` `

هل يمكن تداول العملات الرقمية من الصفر؟

أعمال
29 أغسطس 2021
هل يمكن تداول العملات الرقمية من الصفر؟
يوجد في العالم أكثر من 1500 عملة رقمية مُشفرة والعدد قابل للزيادة (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

العملة الافتراضية هي عبارة عن تمثيل قيمة العملة رقميًا أو تخزين قيمتها باستخدام التشفير؛ لتأمين المعاملات التي يتم تسجيلها وبيعها وشرائها بطرق عدّة، وهذا ما يُطلق عليه تداول العملات الرقمية، الذي يتم ضمن آليات معينة ووفق قواعد خاصة، لكن الحقيقة أن هذا النوع من التداول يحمل الكثير من الخطر؛ بسبب الخسائر الكبيرة المحتملة، التي سنتحدث عنها بالتفصيل في هذا المقال، كما سنتحدث عن طرق تجارة العملات الإلكترونية وكل ما يتعلق في هذه التجارة.

ما هو تداول العملات الرقمية؟

العملات الرقمية أو المشفرة كما يُطلق عليها أحيانًا تُعتبر أحد أشكال النقود الإلكترونية، وتوجد على شكل رموز رقمية تستخدم سلاسل مشفرة من كتل البيانات، ويتم استخدامها للبيع والشراء والتداول، وهي عملات يمكن إنتاج المئات منها عن طريق تشفير البيانات بطرق معينة؛ وهذا سبب وجود العديد منها في الأسواق المالية، أما تداول العملات المشفرة فهو عملية المضاربة على سعرها من خلال عمليات الشراء والبيع في البورصة؛ إذ يتميز سوق العملات الرقمية بأنه لامركزي؛ أيّ أنه غير خاضع لأيّ سلطة مركزية، أما التكنولوجيا الأساسية الداعمة لعملية التداول هي البلوكشين Blockchain أو تقنية دفتر الأستاذ الموزع ونظرية الند للند. تعتبر البيتكوين أهم العملات الرقمية وأقدمها، ولعل معظم الناس لا يعرفون سواها من العملات الرقمية، وتمتلك أعلى قيمة بين جميع العملات في العالم، التي تُعادل قرابة 54280.00 دولارًا قابلة للزيادة أو النقصان بحسب وضع البورصة.

أنواع العملات المشفرة

يوجد في العالم أكثر من 1500 عملة رقمية مُشقرة والعدد قابل للزيادة في كل لحظة؛ إذ يتم إنشاء العديد من هذه العملات يوميًا، لكن هنا سنتحدث عن بعض هذه العملات المتوفرة ومزاياها البسيطة:

  • البيتكوين: تعتبر أقدم وأشهر عملة افتراضية في العالم؛ إذ تمّ إنشاؤها عام 2009، وهي عملة لامركزية تم من خلالها إجراء العديد من عمليات البيع والشراء عبر الإنترنت، كما يعد البيتكوين مسموح في السعودية.
  • الأثيريوم: وهي عبارة عن شبكة عملة مشفرة تُستخدم لتسهيل العقود الذكية؛ عن طريق برنامج لا مركزي يسمح ببناء العقود الذكية على الشبكة دون رقابة أو خوف من الاحتيال، ويمكن تعريفها أيضًا بأنها منصة برمجية لامركزية تتيح إنشاء العقود الذكية وتشغيلها دون تدخل طرفٍ ثالثٍ؛ إذ يُعتبر الهدف من إنشائها تكوين منتجات مالية متاحة لجميع الأفراد في مختلف دول العالم دون رقابةٍ ماليةٍ من دولهم، خصوصًا في الدول الفقيرة، كما أنها تُمكّنهم من الوصول إلى الحسابات المصرفية والقروض والعديد من المنتجات المالية الأخرى، وتم إطلاقها عام 2015، وتعتبر ثاني أكبر عملة إلكترونية قيمةً بعد البيتكوين.
  • لايتكوين: عملة افتراضية تم إطلاقها عام 2011 بواسطة تشارلي لي، وتتبع هذه العملة خطى البيتكوين بشكلٍ كبيرٍ؛ إذ تعتمد على شبكة دفعٍ عالميةٍ مفتوحة المصدر لامركزية ولا تخضع لسيطرة أي دولة، ويمكن فك تشفيرها بواسطة وحدات المعالجة المركزية، فيما تختلف هذه العملة عن البيتكوين بأنها أسرع من ناحية توليد الكتل، بالتالي تحتاج لوقتٍ أقل في تأكيد المعاملات، ويُمكن اعتبارها سادس عملة افتراضية في العالم من حيث القيمة بحسب إحصائيات عام 2021.
  • كاردانو: هي عملة افتراضية تمّ إنشاؤها من قبل علماء الرياضيات والمهندسين وخبراء التشفير بمشاركة تشارلز هوسكينسون، وهو واحد من الأعضاء المؤسسين لعملة إيثر يوم؛ وذلك بعد اختلافه معهم ومن ثم مشاركته في إنشاء عملة جديدة.

ميزات العملات الرقمية

تعتبر لامركزية العملات الرقمية من أهم مزاياها وعيوبها في الوقت نفسه؛ ذلك لأنها لا تخضع لأي هيئةٍ رقابيةٍ أو بنكٍ مركزيٍّ دوليّ؛ فعلى سبيل المثال البيتكوين غير مسموح في الجزائر؛ لذلك فهي تسمح لمالكها بشراء أي منتج أو سلعة مادية وتداولها واستثمارها بحريّة تامّة، لكن هذه الميزة تجعل الدول تحاربها وتتهمها بأنها وسيلة لشراء السلع الممنوعة. الميزة الثانية للعملات الرقمية هو كَثرتُها وسهولة إنتاجها؛ إذ يمكن إنتاج المئات منها عن طريق سلاسل معينة من الرموز؛ لتداول الخدمات والسلع التي تقدمها الشركات، يُضاف إلى ذلك سهولة تحويلها من مستخدمٍ لآخر، كما يُمكن من خلالها تحويل الأموال العادية في البلدان المختلفة بسرعةٍ تفوق الحوالات البنكية الطبيعية.

تعتبر عدم القدرة على تتبّع عمليات التحويل بالإضافة إلى عدم معرفة المصدر؛ ميزة أخرى لهذه العملات؛ فمعظم المعلومات مجهولة المصدر؛ مثل البيتكوين، التي لا يمكن معرفة الجهة المنتجة لها، أو تتبّع مسار تحويلها، وهذا يجعلها مُفضّلة في بعض الأحيان، خصوصًا عند القيام بصفقاتٍ سريّةٍ؛ إلّا إنّ هذا يًعتبر أيضًا سبب استخدامها في الصفقات المشبوهة.

كيف يمكن تداول العملات المشفرة؟

عند التفكير في تجارة العملات الإلكترونية أو الاستثمار فيها يجب أولًا تحديد الغاية، وهل تريد الشراء أو التداول؛ إذ يكتفي بعض الأشخاص بشراء العملات الرقمية لاعتقادهم بأنها ستحقّق لهم غايات وأرباح في المستقبل، وأنّها من أفضل الاستثمارات الممكنة؛ مثل شراء الذهب، بل ويعتقدون أنها موثوقة بشكلٍ أكبرٍ؛ إذ يمكن امتلاك العملات المشفرة عن طريق شرائها بقيمةٍ ماليةٍ معينة، كما يُمكن المضاربة أو التداول بسعر هذه العملة دون امتلاكها باستخدام أدوات معينة تسمى عقود الفروقات للعملات المشفرة؛ وهنا يتوجب عليك هنا دفع سعر الأصل بالكامل. 

الفرق بين تجارة العملات الإلكترونية والتداول

  1. عند المضاربة بوحدة العملة المشفرة يتعيّن على العميل دفع سعر الأصل بالكامل، أمّا في حال التداول فيُمكن طرح نسبة صغيرة من الأملاك وزيادة السعر حسب العروض الموجودة.
  2. المستثمرون في العملات الرقمية لا يدفعون رسوم إيداع أو سحب للعملة، كما لا يتوجّب عليهم دفع ضرائب على أرباح التداول، لكن في حال بيع وشراء العملات بشكلٍ مباشرٍ قد يترتب عليهم بعض الرسوم.
  3. المخاطرة في حال التداول تعتبر أكبر؛ إذ يُمكن تضخيم الخسائر في حال الخطأ في الاستراتيجيات المتبعة.

هل يمكن تعلم تداول العملات الرقمية من الصفر؟

لخوض غمار التداول  يجب اتباع الخطوات التالية:

  • إنشاء الحساب: عملية تداول العملات المشفرة تحتاج إلى الشراء والبيع عبر البورصة؛ لذلك يتوجب إنشاء حساب خاص لتخزين العملات الرقمية في المحفظة الرقمية، كما يُمكن اللجوء إلى حساب وسيط للوصول إلى البورصة الأساسية؛ إذ يعمل هذا الوسيط على استعراض السوق وتبادل العملات بشكلٍ أسرعٍ وأسهل.
  • تحديد العملات المتداولة: يبلغ عدد العملات الرقمية المتوفرة قرابة 1500 عملة؛ لذلك يجب تحديد العملات التي تريد تداولها بالفعل مع القدرة على تداول العملات الأخرى، ولعل أبرز هذه العملات هي البيتكوين والبيتكوين كاش؛ إلا أن سوق العملات الرقمية مليء بالعملات الأخرى التي يتم إنتاجها طوال الوقت.
  • تحديد الاستراتيجية الخاصة: يجب فهم سوق العملات المشفرة بشكلٍ كاملٍ وفهم السوق الخاص بك؛ إذ تعتمد أسعار العملات الرقمية على مجموعة من العوامل المهمة، وكلّما زاد عدد المهتمين والمنخرطين في هذه العملات زادت العوامل المؤثرة؛ إذ يُلاحظ أن أسعار العملات الرقمية اختلفت خلال الفترة الماضية، وتأثرت بسبب المخاوف من التنظيم الحكومي وتصريحات رجال الأعمال والوزراء المؤثرين في العملات المشفرة.
  • تطبيق الاستراتيجية: بعد تحديد الاستراتيجية المناسبة يجب تحديد شروط الإغلاق، وهي النقطة التي ستخرج فيها من الصفقة؛ إذ تُعتبر عملية تبادل العملات الرقمية عملية محفوفة بالمخاطر وتنطوي على الكثير من المغامرة؛ لذلك يجب إغلاق الصفقة بمجرد الوصول إلى الهدف أو الوصول إلى أقصى درجات الخسارة، وهذا الأمر بحاجة لتدريب طويل وخبرات معينة؛ لذلك يُفضّل عادةً البدء بالتداول بمبالغ صغيرة نسبيًا؛ لاختبار الأسواق المالية بالشكل المطلوب.

أهم النصائح في تجارة العملات الإلكترونية

يُمكن من خلال اتباع بعض النصائح تجنّب الأخطاء أثناء عملية التداول؛ لتحقيق أقصى درجات الاستفادة من الأموال دون خسائر كبيرة، وهذه النصائح عبارة عن خلاصة تجارب علماء ومتخصصين في التداول، ويُذكر منها:

