تحقيق مسبار
ربّما وأنت تشاهد إعلانات أو وصفات زيوت تطويل الشعر تساءلت هل الزيوت تطول الشعر فعلًا؟
يستعرض هذا المقال مجموعة معلومات عن الشعر وكيفية ومراحل نموّه، وما هي العوامل التي تؤثر على نمو الشعر، ويجيب على سؤال الكثيرين: هل الزيوت تطول الشعر؟ وفي النهاية يستعرض مجموعة من الزيوت ودورها في نمو الشعر وصحته.
كيف ينمو الشعر؟
ينمو الشعر بمعدل نصف بوصة في الشهر، أو حوالي ست بوصات في السنة. ويحتوي جسم الإنسان على ما يقارب الـ 5 ملايين بصيلة شعر، يوجد حوالي حوالي 100000 من هذه البصيلات على فروة الرأس. وتتبع كل خصلة شعر على فروة الرأس نمطًا لنمو الشعر وفقًا لثلاث مراحل:
- مرحلة النمو النشط (Anagen): في هذه المرحلة تنمو بصيلات الشعر بشكل نشط، وتدوم مرحلة النمو النشط ما بين سنتين وست سنوات.
- مرحلة التراجع (Catagen): هذه هي المرحلة الانتقالية في نمو الشعر، عندما يتوقف الشعر عن النمو، يتراجع فيها غلاف جذر الشعر الخارجي ويبتعد عن التغذية الدموية، ويستمر الشعر في مرحلة التراجع حوالي أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.
- مرحلة الانتهاء (Telogen): بعد موت الشعرة وتساقطها، ندخل بصيلة الشعر في مرحلة الراحة، ويستمر الشعر في هذه المرحلة حوالي شهرين إلى ثلاثة أشهر.
هذه المراحل الثلاث هي نفسها بالنسبة لشعر الجسم والوجه، ولكنها تختلف عن مراحل نمو شعر الرأس في أنّ الدورة ذات الثلاث مراحل تكون أقصر لشعر الوجه وباقي مناطق الجسم، وهذا هو السبب في أنّ شعر الجسم لا ينمو بنفس سرعة وقوّة نمو شعر فروة الرأس.
العوامل التي تؤثر على نمو الشعر
تلعب الجينات دورًا كبيرًا في تحديد مدى سرعة نمو الشعر بشكل كامل. كما يتأثر نمو الشعر أيضًا بما يلي:
- النمط الغذائي.
- العمر.
- نوع الشعر.
- الحالة النفسية ومستويات التوتر.
- الأدوية.
- الظروف الطبية والصحية.
هل الزيوت تطول الشعر؟
استخدام الزيوت للعناية بالبشرة والشعر ليس جديدًا، فمنذ قرون خلت، استخدم الناس الزيوت لأغراض طبية وتجميلية مختلفة، منها استخدام الزيوت لتطويل الشعر، إلا أنها أصبحت متوفّرة الآن في أغلب الصيدليات على هيئة مستحضرات وأمصال وزيوت وشامبو وما إلى ذلك من منتجات العناية بالشعر الأخرى، وتحتوي هذه الزيوت على عناصر من شأنها تغذية بصيلات الشعر وترطيب الشعر وحمايته من وهج الشمس والعوامل الجوية المختلفة والحفاظ على صحة فروة الرأس والحد من تلف الشعر وتساقطه. وعلى الرغم من أنّ دور الزيوت في تطويل الشعر ما زال يحتاج المزيد من الأبحاث العلمية، إلا أنّ هناك بعض الأبحاث والأدلة التي العلمية التي تُشير إلى إمكانية أن تساعد الزيوت في تطويل الشعر ونموه. ومن أشهر الزيوت التي عادةً ما تُستخدم للعناية بالشعر زيت جوز الهند وزيت الجوجوبا وزيت الخروع وزيت الصبار وزيت الأرغان.
زيوت تلعب دورًا في صحة الشعر
تاليًا أبرز الزيوت الأساسية المستخدمة في تطويل الشعر والتي جرى عليها بعض الأبحاث العلمية:
- زيت البرغموت: وجدت إحدى الدراسات أن زيت البرغموت الأساسي يساعد في تسهيل التئام الجروح وتقليل الالتهاب، هذا من شأنه أن يساعد في تعزيز صحة فروة الرأس ونمو الشعر. وفي دراسة أخرى، وُجد أن البرغموت يمتلك نشاطًا مضادًا للميكروبات عند تطبيقه على فروة الرأس، ممّا يساعد في الحفاظ على فروة رأس صحية.
- زيت الجوجوبا: وفقًا لإحدى الدراسات، عندما تم تطبيق زيت الجوجوبا على الشعر المحلوق، أدى ذلك إلى تعزيز نمو الشعر بشكل أسرع من الشعر الذي لم يُطبّق عليه زيت الجوجوبا.
- زيت النعناع: يحتوي زيت النعناع على المنثول (Menthol)، الذي يسبب تمدد الأوعية الدموية الموجودة تحت الجلد مباشرة، ويمكن أن يساعد هذا في تدفق إضافي للدم في منطقة فروة الرأس، مما يساهم في تعزيز نمو الشعر بشكل أكبر.
ووجدت بعض الأبحاث أن زيت النعناع عزز نمو الشعر بشكل أكثر فعالية من التطبيقات الموضعية لزيت الجوجوبا والمينوكسيديل، وهو دواء شائع الاستخدام لعلاج تساقط الشعر. كما وجد الباحثون أيضًا أن زيت النعناع الأساسي يزيد من سماكة فروة الرأس وعدد بصيلات الشعر، واقترحوا أيضًا أن زيت النعناع قد يساعد في تعزيز مرحلة نمو أسرع للشعر في الجسم.
زيوت أخرى تساعد في تطويل الشعر
- زيت اللافندر الأساسي: يمكن لزيت اللافندر تسريع نمو الشعر. مع العلم أن زيت اللافندر له خصائص يمكن أن تولد نمو الخلايا وتقليل الإجهاد، وجد الباحثون في إحدى الدراسات التي أجريت على الحيوانات أن لزيت اللافندر كان قادرًا على تعزيز نمو أسرع للشعر لدى الفئران. بالإضافة إلى ذلك، هناك خصائص مضادة للميكروبات والبكتيريا في زيت اللافندر، والتي من شأنها أن تحسّن صحة فروة الرأس.
- زيت إكليل الجبل العطري (الروزماري): إذا كنت ترغب في تحسين كل من سماكة الشعر ونموه، فإن زيت إكليل الجبل يعد خيارًا رائعًا بفضل قدرته على تحسين التوليد الخلوي. وفقًا لإحدى الدراسات، تم تطبيق زيت إكليل الجبل بالإضافة إلى المينوكسيديل، وأظهرت النتائج تقليلًا في حكة فروة الرأس كأثر جانبي.
- زيت خشب الأرز: يُعتقد أن زيت خشب الأرز الأساسي يعزز نمو الشعر ويقلل من تساقط الشعر عن طريق موازنة الغدد المنتجة للزيوت في فروة الرأس. كما أن له خصائص مضادة للفطريات والبكتيريا، والتي يمكنها علاج الحالات المختلفة التي قد تساهم في ظهور قشرة الرأس أو تساقط الشعر. يتم استخدام مستخلص خشب الأرز مع خليط من اللافندر وإكليل الجبل للحد من تساقط الشعر لدى الأشخاص الذين يعانون من داء الثعلبة.
- زيت الليمون العطري: يمكن أن تكون قشرة الرأس مرضًا شائعًا وسببًا في تساقط الشعر وضعفه، كما أن وجود فروة رأس صحية خالية من القشرة هو جزء مهم من صحة الشعر. يوعتبر زيت الليمون علاجًا فعالًا لقشرة الرأس، حيث وجدت دراسة أجريت عام 2015 أنه يقلل بشكل كبير من قشرة الرأس بعد أسبوع واحد من الاستخدام.
- زيت الزعتر العطري: يمكن أن يساعد الزعتر في تعزيز نمو الشعر عن طريق تحفيز فروة الرأس ومنع تساقط الشعر. وكما زيت خشب الأرز، وُجد أن زيت الزعتر مفيد أيضًا في علاج داء الثعلبة.
- زيت شجرة الشاي العطري: يحتوي زيت شجرة الشاي على خصائص تطهير قوية ومضادة للبكتيريا ومضادة للميكروبات. عند استخدامه موضعيًا، يمكن أن يساعد في فصل بصيلات الشعر وزيادة نمو الشعر. وتأتي زيوت شجرة الشاي بتركيزات عديدة، بعضها عبارة عن زيوت أساسية عالية التركيز، ويتم خلطها مع كريم أو زيت، لذلك من المهم اتباع إرشادات الشركة المصنعة.
وفي دراسة أجريت عام 2013، وُجد أن المزيج الذي يحتوي على زيت شجرة الشاي والمينوكسيديل كان أكثر فعالية في تحسين نمو الشعر من استخدام المينوكسيديل وحده ، على الرغم من أن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات حول استخدام زيت شجرة الشاي فقط. منا وجدت مراجعة أجريت عام 2015 أن زيت شجرة الشاي يستخدم بشكل شائع في منتجات علاج القشرة.
- زيت الزيتون: يُعرف زيت الزيتون تقليديًا بأنه أفضل زيت لنمو الشعر وتعزيز صحته، إذ يلعب زيت الزيتون دورًا مهمًا في تنشيط فروة الرأس وتغذية جذور الشعر وتعزيز نموه، كما أنّ أنّه يعمل كمرطب وغني بفيتامين E المهم جدًا لنمو الشعر.
- زيت الخروع: يعمل زيت الخروع غني بفيتامين E والبروتينات والمعادن، كما أن له خصائص مضادة للميكروبات، والتي تساعد على التخلص من قشرة الرأس ومشاكل فروة الرأس الأخرى. بالإضافة إلى ذلك، يحتوي زيت الخروع على حمض الريسينوليك (Ricinoleic Acid) الذي يعالج التهابات وأمراض فروة الرأس.
- زيت جوز الهند: بسبب وجود الأحماض الدهنية متوسطة السلسلة، لا سيما حمض اللوريك (Lauric Acid)، يمتلك زيت جوز الهند خصائص مضادة للبكتيريا والفطريات والفيروسات، ولهذا السبب يمكن أن يمنع زيت جوز الهند تساقط الشعر الناتج عن تراكم البكتيريا أو الفطريات على فروة الرأس. كما أنّ زيت الهند يساهم في تغذية الشعر ومساعدته على الحصول على لمعان جميل.
هل تكفي الزيوت لتطويل الشعر؟
إذا كنت تبحث عن نمو وتطويل صحي للشعر، فلا يمكنك الاعتماد على استخدام زيوت الشعر فقط، إذ أنّ نمو الشعر الصحي هو عملية من الداخل إلى الخارج، ولا تعتمد فقط على استخدام الزيوت أو أي مستحضرات أخرى للعناية بالشعر. وحتى تحصل على نمو وتطويل صحي للشعر، عليك أن تكمل هذه الزيوت بعادات صحية جيدة، مثل:
- تناول الأغذية الغنية بالبروتينات والفيتامينات.
- التعامل بلطف مع الشعر.
- استخدام الأدوات المناسبة لتصفيف الشعر، والتقليل من استخدام الحرارة عليه.
- تقليل غسل الشعر بالشامبو.
- تصفيف الشعر بالفرشاة باستمرار
- غسل الشعر بالماء البارد أسبوعيًا.
بمجرد القيام بذلك، أثناء استخدام أحد الزيوت المذكورة أعلاه بانتظام، سترى نتائج جيدة على صحة ونمو الشعر.
