هل الحصوة تؤثر على الانتصاب؟

تُعد الحصوة من المشاكل الصحية الشائعة نسبيًا، وتُثير الكثير من الأسئلة، مثل هل الحصوة تؤثر على الانتصاب؟ وذلك لكونها تُصيب الجهاز البولي والذي يُعرف أيضًا بالجهاز البولي التناسلي. فما هي الحصوة؟ وما مدى خُطورتها؟ وهل الحصوة تُؤثر على الوظائف الجنسية للجهاز البولي التناسلي؟

يطرح هذا المقال مُشكلة الحصوة، ويُعدد أنواعها وأعراضها وطُرُق علاجها، لِيقدم الإجابة على الكثير من الأسئلة الهامة حول الحصوة وعلى رأسها: هل الحصوة تُؤثر على الانتصاب؟

ما هي الحصوة؟

يختلف تعريف الحصوة والمواد التي تتكون منها باختلاف مكان حدوثها، حيث أن الحصوة قد تتشكل و تُمثل مُشكلة صحية في العديد من أعضاء جسم الإنسان. إلا أن الحصوة بشكل عام هي جسم صلب يتكون من رواسب وكريستالات من الأملاح المعدنية مثل الكالسيوم، أو مواد أخرى يُنتجها الجسم أو تدخل الجسم عن طريق الغذاء.

فيما يلي أشهر أنواع الحصوات بحسب مكان تشكّلها في جسم الإنسان:

• حصوة الكِلى.
• حصوة الحلق، والتي تتشكل في اللوزتين أو إحداهما.
• حصوة المثانة.
• حصوة المرارة.
• حصوة غُدة البروستاتا.
• حصوة الفَم.
• حصوة البنكرياس.
• حصوة الأنف، وهي ليست نوع شائع الحُدوث.
• حصوة الأوردة.
• حصوة البطن، أو الأمعاء.

بالإضافة إلى حصوة الحالب، والتي يُمكن القول أنها ليست نوعًا خاصًا من الحصوات، لأن حصوة الحالب في أغلب الأحيان هي في الأساس حصوة كِلى، أي أنها تكونت في داخل إحدى الكِليتين، ثم بدأت بالتحرّك إلى الحالب. والحالب هو أُنبوب يَصِل الكِلية بالمثانة البولية. يُسلّط هذا المقال الضوء بشكل خاص على الحصوات التي تُصيب أحد أجزاء الجهاز البولي التناسلي، وهي حصوة الكِل وحصوة المثانة وحصوة البروستاتا. أما بالنسبة لحصوة الحالب، فيُمكن الإطلاع على معلومات مُفصلة حولها من خِلال أحد المقالات التي نُشِرت سابقًا على مِسبار بعنوان: هل حصوات الحالب خطيرة؟.

ما هي حصوة الكِلى؟

حصوة الكِلى هي جسم صلب يتكون من كريستالات الأملاح والمعادن التي تتواجد بشكل طبيعي في البول. البول هو السائل الذي تقوم الكليتين بترشيحه تمهيدًا لطرده خارج الجسم، والذي يتكون بشكل رئيسي من الماء، مع عدد من المواد والمُكونات الذائبة فيه. تتشكل حصوة الكلى كنتيجة لارتفاع تركيز أنواع مُعينة من الأملاح والمعادن في البول، وذلك نتيجة لعدم شُرب كمية كافية من الماء مثلًا.

أهم العناصر الكيميائية التي تدخل في تكوين حصوة الكِلى هي: الكالسيوم والفوسفات والأُكسالات، بالإضافة إلى أملاح حِمض اليوريك (Urate) وكريستالات السيستين (Cystine Crystals) والزانثين (Xanthine).

ما هي أنواع حصوة الكِلى؟

يُمكن تصنيف حصوة الكِلى إلى أربع أنواع بناءً على المواد التي تتكون منها الحصوة، هذه الأنواع هي:

• حصوات الكالسيوم: وهي النوع الأكثر شُيوعًا بين أنواع حصوة الكلى. تتكون هذه الحصوات من أُكسالات الكالسيوم (Calcium Oxalate) أو فوسفات الكالسيوم (Calcium phosphate). النوع الأول أي حصوة أُكسالات الكالسيوم أكثر انتشارًا، ويُمكن أن تحدث لعدة أسباب، منها تناول كميات كبيرة من الأطعمة الغنية بالأُكسالات مثل الشاي والبطاطا والمُكسرات والسبانخ. في حين أن الأسباب الرئيسية لتَكَوّن حصوات فوسفات الكالسيوم هي حالات مَرَضية، منها النشاط الزائد للغدة جارة الدرقية (Hyperparathyroidism) وكذلك التهابات الجهاز البولي.
• حصوات حمض اليوريك: وهي الحصوات التي تتكون من أملاح حمض اليوريك (Urate). يُعتبر هذا النوع من حصوات الكِلى شائعًا أيضًا، والسبب الرئيسي هو اختلال مُؤشر (Ph) للبول، بحيث يُصبح البول أكثر حامضية. مما يؤدي إلى تشكُّل أملاح حمض اليوريك نتيجة لانحلاله في البول، وفي بعض الحالات، يكون ارتفاع مُستوى حمض اليوريك في الجسم هو السبب في تكوُّن هذه الحصوات.
• حصوات الستروفايت (Struvite stones): يحدث هذا النوع كنتيجة لإصابة الجهاز البولي بأنواع مُعينة من الالتهابات البكتيرية، يترافق ذلك مع اختلال مُؤشر (Ph) للبول حيث يكون البول أكثر قاعدية.
• حصوات السيستين (Cystine stones): السيستين هو أحد أنواع الأحماض الأمينية، وعندما يتواجد بنسبة عالية في البول يُمكن أن تتكون حصوات السيستين في الكِلى، وهو النوع الأقل انتشارًا بين أنواع حصوات الكِلى الأربع.

ما هي أعراض حصوة الكِلى؟

يُعتبر العارض الرئيسي لحصوة الكِلى هو الألم الشديد الذي يشعُر به المُصاب في أحد جانبي الظّهر أو البطن، والذي غالبًا ما يكون نتيجة لحركة الحصوة في الحالب، وكُلما ازداد حجم الحصوة، ازداد الألم الناتج عن تواجدها وحركتها، فيما يلي عدد من الأعراض الأخرى للإصابة بحصوة الكِلى:

• وجود دم في البول.
• القيء.
• الشعور بالغثيان.
• الرّعشة.
• ارتفاع درجة الحرارة.
• أن يكون لون ورائحة البول غير طبيعيين.

ما هي طُرُق علاج حصوة الكِلى وسُبُل الوقاية منها؟

بالنسبة للعلاج، هُناك عدد من الطُرق المُتبعة في علاج حصوة الكِلى، يقوم الطبيب باختيار أفضل طريقة لعلاج المريض بِحسب كُل حالة ونوع الحصوة التي تُعاني منها، هذه الطُرق هي:

• العِلاج الأدوية: هُناك بعض الأدوية التي يُمكن أن تُساعد في التخلص من حصوات الكِلى مثل دواء يُسمى ألوبيورينول (Allopurinol). بالإضافة إلى نوع آخر من الأدوية والتي تُعرف باسم  (Thiazide diuretics). وهي أنواع من الأدوية يتم وصفها للمريض في حال كان مُعرض للإصابة بحصوات الكِلى أي أنها أدوية وقائية، كما يُمكن أن يصِف الطبيب مُسكنات الألم مثل الإيبوبروفين.
• العلاج بالموجات فوق الصوتية: تُوظف هذه التقنية الموجات فوق الصوتية ذات الطاقة العالية، والتي يتم تسليطها على الحصوة بِهدف تفتيتها وبالتالي يُمكن أن تخرج مع البول، وذلك في حال كان حجم الحصوة كبيرًا.
• العِلاج الجراحي: وذلك من خلال فتح جُرح صغير نسبيًا في الظهر ثُم استخراج الحصوة.
• العلاج بالمناظير: وهي تقنية جراحية مُختلفة تهدِف إلى استخراج الحصوة، وهي قائمة على استخدام المناظير وليس الجراحة بالمعنى التقليدي للكلمة.

