تحقيق مسبار
يعرف الكثير من الناس شجرة الزيتون، ويستخدمون منتجاتها الغذائية بشكل يومي وخاصة تناول ثمار الزيتون بأصنافها المختلفة، إضافة إلى الاستخدام الكبير لزيت الزيتون في النظام الغذائي بشكل عام، لكن يتسائل البعض فيما إذا كان هناك أيضًا فوائد لورق الزيتون.
سيتم في هذا المقال التعريف بشجرة الزيتون، وأهم المنتجات المستخرجة منها، والفوائد الأخرى لها، إضافة إلى الإجابة على سؤال هل هناك فوائد لورق الزيتون؟
الزيتون
شجر الزيتون معروف منذ زمنٍ بعيد، إذ أنه كان يُعتبر محصولًا مهمًا عند الرومان واليونانيين، بعدها انتشرت زراعة الزيتون في مناطق كثيرة خاصةً بلدان حوض المتوسط، حتى أنه أصبح يُزرع كنباتٍ للزينة.
يبلغ طول شجرة الزيتون بين 3 أمتار و12 مترًا، لها أغصان متعددة تحمل أوراقًا خضراء داكنة اللون بوجهها العلوي وأفتح بالوجه السفلي من الورقة، وتنمو بشكل متقابل على الغصن.
تبدأ الأشجار بالإنتاج بعد 4 سنوات إلى 8 سنوات من زراعتها، لكن يستغرق الحصول على الإنتاج الكامل منها 15 سنة حتى 20 سنة، وتحتاج إلى مناخ دافئ.
تزهر أشجار الزيتون في نهاية فصل الربيع، وتعطي نوعين من الأزهار البيضاء الصغيرة، نوع يحتوي على الأجزاء الأنثوية والذكرية معًا، وهذا النوع من الأزهار سوف يعطي ثمرة الزيتون، ونوع مذكّر فقط لا يعطي ثمارًا ويستخدم فقط للتلقيح.
تُصنف ثمار الزيتون في أنواع، وتعطي 20-30% من الزيت الطازج، ويمكن الحصول على أكبر كمية من الزيت بعد ستة أشهر إلى ثمانية أشهر من ظهور الأزهار، حيث تكون الثمار ناضجة بما فيه الكفاية لإنتاج أكبر كمية من الزيت، وتتحول الثمار إلى اللون الأسود خلال أسابيع إنتاج الزيت، أما من ناحية استخدام الثمار للطعام فتقطف قبل وصولها للنضج الكامل.
يُعتبر خشب شجر الزيتون مقاومًا للتسوس، وعندما يموت غصن في قمة الشجرة لسببٍ ما، ينمو غيره من الجذور، ويتكاثر شجر الزيتون بطريقة التطعيم.
عندما لا يكون الاهتمام بالشجرة منتظمًا من ناحية التطعيم والري، فهي طبيعيًا سوف تنتج محصولًا وفيرًا في سنة، وتنتج كمية قليلة أو لا تنتج إطلاقًا في السنة التي تليها.
زيت الزيتون
كان يُنتج زيت الزيتون خاصةً من بلدان حوض المتوسط، لكن إنتاجه أصبح شائعًا الآن في كل بلدان العالم.
يستخدمه الناس بالطعام وصناعة الصابون ومستحضرات التجميل، وكذلك كدواء وغيرها من الاستخدامات.
وتوجد العديد من الفوائد المهمة لزيت الزيتون ومنها:
- مضاد أكسدة: يساعد في حماية الخلايا من تأثير الجذور الحرة، وهي عبارة عن جزيئات تتشكل أثناء عمليات الاستقلاب في الجسم، ومن الممكن أن تسبب أمراضًا عديدةً مثل بعض أنواع السرطانات.
- تحسن مظاهر المتلازمة الاستقلابية: وهي عبارة عن مجموعة عوامل خطر تتضمن ارتفاع الضغط الشرياني وارتفاع سكر الدم والسمنة، التي تسبب الكثير من الأمراض، وقد وُجد أن زيت الزيتون يحسن من مظاهر المتلازمة الاستقلابية كالالتهاب ومستويات سكر وشحوم الدم، فيرفع من مستويات الكوليسترول المفيد ويخفض مستويات الكوليسترول السيء.
- تأثيره على الجهاز القلبي الوعائي: وُجد أن الأشخاص الذين يعتمدون في غذائهم على زيت الزيتون، معرضون بشكل أقل لأمراض القلب الوعائية مقارنةً بغيرهم.
- تأثيره على الاكتئاب: إذ أن الأشخاص الذين يكثرون من الأطعمة الغنية بالزيوت المشبعة لديهم خطر أكبر للإصابة بالاكتئاب، مقارنةً بالأشخاص الذين يعتمدون على الزيوت غير المشبعة مثل زيت الزيتون، حيث وُجد أنه قادر على حماية الجهاز العصبي ومعالجة الاكتئاب والتوتر.
- التأثيرات على الكبد: يمنع أو يشفي من أمراض الكبد، باحتوائه على حمض الأوليك ومركبات الفينول التي تحمي من الالتهاب وتقلل المقاومة للأنسولين والعديد من التغيرات المرضية الأخرى التي تصيب الكبد.
هل هناك فوائد لورق الزيتون؟
نعم، فوائد ورق الزيتون عديدة، وتحظى أوراق الزيتون باهتمام كبير نظرًا لفوائدها الطبية المتنوعة، إذ تحتوي أوراق الزيتون على مادة فعالة تدعى الأليوروبين (Oleuropein) لها مساهمة بالخواص المضادة للأكسدة والالتهاب.
ويمكن الحصول على فوائد ورق الزيتون من منتجات ورق الزيتون التالية:
- مستخلص ورق الزيتون
تقدر الكمية المناسبة للجسم من مستخلص أوراق الزيتون بين 500 ميليغرام إلى 100 ميليغرام، ويُفضل البدء بكميات صغيرة منها ثم زيادتها تدريجيًا حسب تحمل الجسم لها، ولمستخلص أوراق الزيتون عدة فوائد أهمها:
- علاج الهربس: وهو عبارة عن مرض فيروسي، إذ وجد أن استخدام قطرتين منه على قطعة قطن ومسح المنطقة الجلدية المصابة بالفيروس سيقلل من غزو فيروس الهربس للخلايا المحيطة، فمستخلص ورق الزيتون يحتوي على مواد مضادة للفيروسات والميكروبات.
- تحسين صحة القلب: يملك تأثيرًا إيجابيًا، بتقليل خطر التصلب العصيدي وتضيق الشرايين، بتخفيضه مستوى الكوليسترول السيء (LDL).
- الحماية من الزهايمر ومرض باركنسون: إذ أن مادة الإليوروبين تعتبر عامل وقاية من الزهايمر، وكذلك الخواص المضادة للأكسدة سوف تمنع من خسارة مادة الدوبامين المسؤولة بشكل أساسي عن حدوث مرض باركنسون عند نقصها في الدماغ.
- علاج السكري من النمط الثاني: وجد أن مستخلص أوراق الزيتون يُحسن من امتصاص السكر من قبل الخلايا وبالتالي تقليل تركيزه في الدم.
- المساعدة في خسارة الوزن: وذلك عن طريق تنظيم التعبير عن الجينات الوراثية المسؤولة عن السمنة، وأيضًا يقلل من المدخول الغذائي الزائد.
- خفض ضغط الدم.
- الحماية من السرطان بتقليل الجذور الحرة.
- تحسين المناعة.
- التخفيف من الالتهاب.
الآثار الجانبية لمستخلص أوراق الزيتون
لأوراق الزيتون أيضًا القليل من التأثيرات الجانبية والتداخلات الدوائية، فيمكن أن تسبب تفاعلًا تحسسيًا شديدًا في الطريق التنفسي إذا كان الشخص مصابًا بالسكري أو يأخذ المميعات الدموية والأدوية الخافضة لضغط الدم، لذلك يجب استشارة الطبيب قبل أخذ مستخلص أوراق الزيتون.
يمكن أيضًا أن تسبب ألمًا بالمعدة والرأس وكذلك سعالًا ودوارًا، ويسبب غبار الطلع المنتقل بالهواء تفاعلات تحسسية عند بعض الأشخاص.
يخفّض مستخلص أوراق الزيتون من مستوى سكر الدم وكذلك من الضغط الدموي، لذلك يجب مراقبة مستوى السكر عند مرضى السكري ومراقبة الضغط عند مرضى الضغط واستشارة الطبيب قبل أخذ المستحضر.
- شاي ورق الزيتون
يمكن الحصول على فوائد ورق الزيتون من خلال نوع خاص من الشاي يدعى شاي ورق الزيتون، استخدم لسنوات طويلة كعلاج تقليدي للملاريا ونزلات البرد.
يعتبر شاي ورق الزيتون مفيد لمكونات الدم كافة، إذ أنه يزيد من تعداد الكريات الدموية ومن الهيموغلوبين الدموي وكذلك الهيماتوكريت مقارنةً بأنواع الشاي الأخرى، إضافةً إلى تأثيراته الإيجابية أيضًا على الضغط والسكري وغيرها من الفوائد التي ذُكرت سابقًا.
فوائد واستخدامات أخرى لأشجار الزيتون
- يوجد الكثير من الاستخدامات المفيدة لأشجار الزيتون إضافةً لإنتاجها كميات كبيرة من الزيت، إذ يوجد أنواع مختلفة من ثمرة الزيتون يمكن تحليتها وأحيانًا إخراج البذرة منها وتقديمها كصنف غذائي مفيد ولذيذ.
- يستخدم أيضًا في مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة ككريمات أو مراهم، فيساعد على زيادة رطوبة الجلد وحمايته من الجفاف، وترميم خلايا الجلد، وأيضًا يستخدم في المساج وصناعة الصوابين.
- ومن الاستخدامات المهمة جدًا استعماله كوقود حيوي، فزراعة أشجار الزيتون والصناعات المرافقة له تنتج العديد من المنتجات الثانوية المهمة المولدة للطاقة، فباستخدام التقنيات المناسبة يمكن توليد طاقة حرارية وكهربائية وحتى الإيثانول الحيوي.
- من الممكن أيضًا الاستفادة من أغصان شجر الزيتون المشذبة، إذ أن العديد من الحرف التقليدية تعتمد على خشب شجر الزيتون كصناعة الأواني والأثاث المنزلي وبعض الديكورات الخشبية المميزة.