` `

هل البوسنة ضمن الاتحاد الأوروبي؟

سياسة
23 ديسمبر 2020
هل البوسنة ضمن الاتحاد الأوروبي؟
لا تُعدّ البوسنة ضمن الإتحاد الأوروبي، إلاّ أنها أعلنت سعيها لتكون جزءاً منه (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

تشكل الإتحاد الأوروبي بموجب معاهدة ماستريخت عام 1992، ويضم 27 دولة أوربية، وتسعى العديد من الدول للانضمام إلى الاتحاد.

يستعرض هذا المقال جمهورية البوسنة وهل البوسنة ضمن الاتحاد الأوروبي؟ وما هي أبرز المراحل التاريخية التي مرت بها البلاد؟

 

جمهورية البوسنة 

تقعُ البوسنة ضمن أراضي البلقان جنوبي شرقِ القارة الأوروبية، وتُعرفُ رسميًا بإسم جمهورية البوسنة والهرسك وعاصمتها سراييفو، يحدُّها من الشرق صربيا، والجبل الأسود من الجنوب، كما وتحدُّها كرواتيا شمالاً وغربا، وتتألفُ البوسنة من ثلاث مجموعاتٍ عرقية وهي: البوشناق، الكروات والصرب، ويُعتبر غالبية سكانها من البوشناق المسلمين. عاشت البوسنة تقلباتٍ عديدة في تاريخها وكانت جُزءا من الصراعات التاريخية في منطقة البلقان على مرّ العصور. 

 

هل البوسنة ضِمن الاتحاد الأوروبي؟

لا تُعتبر البوسنة ضمن الاتحاد الأوروبي، فعملية الانضمام للاتحاد الأوروبي تمرُّ بعدّةِ مراحل وِفق معايير وشروط معينةٍ أقرّها المجلس الأوروبي المُنعقدُ في كوبنهاجن عام 1992.
اقرأ المزيد عن شروط الانضمام للاتحاد الأوروبي في مقال مسبار هل جورجيا ضمن الإتحاد الأوروبي؟


وبسبب التقلبات العديدة التي عاشتها جمهورية البوسنة، تم توقيع ااتفاقية شراكة وتعاون بين الاتحاد الأوروبي وجمهورية البوسنة والهرسك في أبريل من العام 2008 وكانت أهم بنودها ما يلي:
•   إجراء إصلاحات تشريعية ودستورية.
•   إعادة تشكيل أجهزة القوى الأمنية وإلغاء الشرطة العِرقية.
•   تسليم المتهمين بارتكاب جرائِم حرب إلى المحكمة الدولية.


 

مساعي جمهورية البوسنة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي

ظلَّت البوسنة لفترة طويلة بعد الحرب تحت الوصاية الدولية حتى عاد إليها الإستقرار، وقامت السلطاتُ بإجراء العديد من الإصلاحات للتخفيف من آثار الحرب. ولا تُعدّ البوسنة ضمن الإتحاد الأوروبي، إلاّ أنها أعلنت سعيها لتكون جزءاً منه، ففي عام 2010، وقّع الاتحاد الأوروبي والبوسنة اتفاقية تمّ بموجبها إعفاء مواطني البوسنة من تأشيرةِ الدخول إلى دول الاتحاد الأوروبي، كما وتم الاتفاق على جملة من الإصلاحات المالية الرامية إلى تعزيز التعاون التجاري بين دول الااتحاد الأوروبي وجمهورية البوسنة، وقام الاتحاد الأوروبي بتعيين ممثلاً خاصاً له في البوسنة للإشراف على تنفيذ هذه الإصلاحات.

وفي العام 2016، قامت البوسنة بتقديم طلبٍ رسمي للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وقد لاقى ترحيباً أوروبياً، فقد صرّحت الخارجية الأوربية بقبول طلب البوسنة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، كما وأعلن الاتحاد الأوروبي عام 2019 ترشيح البوسنة لتكون ضمن الاتحاد الأوروبي.

 

أبرز المراحل التاريخية التي مرت بها البوسنة


البوسنة والهرسك تحت الحكم العثماني  (1463-1878)

حكمها العثمانيون لأربعةِ قرون، ومع قدومهم بدأ الإسلام ينتشر في تلك المنطقة، حتى أصبح الديانة الأكثر انتشاراً في أراضي البوسنة. ورغم إحداثهم للتغيير في نظام البلاد السياسي، إلا أنهم حافظوا على هويتها وأبقوا عليها كواحدة من ولايات الإمبراطورية العثمانية، وقد كانت البوسنة مركزاً هاماً بالنسبة للعثمانيين باعتبارها ولاية حدودية، ومنها تنطلق حملاتهم العسكرية تجاه أوروبا، ومع توسع العثمانيون في البلقان شمالاً، حققت البوسنة نمواً وازدهاراً كبيرين، وظهرت فيها مدن كبرى مثل سراييفو وموستار. ومع تزايد الحروب العثمانية في البلقان، تقلّصت حدودها لتعود البوسنة ولاية حدودية، ومع تزايد النعرات القومية في البلقان نشبت العديد من الثورات المناهضة للوجود العثماني في البوسنة، وبدأ الصراع على أراضي البوسنة بين الإمبراطوريتين العثمانية وامبراطورية النمسا والمجر، والذي انتهى بسيطرة النمسا على البوسنة

 

البوسنة تحت حكم الإمبراطورية النمساوية-المجرية (1878–1918)

بعد عقد مؤتمر برلين عام 1878، اتفقت الدول الكبرى على إعادة ترسيم الحدود في البلقان، وحصلت العديد من الدول على استقلالها كصربيا وكرواتيا، وبعد ثلاثة أشهر قامت النمسا باحتلال البوسنة بالقوة العسكرية، وإنهاء الوجود العثماني بشكل كامل.
ورغم احتلالها عسكرياً، إلا أنه تم الحفاظ على التقسيم الإداري العثماني، ولم يتم استبدال القوانين العثمانية. وقد اتّسمت فترة الحكم النمساوي بالاستقرار والنمو، فقد قاموا بإنشاء السكك الحديدية وشبكة واسعة من الطرق، كما حدّثوا في التعليم، وفي عهدهم بُنيت أول مدرسة ثانوية عام 1909.
ومع تنامي الصراعات بين الدول العظمى على البلقان، وبعد إعلان النمسا نيتها ضم صربيا، اشتدت الحركات القومية، ولاقت النمسا معارضة شديدة من الصرب، ففي يونيو من العام 1914 تعرّض ولي عهد النمسا للاغتيال على يد شاب صربي في مدينة سراييفو، وقد كان ذلك السبب المباشر لنشوب الحرب العالمية الأولى، والتي على إثرها فقدت النمسا سيطرتها على أراضي البلقان، لتنضم بعدها البوسنة مع كل من كرواتيا وصربيا إلى الاتحاد اليوغسلافي، الذي نشأ بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى.

 

البوسنة تحت الحكم اليوغسلافي (1918-1992)

خضعت البوسنة لحكم مملكة يوغسلافيا بعد الحرب العالمية الأولى، وقد عانت من الاضطرابات والصراعات بين القوميات الرئيسية الثلاث. وظهرت العديد من الأحزاب السياسية المناهضة لمحاولات يوغسلافيا الرامية إلى إعادة تشكيل الأقاليم من أجل إنهاء التكتلات القومية، ومع تزايد التهديد النازي ليوغسلافيا؛ تم عقد اتفاقية تم بموجبها تقسيم البوسنة بين كل من صربيا وكرواتيا.
في الحرب العالمية الثانية، قام هتلر بغزو يوغسلافيا وضم البوسنة إلى جمهورية كرواتيا المستقلة، وبعد سقوط النازية وانتهاء الحرب العالمية الثانية، سيطر الشيوعيون على يوغسلافيا، وشكلوا ما يسمى باتحاد الجمهوريات اليوغسلافية، وكانت البوسنة مركزاً تجارياً واقتصادياً هاماً، وقد حافظت على سيادتها ضمن الاتحاد، ولكن تنامت الحركات القومية بعد موت تيتو وسقوط الاشتراكية، فبدأت دول الانحاد بالاستقلال، وقد أعلنت البوسنة استقلالها عام 1992، وتَشكل برلمان يضم قومياتها الثلاث، وقد اختير علي عزت بيجوفيتش رئيساً للبلاد.

 

حرب البوسنة واتفاق دايتون (1992-1995)

عقب إعلان البوسنة استقلالها عام ،1992 واختيار علي عزت بيجوفيتش كأول رئيس للبلاد، قامت مظاهراتٌ عدة في الأقاليم الصربية في البوسنة، وقد رفضت صربيا استقلال البوسنة، وطالبت بضمها إلى صربيا، ما أدى إلى نشوب صراع عرقي مسلح بين الصرب والكروات من جهة والبوشناق البوسنيين من جهة أخرى، راح ضحيته قرابة الثلاثمائة ألف شخص، الأمر الذي أدى إلى إحداث تغيير كبير في التركيبة الديموغرافية للبلاد. وكانت من أشهر المجازر التي وقعت، مجزرة سربرنيتشا، وعلى إثر ذلك، أصدرت الأمم المتحدة قراراً بوقف القتال، وقامت بنشر قوات حفظ السلام في البوسنة، كما دعت الولايات المتحدة أطراف النزاع للحوار، وقد تم توقيع اتفاقية دايتون عام 1995، وكانت أبرز بنوده ما يلي:

  • تقاسم السلطة بين المكونات العرقية الثلاثة للبوسنة.
  • يتفق أطراف النزاع على الاحترام الكامل للمساواة في السيادة بين بعضهم البعض.
  • تسوية كافة الخلافات بالطرق السلمية.
  • الاعتراف المتبادل بين كلا من صربيا (جمهورية يوغسلافيا) وجمهورية البوسنة.
  • يتفق جميع الأطراف على التعاون الكامل مع مجلس الأمن في إحلال التسوية السلمية
  • احترام حقوق اللاجئين والمهجرين والتعهد بتعويضهم، ومقاضاة المتهمين بارتكاب جرائم الحرب.

ونتج عن إتفاق دايتون إجراء إنتخابات رئاسة وطنية ثلاثية برئاسة عزت بيجوفيتش، ومجلس تشريعي موزع عرقياً، يقوم بإدارة الشؤون الداخلية للبلاد مع بقاء إقليم البوسنة تحت الوصاية الدولية.

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على