تحقيق مسبار
ما زال سؤال هل الطماطم فاكهة أم خضار يُحيّر الكثيرين، على الرغم من أنّ الطماطم من أشهر أنواع الأغذية التي تستخدم بشكل واسع في كل أنحاء العالم تقريبًا، حيث تتعدد استخداماتها كمكون أساسي من مكونات السلطات المختلفة، بالإضافة إلى دخولها كعنصر أساسي في أكثر من نوع طعام مطبوخ. ولطالما أثير التساؤل حول ما إذا كانت الطماطم فاكهة أم خضروات، وهو ما سيتم الإجابة عليه في هذا المقال، بالإضافة إلى بعض المعلومات والفوائد الغذائية للطماطم.
ما هي خصائص الطماطم؟
الاسم العلمي للطماطم هو سولانوم ليكوبيرسيوم (Solanum lycopersicum)، وهي أحد أنواع النباتات المزهرة من عائلة الباذنجان (Solanaceae)، وتزرع على نطاق واسع لثمارها الصالحة للأكل. وهو نبات ذو فروع كثيرة إلى حد كبير ويمتد ما بين 60 إلى 80 سم تقريبًا، ويتأخر نسبيًا عند الإثمار، لكن هناك بعض الأنواع التي تكون مضغوطة ومستقيمة. وتتميز أوراق نبات الطماطم برائحة قوية، وتكوين ريشي، ويصل طولها إلى 45 سم، بينما الزهور لديها خمس بتلات صفراء، وعرضها حوالي 2 سم وتنمو في شكل عناقيد (Clusters).
عادة ما تكون الطماطم حمراء أو قرمزية أو صفراء، على الرغم من وجود بعض الأصناف منها خضراء وبنفسجية. وتختلف الطماطم في الشكل من شبه كروية إلى بيضاوية وتستطيل في بعض الأحيان إلى شكل كمثرى. تحتوي كل ثمرة طماطم على خليتين على الأقل من البذور الصغيرة محاطة باللب الجيلي.
ما هو تاريخ الطماطم؟
نشأت الأنواع البرية للطماطم في جبال الأنديز في أمريكا الجنوبية، وربما في بيرو والإكوادور بشكل رئيسي، ويُعتقد أنها دخلت المكسيك قبل كولومبوس. وأدخل الإسبان الطماطم إلى أوروبا في أوائل القرن السادس عشر، حيث يُعتقد أن الإسبان والإيطاليين كانوا أول الأوروبيين الذين اعتمدوها كغذاء. وفي فرنسا وشمال أوروبا، كانت الطماطم تُزرع في البداية كنبات للزينة وكان يُنظر إليها بعين الشك كغذاء لأن علماء النبات اعتقدوا أنها تنتمي إلى بعض النباتات السامة.
وأطلق الإيطاليون على الطماطم اسم بومودورو (Pomodoro) بمعنى التفاحة الذهبية، مما أدى إلى وجود تكهنات بأن أول طماطم معروفة للأوروبيين كانت صفراء. كما تم اقتراح أن الفرنسيين أطلقوا عليها اسم بوم دامور (Pomme d’amour) أو تفاحة الحب لأنه كان يُعتقد أن للطماطم خصائص مثيرة للرغبة الجنسية.
ما هي استخدامات الطماطم؟
تستخدم الطماطم (والتي تعرفها بعض البلاد بالبندورة) لأغراض غذائية متعددة في جميع أنحاء العالم، حيث أن ثمارها عادة ما تؤكل نيئة في السلطات، كما تقدم مطبوخة في عدد كبير من الوصفات الغذائية. بالإضافة إلى ذلك يتم علاج نسبة كبيرة من محصول الطماطم في العالم لإنتاج بعض المنتجات الغذائية مثل: منتجات الطماطم المعلبة وعصير الطماطم والكاتشب والمهروس والمعجون والطماطم المجففة بالشمس (sun-dried tomatoes) واللب المجفف (dehydrated pulp).
هل الطماطم فاكهة؟
صحيح. بالرغم من اعتقاد الكثيرين أن الطماطم هي نوع من الخضروات لاستخداماتها المتعددة في السلطات المختلفة، إلا أنّه في الحقيقة فإنّ الطماطم فاكهة، لكن بعض خبراء التغذية يعتبرونها من الخضروات أيضًا. من ناحية التشريح النباتي، الفاكهة هي عبارة عن مبيض أزهار ناضج ويحتوي على بذور، وذلك ينطبق على كل من الطماطم والخوخ والكوسا والبطيخ، لذلك تعتبر الطماطم فاكهة صالحة للأكل. لكن يظل سؤال "الفاكهة أو الخضار" صالحًا أيضًا لأي خضروات تحتوي على بذور.
من الناحية التغذوية، يستخدم مصطلح "الفاكهة" لوصف الفواكه النباتية الحلوة واللحمية، بينما يستخدم مصطلح "الخضار" للإشارة إلى مجموعة متنوعة من أجزاء النبات التي لا تحتوي على نسبة عالية من سكر الفركتوز. كما أنه في العديد من الثقافات، تقدم الخضروات كجزء من الطبق الرئيسي أو الجانبي، في حين أن الفواكه الحلوة عادة ما تكون وجبات خفيفة أو حلويات. ونظرًا لأن الطماطم لا تُستخدم عمومًا في الحلويات، فتصنيف الطماطم كخضروات يحمل بعض المنطق. وبشكل عام لا توجد قاعدة حاسمة وسريعة تحدد بوضوح الفاكهة النباتية كخضروات.
اقرأ/ي أيضًا: هل الخيار فاكهة؟
هل السعرات الحرارية في الطماطم منخفضة؟
نعم، تعتبر السعرات الحرارية في الطماطم منخفضة، حيث يحتوي كل 100 غم من ثمار الطماطم على حوالي 18 سعر حراري فقط، بحسب وزارة الزراعة الأمريكية. وبالإضافة إلى 95% من الماء تحتوي الطماطم (100 غم) بشكل رئيسي على:
- بروتين: 0.88 غم.
- كربوهيدرات: 3.89 غم.
- دهون: 0.2 غم.
- ألياف: 1.2 غم.
اقرأ/ي أيضًا: هل السعرات الحرارية في الطماطم مرتفعة؟
ما هي الفوائد الغذائية للطماطم؟
تتمتع ثمار الطماطم بالعديد من الفوائد الغذائية، نظرًا لما تحتويه من عناصر غذائية متنوعة ومفيدة. ومن هذه الفوائد ما يلي:
- مصدر هام للفيتامينات والمعادن: يمكن للطماطم أن تمد الجسم بحوالي 40% من الاحتياج اليومي لفيتامين سي، بالإضافة إلى فيتامينات أخرى مثل: فيتامين أ، وفيتامين ك، والبوتاسيوم اللازم لاستدامة صحة العضلات والقلب.
- حماية القلب: نظرًا لاحتوائها على مضاد الأكسدة الليكوبين (Lycopene) مما يزيد من فرص الحماية من أمراض القلب والسكتة الدماغية.
- تحسين الرؤية: حيث تحتوي الطماطم على عناصر الليوتين (Lutein) وبيتا كاروتين (beta-carotene)، بالإضافة إلى الليكوبين اللذان يساعدان في تحسين الرؤية وحماية العين من الأمراض مثل: الضمور البقعي وإعتام عدسة العين.
- الحماية من السرطان: نتيجة لوجود فيتامين سي ومضادات الأكسدة الأخرى التي تحمي من تكون الأورام السرطانية.
- ضغط الدم: بالرغم من تخوف البعض من أن تناول الطماطم قد يرفع ضغط الدم بسبب الاعتقاد أنها تحتوي على نسبة عالية من الأملاح، إلا أن الطماطم تحتوي على كمية كبيرة من البوتاسيوم الذي يزيد من اتساع الشرايين ويخفض من ضغط الدم.
- السكري: يوفر كوب واحد من الطماطم الكرزية (Cherry tomatoes) حوالي 2 غم من الألياف المفيدة في خفض سكر الدم لمرضى السكري.
- الإمساك: يتم عادةً وصف الطماطم كفاكهة ملينة، نظرًا لاحتوائها على نسبة عالية من الماء الذي يساعد على الترطيب والألياف التي تسهم في دعم حركة الأمعاء.
- البشرة: يساعد فيتامين سي المتوفر في الطماطم في تكوين الكولاجين الذي يحسن من صحة الجلد والشعر والأظافر، بالإضافة إلى خصائصه المضادة للأكسدة.
- الحمل: تعتبر الطماطم مصدرًا غنيًا لحمض الفوليك الطبيعي الذي يعتبر أحد العناصر الأساسية اللازمة أثناء فترة الحمل.