تحقيق مسبار
يتساءل كثيرٌ من الأشخاص هل طقطقة الركبة خطيرة أم أنّها من الأصوات التي تظهر وتختفي دون الحاجة إلى رعاية طبّيّة، ويهدف هذا المقال إلى تحقيق مدى كون أصوات الطّقطقة المذكورة خطيرة، إلى جانب ذكر أسباب طقطقة الرّكبة وآلامها، مع بيان طُرق الوقاية من هذه الآلام والأصوات أيضًا بالاعتماد على المصادر العلميّة الموثوقة.
هل طقطقة الركبة خطيرة؟
على الرّغم من خطورة أصوات الطّقطقة التي تصدر من الرّكبة في بعض الأحيان؛ إلّا إنّ هذه الأصوات لا تدعو إلى القلق ولا تُعدّ خطيرة في الغالب، وذلك إذا لم يصاحبها أيّ من الآلام أو التورّمات، وتنتج الطّقطقة المذكورة عند كبار السّنّ بسبب تآكل الغضاريف التي تُغطّي المفاصل مع التقدّم في العمر؛ حيث يؤدّي ذلك إلى احتكاك العظام مع بعضها البعض مُصدرةً صوت طقطقة مسموع.
ما هي أسباب طقطقة الركبة؟
توجد العديد من الأسباب التي تؤدّي إلى ظهور أصوات طقطقة في الرّكبة، ومنها الأسباب الآتية:
- تمزُّق الغضروف المفصليّ: يتمتّع الغضروف المفصليّ بشكل يُشبه حرف C، ويقوم بإسناد الرّكبة وامتصاص الصّدمات التي تتعرّض لها، ويؤدّي تمزّق هذا الغضروف بسبب الالتواء المفاجئ أو غيره إلى ظهور أصوات الطّقطقة في الرّكبة.
- إصابة الغضاريف: يتعرّض الغضروف الذي يُغطّي الرّكبة إلى بعض الإصابات التي ينتج عنها تمزّق الغضروف، أو زوال قطعة منه، ويؤدّي ذلك إلى أصوات الطّقطقة ويتسبّب بالتّورّمات.
- هشاشة العظام: تظهر أصوات الطّقطقة لدى كثير من المصابين بأمراض هشاشة العظام، ويُمكن أن تتطوّر هذه الفرقعة وتتسبّب بالتهابات الرّكبة في كثير من الأحيان عند هؤلاء الأشخاص؛ ممّا يستوجب عليهم الحصول على رعاية صحّيّة.
- فقاعات الغاز: تتراكم الغازات في المناطق التي تحيط بالرّكبة في بعض الأحيان مع مرور الوقت، ويؤدّي ثني الرّكبة إلى تفجّر هذه الفقاعات وظهور صوت فرقعة، وهو من الحالات الطّبيعيّة التي لا تستدعي تدخّلًا طبّيًّا.
- تمدّد الأوتار: تتمدّد الأوتار والأربطة حول مفصل الرّكبة أحيانًا عند مرورها فوق الكتلة العظميّة، وتعود إلى مكانها بعد ذلك مُصدرةً صوت طقطقة يظهر في الرّكبة، وليست طقطقة الركبة خطيرة في هذه الحالة.
- متلازمة عدم استقرار الرّضفة: تؤدّي الإصابة بهذه المتلازمة إلى تحرّك الرّكبتين، أو انثنائهما بشكلٍ أكبر من المُعتاد لدى الأشخاص الآخرين، وهو ما يتسبّب بأصوات الطّقطقة.
- العمليّات الجراحيّة: تظهر أصوات الطّقطقة أحيانًا بعد إجراء العمليّات الجراحيّة حول الرّكبة، أو عند استبدال مفصل الرّكبة؛ وذلك بسبب التُغيّرات الطّفيفة التي تطرأ بعد العمليّة.
كيف يمكن معالجة طقطقة الركبة؟
لا يحتاج المُصابون إلى أيّة علاجات عند ظهور أصوات طقطقة في الرّكبة غالبًا؛ إلّا أنّ العلاجات تُصبح ضروريّة عند وجود ألم يصاحب هذه الأصوات، ويختلف نوع العلاج بالاعتماد على السّبب الأساسيّ للأصوات المذكورة والآلام، ومن أبرز علاجات صوت الطّقطقة ما يأتي:
- ممارسة الرّياضة التي تُحسّن من حالة الرُّكبة؛ مثل المشي أو السّباحة.
- استخدام الأدوية مضادّة الالتهابات غير الستيرويدية.
- استعمال الثّلج لتقليل الالتهابات عند وجودها، إضافة إلى استخدام المياه الحارّة.
- المحافظة على العلاج الطّبيعيّ والتزام التّمارين التي من شأنها تقوية العضلات حول المفصل.
- استبدال المفصل أو الرّكبة عند الحاجة إلى ذلك حسب رأي الطّبيب المُختصّ عندما تكون طقطقة الركبة خطيرة.
هل توجد طريقة للوقاية من طقطقة الركبة؟
تحتوي القائمة التالية على العديد من الإرشادات التي تُسهم في وقاية الرّكبة من أصوات الطّقطقة:
- ارتداء الأحذية المُناسبة.
- الإحماء قبل التّمارين الرّياضيّة.
- التزام تمارين الإطالة بعد التّمارين الرّياضيّة.
- المحافظة على الوزن الصّحّيّ لتقليل الضّغط على الرُّكبتين.
- التزام التّمارين الرّياضيّة التي تُسهك في تقوية عضلات السّاق مثل السّباحة.
متى يجب مراجعة الطبيب بسبب طقطقة الركبة؟
تجب مراجعة الطّبيب عند ظهور الآلام التي تصاحب طقطقة الرّكبة، وذلك لمنع أيّة مضاعفات تنتج عن هذه الطّقطقة؛ فإنّها تشير إلى حالات مَرَضيّة أكثر خطورة أحيانًا؛ مثل إصابات الرّباط الصّليبيّ، كما تنبغي زيارة الطّبيب والتّحقّق من أسباب الطّقطقة في حالة تكرارها بشكل كبير؛ حيث تدلّ هذه الأصوات أحيانًا على ضرورة تقليل الوزن، أو اتّباع التّمارين التي تُسهم في تقوية الرّكبة بشكلٍ أفضلٍ؛ من أجل المحافظة على ركبة صحّيّة.
ما هي أسباب آلام الركبة؟
تظهر آلام الرّكبة نتيجة للعديد من الإصابات المباشرة أو الأسباب الميكانيكيّة والالتهابات، ومن أسباب الآلام المذكورة ما يأتي:
- إصابة الرّباط الصّليبيّ الأماميّ: تُعرف هذه الإصابة بأنّها تمزّق في الرّباط الصّليبيّ، الذي يُعدّ واحدًا من الأربطة التي تربط عظمة السّاق بعظم الفخذ، وتنتج الإصابة المذكورة عن التغيير المفاجئ في حركة الجسم غالبًا وتتسبّب بآلام الرّكبة.
- الكسور: تنتج الكسور عن الإصابات المباشرة للرّكبة بسبب السّقوط أو الحوادث المختلفة، كما تؤدّي هشاشة العظام إلى الكسور عند القيام بأيّ من الحركات الخاطئة، ويتسبّب ذلك بآلام شديدة في الرّكبة.
- تمزّق الغضروف الهلاليّ: يعمل الغضروف الهلاليّ على امتصاص الصّدمات، وهو غضروف مطّاطيّ بين عظم السّاق وعظم الفخذ، ويُمكن أن يتمزّق هذا الغضروف عند لَيّ الرُّكبة فجأةً؛ ممّا يتسبّب بآلام في هذه المنطقة.
- التهابات جراب الركبة: يُعرف جراب الرّكبة بأنّه سائل يحمي الجُزء الخارجيّ من مفصل الرّكبة لتنزلق الأوتار والأربطة بسلاسة فوق المفصل، وينتج عن بعض الإصابات في الرّكبة التهاب في الجراب، ويؤدّ ذلك إلى ظهور آلام الرّكبة.
- التهاب الوتر الرّضفيّ: تكثر إصابات التهاب الوتر الرّضفيّ عند المُتزلّجين وراكبي الدّرّاجات والمشتركين في رياضات القّفز، وهو الوتر الذي يمتدّ من الرّضفة إلى السّاق، وتظهر آلام الرّكبة عند التهاب هذا الوتر.
- متلازمة الشّريط الحرقفيّ الظّنبوبيّ: يُصبح شريط الأنسجة الصّلب، الذي يمتدّ من خارج الرك إلى خارج الرّكبة، ضيّقًا في بعض الأحيان، وتُعرف هذه الحالة باسم متلازمة الشّريط الحرقفيّ الظّنبوبيّ وينتج عنها آلام في الرّكبة.
- خلع الرضفة: يُمكن تعريف خلع الرّضفة بأنّه انزلاق العظم المثلّثيّ، الذي يُغطّي الجزء الأماميّ من الرّكبة عن مكانه، وينزلق هذا العظم إلى الجزء الخارجيّ من الرّكبة في الغالب مُسبّبًا الآلام التي تظهر في هذه المنطقة من الجسم.
- آلام عظم الورك أو القدم: يلجأ كثيرٌ من الأشخاص إلى تغيير طريقة المشي بسبب آلام عظم الورك أو آلام القدم؛ ممّا يزيد من الضّغط على عظام مفصل الرّكبة، وينتج عن ذلك آلام تصيب الرّكبة؛ بسبب زيادة الضّغط عليها.
ما هي أبرز أنواع التهابات الركبة؟
تُعدّ الالتهابات من الأسباب التي تؤدّي إلى ظهور آلام في منطقة الرّكبة؛ بما فيها الالتهابات التي تنتج عن هشاشة العظام كما سبق في بيان كون طقطقة الركبة خطيرة وبيان أسباب هذه الطّقطقة، وفيما يأتي أبرز أنواع التهاب الرّكبة:
- الالتهاب المفصليّ العظميّ: يُعرف هذا الالتهاب كذلك باسم التهاب المفاصل التنكُّسيّ، ويؤدّي هذا الالتهاب إلى تآكل الرّكبة وتمزّقها، ويظهر عندما تسوء الحالة الصّحّيّة للغضاريف بسبب التقدّم في العمر أو الاستخدام الكثير للمفصل.
- التهاب المفاصل الرّوماتويديّ: يصيب التهاب المفاصل الرّوماتويديّ مختلف المفاصل الموجودة في الجسم؛ بما فيها الرّكبة، وهو واحد من أمراض المناعة الذّاتيّة، كما أنّه من الأمراض المُزمنة؛ إلّا إنّ حِدَّته تختلف من وقت إلى آخر.
- النّقرس: يظهر النُّقرس في المفاصل عند تراكم حمض اليوريك، وهو أحد أنواع الالتهاب التي تُصييب الرّكبة؛ إلّا إنّه يصيب أُصبع القدم الكبير بشكلٍ أكبر.
- النّقرس الكاذب: يحدث النّقرس الكاذب عند تراكم بلّورات الكالسيوم في مفصل الرّكبة بدلًا من تراكم حمض اليوريك كما في النّقرس، وإنّ الرّكبتين أكثر المفاصل التي يُصيبها النّقرس الكاذب، وعادةً ما يتمّ الخلط بين هذا المرض وبين النّقرس.
- التهاب المفاصل الإنتانيّ: يتسبّب التهاب المفاصل الإنتانيّ بتلف شديد في مفصل الرّكبة، وعادة ما تُصاحبه الحُمّى إضافة إلى عدّة أعراض أخرى؛ كالتّورّم والاحمرار، بالإضافة إلى الآلام، ويجب استشارة الطّبيب عند ظهور هذه الأعراض.
كيف يمكن الوقاية من آلام الركبة؟
تحتوي القائمة التالية على العديد من الإرشادات التي تُهسم في الوقاية من ظهور آلام الرّكبة:
- التّخلّص من الوزن الزّائد: يضع الوزن الإضافيّ حملًا زائدًا على مفاصل الرّكبةP ممّا يؤدّي إلى زيادة خطورة إصابات الرّكبةK بالإضافة إلى ظهور التهابات الرّكبة، وتُسهم المحافظة على الوزن المُناسب في تَجنّب هذه الإصابات والالتهابات.
- ممارسة الرّياضة بشكل صحيح: لا بُدّ من اتّباع تمارين الإحماء والاستعداد الجيّد قبل ممارسة الرّياضة مع أخذ الوقت الكافي للتّكيّف، وذلك لتجنّب عدد كبير من الإصابات التي تتعرّض لها الرّكبة.
- تمرين العضلات: يؤدّي ضعف العضلات إلى زيادة خطورة الإصابة في منطقة الرّكبة، وينبغي المحافظة على تمارين عضلات الفخذ الأمامية والخلفية، بالإضافة إلى جميع العضلات التي تدعم الرّكبة؛ بما فيها العضلة رباعيّة الرّؤوس.
اقرأ/ي أيضًا:
هل ألم الرقبة يسبب صداع ودوخة، وهل يوجد علاج لذلك؟
هل القولون يسبب ألم في أعلى الظهر؟