تحقيق مسبار
معظم النساء في الوضع الطبيعي تحدث دورتهن الشهرية كل 28 يوم، فيما قد تتأخر الدورة في بعض الأحيان لأسباب صحية متنوعة، لكن هل البرد من أسباب تأخر الدورة الشهرية، وهل يؤثر تغيّر المناخ على مواعيد الدورة الشهرية في الوضع الطبيعي؟!.. يمكن التعرّف على على كافة الأسباب المؤدية إلى ذلك، وعلاقة تأخر الدورة الشهرية بالظروف الجوية المتنوعة من خلال المقال التالي.
هل يعتبر البرد من أسباب تأخر الدورة الشهرية؟
هل تؤثر تقلبات الطقس بشكل مباشر على تأخر الدورة الشهرية؟!... الحقيقة أن الإجابة هي "نعم"، وأن الدورة الشهرية تتأثر بشكل فعليّ بتغيّر المناخ وبرودة الطقس؛ إذ أشارت الدراسات المنشورة في مجلة Gynecol Endocrinol إلى وجود علاقة بين أشعة الشمس وطول فترة الدورة الشهرية؛ حيث يختلف طول الدورة الشهرية في الصيف عنه في الشتاء، بسبب زيادة التبويض في الصيف بنسبة تصل إلى 97% مقابل 71% في فصل الشتاء، كما أن الدراسة أيضًا تشير إلى قصر الدورة الشهرية في الصيف بمقدار يصل إلى 0.9 يومياً؛ بسبب زيادة زيادة نشاط المبايض بشكل أكبر في فصل الصيف، وهذا يفسّر بشكل كبير تأخر الدورة الشهرية بسبب البرد، واستمرار النزيف لأيام أكثر، لكن لا شك أن هذا التأخير لا يكون ملحوظًا؛ إلّا في حال وجود عوامل أخرى تسبّب تأخّر الدورة الشهرية.
ما هي الدورة الشهرية؟
الدورة الشهرية هي عبارة عن خروج الدم من رحم المرأة في فترة معينة من الشهر تُسمى فترة الدورة الشهرية، وهذا الدم الخارج عبارة عن بطانة الرحم؛ إذ تنمو بطانة الرحم في منتصف الدورة الشهرية استعدادًا للتخصيب وحدوث الحمل، أما في حال عدم حدوث الحمل؛ فهذه البطانة تنسلخ وتتساقط في نهاية الدورة الشهرية التي تبلغ في المتوسط 28 يوماً، فيما تعتاد بعض النساء على حدوث الدورة كل 20 يوم، والبعض تحدث دورتهن بشكل طبيعي كل 40 يوم، وهذا يشير إلى بدء الدورة الشهرية؛ حيث تبدأ فترة الحيض عند النساء عادةً في عمر الـ 13 وتستمر لعمر الـ 51 بشكل متوسط، وتنطوي على حدوث مجموعة من التفاعلات الهرمونية لهرمون الاستروجين وهرمون البروجسترون، بالإضافة إلى مجموعة أخرى من الهرمونات التي تنتجها الغدة النخامية.
ما هي انفلونزا الدورة الشهرية؟
انفلونزا الدورة الشهرية لا تشبه الانفلونزا العادية، ولكنها مجموعة من الأعراض التي تسبق الدورة الشهرية عند معظم النساء، والتي يمكن إجمالها فيما يلي:
- الغثيان.
- آلام العضلات.
- ألم المفاصل.
- الإمساك، أو الإسهال.
- صعوبة التركيز والتشتت الذهني.
- الصداع.
- الدوخة.
- تقلبات المزاج.
- التعب العام.
- الحمى والقشعريرة.
- التشنجات.
ما هي أسباب إنفلونزا الدورة الشهرية؟
لا يوجد أبحاث موثقة إلى الآن حول أسباب إنفلونزا الدورة الشهرية؛ إلّا إنّ العديد من الدراسات موثوقة المصدر تشير إلى عدة أسباب محتملة لهذه الأعراض، كما تشير إلى زيادة الأعراض في فصل الشتاء بشكل أكبر، لعدة أسباب؛ منها: نقص النشاط البدني في الأيام الباردة، ونقص إفراز فيتامين D، كما أن بعض النساء بطبيعة الحال تدخل في اكتئاب موسمي شتوي تزداد أعراضه بشكل كبير في أيام الدورة الشهرية، أما فيما يخص أهم أعراض انفلونزا الدورة الشهرية؛ فهي:
- الحساسية الناتجة عن تحليل هرمون البروجسترون.
- تأثير هرمون البروجسترون المباشر على الناقلات الكيميائية في الدماغ، التي تُعرف باسم الناقلات العصبية؛ وهذا يفسر الآلام المصاحبة للدورة الشهرية والصداع.
- التغييرات في مستوى الناقل العصبي المعروف باسم السيروتونين.
هل يوجد أسباب أخرى لتأخر الدورة الشهرية؟
تتعدد أسباب تأخر الدورة الشهرية، والتي يمكن اعتبارها أسبابًا طبيعيًة لا تستدعي القلق، لكن هناك بعض الحالات التي تدوم لفترات طويلة تزداد عن 3 أشهر، وعدم وجود أي سبب طبيعي؛ كالحمل مثلًا، عندها يجب مراجعة الطبيب بشكل فوري، تعرّف على أهم أسباب تأخر الدورة الشهرية، وهل يعتبر البرد واحدًا منها؛ تبعًا للنقاط التالية:
الإجهاد
يعتبر الإجهاد سببًا رئيسيًا لتأخر الدورة الشهرية؛ حيث يؤثر بشكل مباشر على الهرمونات، بالإضافة لتأثيره على الدماغ، وعلى الجزء المسؤول عن تنظيم الدورة الشهرية، كما أنه يعتبر من الأسباب غير المباشرة لنقصان أو زيادة الوزن، بالتالي تغيير مواعيد الدورة الشهرية؛ لذا يُنصح بممارسة تمارين الاسترخاء، التي تساعد بشكل كبير على تنظيم مواعيد الدورة الشهرية بشكلٍ كبير، وتنظيم ساعات النوم خصوصًا في فترات السفر.
تغيّر وزن الجسم المفاجىء
من أهم أسباب تأخر الدورة الشهرية هو نقصان الوزن الحاد، ما ينتج عنه توقّف عملية الإباضة في كثيرٍ من الأحيان، ومن ناحية أخرى يسبّب الوزن الزائد تغيّرات هرمونية كبيرة حاله كحال النقصان، هذا بالإضافة إلى إنّ تغيير الوزن المفاجئ بين الزيادة والنقصان يؤثر بشكلٍ كبيرٍ على مواعيد الدورة الشهرية؛ لذلك يجب الحفاظ على تناول الأكل الصحي، وعلى ثبات الوزن، والتخلص من اضطرابات الأكل الناتجة عن فقدان الشهية أو الشره المرضي، وجميع الأمراض المرتبطة بزيادة الوزن أو نقصانه؛ كمرض السكري.
متلازمة تكيس المبايض (PCOS)
قد يكون تأخر الدورة الشهرية من الأعراض أو المؤشرات الأساسية على وجود متلازمة تكيّس المبايض؛ لأن هذه الحالة تسبّب إنتاج كميات أكبر من هرمون الذكورة المعروف باسم الأندروجين، وهذا ما يجعل عملية الإباضة غير منتظمة، بالتالي يعتبر من أسباب إحداث خلل في الدورة الشهرية، كما من الممكن أن يسبّب تكيّس المبايض توقّف الدورة نهائيًا، ناهيك عن تأثيره على الهرمونات الأخرى؛ وأهمها هرمون الأنسولين، الذي ينتج عنه زيادة الوزن بشكل ملحوظ؛ بسبب ظاهرة مقاومة الأنسولين، وفي حال تناول العلاج المناسب لهذه المتلازمة؛ فإن الدورة الشهرية تعود لسابق عهدها؛ إلا في حال وجود مسببات أخرى لتأخيرها.
استخدام وسائل تنظيم الأسرة
تؤثر العديد من وسائل تحديد النسل أو تنظيم الأسرة على مواعيد الدورة الشهرية بالزيادة أو النقصان، خصوصًا حبوب منع الحمل التي تعتمد على الهرمونات؛ لأن هذه الحبوب تحتوي في تركيبتها على هرموني الإستروجين والبروجستين، المسؤولين عن عملية التبويض؛ فتتأثر الدورة الشهرية عند قطع هذه الأدوية؛ إذ يحتاج الجسم لفترة زمنية معينة تصل إلى 6 أشهر لتعود الدورة الشهرية لحالتها الطبيعية، كما أن بعض أنواع موانع الحمل التي يتم زراعتها في الجسم تسبّب في تأخر الدورة الشهرية وانقطاعها لعدة أشهر في بعض الأحيان.
الأمراض المزمنة
يُذكر من هذه الأمراض؛ مرض السكري؛ حيث يؤثر التغيير في نسبة السكر في الدم بشكل مباشر على هرمونات الجسم، بالتالي تأخرًا في مواعيد الدورة الشهرية عند بعض النساء، كما أن أمراض المعدة المتمثلة في الإضطرابات الهضمية أو قرحة المعدة تسبّب في معظم الأحيان تلفًا في الأمعاء الدقيقة بسبب الالتهابات؛ وهذا بدوره يسبب نقصًا في امتصاص العناصر الغذائية الأساسية، التي ينتج عنها بشكل غير مباشر تأخرًا في الدورة الشهرية.
أسباب أخرى
- زيادة التمارين الرياضية: قد يسبب الإفراط في ممارسة التمارين الرياضية إلى انخفاض مستويات هرمون الاستروجين في الجسم، وهو الهرمون المسؤول بشكل مباشر عن عملية التبويض، ويعتبر نقصه في الجسم سببًا في تأخر الدورة الشهرية.
- انقطاع الطمث المبكر: يتراوح سن اليأس عند معظم النساء بين 45-55 سنة، لكن في بعض الحالات تعاني النساء من انقطاع الطمث المبكر في سن الـ 40؛ وذلك بسبب انخفاض مخزون البويضات، وهذا يسبّب تأخير الدورة الشهرية أو انقطاعها لأشهر معينة.
- تغييرات جدول النوم: حدوث اضطرابات وتغييرات في ساعات النوم؛ بسبب الإجهاد أو السفر إلى مناطق زمنية مختلفة، يتسبّب بحدوث اضطرابات في الساعة البيولوجية للجسم، التي تؤدي إلى حدوت تغيّرات في العمليات الخلوية المهمة في الجسم، وبالتالي تسبّب تأخرًا في الدورة الشهرية.
- مشاكل الغدة الدرقية: إذا كنتِ تعانين من مشاكل واضطرابات في عمل الغدة الدرقية؛ فهذا يسبّب مشاكلًا متنوعة في الجسم مرتبطةً بعملية التمثيل الغذائي؛ أهمّها زيادة الوزن الحاد أو نقصانه، كما قد تسبّب اضطرابات في مواعيد الدورة الشهرية وتأخرها.
- الرضاعة الطبيعية: معظم النساء يعانين من تأخر الدورة الشهرية أو انقطاعها طوال فترة الرضاعة الطبيعية ولمدة تصل إلى سنة تقريباً، وهذا أمر طبيعي ويسمى علميًا بانقطاع الطمث الإرضاعي؛ إذ تستمر هذه الحالة لحين إيقاف الرضاعة الطبيعية عندها تعود الدورة لوضعها الطبيعي.
- تناول بعض الأدوية: بعض أنواع الأدوية تؤثّر بشكلٍ مباشرٍ على مواعيد الدورة الشهرية، وتعتبر سببًا لتأخر الدورة الشهرية، مثل أدوية الذهان؛ بسبب تأثيرها على مستوى البرولاكتين في الجسم.
هل تأخير الدورة الشهرية يستدعي زيارة الطبيب؟
إنّ تأخّر الدورة الشهرية لفترات طويلة يستدعي زيارة الطبيب لتحديد الأسباب المحتملة؛ لذلك يجب الاحتفاظ بسجلات الدورة الشهرية وسجلات الأمراض الصحية للمريضة، ليتمكّن الطبيب من تحديد الأسباب المؤدية لتأخرها، كما يجب مراجعته في حال التعرض لأيّ من المضاعفات والأعراض التالية:
- النزيف الحاد المستمر لفترة تزيد عن 7 أيام.
- الآلام المبرحة والحادة.
- الغثيان والاستفراغ بشكل متكرر.
- النزيف بعد انقطاع الدورة الشهرية، وبعد الدخول في سن اليأس.
اقرأ/ي أيضًا:
هل هناك فرق بين مغص الدورة ومغص الحمل؟
هل هناك فرق بين ألم الظهر في الدورة والحمل؟