تحقيق مسبار
يُعتبر الذهب أحد أكثر المعادن الطبيعية استخدامًا في الحُلِي والمجوهرات منذُ القدم، ومع تطور التقنيات واتِّساع صناعة الذهب، ظهرت العديد من أنواعه وأشهرها الذهبُ الأبيض، فما هو الذهب الأبيض؟ وهل الذهب الأبيض أفضل من الذهب الأصفر؟ يجيبُ المقال على الأسئلة السابقة، كما ويبين الفروقات بين النوعين، ويذكر أثمن المعادن الموجودة في الأرض وأندرها.
ما هو الذهب الأبيض؟
يُعتبر الذهب الأبيض من أكثر البدائل شيوعًا عن الذهب الأصفر، خصوصًا إذا ما تعلق الأمر في استخدامه كحُلِي ومجوهرات، وبالرغم من أن الذهب الأصفر يدخل في تكوينه، إلا أنه موجودٌ بنسبةٍ أقل من باقي العناصر، ومن أهم العناصر الداخلة في تشكيل الذهب الأبيض هي الإيديوم (Indium) والبلاتين (Platinum) والنيكل (Nickel) والروديوم (Rhodium)، بالإضافةِ إلى الفضة أيضًا، كما وتختلف خصائصه باختلاف مُكوناته، ويكون الذهب الأبيض بالعادة مائلًا إلى اللون الأصفر، فيتم طلائه بالروديوم أو البلاتينK ممَّا يعطيه لونه الأبيض اللامع، كما ويزيد من متانتِه ويحافظ عليه من التآكل.
وتتفاوت نسب العناصر المكونة للذهب الأبيض، ولكن يُعتبر عنصر الذهب هو المكون الرئيسي في صناعة الذهب الأبيض بنسبٍ تتراوح ما بين 37.5% حتى 75% بحدٍ أقصى، كما وتتغير نسب العناصر الأخرى أيضًا باختلاف نسبة الذهب الأصفر، فيتم توزيع العناصر في سبيكة الذهب الأبيض حسب أنواعهِ على النحو التالي:
- ذهب أبيض 9 قيراط: هو أقل الأنواع احتواءً على الذهب الأصفر بنسبة 37% والباقي فِضة دون وجود عناصرَ أخرى في تكوينه.
- ذهب أبيض 10 قيراط: يحتوي على 41.7% من عنصر الذهب و47.4% من الفضة، كما ويضاف إليه عنصر البلاديوم بنسبة 10 بالمائة.
- ذهب أبيض 18 قيراط: يتم تصنيعه باستخدام عنصرين رئيسيين هما الذهبُ الأصفر بنسبة 75% والبلاديوم بنسبة 25%، ولا تضاف إليه عناصر أخرى.
كما وهناك العديد من أنواع الذهب الأخرى أشهرها الذهب الوردي، الذي يدخل عنصر الذهب أيضًا في تصنيعه بالإضافة إلى الفضة وبعض العناصر الأخرى التي تدخل بنسبٍ ضئيلة مثل النحاس الذي يعطيه لونه الوردي.
هل الذهب الأبيض أفضل من الأصفر؟ تعرف على الفروقات
بشكلٍ عام، يُعتبر الذهب الأصفر أفضل من الأبيض، وذلك بسبب نسبة عنصر الذهب الموجودة فيه، فالذهبُ الأبيض يتكون من الذهب بنسبٍ متفاوتة، أما الذهب الأصفر فهو بالكامل من الذهب، وتعتمد المفاضلة بين النوعين على رغبة المستهلك أيضًا، حيث يفضل الكثير شراء الذهب الأبيض على الذهب الأصفر لما يتمتع به من خصائص كمتانته ولونه البراق، وبالرغم من أن عنصر الذهب موجودٌ في كلا النوعين، إلا أنَّ هناك العديد من الفروقات بينهما:
- الاختلاف الرئيسي بين الذهب الأبيض والذهب الأصفر يكمن في نسبة الذهب إلى العناصر الأخرى المكونة لكل منهما.
- يحتوي الذهب الأبيض على كمية أكبر من الزنك مما هو موجودٌ في الذهب الأصفر، كما ويحتوي الأخير على كمية أكبر من النيكل.
- يكتسب الذهب الأبيض لونه نتيجة طلائه بالروديوم وبعض العناصر الأخرى، ويكون لونه الأصلي هو الأصفر الفاتح.
- قد يرتفع سعر قيراط الذهب الأبيض عن الذهب الأصفر بسبب السعر المرتفع لمكوناته، خصوصًا إذا ما تم طلائه بالروديوم.
ومن سلبيات الذهب الأبيض تلاشِي طبقته الخارجية مع الاستخدام، فيبدأ لونه الأصفر بالظهور، لكن يمكن طلائه مرة أخرى، وبالرغم من ذلك يُعتبر الذهب الأبيض مُفضلًا لدى الكثيرين، خصوصًا من يعانون من حساسيةٍ تجاه الذهب.
استخدامات الذهب
مع أن الاستخدام الأكثر شيوعًا للذهب هو صناعة الحُلِي والمجوهرات، إلا أنَّ خصائصه الفيزيائية الفريدة والمتنوعة جعلت منه عنصرًا بالغ الأهميةِ في العديد من المجالات والصناعات المختلفة، فعلاوةً على استخداماته في المناسبات الاجتماعية والثقافية المختلفة كصناعة الميداليات الرياضية والأوسمة الشرفية وغيرها، لكنَّ استخدامه لا يقتصر على الجانب الاجتماعي فقط.
- التبادل المالي، نظرًا لقيمته العالية وندرته في الطبيعة، استخدمه الإنسان منذ زمنٍ طويلٍ كوسيلةٍ للتبادل المالي، وحتى عندما تم استبداله بالأموال الورقية، كان الذهب هو الضامن لقيمتها.
- صناعة الرقائق الإلكترونية، فلكونه واحدًا من الموصلات عالية الكفاءة، بات يُستخدم في صناعة الهواتف وبعض مكونات الكمبيوتر وأجهزة التتبع الجغرافي وغيرها.
- صناعة الأسنان، حيث يستخدم في أجهزة التقويم والحشوات والتيجان وغيرها، ويعود السبب في استخدامه كون الذهب واحدًا من العناصر الخاملة كيميائيًا، كما أنه لا يسبب الحساسية ويسهل استخدامه.
- صناعة العديد من العلاجات والعقاقير الطبية، فيستخدم في علاج أمراض العين من خلال حقنه في الجفن، بالإضافة إلى استخدام نظير الذهب المُشِع لعلاج مرض السرطان.
- صناعة المركبات والأدوات الفضائية، فعلاوةً على استخدامه في الدوائر الموصلة كهربائيًا، يدخل أيضًا في صناعة الطلاء الخاص بالمركبات الفضائية، كما ويستخدم في تشحيم الأجزاء الميكانيكية لقدرته على تحمل الإشعاع.
إضافةً إلى ذلك، فإنه يستخدم في تزيين المواقع الأثرية الهامة مثل ساعة براغ وقبة الصخرة وبعض الكنائس وغيرها من المعالم، ويدخل أيضًا في صناعة زجاج المباني لقدرته العالية على التحمل، وفي ظل ندرته والطلب المتزايد عليه، فإن أسعار الذهب في تزايد مطرد، وعندما يتعلق الأمر بالصناعة، فإن قطاعات الصناعات المختلفة التي تستخدم الذهب نادرًا ما تبحث بدائل لها في صناعاتها.
معادن ثمينة غير الذهب
ليس الذهب وحده، هناك العديد من المعادن والعناصر الفيزيائية باهظة الثمن، وبعضها أغلى من الذهب، ويعتمد تقييم هذه المعادن على مدى ندرتها وحاجة الإنسان لها، وما فيها من خصائص فيزيائية يمكن الاستفادة منها.
- الروديوم (Rhodium): واحدٌ من العناصر الكيميائية الخاملة، ومن أثمن المعادن وأندرها في العالم، يستخدم في العديد من الصناعات أشهرها صناعة الذهب الأبيض والسيارات وغيرها.
- البلاتين (Platinum): من العناصر الكيميائية الانتقالية القابلة للذوبان، وهو معدن شديد الندرة وغالي الثمن، يدخل في العديد من الصناعات مثل المجوهرات وأشباه الموصلات الكهربائية.
- البلاديوم (Palladium): معدنٌ منخفض الكثافة، ومن أقل المعادن قابلية للانصهار، ويستخدم البلاديوم في الصناعات التقنية، كما وله استخدامات عدة في المجال الطبي، بالإضافةِ إلى أهميته كعنصرٍ طبيعي في تنقيةٍ الهيدروجين.
- الفضة (Silver): لطالما ارتبطت الفضة بالذهب عند الحديث عن صناعة المجوهرات، يعد واحدًا من العناصر النادرة والثمينة أيضًا، وله استخداماتٌ كثيرة غير استخدامه كمجوهرات، فيدخل في صناعة الملابس وأدوات المنزل والأدوات الطبية وغيرها.
- الإيريديوم (Iridium): من أكثر العناصر الطبيعية صلابة، ينتمي معدن الإيريديوم إلى مجموعة البلاتين، وهو معدنٌ أبيض فضي، له الكثير من الاستخدامات، مثل صناعة الألياف وأشباه الموصلات، كما ويدخل في صناعة بعض السبائك المعدنية الأخرى.
- الأوزميوم (Osmium): هو أكثر المعادن الطبيعية كثافةً، يميل لونه إلى الزُّرقة، ويدخل في صناعة السبائك المعدنية مثل الألمونيوم، بالإضافة إلى استخدامه مع العناصر الأخرى في صناعة أشباه الموصلات.
كما وهناك العديد من العناصر الأخرى تُستخدم في الحلي والمجوهرات، كالماسِ المعروف بصلابته الشديدة واللؤلؤ المستخرج من البحار والأحجار الكريمة المختلفة التي تُستخرج من باطن الأرض.