تحقيق مسبار
يشتهر نبات اللافندر بزهوره البنفسجية ورائحته العطرة المميزة التي تدخل في تركيبات العديد من المستحضرات التجميلية. لكن ما لا يعرفه الكثيرون هو أصول هذا النبات التاريخية واستخداماته المتعددة التي تتجاوز منتجات التجميل إلى العلاجات الطبية أيضًا.
في هذا المقال، سيتم تناول نبات اللافندر وتاريخه وفوائده المتعددة، بالإضافة إلى ما إذا كانت هناك أضرار متوقعة لاستخدامه كذلك.
ما هو اللافندر؟
اللافندر هو نوع من أنواع النباتات المزهرة واسمه العلمي (Lavandula angustifolia). وينتمي اللافندر إلى جنس (Lavandula) الذي يحتوي على أكثر من 30 نوعًا من عائلة النعناع، والذي يتميز بأوراقه العطرة وأزهاره الجذابة.
اسم اللافندر مشتق من الجذر اللاتيني (lavare)، بمعنى يغسل. كما يرجح أن يكون الموطن الأصلي للافندر هو منطقة البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط والهند، حيث لعب اللافندر دورًا هامًا في عملية التحنيط في مصر القديمة. واستخدم اللافندر منذ زمن بعيد في إضفاء الرائحة العطرة للعناصر الشخصية مثل الملابس والشعر وغيرها.
وبالرغم من أن لفظ لافندر يشير إلى اللون البنفسجي المميز لزهور النبات، لكن اللافندر -بالأخص الأشكال الهجينة منه- قد يأتي في عدة ألوان مختلفة غير البنفسجي، مثل الوردي والأبيض والأزرق البنفسجي والأصفر كذلك.
هل الخزامى هو اللافندر؟
نعم الخزامى هو اللافندر، فنبات اللافندر له عدة أسماء مختلفة يشتهر بها أحدها هو الخزامى، بالإضافة إلى بعض الأسماء الشائعة الأخرى مثل: سبيك والضرم واللاوندة.
ما هي استخدامات اللافندر (الخزامى)؟
يشتهر اللافندر أو الخزامى برائحته الزكية الخفيفة، مما جعله عنصرًا أساسيًا داخل التركيبات الخاصة بمستحضرات التجميل للبشرة والجلد والشعر. علاوة على ذلك، يحتوي اللافندر على العديد من الفوائد الطبية والعلاجية.
وتتعدد فوائد اللافندر كالآتي:
- المساعدة في التئام الجروح: حيث أشارت إحدى الدراسات التي تمت على الفئران إلى أن اللافندر قد يكون له تأثير على تسريع التئام الجروح.
- علاج تساقط الشعر: يمكن أن يعزز اللافندر من نمو الشعر عند الأشخاص المصابين بداء الثعلبة بنسبة تصل إلى 44 بالمائة بعد حوالي 7 أشهر من العلاج بحسب دراسة أجريت سنة 1998.
- علاج الالتهابات الفطرية: وجدت دراسة نشرت في مجلة علم الأحياء الدقيقة الطبية (Journal of Medical Microbiology) أن زيت اللافندر يمكن أن يكون فعالًا في علاج العدوى الفطرية للجلد، حيث وجدت الدراسة أنّ لزيت اللافندر قدرة على قتل مجموعة من السلالات الفطرية المختلفة.
- اضطراب القلق: أظهرت بعض المستحضرات التي تحتوي على زيت اللافندر تأثيرًا فعالًا على إزالة أو تقليل القلق، بالنسبة للمرضى الذين يعانون من اضطراب القلق في غضون أسبوعين.
- ألم ما بعد جراحة استئصال اللوزتين في الأطفال: ثبت أن زيت اللافندر يقلل من كمية مسكنات الألم المطلوبة بعد استئصال اللوزتين. لكن ما زالت هناك حاجة للمزيد من الأبحاث لتأكيد استخدام زيت اللافندر كمسكن فعال للألم، نظرًا لصغر حجم عينة الدراسة.
- تخفيف أعراض متلازمة ما قبل الحيض (PMS): يمكن للافندر عند استخدامه في العلاج العطري (Aromatherapy) أن يخفف من الأعراض العاطفية (Emotional symptoms) التي تسبق الحيض، وفقًا لإحدى الدراسات التي أجريت على سيدات تتراوح أعراض متلازمة ما قبل الحيض (PMS) لديهن بين الخفيفة إلى المتوسطة.
- المساعدة في خفض ضغط الدم ومعدل ضربات القلب: يمكن لزيت اللافندر أيضًا أن يساعد في انخفاض ضغط الدم المرتفع ومعدل ضربات القلب، إذا ما تم استخدامه عن طريق الاستنشاق.
- تخفيف أعراض الربو: قد يساعد اللافندر في تحسين أعراض الربو بسبب تأثيره المضاد للالتهابات. كما وجدت إحدى الدراسات التي أجريت على الفئران في 2014 أن زيت اللافندر الأساسي يمكن أن يخفف من التهاب الحساسية وتضخم المخاط.
- الخرف والآثار الجانبية لعلاج السرطان: وفقًا للمعهد الوطني للسرطان (National Cancer Institute)، يمكن أن يساعد العلاج بالروائح المرضى في التعامل مع الآثار الجانبية لعلاج السرطان، وكذلك في الأشخاص الذين يعانون من الخرف (Dementia).
الأشكال المختلفة للخزامى
تتنوع الأشكال التي يتوافر فيها اللافندر نظرًا لتعدد استخداماته. ومن أشهر الأشكال التي يأتي فيها اللافندر ما يلي:
- زيت اللافندر: الذي يتم استخراجه من رحيق أزهار نبات اللافندر، ويمكن استخدامه في العلاج العطري أو في إضفاء الرائحة العطرة على العناصر الشخصية أو مستحضرات التجميل وغيرها.
- كبسولات اللافندر: وتستخدم تحت إشراف الطبيب أو مقدم الرعاية الصحية، حيث أنها غير معتمدة من إدارة الغذاء والدواء (FDA).
- شاي اللافندر: ويمكن استخدامه كمشروب مهدئ يساعد في تخفيف القلق واضطرابات النوم.
هل هناك مخاطر من استخدام اللافندر؟
نعم، فبرغم فوائد اللافندر المتعددة، إلا أنه حتى الآن لم يتم اعتماده من قبل إدارة الغذاء والدواء (FDA)، لذلك يجب الحرص عند استخدامه، حيث يمكن أن يكون له أضرار أيضًا كما يلي:
- على سبيل المثال، زيت اللافندر يستخدم بشكل خارجي فقط، ولا يتم تناوله لأنه قد يكون سامًا.
- قد يختبر الأفراد الذين يعانون من الحساسية تجاه اللافندر أعراضًا مثل: الصداع وآلام في المعدة والمفاصل.
- الاستخدام المتكرر لزيت اللافندر على الجلد قد يؤدي إلى التثدي قبل سن البلوغ، وهي حالة تسبب تضخم أنسجة الثدي لدى الأولاد قبل سن البلوغ.
- زيت اللافندر قد يكون سامًا إذا تم تناوله، لذلك يجب استخدامه بشكل خارجي فقط.
وفي حالة إذا تعرض الشخص إلى حساسية في الجلد أو تهيج مثل الاحمرار أو التورم أو إحساس بالحرق، يجب التوقف عن استخدام اللافندر على الفور.
اقرأ/ي أيضًا:
