هل فوائد الشمر مثبتة علميًا؟

يُتخدم الشمّر في أنحاء العامل في إعداد الأطعمة بمختلف أشكالها، وكما أنّ للعديد من الخضار فوائد صحية، يتساءل الكثيرون عن فوائد الشمّر، وهل فوائد الشمر مثبتة علميًا؟

يستعرض هذا المثال نبذة بسيطة عن نبات الشمر، ويعرض مجموعة من الحقائق الغذائية لهذا النبات، وأخيرًا يُقدّم أبرز فوائد الشمر التي أثبتتها الأبحاث.

ما هو الشمر؟

أطلق الرومان القدماء على الشمر اسم (foeniculum)، وهو ما يُترجم إلى التبن العطري. وتأتي ثمرة الشمر من نبات يصل طوله إلى حوالي العشرة أقدام، له سيقان مجوفة وأزهار صفراء صغيرة. يُصنّف العلماء الشمر على أنّه من الأعشاب، ويعتقد المؤرخون أنه نشأ في حوض البحر الأبيض المتوسط. أمّا اليوم، ينمو الشمر في جميع أنحاء العالم، وينمو جيدًا بشكل خاص في مناطق التربة الجافة على طول المسطحات المائية مثل ضفاف الأنهار، ويعتبر الشمر نباتًا غازيًا لأنه يمكن أن ينبت بسرعة ويسيطر على النباتات المحلية. 

حقائق الشمر الغذائية

فيما يلي الحقائق الغذائية لكوب واحد من الشمر المقطّع الخام، حسب وزارة الزراعة الأمريكية:

السعرات الحرارية: 27 سعرة حرارية

البروتين: 1 غرام (2% من القيمة اليومية)

الدهون: 0.2 غرام

الكربوهيدرات: 6 غرام

الألياف: 2.7 غرام (11% من القيمة اليومية)

السكريات الطبيعية: 3 غرام

الكالسيوم: 43 مليغرام (4% من القيمة اليومية)

الحديد: 0.64 مليغرام (3% من القيمة اليومية)

المغنيسيوم: 15 مليغرام (3% من القيمة اليومية)

البوتاسيوم: 360 مليغرام (7% من القيمة اليومية)

فيتامين أ: 838 وحدة دولية (17% من القيمة اليومية)

فيتامين ج: 10.4 مليغرام (17% من القيمة اليومية)

ومثله مثل أغلب الخضراوات العشبية الأخرى، ترصد وزارة الزراعة الأمريكية الشمر الخام كمصدر جيد للألياف، إلى جانب احتوائه على عناصر غذائية أخرى مثل فيتامين C و A.

استخدامات الشمر

الشمر نبات عطري يمكن استخدامه كبذرة أو كعشبة، وبالإضافة لاستخداماته المعروفة في المطبخ لقدرته على إضافة نكهة ورائحة مميزة إلى إلى الأطباق، يُستخدم الشمر أيضًا بشكل واسع في العناية الشخصية والطب البديل.

فوائد الشمر الصحية

على الرغم من تعدد استخداماته في الطب البديل، إلّا أنّ فوائد الشمر ليست جميعها مثبتة علميًا، تاليًا أبرز فوائد الشمر التي خضعت لبحوث ودراسات علمية وطبية:

• تقلل بذور الشمر الشهية

أظهرت دراسة أجريت على 9 نساء يتمتعن بصحة جيدة أن اللواتي شربن 250 مل من شاي مصنوع من 2 غرام من بذور الشمر قبل تناول الغداء شعرن بجوعٍ أقل بشكل ملحوظ واستهلكن سعراتٍ حراريةٍ أقل أثناء الوجبة من أولئك اللواتي شربن شايًا وهميًا. قد يكون الأنثول، وهو مكون رئيسي من زيت الشمر العطري، وراء خصائص كبح الشهية هذه.

بالمقابل، وجدت دراسة أخرى أجريت على 47 امرأة أن اللواتي تناولن 300 مغم من خلاصة الشمر يوميًا لمدة 12 أسبوعًا، اكتسبن قدرًا ضئيلًا من الوزن، مقارنةً بمجموعة أخرى تناولن الدواء الوهمي، كما أن النساء اللواتي تناولن خلاصة الشمر لم يلاحظن انخفاض الشهية.

لذلك لا زالت نتائج البحث حول دور الشمر في خفض الشهية متضاربة، وهناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لفهم خصائص الشمر وتأثيراتها المحتملة على الشهية.

• يمكن أن يفيد صحة القلب

قد يفيد تناول الشمر وبذوره صحة القلب بعدة طرق، أولًا كون الشمر مليئ بالألياف، إذ أنّ الألياف مادة مغذية ثبت أنها تقلل من بعض عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب مثل ارتفاع الكوليسترول. ويحتوي كوب واحد (87 غرامًا) من بصيلة الشمر النيئة على 3 غرام من الألياف، بما يعادل 11٪ من القيمة المرجعية اليومية. وربطت مراجعة أجريت على 22 دراسة بين تناول كميات أكبر من الألياف الغذائية وانخفاض مخاطر الإصابة بأمراض القلب. وخلصت المراجعة أنّه مقابل كل 7 غرامات إضافية من الألياف المستهلكة يوميًا، انخفض خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 9٪.

كما يحتوي الشمر وبذوره على عناصر غذائية مثل المغنيسيوم والبوتاسيوم والكالسيوم، والتي تلعب أدوارًا مهمة في الحفاظ على صحة قلبك. وعلى سبيل المثال، قد يساعد تضمين المصادر الغنية بالبوتاسيوم في النظام الغذائي في تقليل ارتفاع ضغط الدم، ويعتبر ارتفاع ضغط الدم من أهم عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب.

• صحة العظام

يساهم محتوى الفيتامينات والمعادن الموجودة في الشمر في بناء والحفاظ على بنية العظام وقوتها بالطرق التالية:

• الفوسفات والكالسيوم كلاهما مهمان في بنية العظام.
• الحديد والزنك ضروريان لإنتاج ونضوج الكولاجين.
• المنغنيز يساهم في تكوين مصفوفة العظام.
• فيتامين K مهم لصحة العظام، كونه يساهم في بروتينات مصفوفة العظام، ويحسن امتصاص الكالسيوم، وقد يقلل من إفراز الكالسيوم في البول.
• صحة الأوعية الدموية

يمنع فيتامين ب 6 وحمض الفوليك الموجودان في الشمر تكوين مركب يسمى الهوموسيستين (Homocysteine) عن طريق تحويله إلى مركب الميثيونين (Methionine). ويمكن أن يسبب تراكم كميات مفرطة من الهوموسيستين إلى تلف الأوعية الدموية، مما قد يؤدي إلى مشاكل في القلب أيضًا.

• قد يساعد الشمر في تخفيف الألم

في دراسة أجريت عام 2020 ونُشرت في مجلة العلاجات التكميلية في الممارسة السريرية ، خرجت الدراسة بنتائج تدعم تأثير الشمر على الأشخاص المصابين بهشاشة العظام في الركبة. في الدراسة تم اختيار مرضى بشكل عشوائي لتلقي إما كبسولات تحتوي على خلاصة مسحوق الشمر أو كبسولات تحتوي دواءً وهميًا مرتين في اليوم لمدة أسبوعين، وشهدت مجموعة المرضى الذين تناولوا كبسولات الشمر انخفاضًا في الألم والتيبس الذي لم يُلاحظ في المجموعة التي تناولت كبسولات الدواء الوهمي.

• الشمر غني بالمغذيات الداعمة للصحة

وفقًا لمراجعة جرت على عدة دراسات، يستخدم الشمر منذ فترة طويلة كنبات طبي لمجموعة واسعة من الحالات المتعلقة بالجهاز الهضمي والغدد الصماء والتناسلية والجهاز التنفسي. وتُشير تلك الدراسات إلى أن الشمر يحتوي على مضادات الأكسدة، التي تلعب دورًا مهمًا في الواقية من الإصابة بالعديد من الأمراض.

كما أنّ كوب واحد من شرائح الشمر النيئة يحتوي يحتوي على 17٪ من الهدف اليومي لفيتامين C الداعم للمناعة و 10٪ من البوتاسيوم المنظم لضغط الدم، بالإضافة إلى كميات أقل من المنجنيز والكالسيوم والحديد وفيتامين ب.

• قد يكون لها خصائص مضادة للجراثيم

تشير الدراسات إلى أن مستخلص الشمر يمنع نمو البكتيريا والخمائر التي يحتمل أن تكون ضارة مثل (Escherichia coli) و(Staphylococcus aureus) و(Candida albicans).

• قد يقلل من الالتهاب

يمكن أن تساعد مضادات الأكسدة القوية الموجودة في الشمر، مثل فيتامين سي والكيرسيتين في تقليل الالتهاب وعلاماته.

• قد يفيد الصحة العقلية

في دراسة أجريت على الحيوانات، وجدت أن مستخلص الشمر قد يقلل من عجز الذاكرة المرتبط بالشيخوخة.

فوائد الشمر على صحة المرأة

بالنسبة للنساء، ترتبط فوائد الشمر الصحية بزيت بذور الشمر بشكل أساسي. استعرضت ورقة بحثية حديثة نُشرت في مجلة طب سن اليأس الآثار الإيجابية لزيت الشمر في إدارة أعراض الدورة الشهرية المؤلمة ومتلازمة ما قبل الحيض وفقدان الدورة الشهرية وانقطاع الطمث والرضاعة ومتلازمة تكيس المبايض. تستشهد الورقة البحثية بإحدى الدراسات التي تناولت فيها النساء 100 ملليغرام من زيت الشمر يوميًا لمدة ثمانية أسابيع، مما أدى إلى تحسين درجاتهن على مقياس تصنيف انقطاع الطمث، مقارنةً بالنساء اللواتي تناولن دواءً وهميًا من زيت عباد الشمس.

قد يخفف من أعراض سن اليأس.

كما أشارت مراجعة أجريت على عشر دراسات إلى أن الشمر قد يُحسن الوظيفة الجنسية والرضا عند النساء بعد انقطاع الطمث، بالإضافة إلى تخفيف الهبات الساخنة والحكة المهبلية والجفاف والألم أثناء ممارسة الجنس. ووجدت المراجعة أيضًا وجود تأثيرات لزيت الشمر على اضطرابات النوم.

مخاطر الشمر

يعتبر الشمر وبذوره آمنين عند تناولهما باعتدال، لكن هناك بعض المخاوف المتعلقة بالسلامة بشأن تناول الشمر بتركيزات عالية مثل المكملات الغذائية. تاليًا أبرز التحذيرات المتعلقة بتناول الشمر:

• يحتوي الشمر على خصائص قوية تشبه هرمون الاستروجين، مما يعني أنه يعمل بشكل مشابه لهرمون الاستروجين، لذلك قد يكون غير آمن للنساء الحوامل.
• قد يؤثر الشمر على نمو الجنين وصحته. فقد أظهرت دراسة على زيت الشمر العطري أن الجرعات العالية قد يكون لها تأثيرات سامة على خلايا الجنين. لذلك يجب على النساء الحوامل تجنب تناول مكملات الشمر الغذائية أو تناول زيت الشمر العطري.
• قد يتفاعل الشمر مع بعض الأدوية، بما في ذلك حبوب الإستروجين وأدوية معينة للسرطان، لذلك يجب استشارة الطبيب دائمًا قبل استخدام جرعات عالية من مكملات الشمر الغذائية أو زيت الشمر العطري.

اقرأ/ي أيضًا:

هل فوائد ثمرة أملا الهندية مثبتة علميًا؟

هل فوائد السبيرولينا مثبتة علميًا؟

هل فوائد الحلتيت مثبتة عليمًا؟

هل هناك فوائد لحليب الصويا؟

هل فوائد الكركديه للضغط مثبتة علميًا؟