قد تؤثر على الحمل أو على صحة الجنين، لكن يمكن أن تؤدي عملية الدفع أثناء المخاض والولادة إلى تفاقمِ حالة البواسير لدى الحامل، ويمكن لها إشعار طبيب التوليد بأنها تعاني من البواسير إذا كانت الحامل قلقة بشأن ذلك، كما أن بواسير الحمل الخارجية تختفي بعد الولادة بفترة، لكن ينصح دائمًا بعلاجها بسرعةٍ كي لا تتفاقم المشكلة الصحية سواء كان ذلك قبل أو بعد الولادة.
البواسير غير المؤلمة
البواسير غير المؤلمة هي البواسيرُ الداخلية، وهي حالةٌ صحية تحدث عند تهيج الأوعيةِ الداخلية تحت المستقيم، والبواسير الداخلية غير المؤلمةُ لا تسبب التهيج أو الحكة لأنها تحدث داخل المستقيم، أمَّا البواسير الخارجية تسبب الحكة والألم لأنها تحدث تحت الجلد حول الشرج. وفي حين أنَّ البواسير غير المؤلمة لا تُحدث ألمًا، إلا أنَّها قد تسبب نزيفًا عند الذهابِ إلى الحمام. ويتم تصنيف البواسير غير المؤلمة إلى 4 درجاتٍ بحسب شدتها:
- الدرجة الأولى: تكونُ البواسير متهيجةٌ ومنتفخة لكنها لا تسبب النزيف.
- الدرجة الثانية: تتدلَّى البواسير إلى فتحةِ الشرج عند التغوط ولكنها تعود إلى وضعها الطبيعي من تلقاء نفسها.
- الدرجة الثالثة: تتدلى البواسير إلى الخارجِ وتستلزمُ تدخلًا كي تعود إلى الداخل.
- الدرجة الرابعة: تكونُ البواسير مُخثرة وتتدلى خارج القناة الشرجية ولا تعود من تلقاء نفسها.
ويمكن القول أنّ الجميع عرضةً للإصابة بالبواسير غير المؤلمة، لكن لا يتم تشخيص المرض عند الجميع كونها لا تُسبب ألمًا خصوصًا في مراحلها الأولى، ويستلزمُ تشخيصها إجراء فحصٍ داخل الشرج بالمنظار. لكن إذا وصلت البواسير إلى مرحلةٍ متقدمة فإنَّ المريض سيشعر بها، حيث تسبب له ألمًا وتستلزم تدخلًا طبيًا في بعض الأحيان من أجل علاجها. وتختلف طرق علاج البواسير حسب درجتها وتتنوع الخيارات العلاجية بين العلاجات التي يمكن استخدامها في المنزل، والعلاجاتُ السريرية غير الجراحية، وهي التي تستلزمُ تدخل الطبيب، وأخيرًا العلاجات الجراحية التي غالبًا ما يتم اللجوء إليها إذا ما فشلت الطرق الأخرى بعلاجِ البواسير غير المؤلمة.
- العلاجات المنزلية: تُعد العلاجات المنزلية أكثر الطرقِ المتبعة لعلاج البواسير غير المؤلمة، وأهمُّ هذه العلاجات هو علاجُ الإمساك باعتباره المسبب الرئيسي للبواسير، حيث أنه يعرِّض الشخص لبذل جهدٍ أكبر عند إخراج البراز، ممَّا يسبب تهيجًا وتضخمًا في الأوعية الدموية في المستقيم، لذا ينصح الأطباء دائمًا باتباعِ نظامٍ غذائي غني بالألياف كي لا يحدث الإمساك، كما ينصحُ الأطباء بعدم تعريضِ منطقة الشرج للصابون أو الأملاح كي لا يحدث التهيج للجلد، ويوصون أيضًا بتنظيف المنطقة برفقٍ كي لا يصاب الجلد بالتهيج.
- العلاجات السريرية: من الخياراتِ التي أصبحت شائعةً مؤخرًا لعلاج البواسير غير المؤلمة هي الحقن، حيث يتم حقن المريض بمحلولٍ من أجلِ تثبيت البواسير ومنع تهيجها، ويمكن أيضًا تثبيت البواسير غير المؤلمة من خلالِ التبريد، حيث يتم حقنُ الشرج بالنيتروجين السائل من أجلِ تثبيتها إلا أنها تقنية غير شائعة ونادرًا ما يلجأ لها الأطباء. ومن بين الخيارات الأخرى ربط البواسير بشريطٍ مطاطي، حيث يوضع الشريط داخل الشرج حول البواسير المنتفخة من أجل تثبيتها ومنع تهيجها مرة أخرى.
- العلاجات الجراحية: يتم اللجوء للعلاجاتِ الجراحية إذا ما فشلت الخياراتُ العلاجية الأخرى بعلاجِ البواسير غير المؤلمة، أو إذا تهيجت البواسير وأصبحت كبيرة فلا يمكن علاجها بالطرقِ السريرية أو المنزلية، وتمتاز العلاجات الجراحية بأنها فعالةٌ على المدى الطويل، وهناك أكثر من طريقةٍ لعلاج البواسير غير المؤلمة جراحيًا، منها استئصال البواسير المتهيجة، حيث يقومُ الطبيب بصنع شق حول الشرج واستئصال البواسير وإزالة الأنسجة ثم إغلاق الشق، والخيارُ الآخر هو تدبيس البواسير وليس استئصالها، وهي طريقةٌ أقل ألمًا من عملية الاستئصال.
علاج البواسير
تستطيع علاجات المنزلية أن تُخفّف شعور الألم المصاحب للبواسير وتُخفف الشعور بالانزعاج، فالعلاجات الموضعية التي لا تحتاج لوصفة طبية مثل الهيدروكورتيزون أو كريمات البواسير تُخفّف الشعور بالانزعاج وعدم الراحة وتقلل من الألم، كما أنّ مُسكنّات الألم مثل الأسيتامينوفين أو الأيبوبروفين أو الأسبرين هي وسيلة فعّالة لتخفيف الألم وعدم الراحة التي تسببها البواسير.
علاج البواسير الخارجية منزليًا
يمكن علاج البواسير الخارجية والداخلية منزليًا، حيث يساعد علاج البواسير منزليًا على التخفيف بشكل كبير من أعراض البواسير والألم المصاحب لها، كما وتُساعد على تجنّب النوبات العرضية المٌتكرّرة لهذه الحالة.
ومن أهم النصائح في علاج البواسير منزليًا ما يلي:
- زيادة كمية السوائل وإضافة الألياف على النظام الغذائي، إمّا عن طريق الطعام مثل البروكلي والقمح ونخالة الشوفان أو مكملات الألياف، حيث تعمل الألياف والسوائل الكافية جنبًا إلى جنب على تليين البراز وتسهيل مروره، ممّا يُقلّل الضغط على البواسير، كما وتساعد مُكمّلات الألياف في تقليل نزيف البواسير والالتهاب والتضخّم، وقد تُقلل من التهيّج الناجم عن تجمّع قطع البراز حول الأوردة الدموية.
- ممارسة الرياضة، يُمكن أن تُساعد التمارين الرياضية مثل المشي السريع لمدة 20-30 دقيقة يوميًا في تحفيز وظيفة الأمعاء.
- أخذ الوقت الكافي عند الحاجة للتبرز، والذهاب للحمام فور الشعور بقضاء الحاجة دون التأخير، إذ أنَّ الانتظار يمكن أن يُؤدّي إلى تراجع البراز وبالتالي زيادة الضغط والإجهاد.
- عمل حمّام من الماء الدافئ لمنطقة الأرداف والوركين لتخفيف الحكة والتهيج والتشنجات في العضلة العاصرة. وتُعتبر هذه الوسيلة في علاج البواسير منزليًا منتشرة بشكل واسع.
- العلاجات الموضعية، مثل الكريمات التي تحتوي على مُخدّر موضعي والتي يُمكنها أن تُهدّئ الألم مؤقتًا.
- وضع كيس صغير من الثلج على منطقة الشرج لبضع دقائق للتخفيف من الألم.
- الجلوس على وسادة بدل من الجلوس على سطح صلب يُساعد على تقليل تورّم البواسير ومنع تكوّن بواسير جديدة. وتساعد هذه الطريقة في علاج البواسير منزليًا.
- معالجة التجلًطات الدموية الناتجة عن البواسير الداخلية, فإن كان الألم محتملًا وكانت التجلّطات موجودة لمدة أكثر من يومين فيمكن استخدام العلاجات المنزلية حتى تذوب من تلقاء نفسها, أما إذا كانت التجلّطات حديثة فيمكن استئصالها جراحيًا أو سحبها جراحيًا في عملية جراحية بسيطة بإشراف الطبيب المختص.
- نقع فتحة الشرج يوميًا لمدة 10-15 دقيقة في حمّام دافئ يُساعد على الشعور بالراحة.
- الضغط البارد بالثلج على فتحة الشرج من الطرق المُتبعة لتقليل تورّم البواسير.
- ممارسة العادات الصحية مثل تنظيف فتحة الشرج بالماء الدافئ أثناء الاستحمام وعدم استخدام الصابون لتجنب تفاقم البواسير.
اقرأ/ي أيضًا: