تحقيق مسبار
يدفع الخوف من العدوى الكثيرين للسؤال عن طرق انتقال مرض الإيدز، ومن ضمن الأسئلة الشائعة هل ينتقل الإيدز عن طريق الإفرازات المهبلية.
يستعرض هذا المقال مجموعة من المعلومات الطبية والعلمية الدقيقة حول مرض الإيدز ليجيب على عدد من الأسئلة الأخرى التي قد تُراود الكثيرين حول هذا المرض.
الإيدز، أو مرض نقص المناعة المكتسب، هو أحد الأمراض الفيروسية الحديثة نسبيًا. حيث تم تسجيل أول ظهور لهذا المرض في حزيران/ يونيو 1981 في ولاية كاليفورنيا، ومنذ ذلك الحين ارتبط اسم هذا المرض في أذهان الكثيرين بعدد من المعلومات المغلوطة والمفاهيم الخاطئة. كما قد يستشعر الكثير من الناس الحرج عند الحديث عن الإيدز، وهو الأمر الذي يشكل عقبة تواجهها جهود مكافحة الإيدز، نظرًا لأهمية الدور الذي تلعبه التوعية لمكافحة هذا المرض والسيطرة عليه. فما هو مرض الإيدز؟ ما هي طُرق انتقاله؟ وهل ينتقل الإيدز عن طريق الإفرازات المهبلية؟ وما هي طرق الوقاية منه وسُبُل علاجه؟
ما هو الإيدز؟
من بين أهم المفاهيم الخاطئة حول مرض الإيدز هو أن التقاط الفايروس المُسبب للمرض يعني بالضرورة الإصابة بالإيدز. وبالرغم من أن الإصابة بالمرض تحدث بالفعل نتيجة التقاط العدوى، إلاّ أن هُناك فارق حقيقي بين كِلا الأمرين. يُسمى الفايروس المُسبب للإيدز بفايروس نقص المناعة البشري (HIV). عند التقاط العدوى، يدخل الفايروس إلى جسم المريض ويبدأ بالتكاثر، ويقوم بمُهاجمة الجهاز المناعي على مدى سنوات، يحتاج هذا الفايروس مُدةً تتراوح بين 3 سنوات و15 سنة ليتمكن من تدمير الجهاز المناعي للجسم. وفي حال تمكن الفايروس من تدمير جهاز المناعة، يُصبح الشخص المُصاب بالفايروس مُصابًا أيضًا بمتلازمة نقص المناعة المُكتسب (AIDS).
حتى اليوم، لم يتمكن العلماء والباحثين من التوصل إلى طريقة يُمكن من خلالها القضاء على فايروس نقص المناعة البشري في جسم الإنسان بشكل كامل. إلا أن هُناك بعض الأدوية المُضادة للفايروسات التي أثبتت قدرتها على السيطرة على الفايروس والحد من نشاطه داخل الجسم، وبالتالي منعه من تدمير الجهاز المناعي للمُصاب. وعند الكشف المُبكر عن الإصابة بالفايروس والخُضوع للعلاج بهذه الأدوية، يكون الشخص المُصاب بالفايروس حامِلاً له، ولكن يظل يتمتع بجهاز مناعي سليم وقادر على مقاومة الأمراض الأخرى، أي أنه غير مُصاب بمتلازمة نقص المناعة المكتسب.
أعراض الإصابة بالإيدز
يُمكن تقسيم الإصابة بالمرض إلى ثلاث مراحل رئيسية، فيما يلي توضيح لهذه المراحل وأعراض كل مرحلة منها:
- المرحلة الأولى (مرحلة العدوى الأولية): تمتد هذه المرحلة لفترة تتراوح بين أُسبوعين وأربعة أسابيع منذ لحظة دخول الفايروس إلى الجسم، كما قد تطول مُدتها في بعض الحالات لأكثر من ذلك. وتظهر خلال هذه المرحلة على المريض عدد من الأعراض أهمها: الحُمى، الصُداع، التهاب الحلق، تقرحات مُؤلمة في الفم، انتفاخ العقد اللمفاوية وخصوصًا الموجودة في الرقبة، هذا بالإضافة إلى الإسهال، السُعال، التعرق الليلي وفُقدان الوزن.
- المرحلة الثانية (مرحلة الإصابة الكامنة): تمتد هذه المرحلة لسنوات، ويكون الفايروس فيها كامنًا في الجسم وفي خلايا الدم البيضاء، حيث يعمل تدريجيًا على تدمير الجهاز المناعي، وتتميز هذه المرحلة بعدم ظهور أي أعراض تقريبًا في العديد من الحالات.
- المرحلة الثالثة (الإصابة بالإيدز): في هذه المرحلة يكون الفايروس قد تمكن من تدمير جهاز المناعة تدميرًا شديدًا، مما يجعل جسم المُصاب هدفًا سهلًا للأمراض الانتهازية أو الأورام الخبيثة الانتهازية، والتي لم تكُن ستتمكن من إصابة جسم المريض لولا أنه فقد جهازه المناعي. وتتميز هذه المرحلة بعدد من الأعراض مثل: التعرق، القشعريرة والحمى المتكررة، كما قد تظهر البثور على الجلد أو الطفح الجلدي، بالإضافة إلى ظهور بُقع بيضاء وآفات غريبة على اللسان والبطانة الداخلية للفم.
هل ينتقل الإيدز عن طريق الإفرازات المهبلية؟
نعم. ينتقل الإيدز عن طريق الإفرازات المهبلية، حيث تتسبب الإفرازات المهبلية بنقل العدوى، إذ يُعتبر فايروس نقص المناعة البشري أحد أنواع العدوى المنقولة جِنسيًا (ٍSTI: Sexually Transmitted Infections). وبالإضافة إلى أنّ الإيدز ينتقل عن طريق الإفرازات المهبلية، هناك أنواع أخرى من سوائل الجسم تحمل الفايروس، وهي الدم، السائل المنوي، وحليب الأُم. تحدث العدوى عند دخول أحد هذه السوائل الخاصة بشخص مُصاب إلى جسم شخص غير مصاب، كما أن الأم المُصابة بالمرض تنقل العدوى إلى جنينها أثناء الحمل أو الولادة، وكذلك يمكن أن ينتقل من الأم إلى الطفل من خلال الرضاعة الطبيعية.
وتنتقل سوائل الجسم الحاوية للفايروس من شخص مُصاب إلى شخص غير مُصاب، وبالتالي انتقال العدوى عبر الطُرُق التالية:
- مُمارسة الجنس مع شخص مُصاب: ويشمل ذلك ممارسة الجنس المِهبلي، الجنس الشرجي، والجنس الفموي.
- استخدام الإبر المُلوثة: وهو الأمر الذي يحدث بِكثرة عند تعاطي المخدرات عن طريق الوريد.
- نقل الدم: وذلك في حال كان المتبرع بالدم مصابًا بالمرض. إلا أن احتمال انتقال العدوى بهذه الطريقة صغير جدًا.
- الحمل، الولادة، والرضاعة الطبيعية: حيث ينتقل الفايروس من الأم المُصابة إلى الجنين أو الطفل، جدير بالذّكر أن خُضوع الأم المُصابة للعلاج يُقلل من احتمال انتقال العدوى منها إلى طفلها بشكل كبير.
هل ينتقل الإيدز بالأكل؟
يُعتبر سؤال هل ينتقل الإيدز بالأكل من الأسئلة التي تتكرر كثيرًا حول مرض الإيدز، ولعلّ هذا الأمر ناتج عن عدم الإلمام بالحقائق العلمية حول هذا المرض، وتحديدًا طُرق انتقاله. لذا من المهم التعرف على طُرق انتقال مرض الإيدز، وكذلك بعض الحقائق حول الفايروس المُسبب له. فيما يلي مجموعة من هذه الحقائق:
- فيروس نقص المناعة البشري الذي يُسبب مرض الإيدز يموت تلقائيًا في حال تعرّضه للظروف البيئية الاعتيادية، أي الهواء. وحول سؤال هل ينتقل الإيدز بالأكل، الحرارة اللازمة لطهو الطعام كافية لقتل هذا الفايروس.
- لا يُمكن لفايروس نقص المناعة البشري المسبب لمرض الإيدز أن يعيش لفترة طويلة خارج جسم الإنسان. علاوةً على ذلك، لا يمكن لهذا الفايروس أن يعيش في جسم الإنسان إلاّ إذا استطاع أن يدخل الجسم بطُرق معينة، ولا يُعتبر الجهاز الهضمي من بين هذه الطرق، وذلك لأن الأحماض التي تفرزها المعدة قادرة على قتل الفايروس أيضًا.
- تُجيب وزارة الزراعة الأمريكية على سؤال هل ينتقل الإيدز بالأكل كما يلي: "لا يمكن أن يُصاب الناس بالإيدز من الأكل" وفي نَص الإجابة تَرِد أيضًا عبارة "لا ينتقل فايروس الإيدز بالأكل ولا بالهواء".
وبالرغم من اكتشاف هذه الحقائق حول الفيروس المُسبب لمرض الإيدز، إلاّ أن الكثير من المخاوف والمفاهيم الخاطئة حول انتقال الإيدز، ومن بينها إمكانية أن ينتقل الإيدز بالأكل، لا تزال منتشرة لدى الكثير من الناس. وفي محاولة لحل هذه المشكلة تم إجراء لقاء مع الطبيب بول فولبردينغ، مدير معهد أبحاث الإيدز في جامعة كاليفورنيا، وتمّ تخصيص جميع أسئلة اللقاء لبحث إمكانية أن ينتقل الإيدز بالأكل. فيما يلي مُلخص لأبرز الإجابات التي قدمها:
- عند سؤاله عمّا إذا كان الشخص الذي يُعِد الطعام مُصابًا بالإيدز وجرح نفسه عن طريق الخطأ أثناء إعداد الطعام أجاب: "مُعظم المُصابون بفايروس الإيدز يخضعون للعلاج مما يعني أن تعداد الفايروس في دمائهم ضئيل جدًا. وبطبيعة الحال، سيقومون بعمل اللازم في حال جرحوا أنفسهم والتخلص من الطعام إذا خالطه قطرات من دمائهم".
- عند سؤاله ماذا إذا لم ينتبهوا وخالطت قطرات من دمائهم الطعام أجاب: "يموت الفايروس نتيجة عملية الطهي، أي الحرارة". وعند سؤاله ماذا لو كان الطعام المُلوث طعامًا غير مطهي كالسلطة وتناولها أحدهم أجاب: "يموت الفايروس من أحماض المعدة"
- عند سؤاله ماذا لو كان الشخص الذي تناول الطعام المُلوث لديه جرح في فمه أجاب: "حتى في هذه الحالة، مُستحيل أن تحدث الإصابة"
- عند سؤاله هل انتقل الإيدز بالأكل لأي شخص في أي مكان في العالم من قبل أجاب: " لم يسبق أن أُصيب أحد بالإيدز بسبب الأكل، احتمال الخطورة هنا 0%"
مما سبق الإجابة هي قطعًا لا، لا يُمكن أن ينتقل الإيدز بالأكل بأي حال من الأحوال وتحت أي ظرف من الظروف.
هل ينتقل الإيدز بالجنس الفموي؟
من الناحية النظرية هذا صحيح، يُمكن أن ينتقل الإيدز بالجنس الفموي. إلاّ أنه من الناحية العملية، تؤكد جميع المصادر الطبية أن احتمال أن ينتقل الإيدز بالجنس الفموي ضئيل جدًا، لكنه يظل احتمالًا وارد الحدوث. ويتواجد فيروس الإيدز بكميات كبيرة في أنواع معينة من سوائل وإفرازات جسم الشخص المُصاب، وهي:
- السائل المنوي أو المني.
- المذي وهو السائل الشفاف اللزج الذي يفرزه الجهاز التناسلي للرجل بهدف ترطيب الإحليل من الداخل.
- حليب الأم.
- الإفرازات المهبلية.
- الدم.
- الإفرازات الشرجية.
وحتى ينتقل الإيدز بالجنس الفموي، يجب أن تحتك هذه السوائل المُحمّلة بالفايروس بجرح موجود لدى الشخص غير المُصاب، تحديدًا أن يكون لديه جروحًا أو تقرحات من أي نوع في الفم ومارس الجنس الفموي مع شخص مُصاب بفايروس الإيدز. فيما يلي بعض الحالات المُحتملة لانتقال الإيدز بالجنس الفموي:
- يُمكن أن ينتقل الإيدز بالجنس الفموي إذا قام شخص غير مُصاب ولديه جروح أو تقرحات، أو يعاني من نزيف في اللثة، بممارسة الجنس الفموي مع رجل مُصاب، وخاصة إذا حصل القذف داخل الفم.
- يُمكن أن ينتقل الإيدز بالجنس الفموي إذا قام شخص غير مُصاب بممارسة الجنس الفموي مع امرأة مُصابة، ولكن تحت نفس الظروف، أي أن يكون لديه جروحًا أو تقرحات في الفم أو نزيف في اللثة.
- بالرغم من أن احتمال انتقال الإيدز بالجنس الفموي ضيل جدًا، إلاّ أن هُناك حالات مسجلة لهذا الأمر، كما تحرص الهيئات الطبية على الإشارة إلى أن أنواع أخرى من الأمراض والعدوى المنقولة جنسيًا يُمكن أن تنتقل عبر الجنس الفموي، مثل السيلان والكلاميديا.
تجدر الإشارة إلى أن إمكانية أن ينتقل الإيدز بالجنس الفموي أو بأي ممارسة جنسية أخرى، من الشخص المُصاب بالفايروس إلى شخص غير مُصاب تكاد تكون صفرًا في حال كان الشخص المُصاب بالفايروس يخضع للعلاج بالأدوية المناسبة، أي مُضادات الفايروس القهقرية، ويُداوم على تناول الأدوية بانتظام تحت إشراف الطبيب.
هل ينتقل الإيدز عن طريق الفم؟
إن إمكانية أن ينتقل الإيدز عن طريق الفم تتشابه إلى حدٍ كبير مع إمكانية أن ينتقل الإيدز بالجنس الفموي، والمقصود أنه من الناحية النظرية، يمكن أن ينتقل الإيدز عن طريق الفم تحت ظروف دقيقة جدًا، ولكن في الواقع، هذا الأمر نادر الحدوث. وعند الحديث عن انتقال الإيدز عن طريق الفم، فإن المقصود غالبًا هو التقبيل، وحول هذا الأمر تُشير الحقائق العلمية إلى ما يلي:
- اللعاب ليس من بين سوائل الجسم التي يتواجد فيها فايروس الإيدز في حال كان الشخص مُصابًا.
- التقبيل على الخد أثناء المُصافحة أوالمُعانقة وغيرها من أشكال التحية الاعتيادية لا يُمكن أن تؤدي إلى انتقال الإيدز من شخص مُصاب إلى شخص غير مُصاب.
- حالات انتقال الإيدز عن طريق الفم نادرة جدًا، ولكي يحدث هذا الأمر، يجب أن يكون كِلا الشخصين اللذين مارسا التقبيل على الفم مُصابان بجروح أو تقرحات في الفم أو نزيف في اللثة، وأن يكون أحدهما مُصابًا بفايروس الإيدز، وأن ينتقل دم الشخص المُصاب من لثته إلى الجرح الموجود في فم الشخص غير المُصاب أثناء التقبيل.
لا شكّ أن الحقائق الثلاث الواردة أعلاه، تُؤكد عدم إمكانية أن ينتقل الإيدز عن طريق الفم أثناء التقبيل، والشروط اللازم توافرها لكي يحدث هذا الأمر دقيقة جدًا، وعلى الأرجح لا تحدث على أرض الواقع.
وقد تم إجراء دراسة لمعرفة لماذا انتقال الإيدز عن طريق الفم أمر نادر جدًا، وتوصل العلماء القائمون على هذه الدراسة إلى نتيجة لافتة، ألا وهي قُدرة اللعاب على تدمير الخلايا التي تحمل فايروس الإيدز بسرعة كبيرة بنسبة وصلت إلى 90%، وذلك بسبب خاصية يتمتع بها اللعاب وهي خاصية (Hypotonicity). ومن المواقف التي قد تتبادر إلى الذهن أيضًا عند الحديث عن إمكانية أن ينتقل الإيدز عن طريق الفم، هو أن يقوم شخص غير مُصاب باستخدام الأواني المنزلية بشكل مشترك مع شخص مُصاب، وفي هذه الحالة تظل الإجابة كما هي، لا ينتقل الإيدز عن طريق الفم. وذلك لأن استخدام الأواني المنزلية مع الشخص المُصاب يُعتبر ممارسةً آمنةً واعتيادية ولا تؤدي إلى التقاط العدوى.
مفاهيم خاطئة حول انتقال العدوى
كما تُوضح الفقرة الثالثة المقال، يمكن أن ينتقل الإيدز عن طريق الإفرازات المهبلية، السائل المنوي، الدم، وحليب الأُم. أمّا بالنسبة لسوائل الجسم الأُخرى مثل البول، اللُعاب، وإفرازات الأنف فإنها لا تنقل المرض. هذا يعني أن التواجد بالقرب من المريض، أو حتى ممارسة سلوكيات اعتيادية مع المريض مثل المُصافحة، المُعانقة، أو حتى التقبيل، بالإضافة إلى استخدام نفس دورة المياه وأدوات الطعام، كُلها ممارسات لا تُشكل أي خطورة على الإطلاق ولا يُمكن أن تُسبب التقاط العدوى. كما لا يُمكن للبعوض أن ينقل هذا النوع من الفايروسات من شخصٍ لآخر.
هل يُعتبر مرض الإيدز مرضًا قاتلًا؟
إن الإصابة بفايروس نقص المناعة البشري لا تقتل المُصاب، وحتى إذا تفاقمت العدوى وتم تدمير جهاز المناعة في نهاية المطاف، فإن هذا الأمر بحد ذاته لا يقتل المريض، وإنما تحدث الوفاة بسبب مرض آخر استطاع أن يصيب المريض وأن يقتله، لأن هذا المريض لا يمتلك جهاز مناعة يعمل بالشكل المطلوب. يُطلق أحد المصادر على الأمراض التي تقتل مرضى الإيدز اسم "الأمراض الانتهازية"، ويُشير إلى أن أشهر الأمراض الانتهازية هو مرض السل.
هل مرض الإيدز يقتل؟
بشكل غير مباشر يُمكن القول أن الإجابة هي نعم، مرض الإيدز يقتل، ولكن بشكل مباشر تكون الإجابة هي لا، مرض الإيدز لا يقتل. ويُمكن إيضاح المقصود بهاتين الإجابتين بدقة من خلال الإطلاع على الحقائق التالية حول مرض الإيدز:
- إن الإصابة بفايروس نقص المناعة البشري (HIV)، أو التقاط عدوى فايروس نقص المناعة البشري،لا يعني بالضرورة الإصابة بمرض الإيدز (AIDS). وذلك لأن التشخيص المبكر أي اكتشاف وجود الفايروس في الجسم والخضوع للعلاج بالأدوية المناسبة والتي تُسمى مُضادات الفايروسات القهقرية، يضمن السيطرة على الفايروس ومنعه من التكاثر، وبالتالي منعه من تدمير جهاز المناعة.
- الشخص الذي يلتقط عدوى فايروس نقص المناعة البشري يُصبح من الناحية الطبية شخصًا مُصابًا بالإيدز فقط بعد أن يتمكن الفايروس من تدمير جهازه المناعي، وذلك في حال لم يتلقَ المريض العلاج المناسب في الوقت المناسب.
- الخطة العلاجية للسيطرة على هذا المرض، وفي حال تطبيقها في وقت مُبكر تجعل مُتوسط عُمر الأشخاص المُصابين بالعدوى تقريبًا مُساوٍ لمتوسط عُمر الأشخاص غيرالمُصابين بالعدوى. مع ملاحظة أنهم مُصابين بالعدوى فقط، وأن الفايروس تمت مُحاصرته إن جاز التعبير، ولم يتمكن من تدمير الجهاز المناعي الخاص بالمُصاب.
- يُشار إلى حالات الوفاة الناتجة عن الإصابة بالإيدز بعبارة "الوفيات المُرتبطة بالإيدز" للتعبير بدقة عن حقيقة أن مرض الإيدز لا يقتل. وإنما تحدث الوفاة كنتيجة لمرض آخر أو ورم خبيث، استطاع أن يُهاجم جسم المريض وأن يقتله بسهولة، لأن هذا المريض لا يمتلك جهاز مناعة يعمل بالشكل الصحيح.
- قد تُشير بعض المصادر إلى أن مرض الإيدز يقتل، أو أنه مرض قاتل على سبيل الاختصار أو رُبما كتعبير مجازي، لكن يبقى التعبير الدقيق المبني على الحقائق الطبية هو أن مرض الإيدز لا يقتل، ولكنه يجعل المريض ضحيةً سهلةً لأمراض أخرى تُسبب الوفاة. ويُطلق على هذه الأمراض مُصطلح الأمراض الانتهازية.
- تُشير بعض التقديرات إلى أنه في عام 2019 سُجلت حوالي 690 ألف حالة وفاة ناتجة عن أمراض ذات علاقة بالإيدز أو مُرتبطة بالإيدز، أي الأمراض الانتهازية. وهو ما يُشير بوضوح إلى أن مرض الإيدز لا يقتل.
- في حال خُضوع المريض للعلاج المناسب، بدايةً من المراحل المبكرة جدًا لالتقاط العدوى، تُصنّف هذه العدوى أي التقاط فايروس نقص المناعة البشري وكأنها حالة مزمنة يتعايش معها المريض طوال حياته، دون أن يُصاب بمتلازمة نقص المناعة المكتسبة أي الإيدز.
مما سبق يتضح أن التقاط فايروس نقص المناعة البشري أمر لا يقتل المريض بأي حال من الأحوال، وعدم تلقي العلاج يؤدي إلى الإصابة بمتلازمة نقص المناعة البشري المكتسب أي مرض الإيدز. ويتضح أيضًا أن مرض الإيدز يقتل بشكل غير مباشر، أي يُتيح لأمراضٍ أخرى مهاجمة جسم المريض وقتله بعد خسارته جهازه المناعي.
ما هي طُرُق الوقاية من الإيدز؟ وهل يمكن علاجه؟
ليس هُناك لقاحًا لفايروس نقص المناعة البشري المُسبب للإيدز، لذا فإن سُبُل الوقاية من المرض تتلخص في تجنب السُلوكيات والممارسات التي قد تؤدي إلى الإصابة بالمرض، بالإضافة إلى بعض التوجيهات التي يُمكن للشخص المُصاب اتّباعها، لكي لا ينقل المرض لأشخاص آخرين مثل:
- الامتناع عن ممارسة الجنس غير الآمن: وفي حال كان شريك الحياة مُصابًا، فإن خضوعه للعلاج تحت إشراف الطبيب، بالإضافة إلى استخدام الواقي الذكري وبعض أدوية الوقاية ذات المفعول المؤقت ((Pre-exposure prophylaxis (PrEP) التي تعمل على تقليل خطر انتقال العدوى من الشخص المُصاب إلى الشخص السليم.
- الإقلاع عن المُخدرات: وذلك بشكل كامل، وهو الأمر الذي من شأنه أن يقضي على احتمال استخدام الحُقن المُستخدمة من أشخاص مصابين، ويُنصح دائمًا بطلب المُساعدة من المؤسسات المُختصة من أجل التخلص من الإدمان.
- استخدام أدوية الوقاية لما بعد التعرض للعدوى: في حال تعرّض الشخص للجنس القهري (الاغتصاب)، يتم وصف نوع من الأدوية التي تمنع التقاط العدوى والتي تُعرف باسم (Post-exposure prophylaxis)، يتم تناول هذه الأدوية لمدة 28 يومًا، ويُمكنها حماية الضحية من الإصابة في حال كان المُعتدي مُصابًا.
- الختان بالنسبة للذكور: تُشير الدراسات إلى أن الرجال المختونين أقل عُرضة لالتقاط عدوى فايروس نقص المناعة البشري في حال مارسوا الجنس المهبلي مع شريكة مُصابة.
أما بالنسبة للعلاج، فكما سبق أن ذكرنا لا يمكن القضاء على الفايروس بشكل كامل، ولكن يمكن منعه من التكاثر داخل الجسم، والحفاظ على أعداده في حدود مُتدنية، وهو الأمر الذي يمنع الفايروس من تدمير جهاز المناعة. ومن الجدير بالذكر أن الخضوع للعلاج باستخدام مُضادات الفايروسات القهقرية (Antiretroviral therapy) يُقلل من احتمال انتقال المرض من الشخص المُصاب إلى أشخاص آخرين، إلاّ أن الأدوية المُستخدمة في السيطرة على الفايروس يُمكن أن تسبب أعراضًا جانبية مثل: القئ، الإسهال، الصداع، اضطرابات النوم، الدوخة والطفح الجلدي.
هل الماء يقتل فايروس الإيدز؟
من الصعب القول أن الماء يقتل فايروس الإيدز بالمطلق، أي في جميع الحالات والظروف. كما لا يُمكن القول أن الماء لا يقتل فايروس الإيدز على الإطلاق. منذ ظهور أول حالات الإصابة بفايروس الإيدز وحتى اليوم تم إجراء الكثير من الأبحاث والدراسات بهدف التعرف على خصائص هذا الفايروس وبالتالي مكافحته والقضاء عليه. ولا شك أن معرفة ما الذي يقتل فايروس الإيدز كان الهدف الرئيسي للعديد من الدراسات والتجارب على الفايروس. ويُمكن استنتاج إجابة دقيقة لسؤال هل الماء يقتل فايروس الإيدز من خلال الاطلاع على الحقائق التالية:
- تم إجراء دراسة في تكساس عام 1993 بهدف معرفة إذا كان الماء يقتل فايروس الإيدز، وقد حرص القائمون على هذه الدراسة على استبعاد أي تأثير لأي عوامل أخرى، فقاموا باستخدام ماء نقي خالٍ تمامًا من الكلور، ثم قاموا بإضافة كميات من فايروس الإيدز إلى عينات الماء تلك. عند فحص العينة بعد ساعتين، تبين أن 90% من تعداد فايروس الإيدز أصبحت غير نشطة، أي لا يمكن أن تُسبب العدوى.
- تُشير مذكرة صادرة تحت إشراف الوكالة الأمريكية لحماية البيئة، تناولت مسألة انتقال مرض الإيدز من خلال عمليات معالجة مياه الصرف الصحي إلى ما يلي "يكفي الماء لقتل فايروس الإيدز وجعله غير قادرٍ على إصابة الجسم بالعدوى"، وتُشير نفس المذكرة إلى أن الكلور المُضاف إلى المياه يمكن أن يُعزز قدرة الماء على قتل فايروس الإيدز.
- دراسة أخرى تم إجراؤها في جامعة يال حول كيفية تعقيم الإبر الطبية بطريقة فعّالة وكافية لقتل فايروس الإيدز. كان الهدف الرئيسي من الدراسة هو معرفة تأثير المنظفات المنزلية التي تتركب من الكلور كمادة فعالة (Bleach) على فايروس الإيدز، إلاّ أن الباحثين القائمين على هذه الدراسة قاموا أيضًا بتجربة غسل الإبر الملوثة بالماء وحده 3 مرات. واكتشفوا أن هذا الأمر يكفي لخفض احتمال بقاء الفايروس حيًا في الإبر الملوثة بنسبة 99%، وهو الأمر الذي يُوحي بأن الماء يقتل فايروس الإيدز بالفعل.
إذًا عند النظر إلى الحقائق الواردة في القائمة أعلاه، من الطبيعي استنتاج أن الماء يقتل فايروس الإيدز، وهو أمر صحيح بالفعل. ولكن بالرغم من ذلك، لم يتم تغيير التوصيات الخاصة بإجراءات الوقاية ومنع انتقال عدوى الإيدز، خصوصًا بالنسبة للعاملين في القطاع الطبي. كما لم يؤثر هذا الأمر على التوصيات الخاصة بغسل اليدين كإجراء وقائي لمنع انتشار الأمراض في العموم. فبحسب مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، غسل اليدين بالماء وحده قد يؤدي إلى التخلص من بعض الجراثيم العالقة في اليدين ولكنه أقل فاعلية من غسل اليدين بالماء والصابون.
أما بخصوص أفراد عائلة الأشخاص المُصابين بفايروس الإيدز، أو أولئك الذين يُقدمون لهم الرعاية سواء في المستشفى أو المنزل، يُنصح هؤلاء بارتداء القفازات في حال كانوا يتعاملون مع دم المريض أو سوائل الجسم الاخرى، ويجب عليهم غسل اليدين بالماء والصابون بعد خلع القفازات. خُلاصة ما سبق هي أن الماء يقتل فايروس الإيدز لكن لا يمكن اعتباره مادة مُعقمة تُغني عن الصابون والمواد المعقِمة الأخرى.
سبب الإفرازات البيضاء
سبب الإفرازات البيضاء يمكن أن يكون لا شيء على الإطلاق، أي أنه ليس هُناك أي مشكلة صحية تؤدي إلى الإفرازات البيضاء. كما يُمكن أن يكون سبب الإفرازات البيضاء وجود التهابات مهبلية، والتي تختلف في أنواعها بحسب نوع العامل المسبب للالتهاب. وهُناك عدد من الغدد الموجودة في التجويف المهبلي وفي عُنق الرحم، تقوم بإنتاج الإفرازات المهبلية بشكل يومي، تؤدي هذه الإفرازات عددًا من الوظائف أهمها الوقاية من الالتهابات، وكذلك تنظيف وترطيب المهبل. هذه الإفرازات تختلف في لونها وقوامها وكميتها بحسب عدد من العوامل من بينها:
- تختلف كمية الإفرازات المهبلية من سيدة إلى أخرى أو من فتاة إلى أخرى، وهو أمر طبيعي تمامًا، ويُعتبر اختلافات جسدية اعتيادية.
- تتغير طبيعة الإفرازات المهبلية وتحديدًا قوامها في المراحل المختلفة للدورة الحيضية، إذ تُصبح الإفرازات أكثر سماكة في مرحلة التبويض، وهي مرحلة إنتاج بويضة وخروجها من المبيض.
- يتغير قوام الإفرازات المهبلية أيضًا في حالة الاستثارة الجنسية، وكذلك إذا كانت الأم تمارس الرضاعة الطبيعية.
والإفرازات المهبلية الطبيعية يُمكن أن تكون شفافة أو بيضاء أو ذات لونٍ أبيض مائل للأصفر قليلًا (Off-white)، لذا يُمكن أن لا يكون هناك سبب للإفرازات البيضاء يدعو للقلق. أما إذا كان سبب الإفرازات البيضاء وجود التهاب من أي نوع، فإن هذا الالتهاب يُسبب مجموعةً من الأعراض والعلامات التي يسهُل تمييزها، وفي هذه الحالة يجب مراجعة الطبيب فورًا. الأعراض المُصاحِبة للإفرازات البيضاء إذا كانت ناتجة عن وجود التهاب هي:
- أن تكون الإفرازات البيضاء مُتخثرة أو مُتكتلة بدلًا من كونها سائل لزج أو سميك.
- أن تكون الإفرازات بيضاء بالفعل ولكن يميل لونها إلى اللون الأخضر والرمادي.
- أن تكون الإفرازات البيضاء ذات رائحة كريهة غير طبيعية.
- ظهور القليل من الدم مع الإفرازات البيضاء في غير توقيت الدورة الشهرية.
- الشعور بالحكّة في المنطقة المُحيطة بالمهبل وخاصةً حكّة شديد غير اعتيادية.
وفي حال ظهور هذه الأعراض، عادةً يكون سبب الإفرازات البيضاء وجود التهاب، والذي يُمكن أن يكون التهاب بكتيري أو فطري، أو أن يكون أحد الأمراض المنقولة جنسيًا. كما يمكن أن يكون سبب الإفرازات البيضاء أحد العوامل التالية:
- مرض السكري.
- الحمل.
- تناول المضادات الحيوية.
- الصابون والمواد المستخدمة في الاستحمام وبعض منتجات النظافة الشخصية.
علاج انتفاخ الحبوب في الوجه
علاج انتفاخ الحبوب في الوجه يمكن أن يختلف بناءً على عدة عوامل، من بينها السبب وراء انتفاخ الحبوب في الوجه، وكذلك مدى شدة الحالة. ومن بين العوامل التي قد تُسبب انتفاخ الحبوب في الوجه:
- التغيرات الهرمونية.
- بعض أنواع الأدوية يُمكن أن يسبب انتفاخ الحبوب في الوجه كأحد الآثار الجانبية لتناولها.
- استخدام زيوت الشعر أو مواد زيتية للعناية بالبشرة.
- التعرّق والرطوبة.
هذا بالإضافة إلى النظام الغذائي، إذ هُناك اعتقاد بأن بعض الأطعمة يُمكن أن تُسبب انتفاخ الحبوب في الوجه، ولكن لم يتم تأكيد هذا الأمر بشكل قاطع. وفي نفس الوقت، ينصح الأطباء بتجنب أي نوع من الطعام، كجزء من خطوات علاج انتفاخ الحبوب في الوجه، إذا لاحظ المريض أن هذه الأطعمة تُسبب زيادة في الحبوب أو زيادة انتفاخها.
ويحدث انتفاخ الحبوب في الوجه بشكل رئيسي عندما تتعرض مسامات الجلد للانسداد بسبب تراكم الزيوت التي تُفرزها البشرة وخلايا الجلد الميتة في هذه المسام. وهو الأمر الذي يؤدي إلى نمو وتكاثر نوع معين من البكتيريا، وبالتالي تُصاب المسامات بالالتهاب. أما بالنسبة لعلاج انتفاخ الحبوب في الوجه، فيُمكن تقسيمه إلى ثلاث درجات وهي:
- علاج انتفاخ الحبوب في الوجه منزليًا: والمقصود هو تطبيق مجموعة من خطوات العناية بالبشرة التي يُمكن لها أن تمنع المشكلة، مثل غسل الوجه بالماء والصابون مرتين يوميًا، مع الحرص على اختيار نوع صابون ملائم، واستخدام غسول للوجه يحتوي على مادة حمض الساليسيليك، وغسل الشعر بشامبو ملائم للشعر الدهني إذا كان الشعر دُهنيًا. كما يُنصح بتجنب أي مواد تجميل تدخل الزيوت في تركيبها بشكل رئيسي.
- علاج انتفاخ الحبوب في الوجه باستخدام الأدوية التي تُباع دون وصفة: يمكن استشارة الصيدلاني والحصول على التوجيهات اللازمة حول هذه الأدوية إذا كان انتفاخ الحبوب في الوجه خفيفًا أو متوسط الشدة. وتعمل هذه الأدوية على قتل البكتيريا التي تُسبب الالتهاب وإزالة دهون البشرة أيضًا.
- علاج انتفاخ الحبوب في الوجه تحت إشراف الطبيب: في الحالات الأكثر شدة، وخاصةً بعد تجربة الأدوية التي تُباع دون وصفة طبية دون جدوى، يُنصح بزيارة الطبيب لبحث الأسباب والوصول لأفضل علاج لانتفاخ الحبوب في الوجه. وفي هذه الحالة قد يَصِف الطبيب أنواعًا مختلفةً من الأدوية مثل بعض أنواع المضادات الحيوية، أو بعض الأدوية التي تعمل على استعادة التوازن الهرموني، بالإضافة إلى بعض الكريمات القوية التي تحتوي على مادة ريتينويد. كما يمكن أن يلجأ الطبيب لخيار آخر وهو التقشير الكيميائي أو العلاج بالضوء.
يُمكن الاطلاع على معلومات أكثر ومُفصلة بشكل أكبر حول أسباب وعلاج انتفاخ الحبوب في الوجه في مقال مسبار هل يمكن علاج حب الشباب نهائيًا؟
اقرأ/ي أيضًا:
هل هناك فرق بين وجع الدورة ووجع الحمل؟
هل ظهور حبوب في الوجه من علامات الحمل؟