` `

هل يمكن الحمل بعد الأربعين؟

صحة
1 ديسمبر 2020
هل يمكن الحمل بعد الأربعين؟
قد يكون من الصعب على امرأة الحمل بعد الأربعين بشكل طبيعي وتنجب طفلاً سليماً (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

تحاول العديد من النساء في منتصف الثلاثينات الحمل وإنجاب الأطفال، ولكن ماذا عن الحمل بعد الأربعين عامًا من العمر؟

إذا كنت تفكرين بالحمل بعد الأربعين، أو إذا كنت في الأربعينات من العمر وتتوقعين وجود حمل، فربما يكون لديك الكثير من الأسئلة. هذا المقال يبحث في هذه الأسئلة مما قد يقدّم لك بعض الإجابات التي قد تفيدك.

نعلم جميعًا أنّ احتمالات الحمل تقلّ مع تقدم المرأة في السن، لكن التطورات المستمرة في التكنولوجيا الطبية تظهر خلاف ذلك. خلقت علاجات العقم إمكانيةً للمرأة بأن تحمل في سنّ كان يُعتقد أنّ الحمل فيه مستحيل تمامًا. قد تجد النساء اللواتي يعانين من مشاكل طبية أو مشاكل في الخصوبة صعوبة في الإنجاب، إلا أنّه أصبح لديهن الآن بعض الخيارات التي قد تجعل من الممكن لهنّ أن يصبحن أمهات.

 

آخر سن للحمل

تقع ذروة سنوات الخصوبة والإنجاب للمرأة بين أواخر سن المراهقة وأواخر العشرينات، وتبدأ احتمالات خصوبة المرأة بالانخفاض في بداية الثلاثينات وتزداد وتيرة هذا الانخفاض بعد سن الخامسة والثلاثين بشكل ملحوظ، وكلما تقدمت المرأة في السنّ كلما قلّت فرص الحمل والإنجاب لديها، إلّا أنّه بوسع المرأة الإنجاب طالما لم تصل لسنّ اليأس وانقطاع الدورة الشهرية. ويختلف العمر الذي تنقطع به الدورة الشهرية من امرأة إلى أخرى نتيجة لمجموعة من العوامل لكنّه يتراوح عند أغلب النساء بين منتصف الأربعينات إلى منتصف الخمسينات. وقد تنقطع الدورة الشهرية لدى بعض النساء بشكل متأخر، كما أنها قد تنقطع عند البعض الآخر في سنّ مبكّرة وهو ما يعرف بانقطاع الطمث المبكّر.

 

الحمل في الأربعين

تتزايد حالات حمل النساء في الأربعين بعد أن كانت هذه الظاهرة قد تراجعت بشكل كبير في المجتمعات المعاصرة بسبب التطورات الاجتماعية وخروج المرأة إلى ميادين العمل ومطالبة النساء بالمساواة في مختلف الميادين. وعلى الرغم من الانطباع الذي تحمله جلّ المجتمعات عن ضرورة وفائدة إنجاب المرأة في سن مبكّرة في سنوات العشرينات والثلاثينات، إلّا أن المعطيات الدّيمغرافية المسجلة في العالم منذ سبعينيات القرن الماضي تُظهر تزايد حالات الإنجاب في أوساط النساء اللواتي تجاوزن الأربعين.

ولا يكون الحمل والإنجاب في الأربعين بالنسبة للنساء دائمًا اضطرارًا بل يكون أحيانًا اختيارًا. فهناك الكثير من الفوائد التي يمكن جنيها من تأخر الإنجاب والحمل في الأربعين. ويأتي على رأس فوائد الحمل والإنجاب في الأربعين تلك المتعلقة بالجانب الأسري والاجتماعي إذ يسمح ذلك للمرأة العاملة مثلًا بتأسيس حياتها المهنية، كما يمكن للحمل والإنجاب في الأربعين أن يسمح لها بتخصيص المزيد من الوقت لتربية الأطفال أو بتوفير وضع مالي أكثر ملاءمة وراحة. 

لكن الحمل في الأربعين والإنجاب فيها لا ينطوي فقط على تلك الفوائد الاجتماعية بل تحُفّ به مخاطر صحية تتطلب مراقبة المرأة الحامل وجنينها عن كثب من طرف الطبيب. وتتلخص أهم هذه المخاطر الصحية للحمل في الأربعين فيما يلي:

  • ارتفاع ضغط الدم الذي قد يزيد من خطر حدوث مضاعفات الحمل التي تسمّى تسمّم الحمل.
  • سكّري الحمل.
  • العيوب الخلقية مثل متلازمة داون التي قد تصيب الجنين.
  • الإجهاض.
  • انخفاض وزن الجنين عند الولادة.
  • الحمل خارج الرحم والذي يحدث أحيانًا مع الإخصاب في المختبر.

غير أنه من المعروف أن تأخر الحمل إلى الأربعين غالبًا ما يكون لأسباب عديدة خارجة عن إرادة المرأة، بمعنى أنه لا يكون اختيارًا وإنما يكون اضطرارًا. وهناك أسباب عديدة تؤدي إلى الحمل في الأربعين بالنسبة لغالبية النساء، ومن أهمها مشكلات الخصوبة. ومن المعروف أن التقدم في السن يزيد من احتمالات ضعف الخصوبة لدى النساء، وينخفض معدل خصوبة المرأة بشكل ملحوظ بعد سن 35 سنة. ويرجع ذلك أساسًا إلى عوامل طبية من أهمها:

  • تراجع البويضات المتبقية للتخصيب.
  • ظهور بويضات غير صحية.
  • عدم قدرة المبيضين على إفراز البويضات بشكل صحيح.
  • زيادة خطر الإجهاض.
  • زيادة فرص الإصابة بالظروف الصحية التي يمكن أن تعيق الخصوبة.

لكن على الرغم من كل هذه المخاطر المحدقة بالحمل في الأربعين فإن إمكانية الحمل في هذه السّن تظلّ قائمة. لكن هذا الحمل لا يتم إلا بمساعدة أخصّائي الخصوبة الذي سيجري اختبارات لمعرفة ما إذا كانت هناك عوامل تؤثر على قدرة المرأة على الحمل في الأربعين. قد تشمل هذه الاختبارات الموجات فوق الصّوتية لفحص الرّحم والمبيضين أو اختبارات الدّم للتحقّق من احتياطي المبيض. وحسب الكلية الأميركية لأطباء النساء والتوليد فإن معظم النساء بعد سن 45 لا يمكن أن يحملن بشكل طبيعي. ويمكن للمرأة في الأربعين أن تلجأ للمساعدة على الحمل بأدوية الخصوبة وهي هرمونات تساعد في الإباضة الناجحة. كما يمكن اللجوء إلى تقنية المساعدة على الإنجاب المعروفة بأطفال الأنابيب. وتعمل هذه التقنية عن طريق إزالة البويضات وتخصيبها في المختبر قبل إدخالها إلى الرّحم. كما يعمل العلاج المضادّ للفيروسات القهقرية مع النساء اللواتي يعانين من مشاكل في التبويض، ويمكن أن يعمل أيضًا مع البدائل. ويُقدّر معدّل النجاح بنسبة 11 في المائة لدى النساء اللائي تتراوح أعمارهن بين 41 و42 عامًا.

وإذا كان الحمل بعد الأربعين صعبًا من حيث إمكانية حدوثه، فإنه أيضًا صعب من حيث التعايش معه بالنسبة للمرأة بعد حدوثه. وتعاني المرأة الحامل في الأربعين من المزيد من الأوجاع والآلام بسبب المفاصل والعظام التي بدأت بالفعل في فقدان المتانة مع تقدم العمر. وقد يكون الحمل في الأربعين أيضًا أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم وسكري الحمل. وقد يكون التعب المرتبط بالحمل أكثر بروزًا مع التقدم في العمر أيضًا.

 

الحمل في الأربعين من العمر

تعيش كثير من النساء تجربة الحمل في الأربعين من العمر بسبب ضغوطات الحياة العصرية ورغبتهنّ في تحقيق ذواتهنّ مهنيًا ودراسيًا. ويعتبر الحمل في الأربعين من العمر من بين الظواهر الاجتماعية التي أضحت منتشرة خصوصًا في المجتمعات الرأسمالية التي تتميز بنمط عيش متسارع تحكمه الطموحات الفردانية. لكن تجربة الحمل في الأربعين من العمر تنطوي في كثير من الحالات على فرص اجتماعية ونفسية مهمة للنساء والأزواج الذين يتخذون هذا القرار، لكنها أحيانًا تكون تجربة مفروضة بسبب ظروف صحية أو اجتماعية.

ويعتبر الحمل في الأربعين من العمر فرصة بالنسبة لبعض الأزواج حتى يصبحوا أكثر استعدادًا عاطفيًا وماليًا لممارسة الأبوّة وتحمّل مسؤولية تربية الأبناء. لكن على الرّغم من هذه الفوائد يعتبر الحمل في الأربعين من العمر مسألة محفوفة بالكثير من المخاطر والمغامرة بالنسبة للنساء والأزواج الرّاغبين في إنجاب الأطفال بالنّظر إلى خصوبة المرأة تنخفض بشكل كبير مع التقدم في السنّ وتجاوز سن الأربعين. 

ولا توجد فوائد صحية مباشرة لإنجاب طفل في سن الأربعين. ومع ذلك قد يكون لتأخير الحمل العديد من النّتائج التي يمكن أن تحسّن الصّحة العقلية والعاطفية للمرأة. ويشير بحث أُجري في عام 2015 إلى أن الدّعم من الشريك، وتقليل التوتر المزمن، والعلاقة عالية الجودة يمكن أن تقلّل من خطر الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة. كما أن الأشخاص الذين ينتظرون حتى يحصلوا على وظيفة جيدة مع التأمين الصحي ليتّخذوا قرار الحمل في سن الأربعين يكونون قادرين أيضًا على تحمّل تكاليف رعاية طبية عالية الجودة لهم وللجنين وللأبناء. كما أن زيادة الاستقرار في وظيفة الشخص أو حياته أو زواجه، وهو أمرٌ لا يتحقق في الغالب إلّا في سنّ الأربعين، ويساعد على تحسين الوضع الصحي للمرأة الحامل وشريك حياتها ومن ثمّة للأسرة قاطبة.

لكن الأزواج الذين يرغبون في خوض تجربة الحمل في الأربعين من العمر غالبًا ما ينشغلون أيضًا باحتمالات تأثّر المرأة في هذا السن خلال عملية الولادة. لكن عمومًا لا يوجد دليل على أن مجرد بلوغ سن الأربعين أو تجاوزها يؤثر بالضرورة على الولادة، بل أظهرت الأبحاث أن نتائج الحمل والولادة في الأربعين من العمر أو بعدها لا تختلف اختلافًا كبيرًا عن نتائج النساء الأصغر سنًا، طالما أن المرأة الحامل في الأربعين من العمر تحترم بعض الشروط وتنتفي فيها بعض الموانع مثل:

  • توفر رعاية جيدة قبل الولادة.
  • عدم وجود حالات طبية مزمنة.
  • حضور المواعيد الطبية المنتظمة لما قبل الولادة.
  • الحفاظ على نمط حياة صحي.
  • إحاطة الجنين بكامل الرعاية الأبوية.

وهذا يعني أنه بالنسبة للنساء السّليمات صحيًّا فإن الحمل في الأربعين من العمر قد لا يكون أكثر خطورة من الحمل في وقت مبكر من الحياة، لكن لا بد من التّنبيه هنا إلى أن معدل الولادات القيصرية أعلى بين النساء فوق سن الأربعين. كما أظهرت أبحاث أخرى أن معدّلات حدوث مضاعفات لدى النساء فوق سن الأربعين أعلى، فقد وجدت دراسة أجريت عام 2017 في برلين، وقارنت نتائج النساء اللواتي يلدْن فوق سن 45 بتلك الخاصة بالنساء البالغات من العمر 29 عامًا، ما يلي:

  • احتاجت النساء الأصغر سنًا إلى علاجات خصوبة بنسبة 3٪ مقارنة بـ 34٪ في الفئة الأكبر سنًا.
  • حدثت ولادة مبكرة لدى 28 في المائة من النساء الأكبر سنًّا، مقارنة مع 11 ٪ من النساء الأصغر سنًّا.
  • 59 في المائة من المسنّات خضعن لعملية قيصرية، مقارنة بـ 29٪ من النساء الأصغر سنًا.

 

الحمل بعد الأربعين عامًا

يمكن أن يكون لتأجيل الحمل والإنجاب حتى سن الأربعين بعض الفوائد، حيث غالبًا ما يكون الأبوان في هذا العمر قد حظوا بمتسع من الوقت لتوفير المال، وأصبحوا أكثر أمانًا من الناحية المالية لطفلهم. كما أنّ الإنسان مع تقدّم العمر يراكم التجارب والخبرات الحياتية فيصبح أكثر حكمةً وصبرًا. وهناك بعض الأدلة على أن الأطفال المولودين لأبوين أكبر سنًا يحققون مستويات أعلى من التعليم. وقد يكون لتأجيل الحمل فوائد للأم أيضًا، فقد أشارت دراسة أجريت عام 2012 إلى أن النساء اللواتي أنجبن طفلهن الأخير أو الوحيد بعد سنّ الأربعين كان لديهنّ خطر أقل للإصابة بسرطان الرحم.

 

هل أستطيع الحمل بعد سن الأربعين؟

تنخفض مستويات الخصوبة لدى المرأة بعد سن الـ35 بشكل كبير، وتعدّ مستويات الخصوبة لمن تجاوزن سن الأربعين منخفضة بشكل عام. حتى البويضات المتبقية في هذه المرحلة، إن وُجدت، قد لا تكون قادرة على تكوين حياة جديدة. وبالتالي، قد يكون من الصعب على امرأة الحمل بعد الأربعين بشكل طبيعي وتنجب طفلاً سليمًا. لكن هذا لا يعني أن الأمر غير ممكن، حيث يمكن للمرأة أن تحمل في الأربعينيات من عمرها، لكنها قد تحتاج للخضوع لعلاجات خصوبة مكثفة في بعض الأحيان، وفي حال حملت المرأة في الأربعينات من عمرها، فهناك احتمال كبير أن يولد الطفل بعيوب خلقية أو أن ينتهي الحمل بالإجهاض. كما تشير بعض الدراسات إلى أنّ فرص الحمل الطبيعي والصحي بعد سن الخمسين لا تتجاوز 1٪.

 

أعراض الحمل بعد سن الأربعين

بالنسبة للسيدات اللواتي يخضن تجربة الحمل في سنّ متقدّم، أي بعد سنّ الخامسة والثلاثين بشكل عام، وغالبًا ما يكونون أكثر عرضةً لحدوث مضاعفات للحمل كارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل أو ما يعرف بتسمّم الحمل وسكّري الحمل والحمل خارج الرحم، وعادةً ما يطلب الطبيب المشرف على الحمل إجراء فحوصات دورية للتأكد من عدم وجود هذه المضاعفات.

بشكل عام، إنّ أعراض الحمل بعد سن الأربعين لا تختلف كثيرًا عن أعراض الحمل في سنّ مبكّر ما لم تحدث لديها مضاعفات للحمل، ومن أهم أعراض الحمل في سنّ الخمسين:

  • غياب الدورة الشهرية.
  • الشعور بالإعياء والتعب.
  • الغثيان خلال ساعات الصباح.
  • ألم واحتقان الثدي.
  • النوم المتزايد خلال ساعات النهار.
  • الإمساك.
  • تقلّبات المزاج.
  • حدوث آلام في أسفل البطن نتيجة لتقلصات الرحم.
  • الحاجة إلى التبول بشكل متكرر.

 

مخاطر الحمل بعد سنّ الأربعين

تعتبر مخاطر الحمل بعد سنّ الأربعين من بين الأسباب التي تجعل الكثير من النساء تُعجّلن بالحمل مبكرًا تفاديًا للمضاعفات الصحية ولاحتمالات الحرمان من الإنجاب مع تقدم السن. وتتنوّع مخاطر الحمل بعد سن الأربعين بين تلك التي تهدّد إمكانية حدوث الحمل أصلًا وبين تلك المخاطر المتعلّقة بما بعد حدوث الحمل وتشمل عددًا من المضاعفات الصحية. ومن المعروف أن التقدّم في العمر يزيد من مخاطر الحمل بعد سن الأربعين، ومن أهم هذه المخاطر خطر الإصابة بالعقم بسبب انخفاض جودة البويضات. كما تواجه المرأة في حال تأخر قرار الحمل إلى ما بعد سن الأربعين احتمالات بعض الحالات الطبية المرتبطة بالعقم. وتشمل هذه الحالات ما يلي:

  • مرض بطانة الرحم.
  • الأورام الليفية الرحمية.
  • اضطرابات قناتي فالوب.

وتشمل مخاطر الحمل بعد سنّ الأربعين لدى أغلب النساء أيضًا احتمالات حدوث مضاعفات الحمل التي تتجلى في عدد من الأمراض مثل ارتفاع ضغط الدم وتسمّم الحمل وسكّري الحمل. كما يزداد معدّل تشوّهات الولادة أو الحالات الوراثية لدى الطفل عند النساء اللواتي يحْبلن بعد سن الأربعين. وتبلغ فرص إنجاب طفل مصاب بمتلازمة داون مثلًا لدى المرأة الحامل في سن الأربعين حوالي 1 من كل 100 حالة حمل، وبحلول سنّ 45 سنة، ترتفع هذه النسبة إلى 1 من كل 30 حالة حمل. وعلى الرّغم من أنّ الأبحاث ركّزت على الحمل المرتبط بالعمر ومضاعفات الخصوبة على النساء كثيرًا، إلا أن الأبحاث الحديثة تُظهر أن العقم يزداد مع تقدم العمر لكل من الرجال والنساء. 

وتزداد مخاطر الحمل بعد سن الأربعين تعقيدًا أكثر مع انخفاض ​​معدّل نجاح علاجات العقم مع تقدم العمر أيضًا. فبعد سن الأربعين، يكون لدى النساء احتمال بنسبة 5٪ تقريبًا للحمل في كل دورة تلقيح داخل الرحم، بينما تكون نسبة النجاح لكل دورة إخصاب في المختبر أقلّ من 20٪.

أما مخاطر الحمل بعد سن الأربعين المرتبطة بفترة الحمل نفسه فهي أيضًا لا تقل تأثيرًا وخطورة في بعض الأحيان، إذ تعاني معظم النساء عند الحمل بعد سن الأربعين من مجموعة من الأعراض خلال الأشهر الثلاثة الأولى، بما في ذلك غثيان الصباح، مثلما هو الحال بالنسبة للحوامل الشابات لكنها قد تكون أكثر إرهاقًا لأسباب أخرى ترتبط بالوضعية الصحية للمرأة. كما ينطوي الحمل بعد سن الأربعين على مخاطر أعلى لفقدان الحمل، خاصة بالنسبة للنساء اللاتي تعرضّن للإجهاض من قبل. وقد كشفت إحدى الدراسات التي أُجريت عام 2019 أن خطر فقدان الحمل كان بنسبة 53٪ لدى النساء فوق سن 45، مقارنة بـ 10٪ لدى النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 25 و29 عامًا.

ومع تقدّم الحمل، فإن النساء البالغات من العمر 45 عامًا أو أكثر يتعرّضن لخطر متزايد من التعرض لمضاعفات مرتبطة بالحمل، مثل:

  • سكّري الحمل.
  • ضغط دم مرتفع.
  • الولادة المبكرة.

ولهذا السبب قد يوصي الطبيب أو القابلة بزيادة المراقبة الطبية لدى المرأة الحامل بعد سن الأربعين. وقد تشمل هذه المراقبة مواعيد أو اختبارات إضافية قبل الولادة. وقد تلجأ بعض النساء الحوامل بعد سنّ الأربعين أيضًا إلى الاختبارات الجينية لتقييم فرصة إنجاب طفل يعاني من خلل في الولادة.

لكن على الرغم من مخاطر الحمل بعد سنّ الأربعين، يمكن للنساء فوق هذا السن أن يكون لديهن حمل صحي. فقد وجدت دراسة أجريت عام 2015 أنه لا يوجد خطر متزايد من حدوث مضاعفات الحمل لدى النساء الأصحاء اللّائي يبلّغن من العمر 40 عامًا أو أكثر إذا توفرت لهن رعاية جيدة قبل الولادة.

 

مشاكل الحمل بعد سن الأربعين

تتعدّد مشاكل الحمل بعد سنّ الأربعين لتشمل أحيانًا الأم وأحيانًا أخرى جنينها أو حتى الطفل بعد ولادته. ولا تعتبر مشاكل الحمل بعد سن الأربعين مسألة حتمية في كل الحالات لكن هناك أدلّة متزايدة على صعوبات الحمل لدى النساء في هذا السن مقارنة بالنساء اللواتي يحْبلن في سن مبكرة بدءً من مشكلات الخصوبة وصولًا إلى التشوّهات الخلْقية للجنين. وعمومًا تتزايد احتمالية حدوث بعض المشكلات لكلّ من الأمّ والطفل كلّما تقدمت المرأة الحامل في السن. وتشْمل هذه المشكلات بعض عوامل الخطر المتعلقة بالأمّهات فوق سن الأربعين. فتكون مخاطر الحمل أعلى بالنسبة للنساء فوق سن 35 عامًا. ويزْداد خطر حدوث الإجهاض ومضاعفات الولادة بعد سنّ 45. وتشمل هذه المشكلات ما يلي:

1. فقدان الحمل

النساء الأكبر سنًّا الّلواتي يعشْن الحمل بعد سن الأربعين على الخصوص أكثر عرضة للإجهاض في بداية الحمل. وتبلغ نسبة الخطر حوالي 25٪ لدى النساء فوق سن 35 عامًا مقابل 12٪ لدى النساء دون سن 30 عامًا. ويصل الخطر إلى أكثر من 90٪ لدى من تزيد أعمارهنّ عن 45 عامًا.

2. الحمل في المكان الخطأ (الحمل خارج الرحم)

الحمل خارج الرحم هو اختلال يحدث فيه الحمل خارج مكانه الطبيعي والصحي. وتعتبر النساء فوق سن 35 أكثر عرضة للحمل خارج الرحم من 4 إلى 8 مرّات مقارنة بالنساء الأصغر سنًّا. ومن المحتمل أن يكون هذا الخطر المرتفع للحمل خارج الرحم ناتجًا عن تراكم عوامل الخطر بمرور الوقت، مثل عدوى الحوض ومشاكل قناة فالوب. وتشمل أعراض هذه الحالة آلامًا في البطن أو نزيفًا غير طبيعي، ولكنها قد تأتي أيضًا بدون أعراض. وعادة ما يكون العلاج بالحقن أو الجراحة مطلوبًا لأن هذا الحمل يمكن أن يسبّب نزيفًا داخليًا إذا تُرك دون مراقبة.

3. الحمل المتعدّد

من بين مشاكل الحمل بعد سن الأربعين إمكانية حدوث الحمل المتعدّد. إذ تزداد فرص تطوير الرحم التوائم أو حالات الحمل المتعددة الأخرى مع تقدم العمر. وترتبط حالات الحمل المتعددة بارتفاع احتمالية حدوث مشاكل لكل من الأم والطفل وتتطلب متابعة عن كثب طوال فترة الحمل.

4. سكّري الحمل

من بين أكثر مشاكل الحمل بعد سن الأربعين شيوعًا مشكلة الإصابة بسكّري الحمل (مرض السكّري الذي يتطور أثناء الحمل)، ويحدث ذلك لدى النساء اللواتي تجاوزْن سنّ الأربعين خلال الحمل من 3 إلى 6 مرات مقارنة بالنساء اللائي تتراوح أعمارهنّ بين 20 و29 عامًا. ولا تتجاوز احتمالات الإصابة بسكّري الحمل لدى عموم النساء 3٪، مقارنة بما بين 7 إلى 12 في المائة لدى النساء فوق سنّ الأربعين. ويشكّل سكّري الحمل أثناء الحمل خطرًا أكبر نظرا لارتباطه بمضاعفات محتملة للأم والطفل أثناء الحمل وكذلك أثناء عملية الولادة.

5. ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل

يكون خطر ارتفاع ضغط الدّم النّاجم عن الحمل أعلى لدى الأمهات الأكبر سنًا. ويعتبر من أخطر مشاكل الحمل بعد سن الأربعين لأنه يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بحالة تسمى تسمّم الحمل، وهي إحدى مضاعفات الحمل التي تتميّز بارتفاع ضغط الدم واحتمالات تطور هذا الضغط إلى إتلاف بعض أعضاء الجسم كإحدى الكليتين أو هما معًا. وإذا تُركت حالة تسمّم الحمل دون علاج، فقد تكون مهدّدة لحياة الأم والطفل.

6. مضاعفات المشاكل الطبّية الموجودة من قبل أثناء الحمل

مع تقدّم العمر تزداد احتمالية الإصابة بالسمنة أو الإصابة بمشكلات طبّية، مثل مرض السّكري وارتفاع ضغط الدم ومشاكل القلب. وتعتبر هذه المضاعفات أيضًا من أكثر مشاكل الحمل بعد سن الأربعين شيوعًا بالنظر إلى أن جلّ النساء في هذا السن يعانين أصلًا من مشكلات صحية أو مشكلة واحدة على الأقل. وعندما تثبت مشكلة طبية لدى المرأة الحامل بعد سنّ الأربعين سيحتاج الحمل إلى مراقبة لتفاقم الحالة ومضاعفات الحمل. ومع هذه الحالات الطبية قد ترتفع احتمالات الولادة القيصرية أو الولادة المبكرة.

 

هل يمكن الحمل في سن 45؟

ينطوي الحمل في سن 45 على مخاطر أكبر للأم ولطفلها مقارنة بالحمل في سن أصغر، ففي حين أن إنجاب طفل في عمر متقدّم يمكن أن يكون أسهل من بعض النواحي، فقد يكون الحمل أيضًا أكثر صعوبة، باعتبار أنّ الحمل في هذا العمر يعتبر عالي الخطورة.

وتشمل بعض مخاطر الحمل بعد الأربعين من العمر ما يلي:

  • ارتفاع خطر الإصابة بتسمم الحمل، وهو نوع من ارتفاع ضغط الدم يتطور أثناء الحمل ويمكن أن يهدد الحياة.
  • ارتفاع خطر الإصابة بسكّري الحمل.
  • ارتفاع خطر حدوث الحمل خارج الرحم.
  • ارتفاع خطر انزياح المشيمة.
  • ارتفاع خطر الحاجة إلى الولادة القيصرية.
  • ارتفاع خطر إجهاض.
  • ارتفاع خطر موت الجنين داخل الرحم.

بالإضافة إلى ذلك، هناك عوامل خطر تتعلق بالطفل، وكلما كان الحمل في سنّ متأخر أكثر زادت هذه مخاطر:

  • صعوبات التعلم.
  • العيوب والتشوهات خُلقية.
  • الاختلالات المرتبطة بالكروموسومات، مثل متلازمة داون.
  • انخفاض وزن المولود عند الولادة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل التهاب البول يمنع الحمل؟

هل الإسهال من علامات الحمل؟

هل السائل الشفاف يسبب الحمل؟

هل يعتبر الاستلقاء ضروريًا لحدوث الحمل؟

هل صحة اختبار الحمل المنزلي موثوقة؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على