` `

هل يمكنني معرفة أن طفلي سليم من التوحد بسهولة؟

صحة
27 يناير 2021
هل يمكنني معرفة أن طفلي سليم من التوحد بسهولة؟
يوجد العديد من الأمور التي من الممكن من خلالها معرفة أن طفلك سليم من التوحد أو لا (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

يتخوف الكثير من الأهالي من احتمالية إصابة أطفالهم بالتوحد، وخاصة إذا كانوا يلاحظون بعض الإختلافات السلوكية لدى أطفالهم مقارنة بالأطفال الآخرين.

سيتم في هذا المقال تعريف التوحد، وأنواعه، وعلامات وجوده، وتشخيصه، والعلاجات المحتملة، وسيتم الإجابة على سؤال هل يمكنني معرفة أن طفلي سليم من التوحد بسهولة؟

 

التوحد

يُعرّف التوحد بأنه مجموعة من اضطرابات التطور العصبية التي تحدث بمرحلة الطفولة الباكرة، وتؤثر على النشاطات اليومية.

يتصف بأنماط معينة من السلوك وصعوبات في التواصل، وقد يحتاج الأطفال والبالغون المصابون بالتوحد للمساعدة والدعم في الأنشطة اليومية، بينما قد لا يحتاج آخرون إليها ويكونون قادرين على القيام بنشاطاتهم بأنفسهم.

يحصل التوحد في جميع الأعراق، و لوحظ أن الذكور أكثر عرضة للإصابة بالتوحد مقارنةً بالإناث.

 

أنواع التوحد

وُصفتْ عدة أنواع فرعية للتوحد، يمكن أن تُشخّص واحدة منها أو أكثر عند الطفل وهي:

  • وجود أو عدم وجود ضعف لغوي مرافق للتوحد.
  • وجود أو عدم وجود ضعف ذهني مرافق للتوحد.
  • مرتبط مع اضطراب سلوكي أو عقلي آخر.
  • مرتبط مع عوامل بيئية أو جينية أو دوائية.

 

المسببات وعوامل الخطورة للتوحد

من الضروري فهم ومعرفة عوامل الخطورة  والأسباب التي من المحتمل أن تسبب التوحد لدى الأطفال، إذ وُجدَ أن العوامل البيئية والبيولوجية والجينية قد يكون لها تأثير كبير على زيادة احتمالية الإصابة بالتوحد، ومن هذه الأسباب:

  • زيادة خطر حصول التوحد عند الطفل إذا كان لديه أخ أو أخت يعانون منه.
  • الجينات واحدة من عوامل الخطر. 
  • تناول أدوية معينة خلال فترة الحمل كدواء "التاليدوميد" مثلًا.
  • بعض شذوذات الصبغيات (مرض التصلب اللويحي).
  • أطفال الأزواج ذوي الأعمار الكبيرة معرضون بشكل أكبر للإصابة بالتوحد.

 

علامات التوحد عند الأطفال

تختلف العلامات التي يبديها الأطفال المصابين بالتوحد حسب العمر، إما بمرحلة الطفولة الباكرة أو مرحلة الطفولة المتأخرة.

علامات التوحد التي تظهر في الطفولة المبكرة:

  • تجنب التواصل البصري.
  • عدم الابتسام والتفاعل مع الأشخاص.
  • عدم الاستجابة عند مناداتهم بأسمائهم.
  • عدم التحدث كثيرًا.
  • القيام بأفعال جسدية متكررة كالتصفيق أو هز الجسم المتكرر.
  • الانزعاج الشديد من رائحة أو طعم لم يعجبهم.
  • إعادة كلمات وجمل بشكل متكرر.

علامات التوحد التي تظهر في الطفولة المتأخرة:

  • حُب الروتين اليومي والانزعاج عند تغييره.
  • صعوبة في شرح ما قد يشعرون به.
  • صعوبة فهم الآخرين.
  • الانزعاج الشديد عند الطلب من الطفل أن يقوم بشيء ما.
  • إظهار اهتمام وتحمس كبير لبعض الأشياء.
  • صعوبة تكوين صداقات وعلاقات.
  • ندرة الحديث.

 

هل يمكنني معرفة أن طفلي سليم من التوحد بسهولة؟

للأسف معرفة أن طفلك سليم من التوحد ليس سهلًا للغاية، إذ أن تشخيص التوحد مبكرًا بشكل دقيق أمر صعب، فلا توجد اختبارات طبية نوعية كتحاليل دموية أو غيرها لتشخيص التوحد، حيث أن الأطباء يعتمدون على المظاهر السلوكية الحالية والسابقة لوضع التشخيص.

أكثر ما يظهر التوحد بين عمر 18 شهرًا وسنتين، على الرغم من أن بعض الأطفال يُشخص لديهم بأعمار أكبر، أو حتى لسن المراهقة والبلوغ.

 

كيف أعرف أن طفلي سليم من التوحد؟

يكون للأهل الدور الأكبر في ملاحظة العلامات والتصرفات التي تنذر بحصول التوحد لدى الطفل، فهم الأكثر قربًا منه ومعرفةً بسلوكه ونشاطاته اليومية وما قد يُلاحظ عليها من تغيير يومًا بعد يوم، فلربما أن التغيرات السلوكية أو بعض السلوكيات المعينة التي يتصرفها الطفل قد لا تكون واضحة للطبيب من خلال زيارة واحدة دون متابعة من قبل الأهل على مدار اليوم.

لذلك من الأفضل أن يطّلع الأهل ويزيدوا من خبرتهم فيما يتعلق بالمعلومات التي تخص التوحد.

يوجد العديد من الأمور التي من الممكن من خلالها معرفة أن طفلك سليم من التوحد أو لا، فمثلًا يختلف تطور الطفل (الكلام والمشي...) بين بيئةٍ وأخرى، ويوجد مجال واسع يمكن اعتبار التطور ضمنه بالمجال الطبيعي، فمثلًا ضمن بيئة ما؛ عند ملاحظة تأخر تطور لدى الطفل عن باقي الأطفال في نفس البيئة يجب مراجعة الطبيب.

وأيضًا يمكن معرفة أن طفلك سليم من التوحد من خلال المراقبة اليومية لسلوكيات الطفل، كالسلوك الاجتماعي والعاطفي، فالتطور الطبيعي لهما ربما يساعد في استبعاد الاصابة بالتوحد، على عكس السلوك الانعزالي الذي يرفع احتمال امتلاك الطفل للتوحد.

بعض الأطفال قد يبدي تطورًا طبيعيًا في مراحل حياتهم الأولى ثم يتراجعون، غالبًا بين الشهر الثاني عشر والرابع والعشرين من العمر، كالتوقف عن استخدام الكلمات أو اللعب مع الأطفال أو التواصل البصري، عندها يجب الحذر من هذا التغير ومتابعته، حيث يعتبر التراجع المعرفي والسلوكي من أكثر علامات التوحد ظهورًا.

وبطبيعة الحال إذا كانت السلوكيات توحي بالتوحد أو بمرض آخر، يجب عدم التأخر أبدًا بطلب الاستشارة الطبية حيث أن عامل الوقت أساسي لمتابعة التطور بأفضل ما يمكن.

 

تشخيص التوحد

يمكن أن يوضع التشخيص المحتمل عبر اختبارات للتحري عن التوحد أو اختبارات جينية أو تقييمية ومنها:

  • فحص النمو: يمكن أن يساعد بالتحري المبكر نسبيًا عن التوحد عند الطفل وما له من تأثيرات إيجابية على المدى الطويل.
  • قائمة مراجعة للتوحد عند الأطفال الصغار: وهي عبارة عن 23 سؤالًا يجيب الأهل عنها، ويستخلص طبيب الأطفال من أجوبتهم إمكانية تطوير التوحد عند الطفل. (تجب الإشارة إلى أن اختبارات المسح ليست مشخِّصة بدقة).
  • اختبارات الحمض النووي لتحري الأمراض الوراثية. 
  • استبيانات عن تطور الطفل.
  • اختبارات بصرية وسمعية لنفي أمراض أخرى غير متعلقة بالتوحد.
  • التقييم التطوري.

 

التعامل مع طفل يعاني من التوحد

يحتاج أطفال التوحد لمعاملة خاصة، ومساعدتهم على القيام بأعمالهم، فأي خطوة يومية بسيطة سوف تحدث فرق إيجابي كبير في تطورهم وشخصيتهم.

  • التشجيع الدائم والتحفيز ضروريان لتحسين الشعور بالرضا عند طفل التوحد، كذلك إعطاؤه الهدايا والثني على أفعاله مع تحديد الفعل الجيد الذي قام به الطفل.
  • اللعب مع الطفل بألعاب بسيطة ومتابعته، مما يجعل تواصله مع أهله ومع الآخرين أسهل.
  • لتسهيل تعلّم معارف وسلوكيات جديدة؛ تجب المحافظة على الروتين لفترة معينة لدى طفل التوحد فهو يفضّلها، وكذلك التواصل مع المعالج الطبي والمعلم ومعرفة الأمور التي اعتاد عليها الطفل وفضّلها.
  • من الصعب التنبؤ بسلوك الطفل في حالات معينة فيتم تجنب بعض المواقف، لكن تعويده على نشاطات ومَهمات يومية قد يُحسّن من تفاعله الاجتماعي.
  • الصبر من الأمور المهمة عند التعامل مع أطفال التوحد، يجب على الأهل أن يبقوا إيجابيين وعدم الاستسلام إذا لم يستجب الطفل للعلاج بشكل سريع.
  • حصول الأهل على الدعم من العائلة والاختصاصيين وكذلك مجموعات الدعم له فائدة كبيرة، مما يجعل حياة الأهل أسهل نوعا ما.

علاج التوحد

يوجد العديد من العلاجات السلوكية والدوائية لتحسين التطور عند الطفل، وأكثر ما يكون العلاج فعالًا إذا بُدء به قبل سن الثالثة.

يتركز العلاج على أربعة محاور هي: العلاج السلوكي والتواصلي، والأغذية المناسبة، والأدوية، والعلاجات البديلة.

العلاج السلوكي والتواصلي

يقدم التوجيه والتنظيم المناسب للطفل وعائلته، ويتألف من علاجات فرعية أخرى هي:

  • تحليل السلوك التطبيقي: يُستخدم على نطاق واسع وهو عبارة عن سلسلة تقنيات تعتمد على تشجيع السلوك الجيد وتقديم المكافآت للطفل.
  • التكنولوجيا المساعدة: كلوحات الاتصالات والأجهزة الالكترونية، التي تستخدم الصور لطرح الأسئلة والإجابة عنها.
  • العلاج بالممارسة: بتعليم الأطفال القيام بالمهارات بشكل فردي كالأكل والشرب وارتداء الملابس وغيرها.
  • العلاج الكلامي: قد يكون أكثر فاعلية عند بعض الأطفال من العلاج بالصور لتطوير مهارات التواصل.
  • التدريب على المهارات الاجتماعية: لتطوير مهارات التواصل لدى الطفل مع الآخرين كإجراء الحوارات وحل المشاكل.

الأغذية المناسبة

إن الأغذية التي تسبب الحساسية قد تزيد من أعراض التوحد، كما يزيدها نقص الفيتامينات، لذلك يجب تناول الأغذية الأكثر نفعاً. 

العلاج الدوائي

لا يوجد علاج دوائي نوعي للتوحد، وإنما بعض الأدوية لبعض الحالات المرافقة للتوحد، ومنها مضادات الذهان ومضادات الاكتئاب والمنشطات ومضادات الاختلاج.

العلاجات البديلة

تُستخدم مع العلاج الدوائي أو بدلاً عنه، بالمشاركة مع الطبيب وأخذ رأيه، ومنها الميلاتونين، وفيتامين C وفيتامين B6، وأوميغا 3، والأغذية الخالية من الغلوتين وغيرها.


 

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على