  • الحذر من الاحتيال: سوق العملات الرقمية ليس بمعزل عن عمليات الاحتيال؛ إذ يُمكن الوقوع في شباك المحتالين الذين يستثمرون أموال الناس؛ لذلك يجب الانتباه إلى الشركة أو الجهة التي تستثمر فيها أموالك بشكل صحيح وجمع المعلومات حول عدد المستخدمين.
  • وضع حد للتداول: يجب تحديد سقف أعلى للخسارة، والتداول بمبالغ معينة يمكن تحملها، وعدم الانخراط في المغامرات الكبيرة والتداول بأرقام لا يمكن تحمل خسارتها.
  • التنويع في العملات: مع تعدد العملات الرقمية المتوفرة فمن غير المجدي التداول في عملة واحدة فقط، بل يُفضّل توزيع المال على أكثر من عمل، وهذا يحمي من المخاطر في حال انخفاض قيمة العملة بشكلٍ كبير.
  • التداول طويل الأمد: أسعار العملات الرقمية تختلف يومًا بعد يوم؛ لذلك يُفضل ترك الأموال في السوق لعدة أشهر وعدم الخوف في حال انخفاضها واللجوء السريع إلى البيع؛ لذا يجب أحيانًا الصبر والمغامرة.
  • استخدام برنامج تداول العملات الرقمية: بعض برامج التداول تكون مفيدة، لكن لا يُفضّل استخدامها للمبتدئين؛ لأنهم بحاجة لفهم طبيعة التداول في البداية، وفي حال وجود خوارزميات حقيقية تحدّد وقت صفقات البيع والشراء؛ فإن الجميع يستخدمها في الوقت نفسه، لكن العديد من المستثمرين يتبعون هذه الاستراتيجيات في التداول لتحقيق أكبر قدر ممكن من الأرباح.

تجنب أهم الأخطاء 

يقع العديد من المبتدئين والخبراء أحيانًا بأخطاء في عملية التداول يجب تجنبها لتحقيق الأرباح المطلوبة؛ وهي:

  • شراء العملات لأن السعر منخفض: عادةً في سوق البورصة يعتمد الكثيرون على الشراء عند انخفاض الأسعار، لكن العملات الرقمية منخفضة السعر قد تكون بمعدل استخدام قليل؛ لذلك يجب تجنّب شرائها.
  • الوقوع ضحية الاحتيال: بعض الأشخاص يقعون ضحايا الاحتيال؛ إذ تصلهم رسائلًا إلكترونيةً تقنعهم بتحويل الأموال إلى محافظ معينة مقابل الحصول على أرباح تقدّر بضعفين أو ثلاثة، لكن الحقيقة أن هذه مجرد أوهام فلا أحد يُعطي المال دون مقابل.
  • انتحال العملات: يستطيع بعض الأشخاص زيادة أو خفض سعر العملات الرقمية غير المعروفة عن طريق إنشاء أوامر بيع وشراء مزيفة، وهذا يُسبب ارتفاع سعر العملة عندها يعمل المستثمرون على شراء هذه العملة مُتسببين بغير قصدٍ رفع سعر العملة بشكلٍ أكبرٍ، عندها يختفي المحتالون ما ينتج عنه انهيار العملة بالكامل وخفض سعرها.
  • المحافظ المخادعة: عند إنشاء حساب في محفظة معينة لحفظ العملات الرقمية يجب استخدام الأسماء الكبيرة والمعروفة؛ مثل: MetaMask أو Ledger أو Exodus أو Trezor؛ إذ إن بعض المحافظ غير المعروفة قد تكون وهمية ومزيفة ويتم من خلالها سرقة أموال التشفير.
  • استثمار جزء من المال: يجب الانتباه دائمًا إلى الاستثمار بجزءٍ معقول من الأموال؛ مثلًا 5% ،وعدم الانخداع بمن يروّج باستثمار جميع الأموال في البورصة، بالإضافة إلى الاحتفاظ بصندوق أو قيمة مالية للطوارئ.
  • العملات الرقمية ليست الطريق إلى الثراء: يجب معرفة أن التداول في العملات الرقمية لا يُعتبر الطريق المثالي إلى الثراء، وأنه طريق محفوف بالمخاطر يحتاج إلى جهدٍ كبيرٍ وتعلّم العديد من الأساسيات.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل البيتكوين مسموح في تركيا؟

هل الدولار أقوى عملة في العالم؟

هل يمكن الربح من الانترنت بدون استثمار مالي؟ 

هل يمكن عمل مشاريع ناجحة برأس مال صغير؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على