` `

هل الثعلبة تعدي؟

صحة
23 ديسمبر 2020
هل الثعلبة تعدي؟
الثعلبة لا تعدي، حيث تعتبر الثعلبة مرضاً غير معدٍ (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

يُعاني البعض من ظهور فراغات دائرية من الصلع خاصة في فروة شعر الرأس، وهي منطقة واضحة وحساسة قد تُعرِّضُ المصاب بها للإحراج من فكرة الظهور أمام الآخرين، وتزيد من شعوره بالمعاناة بسبب انخفاض مشاعر الثقة بالنفس.

هذا المقال يتحدثُ عن مرض الثعلبة بشكل خاص، ويُوضِّح أعراض الإصابة به، وطرق تشخيصه وسبل علاجه، كما يُقدِّمُ نصائحَ وإرشاداتٍ يتوجَّبُ على المصابين بمرض الثعلبة اتِّباعها. وفي النهاية يجيب على سؤال: هل الثعلبة تعدي؟

 

الثعلبة

تُعَدُّ الثعلبة مرضاً مناعياً يُصيبُ الأفرادَ في مختلفِ مراحلهم العمرية سواء ذكر أو أنثى، وغالباً ما تصيب من هم دون سِنِّ الثلاثين. تُسمَّى الثعلبة بمُسميات أخرى كالصلع أو الثعلبة المناعية الذاتية، وأحد أهم أعراض هذا المرض حدوث تساقط في الشعر في منطقة واحدة أو عدة مناطق من فروة الرأس، الوجه، أو الجسم، كما لا يترك وراءه علامات أو ندوب. 

تحدثُ الثعلبة من خلال مهاجمة الجهاز المناعي لبُصيلاتِ الشعر، الأمر الذي يتسبب في فقدان وخسارة الجسم للشعر. كما إن هناك عدة عوامل تتسبب في ظهور مرض الثعلبة، لكن الطب لم يُحدِّد حتى هذه اللحظة السبب الدقيق وراء حدوثه.

قد يُصاحب الإصابة بالثعلبة أمراض أخرى، وذلك كون المصابون به معرضين بشكل كبير للإصابة بأمراض المناعة الذاتية الأخرى كالبهاق، ومرض الغدة الدرقية، الربو، الحساسية، الأكزيما، وحمى القش.

 

أنواع الثعلبة

يوجد ثلاثة أنواع من الثعلبة، ألا وهي:

  • الثعلبة البُقَعِيَّة: وهي التي تصيب في بقع معينة، كما يتساقط فيها الشعر على شكل بقع.
  • الثعلبة الكلية: يتم فقدان شعر فروة الرأس فيها بشكل كلي. 
  • الثعلبة الشاملة: يفقد الجسم فيها الشعر بشكل كامل.

 

أعراض الإصابة بالثعلبة

هناك عدة أعراض تظهر على الشخص المصاب بالثعلبة، تجعل من تشخيصه أمراً يسيراً على الطبيب. ومن أهم هذه الأعراض ما يلي:

  • يعتبر فقدان الشعر العَرَض الأهم والأوضح عند الإصابة بالثعلبة. يبدأ من فروة الرأس، واللحية أحياناً، وكذلك الحاجبين، وشعر العانة، والذراعين والساقين، وقد تتخذ شكلين:
  1. بقع فُجائية من الصلع، وتأخذ شكلاً بيضاوياً أو مستديراً في المنطقة المصابة.
  2. بُقع صلعاء بملمس ناعم، وتكاد خالية تماماً من منابت الشعر.
  • حدوث خدوش أو بقع أو خشونة في الأظافر، سواء اليدين أو القدمين، كما من الممكن أن تفقد الأظافر بريقها ولمعانها.
  • قد يتعرض المصابون بالثعلبة إلى بعض المشاكل النفسية كالاكتئاب والقلق، لهذا يتوجب مراجعة الطبيب فوراً عند ملاحظة نشوء المرض.

تشخيص وعلاج الثعلبة 

يقوم الطبيب بتشخيص مرض الثعلبة من خلال طرق عدة، وهي:

  • الفحص السريري، وذلك عن طريق تشخيص المنطقة المصابة ومعاينتها.
  • في حال لم يتأكد الطبيب من الفحص السريري، يطلب من المريض عمل خزعة لفروة الرأس، أو لنسيج الشعر من أجل استكمال عملية التشخيص.
  • عمل تحليل للدم للتأكد من عدم وجود مرض مناعي ذاتي آخر.

أما عن علاج مرض الثعلبة، فلا يوجد علاج نهائي له، إذ يعتمد الشفاء من المرض على مدى استجابة الجهاز المناعي الخاص بالمريض له، وغالباً ما يستعيد الشعر نموه من تلقاء نفسه. 

لكن، تبقى محاولات الطب مستمرة في دعم هذا المجال من أجل الحد من انتشار المرض، إذ إن هناك أدوية صُنِعَت للسيطرة والحد من انتشار الثعلبة، وأخرى لمساعدة الشعر على استعادة نفسه، إذ يحتاج مريض الثعلبة إلى أكثر من علاج واحد من أجل الحصول على نتائج فعالة، ومن أهم هذه الأدوية:

  • الكورتيكوستيرويدات: وهو علاج يقوم بعملية تثبيط جهاز المناعة، ويأتي على شكل غسول أو كريم، أو مرهم.
  • حبوب الكورتيكوستيرويد: لهذه الحبوب آثار جانبية، لهذا لا يقوم الطبيب بوصفها كعلاج بشكل روتيني ومستمر.
  • المينوكسيديل: أحد العلاجات المهمة لتحفيز نمو الشعر وإعادته.
  • الأنثرالين: يقوم هذا العلاج على تغيير وظيفة المناعة في الجلد.
  • العلاج بالأشعة.

ملاحظة: هذه الأدوية لا تؤخذ سوى بموافقة ومتابعة الطبيب.

 

نصائح للمصابين بمرض الثعلبة

حين يُصاب الشخص بمرض الثعلبة، يصبح من المهم البدء باتخاذ بعض الإجراءات من أجل السيطرة عليه. وفيما يلي نصائح وإرشادات عند الإصابة بمرض الثعلبة:

  • الابتعاد عن طرق معالجة الشعر بالأشكال الكيميائية.
  • قد يتسبب سوء النظام الغذائي، أو ضعف التغذية في زيادة فقدان الشعر، فمن المهم الحفاظ على نظام غذائي صحي وقويم عند الإصابة بالثعلبة بشكل خاص.
  • استخدام واقي الشمس عند الخروج وقت الظهيرة.
  • عدم تعريض العينين للغبار وأشعة الشمس، لذلك يتوجب ارتداء النظارات الطبية أو الشمسية خاصة عندما يفقد المريض حواجبه أو رموشه خلال المرض. كما يمكن ارتداء الرموش الصناعية من أجل حماية الرموش.
  • حماية فروة الرأس من التعرض للشمس، من خلال ارتداء القبعات أو الأقمشة على منطقة الرأس. وهي طرق تقلل من مخاطر الإصابة بسرطان الجلد أو الحروق التي تتسبَّبُها أشعة الشمس القوية.
  • لو تم فقدان شعر الأنف، يتوجَّب وضع مضاد حيوي داخل فتحة كل أنف. إذ إن هناك دورٌ مهمٌ لشعر الأنف في حماية الأنف من الغبار والجراثيم.
  • محاولة الحصول على أكبر قدر من الدعم النفسي والتوقف عن الافتقار لمشاعر الثقة بالنفس ومحاولة السيطرة على مشاعر الحزن التي ترافق تساقط الشعر وذلك حتى يتم تقليل دورات تساقط الشعر من الجسم.

 

هل الثعلبة تعدي؟

الثعلبة لا تعدي، حيث تعتبر الثعلبة مرضاً غير معدٍ، وهي مرض مناعي كما ذُكر سابقاً. كما ولا يصيب الأشخاص بشكل مباشر، ومع ذلك، فإن التكيف معه فيه مقدار لا بأس به من الصعوبة. فالشخص المريض بالثعلبة يحتاج لعناية نفسية لما يتعرض له من ضرر واضح من خسارة وتساقط واضح للشعر.

وقد يتسبب العامل النفسي لدى المريض في ازدياد حالة تساقط الشعر لو لم يتم دعمه ومحاولة الحد من انتشار المرض عنده بشكل سريع ومباشر.

قد يحدث تساقط مفاجئ للشعر ويتطور بشكل سريع خلال وقت قصير جداً، وفي أي مكان من فروة الرأس. لكنه غالباً ما يتعافى مريض الثعلبة المصاب ببقعة أو اثنتين خلال عامين في حال تم تلقيه للعلاج أو لا. وهناك حالات يستمر معها المرض وتصبح أكثر انتشاراً أو يستمر لديهم المرض ويأتي في دورات متكررة من عمليات تساقط ونمو الشعر.

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على