` `

هل علاج البواسير بالماء الساخن مفيد حقاً؟

صحة
20 ديسمبر 2020
هل علاج البواسير بالماء الساخن مفيد حقاً؟
علاج البواسير بالماء الساخن واحد من أكثر الطرق التقليدية الناجحة في علاج البواسير (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

تنتشر بين الناس وعلى العديد من مواقع الإنترنت العديد من الوصفات الشعبية لعلاج البواسير، من ضمنها وصفة لعلاج البواسير بالماء الساخن.

فما هي الحالة المرضية المرتبطة بالبواسير؟ هذا ما يوضحه هذا المقال، بالإضافة إلى طرق علاجها المختلفة وكيفية الوقاية منها، وهل علاج البواسير بالماء الساخن مفيد حقًا؟

عندما يسمع البعض لفظ "بواسير"، غالبًا ما يتبادر إلى الذهن تلك الحالة المرضية التي تسبب الكثير من الألم للشخص المصاب بها، لكن في الحقيقة البواسير لا تعني بالضرورة حالة مرضية، فجميع البشر لديهم بواسير، وليسوا جميعهم مرضى.

 

ما هي البواسير؟

البواسير هي عبارة عن مجموعات من الأوردة التي تشبه الوسادة، تقع تحت الأغشية المخاطية التي تبطن الجزء السفلي من المستقيم والشرج. والبواسير هي جزء طبيعي من جسم الإنسان، وليست بالضرورة مرضًا. لكنها تتطور إلى الحالة المرضية المعروفة بـنفس الاسم عندما تتورم هذه الأوردة وتنتفخ، مثل دوالي الساقين؛ ذلك أن أن الأوعية الدموية المعنية يجب أن تحارب الجاذبية باستمرار لإعادة الدم إلى القلب. وبحسب منظمة "مايو كلينيك (Mayo clinic)"، هناك ما يقرب من ثلاثة أشخاص من بين كل أربعة بالغين يعانون من أعراض البواسير من وقت لآخر.

 

أنواع البواسير

هناك نوعان من البواسير:

  • البواسير الداخلية: التي تحدث في أسفل المستقيم، وهي عادة غير مؤلمة حتى في حالات النزيف الذي قد يظهر على هيئة دماء حمراء على ورق التواليت أو منسابة في المرحاض. لكن في بعض الحالات يمكن أن تتدلى البواسير الداخلية وتمتد إلى خارج فتحة الشرج، مما قد يسبب بعض المشاكل المحتملة.
  • البواسير الخارجية: وهي التي تتطور تحت الجلد حول فتحة الشرج. والبواسير الخارجية هي الأكثر سببًا للمشاكل في حالة انتفاخها، لأن الجلد الذي يغطيها يصبح متهيجاً ويتآكل. كما أنه قد تتكون بعض الجلطات الدموية داخل داخل البواسير الخارجية، مما قد يسبب ألمًا شديدًا مفاجئًا، وعادة ما تذوب الجلطة تاركة الزوائد الجلدية، مما قد يسبب الحكة أو التهيج.

إذن، فالحالة المرضية للبواسير هي عبارة عن مجموعة من الأوردة المنتفخة الداخلية أو الخارجية في الجزء السفلي من المستقيم والشرج، وتتمدد جدران هذه الأوعية الدموية في بعض الأحيان بشكل رقيق لدرجة أن الأوردة تتهيج وتنتفخ. وهي من أكثر الحالات الشائعة التي تتسبب في نزيف المستقيم.

 

أسباب البواسير

تشير كلية الطب بجامعة هارفارد الأمريكية إلى أن أسباب البواسير ترتبط عادة بزيادة تدفق الدم إلى هذه المنطقة، مما يتسبب في انتفاخ الأوعية الدموية، وذلك قد يحدث في الحالات الآتية:

  • حالات الإمساك المزمن.
  • الإجهاد أثناء التبرز.
  • الجلوس لفترات طويلة، خاصة على المرحاض.
  • أثناء الحمل؛ حيث يضغط الرحم الممتلئ على هذه المنطقة ويتسبب أيضاً في انتفاخ الأوعية الدموية.

 

أعراض البواسير

تختلف أعراض البواسير حسب نوعها ما إذا كانت خارجية أو داخلية كما يلي:

أعراض البواسير الخارجية:

  • حكة أو تهيج في منطقة الشرج.
  • ألم في منطقة الشرج.
  • تورم حول فتحة الشرج.
  • النزيف.

أعراض البواسير الداخلية:

  • نزيف غير مؤلم أثناء التبرز.
  • الشعور باندفاع البواسير خارج فتحة الشرج، مما يؤدي إلى الألم والتهيج.

كما أنّ هناك بعض الأعراض التي ترتبط بتكون الجلطات الدموية، وتشمل: الألم الشديد والحكة، والنزيف.

 

هل علاج البواسير بالماء الساخن مفيد حقًا؟

نعم، علاج البواسير بالماء الساخن واحد من أكثر الطرق التقليدية الناجحة في علاج البواسير، ويعرف بـ"حمّام الجلوس أو حمّام المِقْعَدة (Sitz Bath)"، نسبة إلى الكلمة الألمانية "Sitzen" وتعني "يجلس".

وعلاج البواسير بالماء الساخن هو عبارة عن حمّام ماء دافئ للأرداف والفخذين، وهو من أكثر العلاجات الفعالة في إزالة الألم في حالات البواسير؛ حيث يعمل علاج البواسير بالماء الساخن على تخفيف الحكة والتهيج والتشنجات في العضلة العاصرة. ويوصي معظم الخبراء بحمّام المِقْعَدة لمدة 20 دقيقة مرتين أو ثلاث مرات في اليوم، وبعد كل تبرز أيضًا.

 

الماء الساخن والبواسير

تجمع بين الماء الساخن والبواسير علاقةٌ علاجية شائعة ومعروفة يلجأ إليها الأشخاص الذين يعانون من انتفاخ البواسير ومنطقة الشرج. ويعتبر الاستحمام بالماء الساخن سواء داخل أحواض مائية أو باستخدام حمّام المقعدة وسيلة ناجعة للتخفيف من آلام البواسير. ويساعد الماء الساخن على تدفق جيد للدم في منطقة الشرج وعلى تطهيرها مما يسرّع بعلاج آلام البواسير والتخفيف منها.

وينصح الخبراء باستخدام الماء الساخن مع البواسير بطريقة الجلوس في حوض الماء الساخن أو في حمام المقعدة لمدة 15 دقيقة عدة مرات في اليوم خصوصًا بعد التبرّز. ويعتبر الماء الساخن أحد أفضل العلاجات لآلام البواسير. ويتوفر حمّام المقعدة المخصص للبواسير بشكل عام في الصيدليات، كما يتناسب هذا الوعاء الصغير مع المرحاض ويتيح طريقة مريحة للنقع وعلاج المنطقة المتضرّرة. وحمام المقعدة الذي سيحتوي الماء الساخن لعلاج البواسير حمّام ضحْل دافئ ينظف منطقة العجّان، وهي المسافة بين المستقيم والفرج أو كيس الصفن، ويمكن أن يوفر حمام المقعدة أيضًا الراحة من الألم أو الحكة في منطقة الأعضاء التناسلية.

ولا يتطلب علاج الماء الساخن للبواسير عبر حمّام المقعدة وصفة طبية من الطبيب. ويخفف الماء الساخن كل أشكال التهيج والآلام التي تصيب منطقة البواسير. ويُنصح بالماء الساخن للبواسير سواء تعلّق الأمر بإصابتها وآلامها العادية أم بعد عملية استئصال البواسير جراحيًا. كما يمكن تعزيز الماء الساخن للبواسير ببعض المواد الطبيعية المضافة التي يمكن أن تسرّع التعافي مثل ملح الطعام أو الخل أو صودا الخبز، فيتحول الماء الساخن في هذه الحالة إلى محلول مسكّن لكل الآلام المرافقة للبواسير.

وفي حال عدم استخدام حمام المقعدة واللجوء إلى حوض الاستحمام العادي من أجل علاج البواسير بالماء الساخن فيتعين الحرص كثيرًا على تنظيف حوض الاستحمام جيدًا. وتتم عملية التنظيف عن طريق خلط ملعقتين كبيرتين من المُبيّض مع نصف غالون من الماء ثم فرك حوض الاستحمام وشطفه جيدًا.

ولتحضير الماء الساخن الذي سيستخدم في علاج البواسير يتعين ملء الحوض بـ 3 إلى 4 بوصات من الماء الذي لا يجب أن تصل درجة سخونته إلى درجة التسبّب بحروق أو الشعور بعدم الارتياح، لذلك يفضّل اختبار درجة حرارة الماء الساخن قبل الجلوس فيه لعلاج البواسير. بعد التأكّد من أن الماء الساخن مريح ولن يسبّب حروقًا يمكن الجلوس فيه والتركيز على نقع منطقة العجان لمدة 15 إلى 20 دقيقة. وبعد الخروج من حوض الماء الساخن يجب تجفيف منطقة العجان برفق شديد باستخدام منشفة نظيفة دون ضغط أو فرك لأن ذلك قد يهيّج البواسير من جديد.

وعلى الرغم من أن الماء الساخن وحده قد يكون كافيًا للتخفيف من آلام البواسير وعلاجها، إلا أن الاستعانة ببعض المواد الأخرى الإضافية التي توضع في حمام الماء الساخن يمكن أن يساعد أيضًا في تسريع التعافي والتخلّص من الحكة والتورم في منطقة البواسير. وتتضمن قائمة المواد المفيدة التي يمكن إضافتها للماء الساخن من أجل علاج البواسير ما يلي:

ويتمثّل دور هذه الإضافات الطبيعية إلى الماء الساخن في الحد من نمو البكتيريا لتقليل خطر الإصابة بالالتهاب. كما يضيف البعض إلى الماء الساخن المخصص لحمام البواسير زيت الزيتون والزيوت الأساسية والأعشاب وروائح العلاج العطري. ومن الأفضل تجنّب أي إضافات أخرى لا تليق للاستخدام على البشرة، لأن هذه المواد المضافة قد تفاقم حالة البواسير وتجعل الجلد يجفّ بشكل غير مناسب لها.

 

هل هناك علاجات أخرى للبواسير؟

نعم، فبالإضافة إلى علاج البواسير بالماء الساخن، يوصي الأطباء في حالات البواسير بـ:

  • تناول الكثير من الأطعمة الغنية بالألياف، التي تعمل على تليين البراز وتقليل الضغط على الأوردة.
  • الكمّادات الباردة أيضًا قد تكون مفيدة في إزالة الألم والتورم.
  • شرب كميات كبيرة من الماء؛ فالترطيب الدائم يعمل أيضًا على ليونة البراز وسهولة خروجه.
  • تجنب الكحول والكافيين لتجنب الجفاف.
  • تقليل الوزن في حالات الوزن الزائد.
  • استخدام المناديل المبللة؛ فقد يؤدي استخدام ورق التواليت الجاف إلى تفاقم المشكلة.
  • استخدام فتلة شاي؛ يمكن تهدئة البواسير الخارجية بوضع فتلة شاي دافئة ومبللة، حيث تساعد مادة العفص (التانين Tannin) الموجودة في الشاي على تقليل التورم وتخفيف الألم وتعزيز تخثر الدم لوقف النزيف.
  • استخدام الكريمات والمراهم الموضعية التي لا تستلزم وصفة طبية (OTC)، والتي تحتوي على الهيدروكورتيزون. كما أن هناك أيضًا بعض الكريمات والمراهم التي تحتوي على عامل مخدر يمكن وضعها على الجلد لتخفيف الألم.
  • الجلوس على وسادة بدلًا من سطح صلب، يساعد في تقليل تورم البواسير الموجودة ويمنع تكون بواسير جديدة.
  • علاج الجلطة عند تكونها للتخفيف من الألم الشديد المصاحب لها.

وبالرغم من أن معظم حالات البواسير تكون بسيطة، وتزول أعراضها دون الحاجة إلى تدخل علاجي، إلا أن هناك بعض الحالات التي قد لا يمكن السيطرة عليها بالعلاجات المنزلية، إما بسبب استمرار الأعراض أو بسبب تدلي البواسير. هذه الحالات قد تحتاج إلى تدخل طبي أو جراحي، وغالباً ما يتم علاجها داخل العيادات أو المستشفيات، وتشمل هذه التدخلات:

  • ربط البواسير: ويتم فيها ربط البواسير بشريط مطاطي صغير، يتم وضعه حول قاعدة البواسير. هذا الشريط يعمل على تقلص الباسور وشفاء الأنسجة المحيطة، مما يؤدي إلى تثبيت الباسور في مكانه.
  • استئصال البواسير: في حالات البواسير البارزة أو المتدلية الكبيرة، أو البواسير الخارجية ذات أعراض مستمرة، أو بواسير داخلية تعود على الرغم من ربط الشريط المطاطي، يتم الاستئصال من خلال عملية جراحية.
  • تدبيس البواسير: وهو بديل لاستئصال البواسير التقليدي، يسمى تثبيت البواسير بالتدبيس. يعالج هذا الإجراء النزيف أو البواسير الداخلية المتدلية، حيث يستخدم الجراح جهاز تدبيس لتثبيت البواسير في وضعها الطبيعي.
  • العلاج بالليزر: مؤخرًا بات علاج البواسير بالليزر أحد الطرق الشائعة التي أثبتت فعالية عالية في علاج البواسير.

 

كيف يمكن تجنب البواسير؟

يمكن تجنب الإصابة بالبواسير عن طريق اتباع الآتي:

  • التغذية السليمة: تناول الأطعمة الغنية بالألياف، مثل: الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة، بالإضافة إلى شرب كميات كبيرة من الماء والسوائل للحفاظ على ليونة البراز.
  • تجنب الإجهاد المفرط أثناء التبرز: لتجنب الضغط على الأوردة في أسفل المستقيم.
  • التبرز عند الإحساس بالحاجة: فتجنب استخدام المرحاض عند الحاجة والانتظار الطويل يزيد من جفاف البراز ويزيد من الضغط على الأوردة.
  • النشاط البدني: يساعد النشاط البدني كالمشي السريع 20-30 دقيقة يوميًا على تحفيز حركة الأمعاء وجعلها أكثر انتظامًا، بينما الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة يضغط على الأوردة.
  • الحفاظ على الوزن الصحي للجسم: زيادة الوزن تزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بالبواسير.

في النهاية، يمكن استخلاص أنه على الرغم من أن البواسير قد تكون مزعجة ومؤلمة للشخص المصاب بها، إلا أنه من السهل علاجها في معظم الحالات بعلاجات منزلية بسيطة، مثل علاج البواسير بالماء الساخن، كما يمكن كذلك الوقاية منها بشكل كبير.

 

علاج الإمساك

يبدأ علاج الإمساك أولًا بإجراء بعض التغييرات في نمط العيش والنظام الغذائي بالنظر إلى أن أسباب الإمساك تكون أحيانًا ناتجة فقط عن نوعية الغذاء الذي يتناوله المصاب. ويساعد تغيير نوعية الغذاء في تليين البراز وجعل عملية التخلص من الفضلات أكثر سهولة. ولعلاج الإمساك بهذه الطريقة يجب تناول المزيد من الأطعمة الغنية بما يكفي من الألياف وشرب الكثير من الماء والسوائل الأخرى. وتصل الحاجة اليومية لشخص بالغ من الألياف إلى ما بين 25 و31 غرامًا من الألياف يوميًا. وللحصول على الألياف المساعدة في علاج الإمساك يمكن اللجوء إلى عدد من المصادر الغذائية ومن أهمها:

  • الحبوب الكاملة مثل خبز القمح الكامل والمعكرونة ودقيق الشوفان وحبوب رقائق النخالة.
  • البقوليات مثل العدس والفاصوليا السوداء والفاصوليا وفول الصويا والحمّص.
  • الفواكه مثل التوت والتفاح مع القشرة والبرتقال والكمّثرى.
  • الخضار مثل الجزر والبروكلي والبازلاء والكرنب الأخضر.
  • المكسّرات مثل اللوز والفول السوداني والجوز

ولا يقتصر علاج الإمساك على تغيير النظام الغذائي فقط بل يعتمد أيضًا على ممارسة نشاط بدني منتظم. كما يمكن تجربة علاج الإمساك بتدريب الأمعاء. ويتعلّق الأمر هنا بتعويد الأمعاء على الحركة المؤدية إلى التبرّز في نفس التوقيت من كل يوم، فيمكن مثلًا محاولة التبرّز بعد الإفطار بفترة تتراوح ما بين 15 إلى 45 دقيقة لأن الأكل يساعد القولون على تحريك البراز.

وينجح علاج الإمساك أيضًا من خلال التوقف عن التعرّض لبعض أسبابه، وخصوصًا بالحد من تناول بعض الأدوية أو المكملات الغذائية التي تسبّب الإمساك. وبالمقابل يمكن الإقبال على استخدام بعض الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية لعلاج الإمساك وتلعب دور المليّن للأمعاء من أجل مساعدة المريض على التخلّص من الإمساك، وتشمل هذه الأدوية القائمة التالية:

  • مكمّلات الألياف.
  • العوامل التناضحية .
  • مليّنات البراز.
  • زيوت التليين مثل الزيوت المعدنية.
  • المنشّطات.

وإذا لم تنجح المليّنات التي تؤخذ دون وصفة طبية في علاج الإمساك، فحينها قد يتوجّب على المريض استشارة الطبيب المختص لتجربة الأدوية الموصوفة في علاج الإمساك. وعلى الرغم من أن الأدوية التي يصفها الطبيب لعلاج الإمساك قد لا تعمل بالسرعة نفسها التي تعمل بها العلاجات المليّنة السابقة إلا أنها يمكن أن تساعد في علاج الإمساك على المدى الطويل.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل يمكن علاج البواسير بالليزر؟

هل علاج البواسير بالبصل فعّال؟

هل يمكن علاج البواسير الداخلية في المنزل؟

هل يمكن علاج البواسير الخارجية منزلياً؟

هل عملية البواسير مؤلمة؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على