تحقيق مسبار
يُصاب العديد من الأشخاص بأعراض متلازمة نتف الشعر؛ ممّا يؤدّي إلى التّقليل من تواصلهم مع الآخرين، بالإضافة إلى ظهور الكثير من المضاعفات الصّحّيّة التي تؤثّر بدورها على الشّعر والجلد، أو الاجتماعيّة التي تؤثّر على الثّقة والانخراط مع الآخرين، ويساعدنا هذا المقال في معرفة الكثير من التّفاصيل التي تتعلّق بهذه المتلازمة؛ ومن ذلك: معرفة الطّرق المُتّبعة لمعالجة اضطرابات نتف الشّعر، والمضاعفات التي تنتج عن الإصابة بهذا المرض، إلى جانب ذكر العوامل التي تزيد من خطورة الإصابة أيضًا.
هل يمكن التخلص من متلازمة نتف الشعر؟
تُعرف متلازمة نتف الشعر بأنّها اضطراب يجبر الشخص على إزالة الشعر أو نتفه؛ ممّا يؤدّي إلى تساقطه، وتصل نسبة الإصابة بهذا الاضطراب إلى 4% من الأفراد، ويَكثر شيوعه لدى الأطفال مقارنةً بإصابة البالغين به، ويُمكن علاج اضطراب نتف الشّعر بعدّة من الطّرق الدّوائيّة أو السّلوكيّة التي تضمن التخلّص من عادات منف الشّعر؛ إلّا إنّ العلاج الدّوائيّ لا يكفي وحده دون علاج السّلوك.
كيف يتم التخلص من عادة نتف الشعر؟
يتمّ التخلّص من عادة نتف الشّعر عند المُصابين عن طريق العديد من العلاجات السّلوكيّة أو الدّوائيّة، ونذكر منها ما يأتي:
- العلاج الانعكاسي لعادة نتف الشّعر: يَمُرّ المريض بخمس مراحل خلال العلاج الانعكاسي لعادة نتف الشّعر، وهو أحد أنواع العلاجات السّلوكيّة، وفيما يأتي تفاصيل مراحل هذا العلاج:
- التّدريب التّوعويّ: يهدف التّدريب التّوعويّ إلى مُساعدة المُصابين بمعرفة العوامل النّفسيّة، بالإضافة إلى التعرّف على البيئة التي يُمكن أن تؤدّي إلى ظهور نوبات نتف الشّعر.
- تدريب الاستجابة التّنافسيّة: في هذه المرحلة يتعلّم المُصاب كيفيّة اتّباع السّلوكيّات المُختلفة بدلًا من سلوكيّات نتف الشّعر عند التعرّض لأيّ من النّوبات.
- الدّافع والامتثال: ينخرط المُصاب بالعديد من الأنظمة والسّلوكيّات، التي من شأنها تذكيره بأهمّيّة التزام خطوات العلاج السّلوكيّ لمتلازمة نتف الشّعر، وذلك مع تلقّي الثّناء والمدح من الأصدقاء وأفراد العائلة.
- تدريب الاسترخاء: تساعد تدريبات الاسترخاء على إزالة التوتّر الذي يؤدّي إلى نتف الشّعر، وتشمل هذه التّدريبات التنفّس العميق وتقنيّات الاسترخاء الأخرى.
- تدريب التّعميم: يبدأ المُصاب بتعميم الطّرق السّابقة؛ للتخلّص من نوبات نتف الشّعر في العديد من الأماكن والمواقف حتّى تُصبح السّلوكيّات الجديدة، التي تدرّب عليها، تلقائيّة بدل سلوكيّات نتف الشّعر.
- العلاج بالمعرفة: يعدّ العلاج بالمعرفة واحدًا من أنواع العلاجات السّلوكيّة، التي من شأنها تعريف المُصابين بالمُعتقدات والعوامل التي تؤدّي إلى ظهور متلازمة نتف الشّعر؛ لتغييرها أو اجتنابها.
- علاج القبول والالتزام: يعتمد هذا العلاج على تدريب مصابي متلازمة نتف الشعر، وتعرفيهم بطرق قبول دوافع نتف الشّعر دون ظهور أيّ من عادات نتف الشّعر بشكل فعليّ.
- تدريب التنفّس العميق: يلجأ كثيرٌ من المصابين بأمراض متلازمة نتف الشّعر إلى تمارين التنفّس العميق؛ للتخلّص من الشّعور بالتوتّر، وهو ما يُسهم في الحدّ من عدم نتفهم للشّعر.
- العلاج الأُسريّ: يُعدّ العلاج الأُسريّ واحدًا من العلاجات النّافعة للأطفال والمراهقين؛ حيث يقوم الوالدين بتوجيه الأبناء إلى الأساليب التي يُمكنها مساعدتهم في التخلّص من نتف الشّعر؛ ليقوم الابن باتّباعها والتحكّم بهوس نتف الشّعر.
- العلاجات الدّوائيّة: يُمكن للأدوية مساعدة المُاصبين في التّقليل من الاكتئاب وأيّ من الأعراض الأخرى التي تُسهم في ظهور عادة نتف الشّعر، ومن هذه الأدوية ما يأتي:
- مثبّطات استرداد السيروتونين الانتقائيّة.
- كلوميبرامين الذي يُعدّ واحدًا من مضادّات الاكتئاب ثلاثيّة الحلقات.
- النالتريكسون الذي ينتمي إلى المضادّات الأفيونيّة.
- الأولانزابين المُستخدم كمضادّ للذهان.
- العلاج الجماعي: يُمكن للمُصاببين بمتلازمة نتف الشّعر الجلوس أو التّواصل مع بعضهم؛ لتقديم الدّعم بدلًا من العُزلة التي تزيد من أعراض نتف الشّعر، ويُمكن التّواصل من خلال الوسائل الحديثة أيضًا لدعم بعضهم البعض.
ما هي عوامل خطورة الإصابة بمتلازمة نتف شعر الرأس من الجذور؟
لم يستطع المُختصّون معرفة السّبب الدّقيق الذي يؤدّي إلى ظهور أعراض مُتلازمة نتف الشّعر، ويُمكن أن يكون هذا المرض مرتبطًا ببعض التّغيّرات التي تطرأ على مسارات الدّماغ، وهناك العديد من العوامل التي تؤدّي إلى زيادة خطورة الإصابة بمرض متلازمة نتف الشعر، ومنها ما يأتي:
- العوامل الوراثيّة: تُعدّ الجينات الوراثيّة من الأسباب التي تزيد خطورة الإصابة بمتلازمة نتف الشّعر، وتكثر الإصابة بهذه المتلازمة عند الأفراد الذين لديهم أقارب مصابون في درجة القرابة الأولى كالأب أو الشّقيق.
- العُمُر: غالبًا ما تظهر أمراض متلازمة نتف الشّعر خلال فترة المراهقة المُبكّرة أو قبل هذه الفترة العمريّة ويستمرّ معهم مدى الحياة، ويُمكن أن يُصاب الرّضيع بهذا المرض؛ إلّا إنّ أعراضه تختفي تلقائيًّا بعد ذلك.
- الضّغوط النّفسيّة: يتعرّض العديد من الأفراد إلى الضّغوطات النّفسيّة التي تنتج عن مواقف الحياة المُختلفة، وتؤدّي هذه الضّغوط والإجهادات النّفسيّة إلى ظهور متلازمة نتف الشّعر لديهم.
- الإصابة باضطرابات أُخرى: لاحظ المُختصّون بأنّ متلازمة نتف الشّعر تظهر لدى الأشخاص المُصابين ببعض الاضطرابات الأُخرى؛ ومنها: القلق أو الاكتئاب أو اضطراب الوسواس القهري.
- صدمة الطّفولة: يكون الشّخص الذي تعرّض إلى صدمة الطّفولة أكثر عُرضة للإصابة باضطرابات نتف الشّعر حسب المنظّمة الوطنيّة للأمراض النّادرة في الولايات المُتّحدة الأمريكيّة؛ إلّا إنّ ذلك يحتاج مزيدًا من الأبحاث.
ما هي أعراض الإصابة بمتلازمة نتف الشعر من الجذور؟
تحتوي القائمة التالية على العديد من الأعراض التي تصاحب الإصابة بمتلازمة نتف الشّعر:
- نتف الشّعر المُتكرّر: تظهر سلوكيّات نتف الشّعر على نحوٍ مُستمرٍّ عند المصابين، ويَكثر نتف الشّعر لديهم في مناطق فروة الرّأس أو الحاجبين أو الرّموش عادةً مع نتف الشّعر من الأماكن الأُخر أحيانًا.
- الرّاحة عند نتف الشّعر: يعاني المُصاب بالتّوتّر قبل نتف الشّعر أو عند مقاومة سلوك النّتف مع الشّعور بالرّاحة والمُتعة والسّعادة عند القيام بنتف الشّعر.
- نتف الشّعر دون وجود اضطرابات أُخرى: يُعدّ عدم وجود اضطرابات عقليّة أُخرى يُعزى إليها نتف الشّعر من أبرز أعراض هذه المتلازمة، وكذلك عدم وجود اضطرابات جلديّة تتسبّب بسلوك النّتف.
- الضّيق الشّديد لعدم نتف الشّعر: يشعر مصابي متلازمة نتف الشّعر بالكَرَب والهمّ الشّديدين عند عدم قيامهم بنتف الشّعور، بالإضافة إلى ظهور بعض المشاكل في المدرسة أو العمل بسبب ذلك.
هل توجد مضاعفات لمتلازمة نتف الشعر؟
فيما يأتي بعضًا من أبرز المضاعفات التي ترتبط مع متلازمة نتف الشّعر:
- الضّغط العاطفيّ: يشعر كثيرٌ من مصابي متلازمة نتف الشّعر بالحرج والخجل من سلوكيّاتهم، ويؤدّي ذلك إلى حالات الاكتئاب وقلّة احترام الذّات، كما يُمكن أن يتسبّب الضّغط العاطفيّ باللجوء إلى المُخدّرات أو غيرها.
- تلف الشّعر والبشرة: يُمكن أن يؤدّي النّتف المُستمرّ للشّعر إلى العديد من الأضرار التي تلحق بمنابت الشّعر عند الإنسان، ويؤثّر ذلك على نموّ الشعر بشكلٍ عامٍ، إلى جانب ظهور الالتهابات في منطقة النّتف.
- المشاكل الاجتماعيّة: يتجنّب الكثير من المصابين بمتلازمة نتف الشّعر حضور الأنشطة الاجتماعيّة المُختلفة مع اجتناب فُرص العمل أيضًا، وذلك لشعورهم بالنّقص نتيجة لإصابتهم بمرض متلازمة نتف الشعر.
- كرات الشّعر: تتراكم كُرات الشّعر في الجهاز الهضميّ مكوّنة ما يُعرف باسم البازَهْر الشَعْرِيّ، ويؤدّي ذلك إلى فقدان الوزن والتّقيّء وانسداد الأمعاء على المدى البعيد، ويُمكن أن يتسبّب بالموت في بعض الحالات.
كيف يمكن الوقاية من متلازمة نتف الشعر؟
لا توجد أيّة طريقة مُثبتة للوقاية من متلازمة نتف الشّعر حتّى الآن؛ إلّا إنّ الحرص على العلاج فور ظهور أعراض هذا المرض يساعد في التخلّص من المُضاعفات الخطيرة المُختلفة، وينبغي على كافّة الأشخاص معرفة طريقة التخلّص من الإجهاد النّفسيّ بما في ذلك التوتّر؛ فإنّه يُعدّ من مسبّبات متلازمة نتف الشّعر أيضًا.
هل ينمو الشعر بعد نتفه؟
يحتوي جسم الإنسان على أكثر من خمسة ملايين بصيلة شعر حسب الجمعيّة الأكاديميّة الأمريكيّة للأمراض الجلديّة، وهي جُزء دائم من البشرة لا يُمكن اقتلاعه، كما أنّها الجُزء المسؤول عن نموّ الشّعر أيضًا، ويستطيع الجسم إعادة بناء البُصيلات مرّة أُخرى عند تعرّضها للتّلف كذلك، وهذا يعني أنّ الشّعر ينمو بعد نتفه أو في بعض حالات الصلع؛ حيث يمكن علاج الصلع الوراثي أحيانًا، ويجدر الذّكر بأنّ دورة نموّ الشّعر عند الإنسان تمرّ بعدّة مراحل كما يأتي:
- مرحلة التّناميّ: تُمثّل هذه الفترة أطول فترات نموّ الشعر، ويستمرّ نموّ شعر فروة الرأس حتّى العديد من السّنوات في هذه المرحلة.
- مرحلة الانتقال: تبدأ هذه المرحلة عندما تنتهي مرحلة التّنامي وينفصل عن بُصيلات الشّعر دون تساقطه أو انفصاله.
- مرحلة الرّاحة: في هذه المرحلة يتوقّف الشّعر عن النّموّ دون انفصاله، مع البدء بنموّ شعر جديد داخل الجُزء السُّفليّ من البُصيلات.
- مرحلة التّساقط: تُعدّ هذه المرحلة آخر مراحل دورة نموّ الشّعر، وفيها يتساقط الشّعر القديم؛ ليبدأ الشّعر الجديد بالظّهور مكانه.
اقرأ/ي أيضًا: