` `

هل يمكن تحديد أسباب الصداع بدقة؟

صحة
7 يناير 2021
هل يمكن تحديد أسباب الصداع بدقة؟
تتعدد أنواع الصداع وأعراضه بشكل كبير بناءً على نوعه وبحسب اختلاف أسبابه (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

يُعتبر الصداع شكوى شائعة جدًا، إذ نجد أن جميع الأشخاص قد يشكون من نوبات صداع بين الحين والآخر، لذلك نجد الكثيرين يبحثون عن تحديد أسباب الصداع، كما يشتكي البعض من نوبات مزمنة من الصداع.

سيتم في هذا المقال التعريف بالصداع وأنواعه المختلفة، والبحث فيما إذا كان من الممكن تحديد أسباب الصداع بدقة.

https://images-prod.misbar.com/articlebody/investigation_27dql6t1x.jpg

 

الصداع

الصداع أو ألم الرأس أو وجع الرأس كلمة تحمل معنىً واسعًا، إذ أن له الكثير من التصنيفات والأنواع المختلفة، لكن ورغم تنوع أسباب الصداع، فإن كل أنواعه تشترك بالآلية والناحية التشريحية، إذ تنتج عن تحريض نهايات الأعصاب التي تتصل بنوى العصب مثلث التوائم، وذلك إما بتحريض الأعصاب نفسها أو بتثبيط النوى.

 

أنواع وأسباب الصداع 

تُقسّم أنواع الصداع بشكل عام إلى نوعين رئيسيين استنادًا إلى أسباب الصداع، هما الصداع الأولي والصداع الثانوي.

الصداع الأولي

لا يعدّ هذا النوع من الصداع عرضًا لمرض ما، وإنما يمكن أن ينشأ من نشاط كيميائيّ في الدماغ وأعصاب أو أوعية الرأس، أو قد يكون سببه من منشأ عضلي من الرأس والرقبة، كما تلعب الوراثة أيضًا دورًا في الصداع الأولي.

وتشمل أنواع الصداع الأولي الأكثر شيوعًا:

  • الصداع الناجم عن التوتر.
  • الصداع النصفي (الشقيقة).
  • الصداع العنقودي.
  • اضطراب الصداع النصفي الحسي.
  • صداع مثلث التوائم.

توجد أيضًا أنواع يمكن اعتبارها من أنواع الصداع الأولي، إلا أنها يمكن أن تكون عرضًا لمرض كامن، تتميز بأمدها غير الطبيعي أو بارتباطها بنشاط معين، ومنها:

  • الصداع اليومي المزمن.
  • نوبات صداع بسبب التمارين الرياضية.
  • نوبات صداع بسبب السعال.
  • نوبات صداع بسبب ممارسة الجنس.
  • نوبات بسبب وضعيات سيئة للجسم.
  • نوبات بسبب الإجهاد.
https://images-prod.misbar.com/articlebody/investigation_02upas02t.jpg

1- الصداع الناجم عن التوتر

أكثر أنواع الصداع شيوعًا الصداع الناجم عن التوتر، إذ أنه يصيب أكثر من ثلث الرجال وأكثر من نصف النساء، سواء في البلدان النامية أو المتقدمة بحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية. وتكون أعراض الصداع الناجم عن التوتر عبارة عن ألم بالرأس مع الشعور بضغط على الجبهة أو مؤخرةُ الرأس، وأيضًا ألَم عند لمس الفروة والرقبة، وله نوعان:

  • عرضي: يستمر 30 دقيقة حتى أسبوع كامل لكن أقل من 15 يومًا.
  • مزمن: يستمر لساعات طويلة وقد لا يتوقف لمدة تزيد عن 15 يومًا.

وما تزال أسباب الصداع الناجم عن التوتر غير معروفة، لكن التوتر هو أكثر المحفزات للصداع التوتري.

2- الصداع النصفي (الشقيقة)

الصداع النصفي أو الشقيقة، هو عبارة عن صداع يحدث في فترات متكررة وغالبًا يكون أحادي الجانب، وهو نوع شائع جدًا، إذ يحدث لدى شخص واحد على الأقل من بين سبعة أشخاص بالغين حول العالم، ويعتبر أكثر شيوعًا لدى النساء بثلاثة أضعاف مقارنةً بالرجال لأسباب هرمونية ربما. 

غالبًا ما يبدأ الصداع النصفي في سن البلوغ، وتسبب نوباته الألم والعجز مع معاناة شديدة وخوف دائم من النوبة التالية، وتختلف أعراضه بين شخص وآخر، لكن يمكن جمعها في قسمين هما:

الأعراض البادرية

تستمر لساعات أو أيام قبل الصداع ومنها:

  • الحساسية الشديدة للصوت والضوء والروائح.
  • تغيرات المزاج.
  • الرغبة الشديدة لتناول الطعام أو العكس.
  • الإعياء.
  • الإمساك أو الإسهال.
  • الصدمة.

أعراض ما بعد النوبة

  • تستمر لأيام بعد الصداع ومنها:
  • الشعور بالتعب وعدم الراحة النفسي والجسدي.
  • آلام عضلية.
  • الرغبة الشديدة لتناول الطعام أو العكس.

وبشكل عام، فإن الألم يبدأ خفيفًا ثم يتطور ليصبح ما يسمى بالألم الخافق، ويمكن أن ينتقل من جهة لأخرى من الرأس. وفي أغلب الأحيان يستمر الألم لأربعة أيام كنوبتين أو أربع نوبات خلال الشهر، ولكنه قد يستمر عند البعض لأكثر من ذلك وبتواتر أعلى قد يصل لكل بضعة أيام خلال الشهر.

وعلى الرغم من انتشاره الكبير، إلا أن أسباب الصداع النصفي ما تزال غير واضحة إلى الآن، لكن وبشكل عام يوجد العديد من الفيزيولوجيات المرضية أو السلوكيات اليومية التي من شأنها أن تحرض نوبة الشقيقة، وتتضمن:

  • التغيرات الهرمونية خاصةً لدى النساء، وبالتحديد هرمون الأستروجين خلال فترة الدورة الشهرية أو أثناء الحمل.
  • المشروبات الكحولية والمشروبات التي تحتوي على كافيين.
  • المنبهات الحسية، كالأضواء الساطعة والروائح القوية (مثل التدخين) وأيضًا الأصوات العالية.
  • التوتر مسبب هام.
  • تغيرات الطقس.
  • تغير عادات النوم، كالأرق أو الإفراط بالنوم.
  • الأدوية سواء الفموية منها أو الوريدية.
  • بعض الأطعمة.
  • عوامل فيزيائية كممارسة الجنس والتمارين الرياضية.

3- الصداع اليومي المزمن

الصداع اليومي المزمن أو الصداع المستمر هو عبارة عن مصطلح عام لوصف عدة أسباب للصداع المستمر أكثر من كونه تشخيصًا محددًا، وهو كل صداع يستمر 15 يومًا بالشهر لمدة ثلاثة أشهر على الأقل، مسببًا تأثيرات كبيرة وخطيرة على الحياة اليومية للفرد من جهة، وعلى القدرة الاقتصادية والصحية للمجتمع (لما قد يسبب من تعطيل عن العمل)، فضلًا عن كونه قليل الاستجابة للعلاج والوقاية، وهو صداع أولي غالبًا؛ حيث أن الثانوي مستبعد قليلًا.

 

الصداع الثانوي

على عكس الصداع الأولي، فإن الصداع الثانوي يُعد عرضًا مرضيًا، بالإضافة إلى أن العديد من الأمراض قد تسبب صداعًا ثانويًا، حيث أنّ العديد من أسباب الصداع تكون مرتبطة بمرض أو حالة صحية ما.

ومن أسباب الصداع الثانوي المحتملة:

  1. التهاب الجيوب الحاد.
  2. الارتجاج.
  3. خثرة داخل الدماغ.
  4. فيروس كورونا كوفيد-19.
  5. مشاكل الأسنان مثل النخر والخراجات.
  6. مشاكل الأذن الوسطى.
  7. التهاب الدماغ.
  8. التهاب الشريان الصدغي.
  9. ارتفاع ضغط الدم.
  10. ورم دموي داخل القحف.
  11. السكتة الدماغية.

وغيرها الكثير من الأمراض أو التغيرات التشريحية المرضية التي من شأنها أن تكون من أسباب الصداع وتسبب نوبات صداع مؤلمة.

 

الصداع النصفي

يعتقد البعض إن الصداع النصفي هو مجرد درجة متقدمة من أنواع الصداع الشديد، بينما يُصنف الصداع النصفي على أنه مرض عصبي يقوم بتعطيل بعض الوظائف لدى الشخص المصاب. كذلك فإن الصداع النصفي يختلف عن الصداع العادي من حيث الأعراض وأساليب العلاج والتشخيص أيضًا. وبالرغم من كون الأعراض تختلف من شخص إلى آخر وتتفاوت بينهم، إلا أن هناك بعض الأعراض التي يشترك بها أغلب مرضى الصداع النصفي مع اختلاف درجات الألم أو محفزات النوبة بينهم، تاليًا أبرز تلك الأعراض:

  1. الآلام الشديدة: يعاني المرضى المصابون بالصداع النصفي من ألم شديد في الرأس، قد يكون الألم في جانب واحد من الرأس وهو ما يفسر تسمية المرض بالصداع النصفي، وقد يعاني البعض من الصداع على جانبي الرأس أو في الخلف أو في الأمام، كما قد يختلف موضع الألم عند مرضى آخرين، إذ يمتد إلى داخل العينين أو حولهما أو خلف الخدود، لهذا لا يمكن توحيد نمط الألم على جميع مرضى الصداع النصفي.
  2. الخفقان: يشعر المصاب بالخفقان في القلب أو ما يشبه الخفقان أثناء نوبة الصداع.
  3. تصاعد الألم مع الحركة: يلحظ المصابين تصاعد مستويات الألم عند القيام بأي نشاط بدني وإن كان خفيفًا.
  4. اضطراب المعدة: يعاني أكثر المصابين من الغثيان أثناء نوبة الصداع النصفي، وقد يرافق ذلك استفراغ في بعض الأحيان.
  5. الحساسية المفرطة: يصبح المرضى أكثر تحسسًا للضوء والضوضاء والروائح بأشكالها المختلفة.
  6. طول مدة الألم: قد تستمر نوبة الصداع النصفي لعدة ساعات وقد تمتد لبضعة أيام عند بعض المرضى، وهو ما يعيق المريض عن أداء مهامه اليومية بشكل طبيعي، وقد يضطر بعض المرضى للتغيب عن العمل أو المدرسة لبضعة أيام من فرط الألم.
  7. اضطراب البصر: يعاني البعض من نوبات مصحوبة بالهالات الضوئية، بمعنى أن المريض قد يُخبر عن وجود ما يشبه ومضات من الضوء أمام العين، كما قد يخبر بعض المرضى عن وجود نقاط مضيئة أيضًا، ومن الممكن أن تسوء الأعراض لتصل إلى عدم وضوح الرؤية أو فقدانها لمدة وجيزة. وفي العادة فإن المرضى المصابين بهذا النوع يبدؤون برؤية الومضات قبيل ساعات من بدء نوبة الصداع النصفي، ولكن سرعان ما تختفي الومضات في غضون ساعة أو أقل قبل بدأ النوبة، لذلك بالإمكان اعتبار الومضات مؤشرًا على قرب الدخول بنوية الصداع النصفي.

وبالانتقال إلى الأسباب التي تؤدي للإصابة بالصداع النصفي، فبالإمكان القول إنه لا يوجد سبب واحد للإصابة به، فقد يصاب البعض نتيجة العامل الوراثي، وقد يصاب البعض بالصداع النصفي نتيجة ممارسات سلوكية معينة، إذ ترفع تلك الممارسات من فرص الإصابة بالصداع النصفي لدى البعض. تاليًا أبرز أسباب الإصابة بالصداع النصفي:

  • العامل الوراثي، وهو ما يفسر انتقال مرض الصداع النصفي بين الأجيال المتعاقبة لبعض العوائل.
  • هناك بعض العوامل التي قد تحفز الإصابة بنوبات الصداع النصفي، والتي تتضمن السلوكيات التي يقوم بها المريض، ومنها بعض أنواع الطعام أو عدم تناول الوجبات بانتظام. 
  • الإجهاد النفسي والتوتر المستمر.
  • التغيرات في الطقس أو الضغط الجوي.
  • تناول كميات كبيرة من الكحول.
  • التغيرات الهرمونية عند النساء خاصة النساء اللواتي في عمر الإنجاب.
  • إصابات الدماغ أو ارتجاج المخ. 
  • نوع الجنس، إذ تعتبر النساء أكثر عرضةً من الرجال للإصابة بالصداع النصفي. 

 

هل يمكن تحديد أسباب الصداع بدقة؟

تتعدد أنواع الصداع وأعراضه بشكل كبير بناءً على نوعه وبحسب اختلاف أسبابه، ففي حين قد يصعب على الإنسان العادي تحديد السبب بدقة، فإنه يمكن للطبيب المختص تحديد أسباب الصداع ونوعه بعد معرفته للأعراض المرافقة للحالة، ومن ثم اختيار العلاج المناسب.

ويذكر أن أسباب الصداع قد لا تزال غير واضحة تمامًا بالنسبة لبعض أنواع الصداع مثل الصداع النصفي، لكن يمكن تشخيصه من أعراضه ومن بعض الفيسيولوجيات المرضية أو السلوكيات اليومية التي من شأنها أن تحرض نوبة الشقيقة.

https://images-prod.misbar.com/articlebody/investigation_64lravbnf.jpg

 

علاج الصداع

لا يمكن الحديث عن علاج محدد لكل أنواع الصداع، إذ يختلف جدًا بين نوع وآخر، لكن بشكل عام فإن التدبير الأولي يكون بالتوجه نحو نمط الصداع، فأولًا يجب تقصي علامات الخطورة ونفي الصداع الثانوي لتشخيص الصداع الأولي، عندها يمكن أن يُشخّص الصداع النصفي (الشقيقة) أو التوتري (وهما أشيع نوعين) بناءً على القصة السريرية والفحص السريري والعصبي، وبناءً على التشخيص يتم اختيار البروتوكول العلاجي المناسب للحالة.

كما تختلف طرق الوقاية والعلاج حسب نوع الصداع المرافق للشخص، فمثلًا إذا كان الصداع ناتجًا عن الإسراف في استخدام الدواء، فإن إيقاف الدواء المسبب للصداع هو الخطوة الأساسية.

 العلاج السلوكي (غير الدوائي) للصداع

يوجد عدة طرق غير دوائية مستخدمة لعلاج الصداع ومنها:

  • الأعشاب والفيتامينات.
  • التدليك يسبب الاسترخاء ويخفف الألم.
  • الوخز بالإبر.
  • الارتجاع البيولوجي: وتعني القدرة على التحكم بالصداع، كتغيير بعض الاستجابات الجسدية له.

العلاج الدوائي للصداع

بشكل عام يوصي العديد من الأطباء بأدوية عامة من شأنها أن تخفف من نوبات الألم وتواترها، وأهم هذه الأدوية ما يلي:

  • مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقة لعلاج نوبات الصداع الحادة. 
  • حاصرات بيتا علاج أساسي للوقاية من نوبات الشقيقة.
  • الأدوية المضادة للصرع.
  • مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية.

وطبعًا قد لا تُلتَمس الآثار الإيجابية للأدوية إذا لم تترافق مع سلوكيات حياتية صحيحة، أو معالجات ثانوية نباتية وغذائية.

https://images-prod.misbar.com/articlebody/investigation_wlr189nkr.jpg

 علاج الصداع النصفي (الشقيقة) 

فيما يخص علاج الصداع النصفي، فإنه يعتمد على تخفيف الأعراض أثناء النوبة وعلى الوقاية من نوبات قد تكون أشد في المرة المقبلة، فالأدوية التي تستخدم للعلاج تؤخذ أثناء حصول النوبة، أما الأدوية الوقائية فيجب أن تُؤخذ باستمرار وبشكل منتظم.

ويُنصح عند بدء الأعراض بالجلوس في مكان هادئ ومظلم وإغماض العينين لأخذ قيلولة، كذلك تجربة تقنيات الاسترخاء وأساليب الراحة كممارسة الرياضة الخفيفة والسباحة، ومن المهم تنظيم عادات النوم والطعام والإكثار من شرب المياه. كما أن العلاج الإدراكي السلوكي له أثر كبير في تخفيف حدة النوبة، وطبعًا الفيتامينات والأعشاب الطبيعية لها دور أساسي في الوقاية وربما العلاج من نوبات الشقيقة، ولكن يجب أخذ رأي الطبيب قبل تناولها، فبعضها قد يحرض على النوبات أو يزيدها سوء.

ومن الأدوية المستخدمة أثناء نوبة الشقيقة:

  • مضادات الالتهاب الستيرويدية، لكنها إذا أُخذت لفترة طويلة قد تسبب الصداع المرافق للإفراط باستخدام المسكنات.
  • مضادات الإقياء، فيما يخص الأدوية التي تستخدم للوقاية من تكرار النوبات فيصفها الطبيب مثل "حاصرات بيتا" و"مضادات الصرع".

 

علاج إسهال التوتر

قد يصاب بعض الناس بما يعرف بإسهال التوتر، نتيجة للتعرض إلى القلق أو التوتر لفترات زمنية طويلة، أو أن يكون الشخص عُرضة للإجهاد النفسي والجسدي المفرط والمزمن لفترات متواصلة مما يؤثر على عمل الجهاز الهضمي.

يؤثر القلق والتوتر على وظائف كافة أعضاء الجسم من ضمنها الجهاز الهضمي، إذ يقوم الجسم بإطلاق مجموعة من الهرمونات كاستجابة للتوتر، والتي تزيد بدورها من معدل ضربات القلب وترفع ضغط الدم، كما يرسل الدماغ أيضًا إشارات توتر للقناة الهضمية عبر الجهاز العصبي الودي، مما يخلق شعورًا غريبًا في المعدة، ومع تواصل الشعور بالتوتر فإن القناة الهضمية تستجيب لتلك الإشارات بإفراز بعض الهرمونات، وتقوم تلك الهرمونات بإبطاء الحركة في المعدة والأمعاء الدقيقة، بينما تقوم الهرمونات بتسريع الحركة في الأمعاء الغليظة من أجل طرد السموم الضارة الناجمة عن التوتر، وهو ما يولد الإصابة بالإسهال المعروف بإسهال التوتر. ولعلاج إسهال التوتر يجب في البداية التقليل من معدلات القلق والتوتر، يليه التقليل من أثر الإسهال على الجسم. ولعلاج إسهال التوتر يُنصح باتباع الخطوات التالية:

  • إيقاف الإسهال: تستمر حالة إسهال التوتر في العادة بضع ساعات أو أيام، لذلك لا تحتاج أغلب الحالات إلى أخذ علاجات دوائية، وفي حال استمرار الإسهال لفترة طويلة يُنصح عندها استشارة الطبيب. ولعلاج المراحل المبكرة من الإسهال بالإمكان أخذ أدوية لا تحتاج إلى وصفة طبية، ولكن لا يُنصح بإعطاء الأدوية المضادة للإسهال للأطفال. 
  • الحفاظ على ترطيب الجسم: ما يحدث عند إصابة الأشخاص بإسهال التوتر هو توقف الأمعاء الدقيقة والقولون عن امتصاص المعادن والسوائل كما ينبغي، ومن الممكن أن يؤدي هذا الخلل الوظيفي إلى الإصابة بالجفاف، لذلك يُنصح الأشخاص المصابين بإسهال التوتر بعلاج آثاره عن طريق شرب كميات كبيرة من الماء، من أجل تعويض الجسم عن كميات الماء المفقودة، كذلك بالإمكان تعويض الجسم عن البوتاسيوم عن طريق شرب بعض أنواع العصائر أو الحساء من أجل الصوديوم.
  • تناول بعض الكربوهيدرات: بالإمكان تعويض الجسم عن السوائل المفقودة وإمداده بالطاقة عن طريق تناول بعض الكربوهيدرات، ومن تلك الأطعمة مثلًا الخبز الأبيض والمعكرونة والرز. 
  •  تجنب الأطعمة الغنية بالتوابل: من الممكن أن تسبب الأطعمة المليئة بالتوابل في إيذاء الجهاز الهضمي أثناء نوبات إسهال التوتر، لذلك ينصح بعدم تناول أي نوع من الأطعمة الحارة في تلك الفترة، إذ بإمكانها أن تزيد من أثر إسهال التوتر على الجسم.

وللحد من التوتر وعلاجه كونه السبب الأساسي لإسهال التوتر يُنصح الأشخاص باتباع بعض الخطوات العملية، والتي تبدأ من تحديد أسباب التوتر أو محفزاته من أجل علاجه بالطريقة اللازمة، إذ يُقلل علاج التوتر من استجابة الجسم للهرمونات المفرزة في الجسم، تاليًا طرق علاج التوتر: 

1. تحديد مسببات التوتر: بالإمكان القيام بذلك عن طريق تدوين الملاحظات التي تسبق الإصابة التوتر، للتمكن من تحديد المواقف أو الأشخاص الذين يحفزون على الإصابة بالتوتر، وبالتالي الإصابة بإسهال التوتر لاحقًا كاستجابة للمحفز النفسي.

2. التقليل من الآثار: وذلك عن طريق ممارسة أنواع معينة من التنفس أو قضاء بعض الوقت في الطبيعة أو ممارسة اليوغا، إذ يُسهم ذلك في علاج إسهال التوتر عن طريق إدارة التوتر بطريقة مستدامة أكثر.

3.التحول إلى نمط حياة صحي أكثر: ويشمل ذلك الانتظام على ممارسة الرياضة وتناول الطعام الصحي والنوم لساعات كافية، إذ تعزز هذه الممارسات من قدرة الشخص على التحكم بمستويات التوتر لديه.

 

تمارين استرخاء الأعصاب

أولًا وقبل الانتقال إلى تعداد تمارين استرخاء الأعصاب، لا بد من إلقاء الضوء على مفهوم التوتر العصبي وشرحه، إذ يعتبر التوتر العصبي أو الإجهاد هو الطريقة التي يُبلغ عن طريقها الجسم تعرضه لضغط نفسي أو عصبي. وتعد ساعات العمل الطويلة أو الخوف والغضب والضغط الأسري من أسباب الإرهاق العصبي الأكثر شيوعًا في الوقت الحالي. وقد يؤدي التعرض الطويل للتوتر إلى الإصابة ببعض المشاكل العقلية والنفسية، والتي تشتمل على الاكتئاب والتوتر أو زيادة مشاكل الصحة البدنية، وهو ما يؤثر على قدرة الفرد على أداء المهام اليومية، لذلك لا بد من إيجاد طرق للتعامل مع الإجهاد والتوتر والتخفيف منهما. تاليًا بعض الطرق والتمارين المفيدة لاسترخاء الأعصاب:

  1. ممارسة تمارين القلب: تعتبر التمارين الرياضية التي ترفع من سرعة ضربات القلب من تمارين استرخاء الأعصاب، إذ تعمل تلك التمارين على تفريغ التوتر بشكل فعال، بالإضافة إلى إطلاق مادة الإندورفين في الجسم، وهي مادة طبيعية تفرز في الجسم من شأنها تعزيز استرخاء الأعصاب والشعور بالإيجابية والسعادة، وتشمل على تمارين الركض والسباحة على سبيل المثال لا الحصر.
  2. تمارين اليوغا: تعد ممارسة اليوغا من أكثر تمارين استرخاء الأعصاب شيوعًا وأكثرها شهرة، كذلك هو الحال فيما يخص تمارين التاي شي. 
  3. تمارين التوتر الواعية: يقوم العديد من الأشخاص في الوقت الحالي بممارسة أساليب التنفس العميق أو التخيل وتمارين إرخاء العضلات والتأمل اليقظ، على اعتبارها تمارين ضرورية لاسترخاء الأعصاب، هذا ويقوم أكثر الممارسين لأي نوع من أنواع تمارين استرخاء الأعصاب بممارسة التدريبات بشكل يومي، إذ يُساعد ذلك في إدارة التوتر بشكل أفضل وحماية الجسم من آثاره المتعددة.
  4. المشي: يعد المشي من التمارين الموصوفة لاسترخاء الأعصاب ومن أفضلها أيضًا، كون المشي لا يتطلب أي تحضيرات سابقة أو دروس، كما أنه لا يعتبر ممارسة مكلفة على الصعيد المادي. ويمكن للمشي أن يقلل من حدوث العديد من الحالات المرتبطة بالإجهاد، بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم والكوليسترول وداء السكري، كما يُبلغ الأشخاص الذين يتبعون رياضة المشي السريع عن انخفاض ملحوظ في مستويات التوتر لديهم. ومن الناحية الجسدية فإن المشي يزيل التوتر من المجموعات العضلية الرئيسية، كما يعمّق من نوعية التنفس ويهدئ الجهاز العصبي. وعادةً ما يوصى بالمشي لمدة ثلاثين دقيقة خمس أو ست مرات خلال الأسبوع، من أجل التقليل من التوتر والمحافظة على الوزن ضمن النطاق الطبيعي.
  5. البيلاتس: تعرف البيلاتس على أنها سلسلة من التمارين التي تعمل على تقوية وعي الشخص فيما يتعلق بكيفية التعامل مع الجسم، كما تعتبر البيلاتس من التمارين التي تعزز استرخاء الأعصاب عن طريق تركيزها على الوصول إلى الوضعية الجسدية الأمثل للشخص الذي يقوم بممارستها، بالإضافة إلى إطالة العضلات وتقويتها. كما تخلق البيلاتس انسجامًا بين الجسد والذهن مما يمكن الشخص من إدارة التوتر العصبي بطريقة فعالة. كما يقلل البيلاتس من ألم الظهر والرقبة واللذان يعتبران من آثار التوتر العصبي الجانبية، لذلك تعتبر البيلاتس ضمن تمارين استرخاء الأعصاب الفعالة، شأنها في ذلك شأن تمارين اليوغا.

تمارين الدائرة المكثفة:

 تعمل هذه التمارين على التقليل من التوتر واسترخاء الأعصاب، وذلك عن طريق ضخ كميات عالية من الإندورفين في الجسم خلال وقت قصير نسبيًا، خصوصًا إذا ما قورنت مع التمارين الأخرى التي قد تصل إلى ساعة تقريبًا. وتستند تمارين الدائرة إلى مبدأ التناوب بين التمارين القلبية وتمارين القوة، إذ يقوم الشخص برفع بعض الأثقال مثلًا (تمارين القوة) ومن ثم يتبعها بالجري أو النط (تمارين القلب).

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على