` `

هل الأنسولين يزيد الوزن؟

صحة
29 نوفمبر 2020
هل الأنسولين يزيد الوزن؟
قد يلاحظ البعض أنّ الأنسولين يزيد الوزن عندما يبدأون في أخذ حقن الأنسولين (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

كثيراً ما يتسائل المرضى المواظبين على حقن الأنسولين عن علاقته بزيادة الوزن، فهل الأنسولين يزيد الوزن حقاً؟

الأنسولين هو هرمون يتم إفرازه بالوضع طبيعي في البنكرياس، ويقوم بتنظيم مستويات السكّر في الدم، وعندما لا يتم إفرازه بشكل طبيعي، أو في حال عدم قدرة الأنسجة على الاستجابة له بشكل كاف، كما هو الحال في مرض السكّري، فقد يتجه الطبيب لوصف حقن الأنسولين ضمن جرعات تختلف من حالة إلى أخرى للتعويض والحفاظ على الجلوكوز ضمن مستويات طبيعية في مجرى الدم، وبالإضافة إلى دور الأنسولين في التحكم بمستويات السكر في الدم، للأنسولين أيضاً دور هام في تخزين الدهون.كثيراً ما يتسائل المرضى المواظبين على حقن الانسولين عن علاقته بزيادة الوزن، فهل الأنسولين يزيد الوزن حقاً؟

 

أهمية الأنسولين للجسم

للأنسولين دور أساسيّ في عمليات التمثيل الغذائي في جسم الإنسان، فمن شأنه أن ينظّم استخدام الجسم وتخزينه للجلوكوز والدهون، وتعتمد خلايا الجسم المختلفة على الأنسولين لأخذ الجلوكوز من الدم لتستخدمه بعد ذلك في الطاقة.

يساعد الأنسولين في التحكم في مستويات الجلوكوز في الدم عن طريق إرسال إشارات إلى خلايا الكبد والعضلات والدهون لتلقي الجلوكوز من الدم. وفي حال كان الجسم لديه طاقة كافية، فإن الأنسولين يرسل إشارات للكبد لامتصاص الجلوكوز وتخزينه على شكل جليكوجين، ويمكن للكبد تخزين ما يصل إلى 5٪ من كتلته على هيئة جليكوجين.

يمكن لبعض خلايا الجسم أن تحصل على الجلوكوز من الدم بدون أنسولين، لكن معظم الخلايا تتطلب وجود الأنسولين.

 

داء السكري النوع الأول والأنسولين

في النوع الأول من مرض السكري، ينتج الجسم أنسولين غير كافي لتنظيم مستويات السكر في الدم. وبدون وجود الأنسولين، لا تستطيع العديد من خلايا الجسم أخذ الجلوكوز من الدم وبالتالي يتجه الجسم لاستخدام مصادر أخرى للطاقة. يقوم الكبد بإنتاج الكيتونات كمصدر بديل للطاقة، وقد يؤدي ارتفاع مستوى الكيتونات في الدم إلى حالة خطيرة تسمى الحماض الكيتوني (ketoacidosis).

غالباً ما يحتاج الأشخاص المصابون بداء السكري من النوع الأول إلى حقن الأنسولين لتعويض نقص الأنسولين في أجسامهم.

 

داء السكري النوع الثاني والأنسولين

يتميز مرض السكري من النوع الثاني بعدم استجابة الجسم للأنسولين بشكل فعال، وتُعرف هذه الحالة بمقاومة الأنسولين. نتيجة لذلك، يصبح الجسم أقل قدرة على امتصاص الجلوكوز من الدم. خلال المراحل المبكرة من النوع الثاني من مرض السكري، يستجيب الجسم عن طريق إنتاج الأنسولين بكميات أكثر مما يحتاج إليه في العادة، ومع تطور المرض على مدى عدة سنوات، فإن زيادة الطلب على خلايا البنكرياس لإنتاج الأنسولين يمكن أن تؤدي إلى تلف الخلايا المنتجة للأنسولين والمعروفة باسم خلايا بيتا.

اعتماداً على مستوى مقاومة الأنسولين، قد يحتاج الأشخاص المصابون بداء السكري من النوع 2 أيضاً إلى أخذ حقن الأنسولين للتحكم في مستويات السكر في الدم.

