تحقيق مسبار
يُولي الكثير من الناس أهمية خاصة لمعرفة اسم المتصل لدى سماع صوت هواتفهم، وقد يمتنع البعض عن إجابة الهاتف بالكامل عند رُؤية رقم غير مُخزن يظهر على الشاشة عند تلقّي اتصالٍ ما، وذلك لتفادي أي مُكالمات غير مرغوبة، لِكَونها مُكالمات زائفة أو إزعاج مُتعمّد من شخصٍ ما، أو حتى مكالمات آلية، كمُكالمات التسويق عبر الهاتف (Telemarketing). مما يُثيرعدد من الأسئلة مثل: هل يُمكن معرفة اسم المُتصل من خلال تطبيقات مجانية؟ وإذا كانت الإجابة بنعم فما هي هذه التطبيقات؟ وهل يُمكن المُفاضلة بينها؟ بمعنى هل يُعد أحد تطبيقات معرفة اسم المُتصل المجانية أفضل من غيره؟ إجابات هذه الأسئلة يُقدمُها هذا المقال.
ما هي تطبيقات معرفة اسم المُتصل؟
تطبيقات معرفة اسم المتصل أو معرفة هوية المتصل هي تطبيقات تُتيح لٍمُستخدميها الاستفادة من عدد من الخصائص على رأسها تحديد اسم المُتصل، وفي كثير من الأحيان معرفة مكان المُتصل، وذلك من خلال مُقارنة رقم المُتصل بعدد كبير جدًا من أرقام الهاتف المُخزنة على قاعدة بيانات، والمُرتبطة بأسماء مُعينة. أغلب هذه التطبيقات تحصل على البيانات التي تحتاجها لأداء وظيفتها من خلال جمع هذه البيانات من هواتف المُستخدمين.
العديد من هذه التطبيقات تقوم أيضًا بكشف المُكالمات الآلية أو المُكالمات الحاسوبية (Robocalls). وهي المُكالمات التي تقوم بإجرائها أنظمة آلية تتبع لشركات أو مؤسسات بهدف تسويق مُنتجاتها مثلًا وليس أشخاص حقيقيين. كما تُتيح أيضًا حظر أرقام مُعينة بحسب اختيار المُستخدم لضمان عدم تلقي أي اتصال من هذه الأرقام مُجددًا.
هل يمكن معرفة اسم المتصل من خلال تطبيقات مجانية؟
يُمكن القول أن الإجابة هي نعم، يمكن معرفة اسم المتصل من خلال تطبيقات مجانية، فهناك الكثير من تطبيقات معرفة اسم المُتصل المُتاحة للتحميل مجانًا على الهواتف الذكية التي تعمل بنظام أندرويد وكذلك هواتف آي فون. الكثير من الناس قد يقومون بحفظ أرقام هواتف بعض معارفهم بأسماء غير حقيقية أو مُختصرة، وعلى الأرجح ليس أسماؤهم الكاملة، وبالرغم من أن هذه التطبيقات تعتمد في الغالب على البيانات التي تحصل عليها من هواتف المُستخدمين، إلاّ أنها تتمكن من الكشف عن اسم المُتصل بدقة عالية، وغالبًا ما تُعطي نتائج صحيحة.
فيما يلي قائمة بمجموعة من أبرز تطبيقات معرفة اسم المتصل المجانية:
- تطبيق (Truecaller): يُعتبر تطبيق تروكولر الأكثر شُهرة بين التطبيقات المجانية لمعرفة اسم المتصل، كما أنه يحظى بعدد كبير من المستخدمين، حيث يبلغ عدد مستخدميه أكثر من 200 مليون مستخدم، مما يجعله التطبيق الأكثر دِقة في عملية كشف اسم المتصل. تأسس التطبيق في عام 2009 من قِبل شركة سويدية تحمل نفس الاسم، وبحسب الإحصائيات التي يُوردها الموقع الرسمي لشركة تروكولر، فقد تم الكشف عن أكثر من 10 مليارات اتصال غير مرغوب فيه وحظره من خلال التطبيق.
يُتيح التطبيق للمستخدمين معرفة اسم المتصل، والكشف عن المكالمات الزائفة وحظرها، والكشف عن المكالمات الآلية وحظرها، بالإضافة إلى تطبيق نفس معايير الرقابة والتحكم على الرسائل النصية (SMS) وليس المُكالمات فقط. - تطبيق (Hiya): يُتيح تطبيق هِيّا للمستخدمين خصائص مُشابهة لتلك الخصائص المُتوفرة في تطبيق تروكولر، أي معرفة اسم المتصل، والكشف عن المكالمات الزائفة وحظرها. يُمكن القول أن دِقة تطبيق هِيّا في معرفة اسم المتصل أيضًا جيدة وذلك لأن الشركة المُشغِلة للتطبيق تمتلك قاعدة بيانات تحتوي على الملايين من أرقام الهواتف، كما يتميز تطبيق هِيّا عن غيره من تطبيقات معرفة اسم المتصل المجانية بأنه تطبيق خالي من الإعلانات.
- تطبيق (Whoscall): كغيره من تطبيقات معرفة اسم المتصل، يتيح تطبيق هوزكول تقريبًا نفس المُميزات، أي معرفة اسم المتصل في حال لم يَكُن مُخزنًا على هاتف الشخص الذي يتلقى الاتصال ومنع مُكالمات التحايل والمكالمات الزائفة ومكالمات التسويق الالكتروني، إلاّ أنه يتميز بخاصية الاستمرار في العمل وأداء وظيفته حتى في حال كان الهاتف غير مُتص بالإنترنت. جدير بالذكر أن تقييم تطبيق هوزكول على بلاي ستور لحظة كتابة هذا المقال هو 4.4.
- تطبيق (CIA): يُتيح هذا التطبيق أيضًا جميع الخصائص والمميزات التي تحرص جميع تطبيقات معرفة اسم المتصل على تقديمها للمُستخدمين، لكن يُمكن القول أنه يتميز عن غيره من التطبيقات المُشابهة بخاصية الحظر الجماعي، وهي خاصية تُمكّن المستخدم من حظر المكالمات الواردة من دولة بأكملها بناءً على المفتاح الدولي الخاص بها.
هل هُناك مخاطر من استخدام تطبيقات معرفة اسم المتصل؟
في الحقيقة، أغلب تطبيقات معرفة اسم المُتصل تعتمد على البيانات التي تقوم بجمعها من هواتف المُستخدمين، لتوسيع قواعد البيانات الخاصة بها، وبالتالي زيادة قُدرة التطبيق على معرفة اسم المُتصل، وهو أمر تقوم به هذه التطبيقات بشكل واضح، حيث يطلب التطبيق عادةً إذنًا من المستخدم بالحصول على الكثير من البيانات، ومن بينها سجل الهاتف الخاص به، أي الحصول على أسماء وأرقام هواتف جميع معارفه.
وبالرغم من أن الكثير من المُستخدمين قد لا يُعيرون انتباهًا لهذا الأمر، أو أنهم لا يعتبرونه مشكلة بالأساس، إلاّ أن هُناك مخاوف حول هذا الإجراء تتعلّق بخصوصية المُستخدمين، بل وغير المُستخدمين أيضًا. فعندما يقوم المستخدم بمنح هذا الإذن للتطبيق، هو لا يمنحه بياناته الشخصية فقط، بل وبيانات أشخاص آخرين، قد لا يكونوا من مُستخدمي هذا التطبيق من الأساس. ومما يجعل الأمر أسوأ، هو استغلال هذه البيانات مِن قِبل الشركات المالِكة والمُشغلة لهذه التطبيقات، وذلك عن طريق إعطائها لشركات أخرى.
يقول دان هاستينغز وهو باحث مُتخصص في أمن المعلومات: "إذا قام أغلب المُستخدمين بقراءة وفهم سياسة الخصوصية الخاصة بالتطبيقات التي يستخدمونها، فسوف يُصدمون من كمية البيانات التي يتم جمعها عنهم."، كما أشار هاستينغز إلى أن غالبية تطبيقات معرفة اسم المُتصل تقوم بجمع البيانات وإعطائها لشركات أخرى. هذه المُمارسة تُعتبر غير قانونية في الكثير من دول العالم، وقد دفعت السُلطات في كل من هونج كونج وبريطانيا إلى فتح تحقيق حول هذا النوع من التطبيقات ومن بينها تروكولر.
يُشار إلى أنه من الأمور التي تُعتبر مُثيرة للشكوك حول التطبيقات عمومًا ومن بينها تطبيقات معرفة اسم المتصل، هو أن يقوم التطبيق بطلب إذن من المستخدم بالحصول على معلومات، ليس لها علاقة بوظيفة التطبيق. على سبيل المثال يذكُر أحد المصادر أن تطبيق هِيّا المذكور في الفقرة السابقة من هذا المقال، يطلب من المستخدمين الحصول على بيانات مكانهم، وهي معلومة ليس لها أي علاقة بوظيفة التطبيق الأساسية أي معرفة اسم المُتصل.