تحقيق مسبار
يتساءل الكثير حول تاريخ المنتخبات العربية في كأس العالم، هل السعودية هي الافضل بينهم؟...؛ إذ شاركت مجموعةٌ من المنتخبات العربية في كأس العالم منذ عام 1934، لكن هذه المشاركات لم تكن ذات أهميةٍ بالغةٍ، ولم تترك بصمةً كبيرة حتى العام 1982. في هذا المقال سوف نقوم بسرد نتائج هذه المشاركات الفعلية لتحديد أي المنتخبات كانت الأفضل، تبعًا لتاريخها الكروي ونتائجها وعدد مرات المشاركة وما إلى ذلك، هذا المقال.
كيف كانت نتائج المنتخبات العربية في كأس العالم؟
كانت المشاركة الأولى للمنتخبات العربية في كأس العالم خجولةً نسبيًا، ولم تتجاوز الدور الثاني إلا عام 1986 حين وصلت المغرب للدور الثاني؛ كأول منتخبٍ عربيٍّ، ثم حقّقت السعودية الوصول للدور الثاني عام 1994، وتبعتها الجزائر عام 2014 في البرازيل، أما أضعف المشاركات العربية في كأس العالم كانت عام 2010، فيما كانت أقوى المشاركات العربية في بطولة كأس العالم في إسبانيا عام 1982، لكن السؤال الأهم يبقى عن تاريخ المنتخبات العربية في كأس العالم، هل السعودية هي الافضل بينهم؟...؛ ذلك على اعتبارها من أكبر وأكثر المنتخبات العربية مشاركةً.
ما هي أبرز السمات التاريخية للمشاركات العربية في بطولة كأس العالم؟
- أول مشاركة عربية كانت عام 1934 لمنتخب مصر في إيطاليا.
- وصول 3 منتخبات لنهائيات كأس العالم لأول مرة عام 1986؛ وهي منتخبات العراق والجزائر والمغرب.
- أفضل النتائج العربية كانت في بطولة كأس العالم عام 1982، عندما فاز المنتخب الجزائري على المنتخب الألماني بنتيجة 2-1.
- المنتخب المغربي حقّق نتائجًا مبهرةً بوصوله إلى الدور الثاني عام 1986.
- مشاركة المنتخب المصري عام 1990، بعد غياب استمر لمدة 56 عامًا وتكرار المشهد بخروجه من الدور الأول، كما شارك المنتخب الإماراتي أيضًا في البطولة وخرج من الدور الأول.
- وصول 4 منتخبات عربية لكأس العالم عام 2018 في روسيا؛ وهي: المغرب، وتونس، ومصر، والسعودية، لكن الأربع منتخبات خرجت من الدور الأول.
متى بدأت مشاركة السعودية في بطولة كأس العالم؟
بدأت مشاركة السعودية في كأس العالم منذ عام 1994، لكن منذ ذلك الوقت أصبح أهم وأبرز المنتخبات العربية المشاركة أهم البطولات الكروية على الإطلاق، وهي كأس العالم، بل أيضًا المشارك الأبرز؛ حيث تأهّل للدور الثاني في الولايات المتحدة، كما شارك في البطولة عام 1998، وخرج من الدور الأول عندما خسر أمام الدنمارك بنتيجة 1-0، وأمام فرنسا بنتيجة 4-0، وتعادل أخيرًا مع جنوب أفريقيا.
أيضًا شارك المنتخب السعودي في بطولة عام 2002، التي أُقيمت في كوريا الجنوبية واليابان، لكن النتائج كانت مخيبةً للآمال؛ حيث مُنيّ بهزيمة قاسية أمام المنتخب الألماني بنتيجة 8-0، وتبعتها خسارة أخرى أمام الكاميرون بنتيجة 1-0، ثم أمام أيرلندا بنتيجة 3-0. شاركت السعودية أيضًا في بطولة كأس العالم لعام 2006، لكن مشاركتها كانت ضعيفةً نسبيًا؛ بسبب خسارتها أمام أوكرانيا بنتيجة 4-0، ثم الخسارة بنتيجة 1-0 أمام إسبانيا، فيما كانت مباراتها الأفضل أمام المنتخب التونسي وتعادل عندها بنتيجة 2-2.
ما هي المنتخبات العربية الأكثر ظهورًا في كأس العالم؟
قبل تحديد تاريخ المنتخبات العربية في كأس العالم، هل السعودية هي الافضل بينهم؟...؛ يجب المقارنة بين المنتخبات من حيث عدد مرات الظهور:
- أكثر الدول العربية مشاركةً هي: السعودية والمغرب وتونس؛ إذ شاركت كل منها في كأس العالم 5 مرات.
- الجزائر تأتي بعد المنتخبات المذكورة سابقًا بـ 4 مشاركات.
- منتخب مصر شارك 3 مرات في بطولة كأس العالم.
- الكويت والعراق والإمارات شاركت مرة واحدة فقط في كأس العالم.
ما هي أفضل المشاركات العربية في كأس العالم؟
بالرغم من المشاركة الكبيرة للمنتخبات العربية في كأس العالم؛ إلّا إنّ بعض هذه المشاركات تركت علامةً واضحةً بسبب أحداث معينة حدثت فيها، أو بسبب نتائجها في بعض الأحيان، هنا سنتحدث عن تاريخ المنتخبات العربية في كأس العالم، هل السعودية هي الأفضل بينهم؟ وسنتحدث عن أبرز المشاركات التي تركت بصمةً واضحة في تاريخ كأس العالم؛ إذ كانت مصر أول منتخبٍ عربيٍّ يشارك في البطولة كأس العالم، عام 1934 في إيطاليا، لكن خروجها كان مبكرًا بعد خسارتها أمام المجر بنتيجة 4-2. فيما يلي نسلّط الضوء على أفضل مشاركات المنتخبات العربية الأخرى:
الكويت
تعتبر مشاركة الكويت عام 1982 من أغرب المشاركات العربية في كأس العالم؛ نظرًا للأحداث التي حصلت فيها وليس النتائج؛ إذ كانت ضمن مجموعة تضم كلًا من: فرنسا وانجلترا وتشيكوسلوفاكيا، ولعبت مباراتها الأولى مع تشيكوسلوفاكيا وانتهت بالتعادل الإيجابي، ثم لعبت مع فرنسا وخسرت بنتيجة 4-1، لكن المفاجأة كانت انطلاق صافرة من المدرجات في نهاية المباراة جعلت اللاعبين الكويتيين يتوقفون عن اللعب معتقدين انتهاء المباراة؛ إلّا إنّ المنتخب الفرنسي أيقن أن المباراة لم تنهِ بعد؛ فسجلت الهدف الخامس في الشباك الكويتية، عندها نزل رئيس الاتحاد الكويتي، الشيخ فهد الأحمد الصباح، للملعب وسحب جميع اللاعبين، ما اضطر الحكم الأوكراني لإلغاء الهدف الخامس، وكانت هذه المرة الأولى التي يُغيّر فيها شخص نتيجة مباراة رسمية.
الجزائر
شاركت الجزائر في عدة بطولاتٍ، كان أبرزها عام 1982، وهي المرة الأولى لظهور المنتخب الجزائري، فيما كانت المشاركة الأبرز من حيث قوة المنتخب والنتائج التي تمّ تحقيقها هي الفوز على منتخب ألمانيا بنتيجة 2-1، وهذا بحدّ ذاته انجاز يُذكر لأول منتخبٍ عربيٍّ يحقّق الفوز على منتخبٍ أوروبيٍّ في كأس العالم، لكن الجزائر خرجت من البطولة بسبب فارق الأهداف لصالح ألمانيا.
شاركت الجزائر أيضًا في كأس العالم عام 2014 في البرازيل، وحقّقت نتائجًا مرضيةً ومشرفةً على المستوى العربي أو الشمال أفريقي، وتميّز المنتخب حينها بأن جميع لاعبيه، باستثناء اثنين فقط، ولدوا في فرنسا، وخرجت الجزائر من المنافسة مبكرًا بعد خسارتها الصعبة أمام ألمانيا في الدقيقة 120 من وقت المباراة.
العراق
كانت حقبة الثمانينات حقبةً ذهبيةً وعصرًا مزدهرًا للكرة العراقية؛ إذ حقّق المنتخب مجموعةً من الانتصارات كان أبرزها كأس الخليج عام 1984، وكأس الأمم العربية عام 1985، ثُم التأهل لبطولة كأس العالم عام 1986، لكن كثرة الانتصارات على الدول المجاورة لم تًسعف العراق في كأس العالم وخسر جميع مبارياته في البطولة، وسجل هدفًا وحيدًا بواسطة اللاعب أحمد راضي، لكن النتيجة مخيبة للآمال وصدمةً كبيرةً لجماهير الكرة العراقية.
المغرب
شاركت المغرب في نهائيات كأس العالم عام 1986، التي أُقيمت في المكسيك، وتمّ وضعها في مجموعة مع إنجلترا والبرتغال وبولندا، فيما كانت نتائج المباراة الأولى في المجموعة دافعًا قويًا للمنتخب المغربي للتقدم بعد تعادل المنتخبين الإنجليزي والبولندي؛ حيث تفوّق على البرتغال بنتيجة ساحقة 3-1؛ مما جعل المغرب تنطلق إلى الدور الثاني، دور الـ 16، لكنها خسرت أمام ألمانيا الغربية بهدف صعب في الدقيقة 88 من المباراة، ما حطمّ آمال المغرب وأخرجها من المنافسة، لكن بذلك الإنجاز كان المنتخب المغربي أول منتخبٍ شمال إفريقي وعربي يتأهل إلى دور الـ 16.
المغرب أيضًا شاركت في نهائيات عام 1998، وحقّقت نتائجًا جيدةً؛ لتترك بصمةً في تاريخ المشاركات العربية في كأس العالم وغيّرت مفهوم الكثير عن كرة القدم العربية؛ إذ تعادلت مع النرويج بنتيجة 2-2، وخسرت بشكلٍ متوقعٍ أمام البرازيل، فيما فازت على اسكتلندا بنتيجة 3-0، وكانت هذه النتيجة كفيلة بتأهيل المغرب إلى الأدوار المتقدمة، لكن النتائج كانت عكس المتوقع بعد خسارة البرازيل المفاجئة أمام النرويج بنتيجة 2-1، ما أقصى المغرب من المنافسة بعد إثارة إعجاب الكثيرين.
السعودية
لا شك أن منتخب المملكة العربية السعودية بات منذ عام 1994 أبرز المنتخبات العربية في بطولة كأس العالم؛ بسبب عدم تغيّبه عن البطولات اللاحقة، وكان أول ظهورٍ له في مباراته مع هولندا، التي انتهت بخسارته 2-1، ثم ألحقها بفوزٍ على منتخب المغرب بنتيجة 2-1، وانتصارٍ آخر على بلجيكا جعل السعودية تتأهل للدور الثاني؛ لتكون بذلك أول منتخبٍ عربيٍّ من غرب آسيا يصل إلى دور الـ 16، ثم خرج من البطولة بسبب خسارته أمام السويد، وكان من أبرز نجوم هذا المنتخب الذهبي: سعيد العويران، سامي الجابر، عبد الجواد وماجد عبدالله، الذين يعتبرون من أساطير الكرة السعودية.
هل كانت نتائج المنتخبات العربية في كأس العالم الأخير مشرفة؟
شاركت 4 منتخبات في آخر بطولة كأس العالم أُقيمت عام 2018، لكن نتائجها كانت مخيبةً للآمال، واتفقت جميعها على الخروج من البطولة مبكرًا، وقد كانت النتائج بالشكل التالي:
- السعودية: بدأ المنتخب السعودي مشواره في كأس العالم 2018 في روسيا بخسارة مدوية بنتيجة 5-0، وكانت هذه النتيجة مبشرةً بالسوء لكافة المنتخبات العربية المشاركة، كما خسر المنتخب أمام الأروغواي بنتيجةٍ أقل ضررٍ؛ وهي 1-0، وكان الفوز الوحيد للسعودية في هذه البطولة على المنتخب المصري بنتيجة 2-1؛ ليحتل الشقيقان المركزين الثالث والرابع ويخرجان مبكرًا من البطولة.
- تونس: كانت نتائج المنتخب التونسي في المونديال أفضل قليلًا من نتائج السعودية؛ حيث اتجهت أنظار العالم العربي له؛ للانتقال إلى دور الـ 16، لكن الأمور أصبحت أصعب بعد خسارته ضد إنجلترا في المباراة الأولى بنتيجة 2-1، ثم خسارته الفادحة أمام بلجيكا بنتيجة 5-2 وخروجه من الدور الأول في المونديال.
- مصر: لم تكون حظوظ منتخب مصر أفضل من السعودية وتونس؛ فقد خرج أيضًا من الدور الأول بعد خسارته من الأوروغواي بنتيجة 1-0، ثم أمام روسيا بنتيجة 1-3، ثم خسارته الأخيرة ضد المنتخب السعودي.
- المغرب: مشوار المغرب في كأس العالم 2018 كان متوترًا بعض الشيء؛ بسبب خسارته الأولى أمام إيران بنتيجة 1-0، ثم تعادله مع إسبانيا بنتيجة 2-2، وألحقها بخسارة أمام البرتغال بنتيجة 1-0 مما أخرجه مبكرًا من البطولة.
اقرأي أيضًا:
"فيفا" ينفي التقارير المتداولة عن تغييرات قوانين كرة القدم
لا صحة لخبر وفاة المدرب الجزائري نور الدين سعدي
