` `

هل هناك فرق بين وجع الدورة ووجع الحمل؟

صحة
23 ديسمبر 2020
هل هناك فرق بين وجع الدورة ووجع الحمل؟
تُخطئ الكثير من السيدات في تشخيص أعراض وجع الحمل على أنه وجع الدورة الشهرية (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

وجع الدورة ألم تعرفه وتتآلف معه جميع النساء في العالم، وتستطيع تفريقه عن نوعية الأوجاع الأخرى في منطقة البطن مثل مغص المعدة أو أي مغص مرتبط بالجهاز الهضمي أو المغص الكلوي. لكن يصعب على النساء  بين وجع الدورة ووجع الحمل.

ما هو وجع الدورة الشهرية وما هي مسبباته، وما هو وجع الحمل وما هي مسبّباته؟ وكيف تستطيع المرأة التفريق بين  بين وجع الدورة ووجع الحمل؟

تشرح هذه المقالة مغص الدورة ومغص الحمل، وستوضّح الفرق بين وجع الدورة ووجع الحمل.

 

 

ما هي الدورة الشهرية؟

تمر جميع الفتيات بتغيرات جسدية وهرمونية تتنقل بهن هذه التغييرات من مرحلة الطفولة الى مرحلة المراهقة وصولاً إلى مرحلة الشباب عندما يكون النضوج الفعلي للفتيات من جميع النواحي الجسمية، والهرمونية، وتُصبح الفتاة في مرحلة الشباب امرأة بالغة راشدة. تبدأ التغيرات بالحدوث في سن أبكر من سن المراهقة. تتمثل التغييرات بازدياد ملحوظ في الوزن، وبروز في الثديين، وتجمّع الدهون في منطقة الأرداف، وظهور شعر خفيف في المناطق الحساسة وتحت الإبطين.

قد تبدأ علامات البلوغ بالظهور حسب المختصين في عمر 9 سنوات، وتمتد أحياناً لتظهر في آخر مرحلة المراهقة في عملر 16 أو 17 سنة، ومن أهم علامات البلوغ عند الفتيات هو نزول دم الحيض، والذي يتبع كل التغييرات المذكورة سابقاً، وهو دلالة على أن الجسم أصبح مُهيأً لأداء وظيفة التناسل والتكاثر.

الدورة الشهرية بطريقة مبسطة جداً هي التغييرات الهرمونية الطبيعية التي تحدث في الجهاز التناسلي الأنثوي لهدف تمكينه من أداء وظيفة التكاثر الطبيعي. الزمن الذي تحتاجه الدورة الطمثية أو الدورة الشهرية للرحم والمبايض 28 يوماً كمعدل (وقد تمتد الى 35 يوما لدى بعض السيدات)، خلال تلك الأيام الـ 28 تحدث جُملة من التغييرات الهرمونية والفسيولوجية في الرحم والمبيضين لتخصيب البويضة وتهيئة الرحم للحمل ، وعندما لا يحدث التلقيح بين البويضة والحيوان المنوي ولا يحصل الحمل لأي سبب كان، يبدأ نزول الدم وخلايا جدار الرحم وبطانته بالإضافة لسوائل مخاطية أخرى، والتي تُشكّل مجتمعة سائل الحيض أو ما يُعرف بدم الدورة الشهرية.

 

عدد أيام نزول الدم في الدورة الشهرية يختلف من جسم الى آخر، لكن بالمجمل يتراوح بين 3-7 أيام، وإذا زاد عدد الأيام عن المعدل الطبيعي يُنصح باستشارة الطبيب المختص. 

تحدث هذه الدورة الطمثية في فترة الخصوبة للمرأة، والتي تمتد من تاريخ أول نزول لدم الحيض إلى عمر 45 عاماً أو أكثر، ويتحكم بعمر الخصوبة عدة عوامل منها وراثية وصحية وهرمونية ومنها أيضاً ما هو نفسي.

 

 

ما هو وجع الدورة الشهرية وما هي أسبابه الشائعة؟

يسبق حصول الدورة الشهرية أو الحيض الشهري بأسبوع ظهور عدة عوارض على جسم المرأة، أبرزها ألم في منطقة أسفل البطن، والذي قد يمتد الى أسفل الظهر، ويُعرف بين النساء على أنه مغص الدورة، ومنه تستطيع السيدات أيضاً معرفة قرب حدوث الحيض لديهن. 

تتلخص أبرز أسباب مغص الدورة في ما يلي:

  1. ارتفاع هرمون البروستاجلاندين الذي يعمل على انسلاخ جدار الرحم الداخلي وبطانته عن طريق إحداث انقباضات غير منتظمة، هذه الانقباضات تُسبب المغص في أول أيام الدورة الشهرية.
  2. ضيق فتحة عنق الرحم إذا ما قورنت بكمية الدم وجدار الرحم والسوائل المخاطية المتدفقة عبر عنق الرحم، مما يؤدي بشعور بالاحتقان في منطقة أسفل البطن وبالتالي شعور بالمغص مستمر، إلى أن تتناقص كمية الدم والسوائل المتدفقة على مدى اليومين الأول والثاني من الدورة الشهرية.
  3. تفاوت نسب إفراز هرموني الأستروجين والبروجستيرون في الجسم عند انسلاخ بطانة الرحم وتحوّل البويضة المنفصلة الى كيس أصفر يقوم بإفراز البروجستيرون يحدث آلاماً شديدة ومغص.
  4. اضطرابات هضمية وغازات ناتجة عن الاختلالات الهرمونية قبل نزول الدورة الشهرية.

 

هناك أيضاً بعض الحالات الشديدة من المغص المصاحب للدورة والتي تستدعي استشارة الطبيب المختص، وغالباً ما تكون أسبابها مرضية مثل:

  • بطانة الرحم المهاجرة
  • بعض الأورام الليفية الرحمية
  • تشوّهات خلقية في الرحم
  • التهابات في منطقة الحوض

 

ومن الجدير بالذكر أيضاً وجود أعراض أخرى تسبق نزول دم الدورة، مثل الصداع والشعور بالتعب وآلام في المفاصل التقيؤ، وقد تصل بعض الأعراض في حدتها إلى مُلازمة السرير وتعطيل الأنشطة لبضعة أيام في الشهر، وتتفاوت حدّة الأعراض من سيدة إلى أخرى.

اجمالاً تتلاشى كل الأعراض السابق ذكرها بحلول اليوم الثاني أو الثالث من الدورة الشهرية بحد اقصى، ومن المفيد في تلك المرحلة أخذ قسط كافي من الراحة والالتزام بحمية غذائية متوازنة والابتعاد عن كل مسببات الاضطرابات الهضمية كالأطعمة الدهنية والثقيلة أو المثيرة للحساسية والغازات.

 

علاجات وجع الدورة الشهرية 

  1. تناول المسكنات مثل الباراسيتامول 
  2. استخدام العلاجات الطبيعية المنزلية المخفّفة للمغص مثل مشروب الميرمية والبابونج.
  3.  استخدام قربة الماء الدافئة 
  4. ممارسة رياضة اليوغا التي تساعد على الاسترخاء
  5. التدليك بالزيوت العطرية الباعثة على الاسترخاء مثل زيت الخزامى.
  6. الإقلاع عن التدخين وتناول الكحول 

 

وجع الحمل

يُعرف مغص الحمل على أنه أحد العلامات المبكرة لحصول الحمل، حيث يحدث مغص الحمل عند حصول انغراس الجنين في بطانة الرحم، مؤدياً الى تمدد تلك البطانة ومنعها من الانسلاخ ونزول دم الحيض، ويُسبب الانغراس مغصاً في أسفل البطن.

 

علاجات مغص الحمل 

  1. تناول المسكنات الخفيفة مثل الباراسيتامول 
  2. أخذ قسط كافي من الراحة 
  3. ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة تحت إشراف الطبيب المختص لتقوية عضلات البطن، وبالتالي دعم الرحم أثناء فترة الحمل 
  4. استخدام قربة الماء الدافئة وأخذ حمام دافئ يساعد على التقليل من المغص.

 

 

هل هناك فرق وجع الدورة ووجع الحمل؟

تُخطئ الكثير من السيدات في تشخيص أعراض وجع الحمل على أنه وجع الدورة الشهرية، لتقارب مواضع الألم في أسفل البطن والظهر، لكنّ وجع الحمل أخف من وجع الدورة الشهرية ولا يكون بنفس شدته، ويستمر وجع الحمل لفترة أطول من وجع الدورة. وعلى الرغم من أنّ مغص الحمل أخف من مغص الدورة الشهرية، إلا أنه يستمر مع المرأة الحامل لمدة أطول تمتد طوال فترة الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل.

ومن الجدير بالذكر أيضاً أن آلام البطن ومغص الحمل يتغيّر ويتطور بتطور مراحل الحمل، فخلال الأشهر الأخيرة من الحمل تكون أسباب المغص تمدد الرحم وضغطه على الأعضاء الداخلية الأخرى للجسم، ويصاحب المغص أيضاً تمدد للجلد الخارجي للبطن نتيجة كبر الجنين داخل رحم الأم. وتُنصح المرأة الحامل بوضع الكريمات التي تكسب الجلد طراوة لمنع تشققه أثناء عملية التمدد تلك.

 

هناك عدة أعراض للحمل المُبكر تتزامن مع مغص الحمل، وتقترب إلى حدٍ ما من الأعراض التي تحدث للنساء قبل الدورة الشهرية، ممّا يصعّب على النساء التفريق بين مغص الدورة ومغص الحمل، ومن هذه الأعراض:

  1. نزول نقط من الدم تختلف في لونها عن لون دم الدورة الشهرية، وتكون مائلة إلى اللون الوردي، تحدث نتيجة الانغراس وتختفي بعد أيام قليلة
  2. آلام في منطقة الصدر وتغيّر لون الحلمتين إلى لون أغمق من العادة
  3. الشعور بالغثيان وأحياناً القيْ
  4. شعور بالإمساك
  5. الغازات
  6. المغص الذي  يسببه ارتفاع نسبة هرمون البروجستيرون في الجسم خاصة في الأشهر الأولى من الحمل.

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على