تحقيق مسبار
الحيض هو مدة النزيف خلال الدورة الشهرية التي تحدث للنساء بشكلٍ منتظمٍ؛ إذ تختلف طول مدة النزف أو الحيض لتتفاوت بين 5-11 يوماً؛ إلّا إنّ هنالك حالات تستدعي البحث عن علاج الدورة الشهرية الطويلة بالأعشاب؛ لتقليل هذه الأيام المزعجة عند معظم النساء، لكن في الواقع فإن اختلاف بعض الأعراض؛ مثل: طول المدة أو التدفق، لا تعتبر مشكلات تستدعي القلق؛ إلّا في بعض الحالات الصحية التي سنتحدث عنها لاحقاً.
ما هي أسباب الدورة الشهرية الطويلة؟
قبل الحديث عن علاج الدورة الشهرية الطويلة بالأعشاب يجب معرفة الدورة الشهرية الطبيعية، التي يتم حسابها عادةً منذ اليوم الأول من الحيض ولغاية اليوم الأول من المرة التالية، وتعتبر هذه المدة طويلة؛ إذا وصلت إلى 38 يوماً أو أكثر، أو إذا اختلفت عن الدورات السابقة المعتادة، وقد تحدث هذه التغيرات لأسباب متعددة تتمثل فيما يلي:
- الحمل: يُعتبر الحمل من أهم أعراض تأخر واختفاء الحيض، وقد يصاحبه أعراض أُخرى؛ مثل، الغثيان والتحسس من الروائح المختلفة، إضافةً إلى الشعور بنغزات في الثدي والتعب العام؛ لذلك يجب التوجّه مباشرةً إلى الطبيب، أو استخدام وسائل فحص الحمل؛ للتأكد من وجود حمل أو عدمه، ويمكن القول أن البرد من أسباب تأخر الدورة الشهرية أيضًا بالتشابه مع أعراض الحمل.
- استخدام وسائل تحديد النسل: بعض وسائل تحديد النسل؛ ومنها حبوب منع الحمل الهرمونية، تُسبب طولاً في مدة الدورة الشهرية واختلافاً في مدة الحيض أيضاً.
- الرضاعة الطبيعية: بعض النساء تزداد طول دورتهنّ الشهرية أثناء فترة الرضاعة؛ بسبب هرمون البرولاكتين المسؤول عن إنتاج حليب الثدي، الذي يُقلّل بشكلٍ كبيرٍ من الهرمونات الأنثوية الأخرى؛ مسبباً طولاً في مدة الدورة الشهرية وانقطاع الحيض على الإطلاق طوال فترة الرضاعة الطبيعية.
- سنّ اليأس: الاقتراب من سن اليأس قد يُدخل المرأة في دوراتٍ شهريةٍ طويلةٍ أو قصيرةٍ؛ بسبب تذبذب مستوى هرمون الأستروجين في الجسم، وقد يُصاحب هذه المرحلة مجموعةً من الأعراض؛ أهمها: الهبات الساخنة، وصعوبة النوم، والتعرق الليلي، إضافةً إلى جفاف المهبل.
- متلازمة تكيس المبايض (PCOS): تُسبب مشاكل المبيض؛ و أهما التكيسات دورات شهرية أطول، إضافةً إلى زيادة أعراض الحيض في بعض الأحيان.
- مشاكل الغدة الدرقية: خمول الغدة الدرقية يُسبب في بعض الحالات طولاً في الدورة الشهرية بحسب بعض الدراسات التي أُجريت؛ ومنها دراسة عام 2015، أظهرت وجود ارتباط بين انتظام الدورة الشهرية ومشاكل الغدة الدرقية.
- الأورام الرحمية: قد تُسبب الأورام الليفية الرحمية في جدار الرحم بإطالة الدورة الشهرية، وزيادة الأعراض المصاحبة للحيض وشدة النزيف.
- بطانة الرحم: قد يكون سبب طول الدورة الشهرية وجود الانتباذ الرحمي، وهو نمو النسيج الذي يُبطّن الرحم من الخارج مسبباً تقلصات مؤلمة .
- زيادة الوزن: اضطرابات الوزن تُؤثر بشكلٍ كبيرٍ على مستويات هرمون الأنسولين والهرمونات الأخرى المؤثرة على طول الدورة الشهرية وعدم تنظيمها، وكذلك فقدان الوزن الشديد بصورة مفاجئة قد يُسبب نقصان في إنتاج الهرمونات اللازمة للإباضة.
- الإفراط في ممارسة الرياضة: تُشير الدراسات أن ممارسة التمارين المكثفة؛ مثل رقص الباليه، تسبّب انقطاع الطمث، وطولاً في الدورات الشهرية.
- الإجهاد: يُؤثر الإجهاد بشكلٍ كبيرٍ على طول الدورة الشهرية؛ بسبب تأثيره على الجزء المتحكم في الهرمونات.
أسباب متعلقة بالنظام الصحي
تُعتبر معظم الأسباب متعلقة باتباع الأنظمة الغذائية المختلفة، التي قد تُسبب إجهاداً للغدة الكظرية والنخامية؛ بسبب نقص العناصر الغذائية المهمة، وهذا يؤثر بدوره على توازن الهرمونات في الجسم وإطالة أيام الدورة الشهرية؛ ومن هذه الأسباب يُذكر ما يلي:
- تقليل الكربوهيدرات: تعطيل وظائف الغدة الدرقية بسبب تقليل نسبة الكربوهيدرات بشكلٍ كبيرٍ، بالتالي تقليل مستويات اللبتين المنظم للهرمونات التناسلية؛ لذلك يُوصي العديد من الخبراء بإدخال 45-65% من إجمالي السعرات الحرارية اليومية من الكربوهيدرات؛ لتنظيم عمل الهرمونات المتنوعة في الجسم.
- تقليل الألياف: تقلّل الألياف من تركيز بعض الهرمونات الضرورية في الجسم؛ مثل: هرمون البروجسترون وهرمون الأستروجين، إضافةً إلى الهرمون المنبّه للجريب والهرمون الملوتن؛ إذ تلعب هذه الهرمونات دوراً أساسياً في عمليات الإباضة والتكاثر في الجسم؛ لذلك فإن زيادتها تؤثر على الإباضة وبالتالي تأخير الدورة الشهرية، في حين أن بعض الدراسات لم تثبت علاقة الألياف على طول الدورة الشهرية، لكن الخبراء يوصون بتناول كميات كافية تتراوح بين 25-30 جرام من الألياف يومياً.
- تقليل الدهون: تُعتبر الدهون من العوامل المؤثرة في تحسين الهرمونات المسؤولة عن عملية الإباضة وطول مدة الدورة الشهرية؛ لذلك ينصح الخبراء بتناول كمياتٍ كافيةٍ من الدهون الغنية بالأحماض الدهنية غير المشبعة؛ إذ يُوصي الخبراء عادةً بأن تتراوح قيمة الدهون في النظام الغذائي بين 20-35% تقريباً، ومن أهم مصادر الدهون الضرورية؛ الأسماك ومنها سمك السلمون، إضافةً إلى الزيوت النباتية وبذور الكتان وعين الجمل.
- تقليل كمية الفوليك: حمض الفوليك بشكلٍ عامٍ يُعزز التبويض المنتظم، ويرفع مستويات هرمون البروجستون خصوصاً في النصف الثاني من الدورة الشهرية؛ لهذا يقترح الخبراء تناول كمية تتراوح بين 400-800 ميكروغرام يومياً، وقد تختلف الكمية بناءً على تاريخ المريضة الطبي واحتياجاتها العامة.
- تناول الأناناس والبابايا: بعض الدراسات تُشير إلى علاقة الأناناس والبابايا بانتظام الدورة الشهرية وطول مدتها؛ بسبب احتوائها على الكاروتين، وهي عبارة عن مادة ترفع مستوى هرمون الأستروجين في الجسم، كما تساعد على تقليص الرحم، إضافةً لاحتواء الأناناس على إنزيم يسمى بـ البروميلين، يعمل بشكلٍ أساسيٍّ على زيادة تدفق الدم وتكوين كريات الدم الحمراء والبيضاء؛ لذلك يُمكن اعتباره من أنواع علاج الدورة الشهرية الطويلة بالأعشاب.
- استخدام المكملات الغذائية: يُمكن الاعتماد على بعض المكملات الغذائية في تنظيم الدورة الشهرية؛ عن طريق رفع مستوى الهرمونات في الجسم أو موازنة نقص العناصر الغذائية، لكن استخدام هذه المكملات يجب أن يكون تحت إشرافٍ طبيٍّ لتجنّب المخاطر المحتملة؛ إذ نّ المكملات لا تخضع لإدارة الغذاء والدواء؛ لذلك لا تُعتبر آمنة في جميع الحالات، خصوصاً أنها قد تتفاعل مع بعضها أو مع بعض العلاجات الأخرى.
هل يمكن علاج الدورة الشهرية الطويلة بالأعشاب؟
يمكن استخدام بعض الأعشاب لتنظيم الدورة الشهرية عن طريق تنظيم الهرمونات المسؤولة عن عملية التبويض والحيض ومن هذه الأعشاب:
- القرفة: تُساعد القرفة على تنظيم الهرمونات المسؤولة عن الحيض، خصوصاً عند النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض؛ بسبب تأثيرها على مستوى الأنسولين في الجسم؛ إذ يُمكن تناولها بشكلها الطبيعي أو على شكل مكملات غذائية.
- الكركم: تحتوي جذور الكركم على مادة الكركمين، التي تُقلل بشكلٍ كبيرٍ من أعراض الدورة الشهرية وتُساعد على تنظيمها؛ بسبب مفعولها المشابه لهرمون الأستروجين.
- زيت زهرة الربيع المسائية: يُستخدم هذا الزيت لتقليل العديد من المشاكل النسائية؛ منها تخفيف أعراض الدورة الشهرية، وتقليل الهبات الساخنة وآلام الثدي؛ بسبب احتوائه على حمض جاما لينولينيك، وهو أحد الأحماض الدهنية التي تُقلل الالتهاب بحسب العديد من الدراسات، لكن بعض الدراسات لم تجد لهذا الزيت أي فوائد تذكر على طول الدورة الشهرية وأعراضها.
- زيت الخروع: يُعتقد أنه يُحفّز تدفق الدورة الشهرية، ويُقلل من الالتهابات والآلام المصاحبة للدورة الشهرية وتقلصاتها؛ إذ يُمكن استخدامه عن طريق كمادات منقوعة بزيت الخروع تُوضع مباشرةً على البطن، ويتم تغطيتها بزجاجة ماء ساخن أو وسادة تدفئة، لكن يجب الحذر في حالات الحمل من استخدامه؛ لأنه قد يؤثر على الحمل.
- كوهوش السوداء: وهو عبارة عن نبات مزهر يُستخدم لتخفيف أعراض انقطاع الطمث المتعددة؛ مثل: الهبات الساخنة، وجفاف المهبل، كما يُستخدم لتنظيم أوقات الدورة الشهرية؛ إذ أظهرت بعض الدراسات قدرة العشبة على رفع مستويات هرمون الأستروجين في الجسم.
- تشاستيبيري: تُساعد هذه العشبة على رفع مستوى هرمون البروجسترون في الجسم وخفض مستوى البرولاكتين، بالتالي التقليل من أعراض الدورة الشهرية المتمثلة في احتباس السوائل وآلام الثدي والمزاج المكتئب.
- عشبة النار: من أهم النباتات المستخدمة لتحفيز الدورة الشهرية المتأخرة، ويُمكن استخدامه على شكل شاي أو كبسولات، لكن يجب تجنّب استخدامها في حالات الحمل.
- الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم والحديد: والتي يُعتقد أنها تنظم الدورة الشهرية وتقلل طولها؛ ومنها: الموز والزبيب والعدس.
- بذور الكزبرة: يُمكن تناول بذور الكزبرة المسلوقة مع القرفة لتقليل أعراض الدورة الشهرية وتنظيمها.
- مسحوق لحاء شجرة أشوكا: قد يُساعد شرب هذا المسحوق مع الحليب أو الماء في تقليل النزيف الغزير.
- التمر الهندي: تُساعد مضادات الأكسدة الموجودة فيه على تقليل مستويات الكوليسترول، بالتالي معالجة النزيف الشديد.
- بذور الخردل: يعتبر مسحوقة غنياً بأحماض أوميغا 3؛ لذلك فهو ينظم هرمون الأستروجين في الجسم، بالتالي يقلّل تدفق الدورة الشهرية.
- خل التفاح: يُقلل من السموم في الجسم ويحافظ على توازن الهرمونات؛ ممّا يقلّل النزيف الشديد والتشنجات المصاحبة.
هل يمكن علاج الدورة الشهرية الطويلة؟
قد تُساعد بعض الإجراءات والتدابير في تقليل الدورة الشهرية الطويلة وآلامها، ومن أهم هذه الإجراءات:
- الحفاظ على الوزن الصحي: تُشير العديد من الدراسات أن زيادة الوزن تُسبب تأخر الدورة الشهرية وزيادة آلامها، فيما تنفي دراسات أخرى علاقة الوزن بطول الدورة الشهرية؛ إذ أشارت دراسة أُجريت عام 2017 إلى وجود علاقة بين زيادة الوزن وانتظام الدورة الشهرية والعقم؛ بسبب التأثير على عمل الهرمونات في الجسم، وهذا ينطبق أيضاً على التغيرات المفاجئة في الوزن من زيادة أو نقصان؛ لذلك يُنصح بالحصول على الوزن الصحي لتنظيم الدورة الشهرية.
- ممارسة التمارين الرياضية: تُساعد ممارسة التمارين الرياضية على تقليل أعراض الحيض المؤلم؛ ومن أهم هذه التمارين ركوب الدراجات والسباحة والجري وحتى المشي.
- النوم الصحي: يُساعد النوم الصحي على تقليل مشاكل وأعراض الدورة الشهرية المؤلمة عند معظم النساء؛ إذ يجب اتخاذ بعض الإجراءات التي تساعد في الحصول على نومٍ صحيٍّ؛ وأهمها تنظيم وقت النوم والاستيقاظ، وتجنب أخذ قيلولة في النهار؛ لأنها ستؤثر على النوم في الليل، كما يجب تجنّب استخدام الهاتف أو مشاهدة التلفاز في السرير، وتقليل تناول الكافيين.
هل تؤثر الدورة الطويلة على الخصوبة؟
فعلياً تؤثر الدورة الشهرية الطويلة أو غير المنتظمة على الحمل بشكلٍ كبيرٍ؛ لأن الحمل معتمد على ممارسة الجنس قبل التبويض، وفي هذه الحالات يصعب تحديد موعد التبويض بشكلٍ دقيقٍ؛ مما يجعل الحمل أصعب هذا من ناحية، فيما قد تكون الدورة الطويلة وعدم انتظامها ناتجة عن عوامل أخرى تؤثر على الخصوبة؛ مثل: تعطل المبيض أو متلازمة تكيس المبايض؛ لذلك يجب التوجّه للطبيب لتحديد سبب المشكلة بالفعل. في بعض الحالات تكون التغيرات في الدورة الشهرية ناتجة عن الإجهاد أو تغير بعض الأنماط؛ إلّا إنّها في بعض الحالات تكون خطيرة تستوجب الذهاب إلى الطبيب، خصوصاً في الحالات التالية:
- تأخر الدورة الشهرية لمدة 3 أشهر.
- تكرّر الحيض كل 21 يوم.
- تفاوت مدة الدورة الشهرية خلال 35 يوم.
- زيادة مدة الحيض لأكثر من أسبوع.
اقرأ/ي أيضًا:
هل هناك فرق بين وجع الدورة ووجع الحمل؟
هل الرضاعة الطبيعية تمنع نزول الدورة الشهرية وتؤثر على انتظامها؟