تحقيق مسبار
يعتمد هذا المقال على المصادر الموثوقة لتحديد الحقيقة العلمية حول أنّ جرثومة المعدة معدية من شخص لآخر، سواءً كان انتقالًا بين الأزواج أو بين الأطفال أو غيرهم من الفئات المجتمعيّة؛ حيث تؤدّي الإصابة بهذه الجرثومة إلى العديد من الأعراض الخطيرة التي تستدعي تدخّلًا طبّيًّا في بعض الحالات؛ على الرّغم من قدرة الإنسان على التعايش معها غالبًا. هنا سنتحدث عن طرق الوقاية من خطر الإصابة بجرثومة المعدة، إلى جانب ذكر بعض العلاجات التي يعتمد الأطبّاء؛ عليها ليستطيع جسم المريض التخلّص من الأعراض الجانبيّة والمضاعفات الخطيرة لهذا المرض.
هل جرثومة المعدة معدية من شخص لآخر؟
إنّ جرثومة المعدة واحدةً من الجراثيم المُعدية، التي تنتقل من الأشخاص المصابين إلى الآخرين عن طريق الفم عادةً، ثمّ تذهب إلى المعدة، ويُعدّ التّقبيل أحد طُرُق انتقال هذه الجرثومة؛ لأنّها يُمكن أن تعيش في اللعاب؛ حيث تشير بعض الدراسات إلى وجود بكتيريا جرثومة المعدة في لعاب 90% من المصابين، كما يُصاب بعض البشر بالجرثومة المذكورة نتيجةً لتلوّث الطّعام أو تلوّث مياه الشّرب ببراز الشّخص المصاب أيضًا، ويساعدنا ذلك في معرفة هل جرثومة المعدة معدية بين الزوجين أو للأطفال؛ فإنّها مُعدية طالما أنّها تعيش في اللعاب، ومن الجدير بالذّكر أنّ 60% من سكّان العالم مصابون بجرثومة المعدة.
ما هي العوامل التي تزيد احتمالية الإصابة بجرثومة المعدة؟
توجد العديد من العوامل التي تزيد من خطورة الإصابة بجرثومة المعدة عند الأفراد، وفيما يأتي أبرز هذه العوامل:
- العيش في الأماكن المُزدحمة: تزداد خطورة الإصابة بجرثومة المعدة عند الأشخاص الذين يعيشون مع بعضهم البعض في مكانٍ واحدٍ مزدحمٍ مقارنةً بالأشخاص الذين يعيشون في منازل ذات عددٍ قليلٍ من الأفراد فحسب.
- شرب المياه الملوّثة: لا بُدّ من البحث عن مصادر المياه النّقيّة لاجتناب الإصابة بجرثومة المَعدة؛ إذ تعد من أبرز أسباب انتقال العدوى بهذه الجرثومة كما سبق في الإجابة على سؤال هل جرثومة المعدة معدية.
- الحياة في الدّول النامية: تفتقر الكثير من الدّول النّامية في العالم إلى المصادر النّظيفة من المياه والطّعام، مع انتشار العيش في الأماكن المزدحمة، وهي من العوامل التي تُسهم في كون جرثومة المعدة معدية بين الاطفال والكبار.
- العُمر: وجدت بعض الدّراسات بأنّ أكثر من نصف المصابين بجرثومة المعدة في الولايات المُتّحدة الأمريكيّة تزيد أعمارهم على خمسين عامًا، وهذا يعني أنّ العُمر أحد عوامل خطورة الإصابة بالفيروس.
- السّكن مع أحد المصابين: تنتشر جرثومة المعدة من خلال اللعاب كما سبق في سؤال هل جرثومة المعدة معدية للآخرين، وهو ما يزيد من خطر انتقالها عند المعيشة مع شخصٍ مُصابٍ في المنزل ذاته.
- العوامل الوراثيّة: تشير العديد من الدّراسات إلى وجود بعض العوامل الوراثيّة، التي تُسهم في زيادة نسبة الإصابة بجرثومة المَعدة؛ حيث وجدت الدّراسات بأنّ أكثر من نصف السكّان الأمريكيّين أفريقيّي الأصل مصابون بالجرثومة.
ما هي أعراض جرثومة المعدة؟
يرغب الكثير من الأشخاص بمعرفة أعراض جرثومة المعدة بعد تحقّقهم من كون جرثومة المعدة معدية من شخص لآخر؛ حيث توجد العديد من الأعراض التي تصاحب إصابة الإنسان بهذه الجرثومة، وأبرزها ما يأتي:
- الشعور بالغثيان.
- ظهور آلام المَعدة وزيادتها عندما تكون المعدة فارغة.
- فقدان الشهيّة.
- فقدان الوزن غير المبرّر.
- الانتفاخ والتجشّؤ المتكرّر.
هل توجد مضاعفات لجرثومة المعدة؟
إنّ جرثومة المعدة خطيرةً ليست بذاتها، ويُمكن للإنسان أن يتعايش معها، ولكنّها تتسبّب بالعديد من المضاعفات الخطيرة الأخرى في الجهاز الهضميّ، ومن أبرز هذه المضاعفات ما يأتي:
- القُرحة: تنتشر القرحة بين 10% من المصابين بجرثومة المعدة تقريبًا، وتنتج عن تضرّر البطانة التي تقي المَعدة والأمعاء الدّقيقة؛ ممّا يسمح للأحماض الموجودة في المَعدة بتكوين القرحة.
- سرطان المَعدة: تشير العديد من الدّراسات إلى كون جرثومة المَعدة سببًا رئيسيًّا لسرطان المَعدة؛ إلّا إنّ مُعظم المصابين بالجرثومة المذكورة لا يصابون بالسّرطان.
- النّزيف الدّاخليّ: يؤدّي تفاقم القرحة النّاتجة عن الجرثومة إلى وجود نزيفٍ داخليٍّ أحيانًا؛ وذلك عندما تستطيع قرحة المَعدة اختراق الأوعيّة الدمويّة مع التعرّض إلى فقر في الدم بسبب نقص الحديد.
- انسداد المَعدة: تنسدّ المَعدة عندما تتسبّب الجرثومة بمضاعفاتٍ ينتج عنها بعض الأورام، وتؤدّي هذه الأورام إلى منع الطّعام من مغادرة المَعدة.
هل بكتيريا المعدة معدية وكيف يتم تشخيصها؟
تعد جرثومة المعدة أو بكتيريا المعدة أو ما إلى ذلك من أسماء تُعرف بها مُعديةً، وتنتقل من شخص إلى آخر؛ تبعاً للظروف البيئية المحيطة والعوامل الأخرى، ويساعد الكشف الدوري ومتابعة الأعراض أولًا بأول إلى الكشف السريع عنها واتخاذ الإجراءات اللازمة؛ للتخفيف من أعراضها؛ حيث يلجأ الأطبّاء إلى العديد من الفحوصات للتحقّق من إصابة المريض بجرثومة المعدة، وفيما يأتي أبرز هذه الفحوصات:
- فحص البراز: يعتمد هذا الفحص على أخذ عيّنة من براز المريض؛ ثمّ تحليلها للتحقّق من وجود أيّة بروتينات غريبة ترتبط مع الإصابة بمرض جرثومة المعدة، وذلك من خلال فحص مستضدّات البراز.
- اختبارات التنفّس: يأمر الطّبيبُ المريضَ بتناول أقراصٍ أو سوائلٍ تحتوي على جزيئات كربون، ثمّ يقوم المريض بالتنفّس في كيس مخصّص؛ ليتمكّن الطّبيب من فحص مستويات الكربون باستخدام جهاز معدّ للتأكّد من الإصابة بجرثومة المعدة.
- التنظير العلويّ: يَسمح هذا التّنظير للطّبيب برؤية الأجزاء الدّاخليّة من المعدة، ومعرفة مدى تعرّضها للأمراض الناتجة عن جرثومة المَعدة من خلال أنبوبٍ صغيرٍ مزوّدٍ بكاميرا، ويتمّ إدخال هذا الأنبوب من الفم إلى الحلق ثمّ المعدة.
- تحاليل الدّم: تساعدنا تحاليل الدّم على معرفة أنواع المُستضدّات التي يُنتجها الجسم لمقاومة الأمراض الغريبة، وبمعرفة أنواع هذه المستضدّات يُمكن تحديد مدى إصابة المريض بجرثومة المَعدة أو أيّ من الأمراض الأخرى.
- التّصوير المقطعيّ المحوسب: تعتمد فحوصات التصوير المقطعيّ المحوسب على الأشعّة السينيّة؛ ليتمكّن الطّبيب من رؤية الأجزاء الداخليّة للجسم بشكلٍ واضحٍ يساعده في تحديد الإصابة بجرثومة المعدة أو غيرها من الأمراض عند الحاجة.
- أخذ الخزعات: يأخذ الطّبيب عيّنةً من أنسجة المَعدة عند الحاجة إلى ذلك؛ للتّأكّد من طبيعة الأمراض التي تصيبها، ويتمّ أخذ هذه الخزعة عند إجراء التّنظير العلويّ في كثير من الأحيان أيضًا.
ما هو علاج جرثومة المعدة؟
لا يُقدّم علاج جرثومة المَعدة أيًّا من الفوائد غالبًا في حالة عدم ظهور أيّ من المضاعفات، التي تُسبّبها هذه الجرثومة بعد انتقالها من شخصٍ إلى آخرٍ كما سبق في الإجابة على سؤال هل جرثومة المعدة معدية من شخص لآخر، وفيما يأتي بعضًا من أبرز العلاجات الدوائيّة وغير الدوائيّة المُستخدمة في علاج مضاعفات جرثومة معدة عند ظهورها:
- المضادّات الحيويّة: تُسهم هذه المضادّات بقتل البكتيريا الموجودة في الجسم، ويُعدّ الأموكسيسيلين والكلاريثرومايسين من أشهر المضادّات الحيويّة التي يستخدمها المصابون بجرثومة المَعدة، إلى جانب عدّة مضادّات أخرى حسب مشورة الطّبيب.
- تقليل أحماض المعدة: يتناول بعض المصابين بجرثومة المعدة أدويةً لمنع إنتاج الأحماض في المَعدة عند وجود المضاعفات، التي تستدعي ذلك، حتّى انخفاض نسبة الأحماض وعودة المَعدة إلى طبيعتها.
- نمط التغذية: ينبغي على المصابين بأمراض جرثومة المَعدة اجتناب الأطعمة الحارّة، مع تجنّب شرب القهوة أو المياه الغازيّة والمخلّلات؛ لأنّها تُسهم في زيادة مضاعفات الجرثومة المذكورة، وتُعرف بطرق الوقاية وعلاج حموضة المعدة منزليًا.
متى يجب زيارة الطبيب بسبب جرثومة المعدة؟
على الرّغم من الخطورة المنخفضة لجرثومة المعدة؛ إلّا أنّها تتسبّب بالعديد من الأمراض ذات الخطورة المرتفعة؛ بما فيها السرطان والنّزيف الدّاخليّ كما ذُكر سابقًا، ولا بُدّ من زيارة الطّبيب على الفور من قبل المريض؛ إذ لا يمكن علاج حرقة المعدة في البيت والسيطرة على المضاعفات، عند ظهور أيّ من الأعراض الآتية:
- التعرّض لألم حادّ ومستمرّ في المعدة.
- الشعور بصعوبة في ابتلاع الطّعام.
- خروج قيء دمويّ أو قيء ذو لون أسود.
- ظهور دم في البراز.
- خروج البراز من الجسم بلونٍ أسودٍ داكنٍ.
هل نستطيع وقاية أنفسنا من جرثومة المعدة؟
يُقدّم الأطبّاء العديد من التعليمات والإرشادات التي يُمكننا اتّباعها لاجتناب خطر الإصابة بجرثومة المعدة، المعروفة باسم الملوية البوّابيّة أو الجرثومة الحلزونيّة، وذلك بعد معرفة الجرثومة الحلزونية هل هي معدية، والتأكّد من كونها مُعدية حقًّا، وتنتقل عبر اللّعاب في كثيرٍ من الحالات، ومن هذه النصائح والإرشادات ما يأتي:
- غسل اليدين بالماء والصابون بعد استخدام الحمّام، بالإضافة إلى المحافظة على غسلهما قبل تناول الطّعام أيضًا؛ لضمان عدم انتقال العدوى من اليد إلى الفم عند الأكل.
- التحقّق من نظافة جميع الأطعمة التي نرغب بتناولها مع اتّباع الإرشادات الصحيحة لطهي الطّعام؛ حيث تُسهم الكثير من هذه الإرشادات في المحافظة على صحّة الإنسان من الإصابة بجرثومة المَعدة.
- عدم شرب الماء من المصادر غير النّظيفة والتحقّق من نظافتها قبل الشرب، وتزداد أهمّيّة ذلك عند العيش في البلدان النامية أو البيوت المُكتظّة بالسكّان كما سبق.
- اجتناب تناول أيّ من الأطعمة التي يُقدّمها الآخرون دون غسل أيديهم قبل تقديمها.
اقرأ/ي أيضًا:
هل يمكن علاج حموضة المعدة بطرق طبيعية؟