تحقيق مسبار
اعتمد البشر على زراعة العدس منذ 8000 سنة قبل الميلاد، واشتهر بلقب طعام الفقراء عند الإغريقيين القدامى، كما وسمي بطعام الملوك عند المصريين.
في هذا المقال، سيتم التعرف على العدس وفوائده، والإجابة على سؤال: هل العدس من النشويات؟
ما هي النشويات؟
من أجل معرفة كون العدس من النشويات أم لا، يجب التعرف على ماهية النشويات أولًا.
تُعدُّ النشويات ضمن مجموعة الكربوهيدرات، إلى جانب كُلٍ من الألياف والسكريات، وتسمى النشويات بالكربوهيدرات المعقدة نظرًا لارتباط جزيئات السكر فيها ببعضها البعض في سلاسل معقدة. ويمكن الحصول على النشويات من أعداد مختلفة من النباتات كالحبوب والخضروات ذات الجذور.
كيفية عمل النشويات في الجسم
تعد النشويات مصدرًا أساسيا للطاقة في جسم الإنسان، إذ يقوم الجهاز الهضمي بتحويلها إلى غلوكوز لتتخذ مسارها في تنشيط وعمل أنسجة وأعضاء الجسم. بعد ذلك يتم تخزين ما تبقى منها في الكبد وعضلات الجسم، حتى يتم الاستعانة بها عند الحاجة.
إن أهم ما يميز النشويات كونها معززة بالألياف، وهذا ما يجعلها جيدة لصحة الجهاز الهضمي وتحسين أدائه. ولأن النشويات ضمن مجموعة الكربوهيدرات المعقدة، فإنها تنتج الطاقة بنسب كبيرة، كما تزيد من حاسة الشعور بالشبع.
فوائد النشويات
يجب تناول النشويات بمقدار يزيد عن ثلث الطعام المتناول خلال اليوم الواحد، لما تقدمه من فوائد صحية يمكن ذكر أهمها فيما يأتي:
- تحتوي الأطعمة الغنية بالنشويات على عدد من العناصر الغذائية المهمة الأخرى إلى جانب النشا، كالألياف والحديد والفيتامينات.
- تعد النشويات مصدرًا مهمًا للطاقة التي لا غنى عنها من أجل القيام بالمهمات الحيوية والنشاطات اليومية.
- تحتوي النشويات على نسب أقل من السعرات الحرارية الموجودة في الدهون، لذلك لا تعتبر سببًا رئيسيًا في السمنة، ولكن يجب الحذر من الإضافات التي يضعها الطهاة أثناء عملية طهي العدس والتي تزيد من السعرات الحرارية للوجبة النهائية.
- تعتبر مجمل الأطعمة النشوية من الحبوب والبقوليات مصدرًا مهما للألياف المفيدة في عمل الجهاز الهضمي وصحة الأمعاء.
العدس
يُصنَّفُ العدس ضمن عائلة البقوليات، وهو طعام صحي وفير بالعناصر الغذائية المهمة لجسم الإنسان، ويتميز بكونه منخفض التكلفة ومرتفع الفوائد الصحية.
يحتوي العدس على نسب عالية من الألياف والكربوهيدرات المعقدة، وعلى نسب قليلة من الدهون. ويأتي على شكل أقراص دائرية، كما يوجد منه أحجام وأصناف عدة منها الأخضر والأسود والأحمر.
من مميزات نبات العدس طول عمره التخزيني ووفرته طوال الوقت من السنة، بالإضافة إلى رخص ثمنه، وسهولة إعداده وطهيه، ومذاقه الذي يفضله كثيرون سواء في الشوربات أو السلطات وغيرها من الأطعمة التي يدخل العدس في إعدادها.
يعد العدس البني أشهر أنواع العدس والذي يمكن إيجاده في معظم محلات البقالة، وكذلك العدس الأخضر، ويعتبر الأخير الأكثر فائدة لما يحتويه على نسب عالية من مركبات الفلافونول (Flavonols).
هل العدس من النشويات؟
بعد أن تم التعرف على كل من النشويات والعدس كل على حدى، فإن الإجابة على سؤال هل العدس من النشويات أصبحت أكثر وضوحًا.
يعتبر العدس من أكثر البقوليات احتواءً على النشا. وبذلك يعزى القول بأن نبات العدس من النشويات ذات الكربوهيدرات المعقدة على وجه الخصوص مما يجعل من فوائده العائدة على الجسم عديدة.
القيمة الغذائية للعدس
يحتوي الكوب الواحد من العدس المطبوخ أو ما يعادل 198 غرامًا على:
- 230 سعرة حرارية، أي ما يعادل 11 بالمئة من السعرات الحرارية التي يحتاجها الجسم في اليوم الواحد.
- 39.9 غرام من الكربوهيدرات بما يعادل 13 بالمئة من الكمية المُوصَى بها يوميًا.
- 17.9 غرام من البروتين بما يعادل 36 بالمئة من الكمية الموصى بها يوميًا.
- 15.6 غرام من الألياف بما يعادل 63 بالمئة من الكمية الموصى بها يوميًا.
- 0.8 غرام من الدهون بما يعادل 1 بالمئة من الكمية الموصى بها يوميًا.
بالإضافة إلى وجود نسب مختلفة لعدد من الفيتامينات كفيتامين A و C، والمعادن كالحديد والمغنيسيوم والبوتاسيوم.
فوائد العدس
تتعدد الفوائد الصحية التي يقدمها العدس لجسم الإنسان، والتي يمكن ذكرها في النقاط الآتية:
- يعد العدس مصدرًا مهمًا للبروتين، الذي يساهم بشكل مباشر في بناء الجلد والعظام والعضلات في الجسم، كما ويتخذه البعض بديلًا صحيًا عن اللحوم الحمراء. لكن على الرغم من ذلك، لا يقدم العدس بروتينًا كاملًا للجسم، فالبروتين الكامل هو ذلك الذي يحتوي على أحماض أمينية لا يستطيع الجسم إنتاجها بنفسه، وبالتالي فإنه من الضروري تناول الحبوب الكاملة إلى جانب العدس أجل الحصول عليها.
- يدخل العدس ضمن الأطعمة المُوصَى بها للسيدات الحوامل، كونه يحتوي على الفوليك أسيد (Folic acid) المهم في تكوين الأجنة وحمايتها من التشوه.
- يحتوي العدس على نسبة جيدة من الألياف، وهي ضرورية في تحسين عمل الجهاز الهضمي، ومنع الإصابة بالإمساك. كما للألياف دور في تقليل مستويات الكولسترول في الجسم.
- يوجد في العدس مادة البوليفينول (Polyphenol)، وبحسب الدراسات العلمية فإن لهذه المادة دور في حماية الجسم من الإصابة بالأمراض التنكُّسية التي قد تودي بحياة الإنسان كأمراض القلب والسرطان والسكري.
- يوجد في العدس نسبةٌ جيدةٌ من الحديد، الأمر الذي يجعل منه طعامًا صحيًا لمرضى فقر الدم. بالإضافة إلى احتوائه على عدد من المعادن كالمنغنيز والزنك والنحاس.
- يدخل العدس ضمن النظام الغذائي المساعِد في تقليل الوزن، والوقاية من مخاطر السمنة. وعلى ذلك يفضل استبدال الأطعمة عالية السعرات الحرارية والدهون بالعدس.
- يقوم العدس إلى جانب أصناف عدة من البقوليات على تحسين مستويات السكر في الدم، فهو طعام مناسب لمرضى السكر، كما يتناسب مع من يسعون وراء الحفاظ على مستويات السكر في الجسم على المدى الطويل، وذلك بحسب دراسة أجريت عام 2009.
اقرأ/ي أيضًا: