` `

هل الموز يرفع السكري؟

صحة
24 نوفمبر 2020
هل الموز يرفع السكري؟
الموز لا يرفع السكر بمستويات عالية في الدم، وذلك لأنّ امتصاص الموز يتم بشكل بطيء (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

لعل من أبرز التحديات التي تواجه مرضى السكري بشكل يومي هو الحفاظ على مستويات السكر مستقرة في الدم، لذلك يقومون بمراقبة حميتهم الغذائية، وذلك لارتباط مرض السكري بالغذاء بشكل مباشر.

يستعرض هذا المقال الموز وتأثيره على مستوى السكر في الدم، وهل يرفع الموز السكري؟

 

نبذة عن نبات الموز

يعتبر الموز من أهم محاصيل الفاكهة في العالم. يُزرَع في المناطق الاستوائية، لكنّه يُستهلك على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم، وذلك لقيمته الغذائية العالية ونكهته المميزة وتوافره على مدار العام. تَتَنوع طريقة استهلاكه كفاكهة أو يُستعمل مع أطباق الحلويات والمخبوزات مثل الكيك والفطائر وبعض أصناف الخبز الحلو. ويعتبر الموز مصدر غذائي أساسي في المناطق الاستوائية.

 

القيمة الغذائية للموز 

تحتوي موزة متوسطة الحجم وزنها 118 غم على 150 سعرة حرارية. وعلى العناصر الغذائية التالية:

  • 0,4 غم دهون منها 0.1 غم دهون مشبعة 
  • 0 غم دهون متحولة 
  • 0 غم كولسترول 
  • 1,2 غم صوديوم
  • إجمالي الكربوهيدرات 27 غم منها 3.1 غم ألياف غذائية 
  • 14,4 غم إجمالي السكريات 
  • 1.3 غم بروتين 
  • 10.3 ملغم فيتامين سي 
  • فيتامين د 0 غرام
  • حديد 0.3 ملغم 
  • كالسيوم 5.9 ملغم 
  • بوتاسيوم 422.4 ملغم 
  • فوسفور 26 ملغم 

 

الموز وتأثيره على مرض السكري 

عندما تُشخص الإصابة بمرض السكري يكون من الواجب على المريض مراقبة مستويات السكر في الدم والحفاظ على استقرارها قدر الإمكان. حيث تساعد إدارة مستويات السكر في الدم والتحكم بها على إبطاء المضاعفات الصحية لمرض السكري، لهذا يقوم مرضى السكري بالامتناع عن بعض الأطعمة التي تحتوي على الكربوهيدرات والسكريات لأثرهما على رفع السكر في الدم بشكل سريع.

على الرغم من كون الموز فاكهة صحية، إلّا أنّه يحتوي على نسبة عالية من الكربوهيدرات، والتي تكون شكل سكريات وألياف غذائية ونشا. تحتوي موزة متوسطة على 14 غم من السكر و6 غم من النشا، كما تحتوي على 3 غم من الألياف الغذائية.

تلعب الألياف التي يحتويها الموز دوراً في تقليل ارتفاع السكر في الدم عند تناول الموز. حيث تقوم الألياف الغذائية بإبطاء عملية الهضم وامتصاص الكربوهيدرات. وبحسب دراسة بحثت أثر الألياف الغذائية، وجدت الدراسة أنّ الألياف تلعب دوراً مهماً على تقليل الإصابة بأمراض القلب والسمنة والسيطرة على مستويات السكري.

لذلك يعتبر الموز من الأغذية الآمنة والتي يمكن لمرضى السكري لوجود الألياف. 

 

هل الموز يرفع السكر؟

المؤشر الجلايسيمي لموزة متوسطة الحجم يقع بين 42-62 بحسب درجة النضج، وبذلك يقع الموز ضمن التصنيف المتوسط على المؤشر الجلايسيمي. وبالإضافة إلى المؤشر الجلايسيمي المتوسط لسكريات الموز، فإن الموز يحتوي على الألياف الغذائية كما ذُكر سابقاً، والتي تُبطئ عملية هضم السكريات، وبالتالي فإنّ الموز يرفع مستويات السكر في الدم بمستويات تدريجية وآمنة.

ويعرف المؤشر الجلايسيمي على أنّه أحد الطرق التي يمكن من خلالها تحديد ملائمة الأطعمة لمرضى السكري، ويقوم بتصنيف الأطعمة استناداً على مقدار وسرعة رفع مستويات السكر في الدم، وتتراوح درجات المؤشر من صفر-100 وتقسم كالتالي:

  1. مؤشر جلايسيمي منخفض: 55 أو أقل
  2. مؤشر جلايسيمي متوسط: 56-69
  3. مؤشر جلايسيمي مرتفع: 70-100

وخَلُصت بعض الدراسات إلى أنّ الأنظمة الغذائية التي تعتمد على الأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المنخفض تعتبر مفيدة لمرضى السكري، خاصة النوع الثاني من مرض السكري، حيث أنّ تلك الأطعمة يتم امتصاصها بشكل أبطأ وتُسبب ارتفاعات تدريجية في مستويات السكر في الدم، على عكس الأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المرتفع التي تحدث ارتفاعات كبيرة وسريعة في مستويات سكر الدم.

لذلك يعتبر الموز صنف آمن لمرضى السكري،  حيث أنّ الموز لا يرفع السكر بمستويات عالية في الدم، وذلك لأنّ امتصاص الموز يتم بشكل بطيء، وبذلك تكون ارتفاعات مستوى السكّر في الدم بشكل تدريجي.

 

هل الموز الأخضر يرفع السكري؟

مع الاختلاف الواضح في اللون، هناك اختلافات أُخرى في الطعم والملمس والتركيب والأهم من ذلك في العناصر والقيمة الغذائية، وهذا ما يشغل بال مرضى السكري. 

يتكون الموز الأخضر في معظمه من النشا، وعندما يصل الى مرحلة النضوج ويتغير لونه إلى الأصفر تتحول تلك النشويات إلى سكريات، وعند هذه المرحلة يحدث الفارق في المؤشر الجلايسيمي للموز، حيث أنّ المؤشر الجلايسيمي لموزة خضراء هو 30، بينما يزداد المؤشر ليصل إلى 60 عندما تصل نفس الموزة إلى مرحلة النضج وتتحول إلى اللون الأصفر. مما يجعل الموز الأخضر أكثر ملائمةً لمرضى السكري استناداً إلى المؤشر الجلايسيمي.

 

الكمية المناسبة من الموز في اليوم الواحد 

يفتقر الموز في تركيبه إلى بعض العناصر الغذائية المهمة مثل البروتين الضروري لوظائف المناعة وإصلاح الأنسجة وبناء العضلات وصحة العظام. كذلك يفتقر الموز إلى الدهون التي توفّر الطاقة وتساعد على امتصاص بعض العناصر الغذائية، لذلك لا يمكن اعتباره غذاءً متكاملاً. كما أنّ الموز يُعتبر من الأطعمة عالية المحتوى بالكربوهيدرات، لذلك فإن الإكثار من تناول الموز قد يؤدي إلى زيادة في الوزن، بالإضافة إلى رفع مستويات السكر في الدم بنسبة عالية لدى الأشخاص المصابين بمرض السكري.

لذلك، وعلى الرغم من كون الموز من الأغذية الصحية المليئة بالفيتامينات والمعادن المهمة للجسم، إلّا أنّه لا يُنصح بتناول الموز بكمية تتجاوز الموزتين يومياً كوجبة خفيفة بين الوجبات. 

 

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على