تحقيق مسبار
مع انتشار النصائح لعيش نمط حياة صحي، ينصح الكثيرون شرب الماء الساخن على الريق للفوائد التي يجنيها الجسم من وراء هذه الممارسة.
في هذا المقال سيتم البحث في أهميّة الماء بالنسبة الجسم وخاصّة فوائد الماء الدافئ للجسم، كما سيتم الإجابة على سؤال هل فوائد الماء الساخن على الريق مثبتة علميًا؟
ماء الجسم وأهميته
يدخل الماء بتركيب كلّ أجهزة الجسم وخلاياه، فمثلًا 73% من حجم الدماغ والقلب يتكون من الماء، وكذلك يحتوي الجلد 64% ماء وأيضًا تحتوي العضلات والكليتان على 79% ماء.
عمومًا يحتاج الذكر البالغ نحو 3 لترات في اليوم؛ إذ يشكّل الماء نحو 60% من جسده، مقارنةً بالأنثى البالغة التي يجب أن تستهلك تقريبًا 2.2 لتر في اليوم ويشكل الماء 55% من جسدها، ويعود هذا الاختلاف بين الذكر والأنثى إلى كمية الشحم التي تكون غالبًا أعلى لدى الأنثى، فكلما ارتفع مستوى الدهون في الجسم انخفض مستوى الماء.
وتأتي أهمية الماء الكبيرة بما يقوم من وظائف أساسية في الجسم كما يلي:
- العنصر الأساسي الحيوي في كل خلية، ويعمل على نقل الكربوهيدرات والبروتينات في الدم.
- ينظم درجة حرارة الجسم ويساعد في التخلص من الفضلات عن طريق البول والعرق.
- له دور في حماية الدماغ والنخاع الشوكي والمفاصل وأيضًا الجنين داخل الرحم؛ بتشكيله حاجزًا يمتصّ الصدمات.
- يساعد الماءُ على بناء البنية العضلية في الجسم والمحافظة على حيوية الجلد ونضارته.
- يحمي من تشكّل حصيات الكلية بتخفيفه نسبةَ الأملاح والمعادن في البول.
بعض الحالات التي يحتاج الجسم فيها إلى شرب ماء أكثر
يجب المحافظة على الكمية الوسطيّة من الماء خلال اليوم في الحالات الطبيعية، وعند حصول بعض التغيرات الفيزيائية أو المرضيّة يجب حينها زيادة كمية الماء المستهلكة، كما في الحالات الآتية:
- تغيرات طبيعية: ممارسة الرياضة، والمناخات الحارة والجافة.
- تغيرات مرضية: عند الإصابة بالإسهال والقئ أو الإصابة بالحمى.
أهمية شرب الماء خلال الحمل والإرضاع
تحتاج المرأة في فترة الحمل إلى كميات إضافية من الماء مما يكسبها الشعور براحة أكثر ويساعدها على تجنب أو تخفيف بعض المشاكل المتعلّقة بالحمل كالتعب والإمساك. فمن المفضل شرب ما يقارب ثمانية إلى عشرة أكواب كبيرة في اليوم، وزيادة هذه الكمية إلى ثلاثة عشر كوبًا عند الإرضاع.
في الثلثين الأخيرين من الحمل يجب على المرأة الحامل زيادة المدخول الغذائي من السعرات الحرارية، وهذا بدوره يستوجب زيادة في كمية الماء بمقدار 1 لتر إلى 1.5 لتر لكل سعرة حرارية مُستهلكة.
بعض النصائح للاعتياد على شرب ماء أكثر
قد ينسى البعض شرب الماء خلال النهار بسبب الانشغال بالعمل أو الدراسة وغيرها، لذلك من الممكن أن تفيد بعض السلوكيات في تفادي مثل هذه العادات، ومن بعض النصائح:
- حمل زجاجة ماء واستعمالها طوال اليوم.
- الاعتماد على الماء في المطاعم بدلًا من المشروبات الأخرى.
- تبديل المشروبات السكرية بالماء.
- إضافة قطعة من الليمون للماء.
هل فوائد الماء الساخن على الريق مثبتة علميًا؟
لا يمكن الجزمُ أن فوائد الماء الساخن على الريق مثبتة علميًا نظرًا لأن الدراسات العلمية لا تزال محدودة حول الموضوع، لكن يَنصح الأطباءُ بشربَ كأسٍ من الماء الدافئ (وليس الساخن) صباحًا على معدةٍ فارغةٍ مع أفضلية إضافة القليل من الليمون الغني بالبوليفينول (Polyphenol) وذلك نظرًا لفوائده الكثيرة وفقًا لإحدى المقالات التي تنصح بشرب الماء الدافئ على الريق بشكل منتظم.
وتنصح إحدى الدراسات عند تناول الماء الدافئ والمشروبات الساخنة بشكل عام بأن تتراوح درجة الحرارة بين 54 و 71 درجة مئويّة، وذلك يعني تجنب الماء الساخن كثيرًا، حيث أنه إذا كانت درجة حرارة الماء أعلى من المسموح بها، عندها قد يسبّب شرب الماء الساخن حرقًا للسان وضررًا لبراعم التذوّق فضلًا عن أذيّة أنسجة المريء.
فوائد الماء الساخن على الريق
- تحسين الدورة الدمويّة: إذ أن كوبًا من الماء الدافئ يعمل على إرخاء العضلات في جدران الأوعية، وبالتالي تحسين الدورة الدموية والوقاية من أمراض القلب والأوعية.
- يساعد على التخلص من الإمساك: إذ أن شرب كأس من الماء الدافئ سيزيد من حركة الأمعاء ويجعل حركة البراز سهلًة وأقلّ إيلامًا، وبالتالي تحسين الإمساك وأعراضه المزعجة خاصّةً لدى النساء.
- تحسين الهضم: إذ يساعد على تحسين وظيفة الجهاز الهضمي وهضم الطعام بشكل أفضل بدءًا من الفم حتى إطراح الطعام من الجسم، وكذلك وُجِد له دورٌ كبيرٌ بعد العمليات الجراحيّة على البطن (استئصال المرارة مثلًا)، فساعدَ على تسريع طرد الريح وتنشيط حركة الأمعاء، مما قلّل فترة المكوث في المشفى.
- المحافظة على رطوبة الجسم: وذلك بإحداثه توازنًا بين كمية السوائل المفقودة وكمية الماء الواجب إدخالها للجسم.
- تحسين وظيفة الجهاز العصبي المركزي: إذ أنه يعزّز نشاط الدماغ ويحسّن المزاج ويزيد من مشاعر الهدوء والرضا.
- إزالة الفضلات والسموم من الجسم، وتحسين وظيفة الكلية بمساعدتها على القيام بعملها بشكل أفضل.
فوائد أخرى لشرب الماء الدافئ
لا تقتصر فوائد الماء الساخن على الريق فقط، وإنما له العديد من التأثيرات الصحيّة عند شربه في أي وقت، ومن هذه الفوائد:
- تخفيف احتقان الأنف: وذلك بترطيبه للمخاطيّة الأنفية والحلق، إذ يساعد على تهدئة الالتهاب وتقليل تراكم المخاط، كما أن استنشاق البخار الناتج عنه يخفف من انسداد الأنف ويخفّف الصداع.
- تقليل الارتعاش في الأجواء الباردة: من المعروف أن استجابة الجسم للبرد تكون بالارتعاش، فشرب الماء الدافئ يؤدي لتقليل الارتعاش.
- تخفيف أعراض تشنّج المريء: والتي يحدث فيها صعوبة في بلع الطعام ووصوله للمعدة، وكأنّ الأطعمة عالقة في المريء وهذا ما يسمى بعسر البلع، فالماء الدافئ يؤدي للشعور بالراحة، ويجعل تناول الطعام أسهل.
- تخفيف الألم: بقدرته على إرخاء العضلات وتحسين الدورة الدمويّة يخفف من آلام الدورة الشهريّة وباقي التشنجات في الجسم.
مخاطر شرب الماء الدافئ
شرب الماء الدافئ لا يحمل أيّة مخاطر واستخدامه آمنٌ إلا إذا كانت درجة حرارة الماء أعلى من المسموح بها، عندها قد يسبّب حرقًا للسان وضررًا لبراعم التذوّق فضلًا عن أذيّة أنسجة المريء، لذلك يجب أخذ هذه المخاطر بعين الاعتبار تفاديًا لحصولها.
كما تبيّن أن شرب الماء الدافئ سيقلّل من الشعور بالعطش، ولهذا التأثير آثار سلبيّة في الطقس الحارّ، إذ أن الجسم يفقد الماء من خلال التعرق دون الشعور بالعطش ومعاوضة هذا الفقد مما قد يسبب تجفافًا. وبالنسبة للأشخاص المصابين بالجفاف فمن غير المستحسن شرب الماء بدرجات حرارة مختلفة في كلّ مرة، إذ أن هذه العمليّة تسبّب فقدانًا واكتسابًا للماء بطريقةٍ غير منتظمة.
مخاطر وفوائد شرب الماء البارد جدًا
يُعتقد أن شرب الماء البارد جدًا سيء على الصحة ويتسبّب بالعديد من الأمراض، إلا أن له العديد من الفوائد عند شربه بدرجة حرارة معتدلة، فمن المفيد شرب الماء البارد أثناء ممارسة التمارين الرياضية لأنه يعدّل حرارة الجسم ويزيد الشعور بالطاقة والحيويّة، وأيضًا وُجِد أن شرب الماء البارد يسبّب خسارًة في الوزن بحرق بعض السعرات الحرارية.
ومن ناحيٍة أخرى للماء البارد بعض الجوانب السلبيّة؛ فعند الإصابة بنزلة برد يفاقم من الحالة بزيادة سماكة الغشاء المخاطي للأنف وبزيادة الاحتقان، ويثير شرب الماء البارد عند الأشخاص المصابين بالصداع النصفي نوبات الصداع المزعجة.
أعراض نقص الماء والجفاف
يسبب نقص الماء علامات وأعراض تختلف بين الجفاف الخفيف والمتوسط إلى الشديد، ومن هذه الأعراض:
- جفاف الفم والعطش.
- بشرة جافة.
- بول قليل ذو لون داكن.
- الشعور بالدوار.
- الشعور بالنعاس والتعب.
- صداع ودوار.