 

الأنسولين وتخزين الدهون

بالإضافة إلى دور الأنسولين في تنظيم مستويات الجلوكوز في الدم، يشارك الأنسولين أيضاً في تنظيم استخدام وتخزين الجسم للدهون. عندما يستهلك الكبد قدرته في تخزين الجليكوجين، يرسل الأنسولين إشارات للخلايا الدهنية لامتصاص الجلوكوز ليتم تخزينه على شكل دهون ثلاثية.

 

الأنسولين الصناعي

غالباً ما يحتاج الأشخاص المصابون بداء السكري من النوع الأول ونسبة الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني إلى أخذ الأنسولين الخارجي، أي الأنسولين الذي لا ينتجه الجسم نفسه، وعادة ما يتم أخذه على شكل حقن، كما يمكن أيضاً توصيله عن طريق مضخة أنسولين خاصة تقوم بتمررير الأنسولين باستمرار خلال اليوم.

 

علاقة داء السكّري بزيادة الوزن

زيادة الوزن من الأعراض الشائعة لمرض السكري والحالات الطبية الأخرى المرتبطة بالأنسولين. وبالمقارنة مع الأشخاص الذين لا يعانون من مرض السكري، فإن الشباب المصابين بداء السكري من النوع الأول لديهم مخاطر أكبر للإصابة بمشاكل الوزن الزائد أو السمنة، ووفقاً لتقديرات منظمة الصحة العالمية (WHO) لعام 2003، فإن 90 بالمائة من مرضى السكري من النوع الثاني يعانون من زيادة الوزن أو السمنة.

قد يعاني الأشخاص المصابون بداء السكري من زيادة الوزن كأثر جانبي للعلاج بالأنسولين، فعلى الرغم من أن الأنسولين يساعد في تنظيم مستويات الجلوكوز في مجرى الدم، إلّا أنه يعزز أيضاً تخزين الدهون في الجسم. ويمكن أن يساعد تخفيف الوزن في إدارة أعراض مرض السكري وحتى عكس مقدمات السكري ومقاومة الأنسولين للمؤهلين للإصابة به.

 

علاقة الأنسولين بزيادة الوزن

يلعب الأنسولين دوراً أساسياً في تنظيم مستويات السكر في الدم وتحويل الطاقة الغذائية إلى دهون. كما أنه يساعد في تكسير الدهون والبروتينات. أثناء الهضم، يحفز الأنسولين العضلات والدهون وخلايا الكبد على امتصاص الجلوكوز، وتستخدم الخلايا هذا الجلوكوز للحصول على الطاقة أو تقوم بتحويله إلى دهون للتخزين.

إذا تناول الشخص سعرات حرارية أكثر مما يحتاجه جسمه سيؤدي ذلك إلى زيادة مستويات الجلوكوز في الدم، وإذا لم تأخذ الخلايا الجلوكوز من الدم، فسيقوم الجسم بتخزينه في الأنسجة كدهن.

عندما يأخذ الشخص الأنسولين الخارجي كعلاج لمرض السكري، فقد يمتص الجسم الكثير من الجلوكوز من الطعام، الأمر الذي قد يجعل الأنسولين يزيد الوزن. وفي السياق نفسه، قد يتسبب مرض السكري غير المعالج في فقدان الوزن لأن الجسم لا يحوّل الطعام الذي يتناوله إلى طاقة بشكل صحيح. ويعتبر أخذ حقن الأنسولين كفيل بحل هذه المشكلة.

 

هل الأنسولين يزيد الوزن؟

نعم، قد يلاحظ البعض أنّ الأنسولين يزيد الوزن عندما يبدأون في أخذ حقن الأنسولين، ويعود ذلك إلى الدور الذي يلعبه الأنسولين في تخزين الدهون في الجسم.

وللحدّ من زيادة الوزن التي ترافق استخدام حقن الأنسولين في علاج السكّري ينصح الخبراء باتّباع حمية غذائية مناسبة، والتقليل من تناول الكربوهيدرات والسكّر والدهون، ووضع خطة للوجبات بحيث يتم حساب السعرات الحرارية المستهلكة، وتجدر الإشارة هنا إلى ضرورة عدم تخطّي الوجبات، لما قد يسببه من هبوط في مستويات السكر في الدم، خاصةً للمرضى الذين يأخذون حقن الأنسولين، كما ينصح الخبراء بالحفاظ على روتين رياضي يضمن حرق السعرات الحرارية المستهلكة، مما يحدّ من زيادة الوزن الناجمة عن علاج الأنسولين.

 

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على