تحقيق مسبار
يُحقّق هذا المقال ما إذا كان الإمساك يسبب ألم أسفل الظهر أم لا؛ ذلك بالاعتماد على المراجع الطّبّيّة الموثوقة، مع ذكر العديد من الطّرق التي يُمكنها المساعدة في الوقاية من الإصابة بالإمساك أو آلام أسفل الظّهر أيضًا، كما يتطرّق المقال إلى أبرز الأسباب التي تؤدّي إلى ظهور آلام أسفل الظّهر أو ظهور الإمساك، بالإضافة إلى ذكر الطُّرق المُتّبعة لعلاج الإمساك بما فيها الطّرق التي لا تحتاج استشارة الطّبيب؛ مثل علاج الإمساك منزليًا.
هل الإمساك يسبب ألم أسفل الظهر؟
ترتبط آلام أسفل الظّهر بالإمساك في كثيرٍ من الأحيان؛ حيث يُمكن أن يؤدّي انسداد القولون إلى الإصابة بالإمساك وينتج عنه ألمًا أسفل الظّهر، ما يدحض فكرة أن القولون يسبب ألم في أعلى الظهر كما هو متداول بين الكثيرين، ويُمكن أن تظهر آلام أسفل الظّهر كذلك نتيجةً عن الأورام أو التلوّثات التي يتسبّب بها الإمساك، وفيما يأتي قائمة ببعض الأمراض التي تؤدّي إلى الإصابة بالإمساك وألم أسفل الظّهر معًا:
- انسداد الأمعاء: تَنسدّ الأمعاء بسبب تَجمّع البراز الصّلب في الأمعاء، أو نتيجة لوجود شيءٍ يضغط على الأمعاء أو يضيّقها ويمنعها من إخراج البراز أو تحرّكه للأمام؛ ممّا يؤدّي إلى الإمساك وآلام أسفل الظّهر.
- الانتباذ البطانيّ الرّحميّ: تؤدّي الإصابة بهذا المَرض عند النّساء إلى نموّ بطانة الرّحم في أنحاء أخرى من الجسم؛ بما في ذلك الأمعاء، وينتج عن ذلك انسداد في الأمعاء وظهور أعراض الإمساك وألم أسفل الظّهر.
- الألم العضليّ التّليُّفيّ: تُعدّ آلام أسفل الظّهر إلى جانب الإمساك من الأعراض الجانبيّة التي تظهر عند الأشخاص المُصابين بمرض الألم العضليّ التّليّفيّ، كما يصاحب هذا المرض اضطرابات النوم والتّعب أيضًا.
- مرض الأمعاء الإلتهابيّ: يُصاحب هذا المرض كذلك التهاب القولون التّقرّحيّ وداء كرون، وتؤدّي هذه الأمراض إلى الإصابة بالإمساك أو الإسهال، ويصاحبها كذلك آلام أسفل الظّهر أحيانًا.
- متلازمة القولون العصبيّ: تشتمل أعراض القولون العصبيّ على الإمساك الذي يصحبه ألم أسفل الظّهر أحيانًا، وذلك مع الإصابة بعدّة أعراض أخرى أيضًا؛ ومنها: الإسهال وانتفاخ البطن.
- سرطان البنكرياس: على الرّغم من عدم ظهور أيّة أعراض لسرطان البنكرياس في مراحله المُبكّرة؛ وإنّما تصاحبه عدّة أعراض في المراحل المُتقدّمة؛ ومنها: مشاكل الجهاز الهضميّ وآلام أسفل الظّهر.
- التهاب البريتون: يُعرف التهاب البريتون باسم التهاب الصّفاق أيضًا، وهو مرض يظهر عند إصابة بطانة جوف البطن، ويتسبّب ذلك بالإمساك وآلام الجسم؛ بما فيها ألم أسفل الظّهر.
- التهاب المسالك البوليّة: يصيب هذا الالتهاب كلًّا من الكلى والمثانة والحالب ويؤدّي إلى الإصابة بالعديد من مشاكل الجهاز الهضميّ بما فيها الإمساك، وينتج عنها ألم أسفل الظّهر أيضًا في كثير من الأحيان أيضًا.
ما هي أسباب الإمساك؟
توجد العديد من الأسباب التي تؤدّي إلى ظهور أعراض الإمساك دون ارتباطها بألم أسفل الظّهر إلى جانب الأسباب المذكورة في كون الإمساك يسبب ألم أسفل الظهر أيضًا؛ وأبرزها ما يأتي:
- مشاكل الأعصاب: تؤدّي مشاكل الأعصاب المُحيطة بالقولون والمُستقيم إلى الإمساك؛ حيث تقوم بعض هذه الأعصاب بوظيفة ضغط العضلات الموجودة في كلّ من القولون والمُستقيم؛ لنقل البراز إلى الخارج.
- اعتلال العضلات: تُصاب العضلات المسؤولة عن إخراج البراز بالعديد من المشاكل التي ينتج عنها الإمساك؛ ومنها: عدم القدرة على انبساط عضلات الحوض أو عدم التّناسق في حركة انقباض وانبساط هذه العضلات.
- الخلل في الهرمونات: تقوم الهرمونات بوظيفة مهمّة في المحافظة على توازن الجسم، وينتج الإمساك أحيانًا عن بعض المشاكل في الهرمونات؛ ومن هذه المشاكل: زيادة نشاط الغدد الجار درقيّة أو قصور الغدة الدرقية.
- نمط الحياة: هناك الكثير من أنماط الحياة الشائعة التي تؤدّي إلى الإصابة بالإمساك، ومنها: تناول الأطعمة قليلة الألياف، وعدم شرب كميّات كافية من السّوائل، وتناول الكميّات الكبيرة من الحليب، ومقاومة الرّغبة في إخراج البُراز.
- أخذ الأدوية: لبعض الأدوية أعراضًا جانبيًّا تؤدّي إلى الإمساك؛ ومن هذه الأدوية: مُسكّنات الألم ذات المفعول القويّ، ومضادّات الاكتئاب، والعقاقير غير الستيرويديّة المضادّة للالتهابات، وبعض أدوية ضغط الدّم.
- متلازمة الأمعاء الكسولة: يُصاب بعض الأشخاص بمرض يؤدّي إلى الكسل في الأمعاء؛ نتيجة تقلّص القولون بشكلٍ كبيرٍ، ويؤدّي هذا التقلّص في القولون إلى الاحتفاظ بالبراز داخل الأمعاء، وهو ما يتسبّب بالإمساك.
- عيوب الجهاز الهضميّ: يظهر الإمساك عند البعض نتيجةً لعيوب هيكليّة في الجهاز الهضميّ؛ ومنها: رتق القولون، والنّاسور، وفتحة الشّرج غير المثقوبة، وسوء الدوران المعوي.
كيف يمكن معالجة الإمساك؟
يُمكن للعديد من المصابين بالإمساك تغيير نمط الحياة الخاصّة بهم من أجل العلاج، في حين تنبغي مراجعة الطّبيب والحصول على الأدوية المناسبة للعلاج في أحيانٍ أخرى؛ فإنّ الإمساك يسبب ألم أسفل الظهر إلى جانب عدّة أعراض أخرى، وفيما يأتي بعضًا من طرق معالجة هذه الحالة:
- شرب السّوائل: لا بُدّ من شرب كوبين إلى أربعة أكواب من السّوائل يوميًّا؛ للحدّ من الإصابة بالإمساك، وذلك مع اجتناب المشروبات الغنيّة بالكافين؛ فإنّها تؤدّي إلى الجفاف وزيادة حالات الإمساك.
- تناول الأطعمة الغنيّة بالألياف: تساعد الأطعمة الغنيّة بالألياف في التخلّص من الإمساك؛ ومنها: الفواكه والخضروات، ونستطيع إضافة هذه الأصناف إلى النّظام الغذائيّ اليوميّ؛ للمحافظة على صحّة المَعدة.
- تناول المُليّنات: تقوم المُليّنات بالمساعدة في إخراج البراز من المعدة والتخلّص من الشّعور بالإمساك، ويُمكن استشارة الطّبيب أو الصيدلانيّ المُختصّ للعثور على المُليّن المناسب للمريض.
- الجلوس على المرحاض بطريقة صحيحة: هناك عدّة جلسات تساعد في إخراج البراز عند استخدام المرحاض؛ ومنها: رفع القدمين أو الميلان إلى الخلف، أو اتّخاذ وضعيّة القُرفصاء المعروفة.
- مراجعة الأدوية: تنبغي استشارة الطّبيب لمراجعة الأدوية التي يتناولها مصابي الإمساك والتّحقّق من عدم تسبّبها بهذا المرض، وتغييرها عند الحاجة إلى ذلك؛ فإنّ الإمساك من الأعراض الجانبيّة لبعض الأدوية كما سبق.
- التدخّل الجراحيّ: تستدعي الإصابة بالإمساك تدخّلًا جراحيًّا في بعض الحالات؛ ومنها: حالات الانسداد المعويّ، أو تضيّق الأمعاء، أو التمزّق في فتحة الشّرج، أو تدلّي المُستقيم.
ما هي طرق الوقاية من الإمساك؟
تضمّ القائمة الآتية بعضًا من الطّرق التي تساعد في الوقاية من الإمساك:
- اتّباع نظام غذائيّ مُتوازن: ينبغي على كافّة الأشخاص الذين يصابون بالإمساك اتّباع نظامٍ غذائيٍّ متوازنٍ مع المحافظة على تناول كميّات كبيرة من الألياف؛ فإنّ الألياف تساعد القولون في التخلّص من البراز إلى الخارج.
- التّقليل من شرب الحليب: على الرّغم من ضرورة شرب السّوائل للتخلّص من الإمساك؛ إلّا أإنّ شرب الحليب يؤدّي إلى الإمساك عند بعض الأشخاص، وهذا يعني ضرورة عدم شرب كميّاتٍ كبيرةٍ من الحليب للوقاية من الإمساك.
- ممارسة الرّياضة بانتظام: تساعد المحافظة على الرّياضة بانتظام مدّة ثلاثين دقيقة يوميًّا على التخلّص من الإمساك، مع ضرورة التزام النّظام الرّياضيّ طيلة أيّام الأسبوع أو معظم هذه الأيّام.
- استخدام المرحاض عند الحاجة: يؤدّي عدم استخدام المرحاض عند الحاجة إلى ظهور مشاكل الإمساك كما سبق، ولا بُدّ من الذّهاب إلى المرحاض فور الشّعور بالحاجة إلى إخراج البراز؛ للوقاية من أمراض الإمساك على المدى البعيد.
ما هي أسباب ألم أسفل الظهر؟
إنّ آلام أسفل الظّهر لا تكون خطيرة غالبًا، ولا يُمكن تحديد السّبب الدّقيق لها في كثيرٍ من الأحيان، ومن أبرز الأسباب التي تؤدّي إلى ظهور آلام أسفل الظّهر ما يأتي:
- الانزلاق الغضروفيّ: يُعرف هذا الانزلاق باسم الديسك في كثيرٍ من أنحاء العالم العربيّ، ويؤدّي إلى الإصابة بآلام أسفل الظّهر مع العديد من الأعراض الأخرى؛ ومنها: الضّعف في منطقة أسفل الظّهر والسّاقين والقدمين.
- عرق النّسا: يُعرف عرق النّسا بأنّه تهيّج يصيب الأعصاب التي تمتدّ من أسفل الظّهر إلى القدمين، ويُمكن أن يتسبّب هذا المرض كذلك بآلام أسفل الظّهر، إلى جانب الوخز والضّعف في المنطقة ذاتها.
- التهاب الفقار القسطيّ: تتورّم مفاصل العمود الفقريّ عند البعض مُتسبّبة بمرض التهاب الفقار القِسطيّ، ويؤدّي هذا المرض إلى آلام في منطقة أسفل الظّهر، وتكون هذه الآلام شديدة في الصّباح عادةً وتتحسّن مع الحركة.
- الانزلاق الفقاريّ: يتسبّب هذا المرض بآلام وتيبّس في منطقة أسفل الظّهر؛ نتيجةً لانزلاق عظام العمود الفقريّ من مكانها، كما أنّه يؤدّي إلى الشعور بالوخز والتّنميل في هذه المنطقة أيضًا.
ما هي طرق الوقاية من ألم أسفل الظهر؟
يُعدّ تجنّب الإصابات من أبرز الطّرق للوقاية من آلام أسفل الظّهر، إلى جانب الابتعاد عن أسباب الإمساك التي سبق ذكرها عند تحقيق كون الإمساك يسبب ألم أسفل الظهر أيضًا، كما يجب اتّباع نظام رياضيّ مُخصّص لتقوية منطقة أسفل الظّهر والأنسجة المحيطة بهذه المنطقة؛ لضمان الحدّ من ظهور الآلام المذكورة، ويُمكن الاستعانة بمُختصّي العلاج الطّبيعيّ لمعرفة تفاصيل التّمارين المناسبة للوقاية من آلام أسفل الظّهر، إلى جانب الاستعانة بأخصّائيّي الرّعاية الطّبّيّة.
اقرأ/ي أيضًا:
هل يوجد مشروبات لعلاج الإمساك للأطفال؟