أما بالنسبة للوقاية من حصوات الكلى، هُناك عدد من النصائح التي يُسديها الأطباء بهذا الخصوص، أولها وأكثرها أهمية هي شُرب كمية كافية من الماء، وأسهل طريقة لمعرفة إذا ما كان الشخص يتناول ما يكفي من الماء هي من خلال مٌلاحظة لون البول، لأن لون البول الداكن علامة على تدني ما يتناوله الشخص من الماء. بالإضافة إلى ذلك يُنصح بتناول كميات مُعتدلة من الأطعمة الغنية بالأُكسالات، وتناول كميات كافية من الخُضراوات والفواكه، وأيضًا تجنب الأطعمة الغنية بالملح والمحافظة على وزن صحي.

ما هي حصوة المثانة؟

حصوة المثانة هي جسم صلب من رواسب الأملاح والمعادن يتشكل بداخل المثانة كنتيجة لعدم إفراغ المثانة بشكل كامل عند التبوّل، وفي حال كان حجمها كبيرًا يُمكن أن تُؤدي إلى انسداد المجرى البولي. أشهر أعراض حصوة المثانة هي:

• الشعور بالألم في الجزء السُفلي من البطن.
• الشعور بالألم أثناء التبوّل.
• زيادة مرّات الحاجة إلى التبوّل.
• وجود دم في البول.

أما عن أسبابها، فتعتبر الحالات المَرَضية التي تجعل المريض غير قادر على إفراغ المثانة بشكل كامل عند التبول من أسباب حصوة المثانة، من بينها تضخّم البروستاتا وضعف أعصاب المثانة، بالإضافة إلى أسباب تتعلق بسوء التغذية، تحديدًا تناول طعام غني بالسكر والملح، ولا يحتوي على كمية كافية من فيتامين A وفيتامين B.

ما هي طُرُق علاج حصوة المثانة؟

بالنسبة لحصوة المثانة طريقة العلاج هي جِراحية بالأساس، وإما أن تكون جراحة تقليدية من خلال عمل شق في أسفل البطن وشق آخر في المثانة نفسها لاستخراج الحصوة، كما يُمكن أن تكون الجراحة مِنظارية، وفي هذه الحالة يتم إدخال المنظار من خلال ثُقب صغير في الإحليل، كما يُمكن أن تُستخدم الموجات فوق الصوتية لتفتيت الحصوة قبل إخراجها.

ما هي حصوة البروستاتا؟

حصوة البروستاتا هي جسم صلب يتكون بشكل رئيسي من رواسب فوسفات الكالسيوم في أغلب الأحيان، تتميز حصوة البروستاتا بأنّ حدوثها لا يتسبب بأي أعراض غالبًا، بل إن أكثر الحالات يتم اكتشافها بالصدفة، أثناء إجراء الفحوصات التي تهدف إلى تشخيص تضخم البروستاتا.
في بعض الحالات تُؤدي حصوة البروستاتا إلى حدوث ألم في منطقة الحوض أو صعوبة في التبول، وهي الحالات التي يترافق وجود الحصوة في البروستاتا مع التهاب البروستاتا أو تضخم البروستاتا.

بالنسبة لعلاج حصوة البروستاتا، في الغالب لا يتطلب وجودها إلى علاج، ولكن إذا كان وجودها يؤدي إلى ألم في الحوض أو صعوبة في التبول، يتم إزالتها باستخدام الجراحة المنظارية، بالإضافة إلى وصف المُضادات الحيوية كجُزء من خُطة العلاج للتغلب على التهاب البروستاتا.

هل الحصوة تُؤثر على الانتصاب؟

الإجابة هي لا. ليس هُناك أي مصادر تذكُر أن الحصوة تُؤثر على الانتصاب، هُناك العديد من الأسباب المرصودة لضعف الانتصاب، إلاّ أن الإصابة بالحصوة ليست من بينها. أحد المصادر يذكر أن الإصابة بحصوة المرارة قد تُؤثر على الانتصاب، إلاّ أنه مُجرد احتمال وليس استنتاج قاطع، أي أنه لم يتم تأكيد هذه الشكوك من خلال دراسات طبية وعلمية مُكثفة، وإنما مُجرد اشتباه لدى العلماء بوجود رابط بين الإصابة بحصوة المرارة وزيادة احتمال الإصابة بضعف الانتصاب.

اقرأ\ي أيضًا:

هل تكبير القضيب ممكن علميًا؟

هل يمكن علاج ضعف الانتصاب عند الشباب؟

هل يمكن علاج الرمل بالليمون؟

هل تضخم البروستاتا خطير؟