تحقيق مسبار
تُعتبر شجرة المورينجا الهندية من أهم وأبرز الأعشاب الطبية في الآونة الأخيرة؛ بسبب خصائصها المتنوعة، لكن هل فعلًا يُمكن استخدام نبات المورينجا للتخسيس، وما هي فوائده العامة من ناحية علمية مثبتة، وما هي طرق استخدامه، وهل يوجد له أضرار جانبية؟... كل هذه الاسئلة وغيرها سنتحدُث عنها في هذا المقال من الناحية العلمية وبحسب الحقائق والدراسات المثبتة.
هل يستخدم نبات المورينجا للتخسيس؟
الحقيقة أن الدراسات المثبتة حول استخدام المورينجا للتخسيس مقتصرة على الحيوانات والفئران؛ إلّا إنها قد تكون مماثلة بالنسبة للبشر؛ بسبب محتواها الكبير من فيتامين ب، الذي يُعزز عملية الهضم وتحويل الغذاء إلى طاقة بدلًا من تخزينه على شكل دهون، كما أنها تحتوي على مركبات تعزز فقدان الوزن؛ عن طريق تقليل تكوّن الدهون وتكسرها بحسب مصادر موثوقة وتجارب أُجريت على بعض الحيوانات، ومن هذه الدراسات دراسة أُجريت على مجموعة من الأفراد، الذين تناولوا مكملات غذائية تحتوي على المورينجا والكاري والكركم مع اتباع نظام غذائي صحي وممارسة التمارين الرياضية؛ وجدت أنهم حصلوا على نتائج أفضل في إنقاص الوزن بمقدار 4.8 كجم، مقارنةً بغيرهم الذين فقدوا 1.8 كجم فقط، كما أن هذه المكملات قلّلت من نسب الكوليسترول الضار في الجسم ورفعت الكوليسترول الجيد، لكن النتائج هنا تخص المورينجا والأعشاب الأخرى المُضافة لها؛ لذلك لا يمكن فعلًا إثبات فوائدها للتخسيس.
ما هو نبات مورينجا؟
المورينجا عبارة عن نبات استوائي موطنه الأصلي الهند؛ إلّا إنّه ينبُت في آسيا وأفريقيا، ويُستخدم بكثرة في الطب الهندي القديم، ويُطلق عليه غالبًا أسماء متعددة؛ مثل: شجرة الطبل أو الشجرة المعجزة أو شجرة الفجل، وتحتوي المورينجا على مجموعةٍ كبيرة من الفيتامينات والمعادن الضرورية؛ أهمها فيتامين سي؛ إذ تحتوي أوراقها على 7 أضعاف الكمية الموجودة في البرتقال، كما أنها تحتوي على البوتاسيوم بمقدار 15 ضعف أكثر من الموز، هذا بالإضافة إلى مجموعةٍ أخرى من العناصر؛ مثل: الكالسيوم والبروتين والحديد والأحماض الأمينية، ومضادات الأأكسدة ومنها مادة البوليفينول المقاومة للسرطان، التي تُقلل أيضًا من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري والعديد من الأمراض الأخرى، بالإضافة إلى حماية الخلايا من التلف، وأخيرًا المواد التي تُساعد على استخدام نبات المورينجا للتخسيس.
القيم الغذائية لنبات المورينجا
تحتوي كل 100 جرام من أوراق المورينجا على:
- البروتين بمقدار 27 غرام.
- الدهون بمقدار 6 جرام.
- ألياف غذائية بمقدار 34 غرام.
- السكريات بمقدار 3 غرام.
- الصوديوم بمقدار 1361 ملغ.
- الكالسيوم بمقدار 173٪ من الاحتياجات اليومية.
- الحديد بمقدار 133٪ من الاحتياجات اليومية.
- الزنك بمقدار 27% من الاحتياجات اليومية.
- المغنيسيوم بمقدار 126٪ من الاحتياجات اليومية.
- النحاس بمقدار 111٪ من الاحتياجات اليومية.
- فيتامين أ بمقدار 176٪ من الاحتياجات اليومية.
- قيم عالية من الفيتات، وهي عبارة عن مضادات للأغذية ترتبط مع المعادن وتقلّل من امتصاصها في الجسم.
طرق استخدام المورينجا
يمكن استخدام المورينجا بعدة طرق وعدة أشكال؛ نذكر منها ما يلي:
- مسحوق المورينجا: يُعتبر من أكثر الأشكال استخدامًا، ويتميز بطعمة المر والحلو نسبيًا؛ لذلك يمكن إضافته إلى بعض الأطعمة بمقدار 2-6 جرام يوميًا.
- الكبسولات: تتوفر كبسولات المورينجا المحتوية على المستخلصات أو المسحوق، لكن المكملات المحتوية على مستخلص الأوراق تعتبر أفضل من ناحية الامتصاص، وقد تكون المكملات الغذائية المحتوية على المورينجا مفيدة في بعض الأمراض وتخسيس الوزن؛ إلّا إنّه يجب الأخذ بعين الاعتبار أن المكملات الغذائية لا تخضع لرقابة الغذاء والدواء الأمريكية، بالتالي لا يمكن إثبات أمانها، كما أنها تحتوي على مركبات ومواد أخرى لا يُعرف أمانها فعلًا.
- الشاي: يُمكن تناولها على شكل شاي، مخلوطة مع بعض أنواع الأعشاب الأخرى لتحسين الطعم؛ مثل القرفة أو الليمون، وهذا الشاي خالٍ من الكافيين؛ لذلك يُمكن استخدامه للاسترخاء.
ما هي فوائد عشبة مورينجا؟
بالإضافة إلى الاعتقاد بفائدة نبات المورينجا للتخسيس؛ إلّا إنّها تقدم مجموعةً من الفوائد الأخرى؛ يُذكر منها ما يلي:
- تنظيم سكر الدم: بفضل احتوائها على بروتينات شبيهة بالأنسولين؛ لذلك قد تُساعد في خفض سكر الدم، كما قد تُؤثر بشكلٍ فعّال على كيفية إفراز الجسم للأنسولين، ومن الممكن أن يُعمل شرب شاي المورينجا على تخفيض مستويات السكر والجلوكوز في الدم وتقليل نسبة البروتين في البول.
- تنظيم ضغط الدم: يُستخدم شاي المورينجا أو مسحوقها؛ لتنظيم ضغط الدم؛ وبالتالي تقليل خطر الإصابة بالأمراض الأخرى؛ مثل أمراض القلب والأوعية الدموية.
- علاج الربو: يُساعد النبات على التقليل من شدة نوبات الربو، كما يُساعد على الحماية من تقلصات الشعب الهوائية وتحسين وظائف الرئة والتنفس.
- تحسين صحة الجلد: يُقلل من الالتهابات الجلدية وأنواع الالتهابات الأخرى في الجسم، ويمنح البشرة النضارة والتوهج، كما أن زيت المورينجا مفيد لحماية الشعر بفضل مضادات الأكسدة، التي تحميه من الجذور الحرّة وتُقلّل تلف الخلايا، كما أنه يُستخدم لتعزيز صحة البشرة أيضًا والمساعدة في علاج الجروح؛ إذ تُقلل مستخلصات المورينجا من ظهور الندبات بعد الجروح وتُسرع عملية علاجها؛ لهذا تُستخدم أوراقها بكثرة في صناعة كريمات العناية بالبشرة ومستحضرات التجميل.
- علاج الوذمة: وهي عبارة عن حالة مرضية تنتج عن تراكم السوائل في أنسجة الجسم؛ لذلك يُمكن أن تُساعد الخواص المضادة للالتهاب في منعها من التطوّر.
- حماية الكبد: تُساعد المورينجا في إصلاح تلف الكبد الناتج عن استخدام الأدوية المضادة للسل.
- الوقاية من السرطان: تحتوي المورينجا على مجموعة من مضادات الأكسدة، التي تُقلّل من مخاطر السرطان وتطوّره، هذا بالإضافة لاحتوائها على مادة النيازيميسين المثبطة لنمو الخلايا السرطانية.
- علاج اضطرابات الهضم: تُقلّل المورينجا من مشاكل الجهاز الهضمي وعسر الهضم المتمثلة في الإمساك والتهابات القولون، كما أن محتواها من مضادات الجراثيم يُقلّل من نمو الجراثيم في المعدة والأمعاء، هذا بالإضافة إلى وجود فيتامين ب الذي يساعد على الهضم.
- علاج الالتهابات: نظرًا لوجود المواد المضادة للالتهاب والبكتيريا والفطريات والميكروبات؛ لذلك تُقلّل من بعض أنواع الالتهابات التي تسببها السالمونيلا وبكتيريا الإي كولاي والجذري.
- الحفاظ على صحة العظام: تحتوي نبتة المورينجا على الكالسيوم والفسفور المعروفين بدورهما في الحفاظ على صحة العظام؛ إضافة إلى مجموعة من مضادات الالتهاب التي تُقلل من التهابات المفاصل وتُساعد في شفاء العظام التالفة.
- تحسين الحالة النفسية: عن طريق علاج حالات الاكتئاب والتعب والقلق.
- حماية الجهاز القلبي الوعائي: تُساعد مضادات الأاكسدة في المورينجا في الحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية، كما أنها تمنع تلف القلب.
- الحماية من اضطرابات الكلى: تساعد في تقليل تطوّر حصوات الكلى أو المثانة، كما أن مضادات الأكسدة تُقلّل من السمية في الكلى.
- تخفيض ضغط الدم المرتفع: بفضل احتوائها على أيزو ثيوسيانات ونياز يمينين، وهي عبارة عن مركبات تُقلل سماكة الشرايين وبالتالي تُخفض ضغط الدم.
- تحسين صحة العين: تُوقف مضادات الأكسدة الموجودة في المورينجا توسّع الأوعية الشبكية، كما تمنع سماكة الأغشية الشعرية وضعف الشبكية؛ لذلك يُمكن استخدامها لتحسين القدرات الإبصارية.
- علاج فقر الدم وفقر الدم المنجلي: تُساعد المورينجا على زيادة امتصاص الحديد؛ مما يعمل على زيادة عدد كريات الدم الحمراء.
- تحسين الوظائف الجنسية: يُمكن استخدام المورينجا في علاج مشاكل الضعف الجنسي وضعف الانتصاب؛ إذ تشير بعض الدراسات على الحيوانات والفئران أن المورينجا ترفع مستويات هرمون التستوستيرون.
- التهاب المفاصل الروماتويدي: تساعد المورينجا على تقليل السوائل حول المفصل والاحمرار والألم.
- تحسين الذاكرة: بعض العلماء يربطون بين مضادات الأاكسدة وبين علاج التهابات الدماغ وتحسين مستوى الذاكرة.
ما هي أضرار عشبة المورينجا؟
يُعتبر مسحوق المورينجا آمن طبيًا ومخاطر تناوله قليلة نسبيًا، خصوصًا عند تناوله بمقدار قليل لا يتجاوز 50 جرام كجرعة وحيدة أو توزيعها بمقدار 8 جرام يوميًا لمدة شهر، لكن الأبحاث حول أمانها متضاربة نسبيًا ولم يتم الاتفاق على نتائجها بشكل مُطلق؛ فبعض الأبحاث تشير إلى سُميّتها فعلًا؛ بسبب احتوائها على بعض المواد الكيمائية خصوصًا السيقان والجذور والأزهار، فيما تُظهر أبحاثًا أخرى أن الأوراق أو مسحوقها أو البذور الصغيرة آمنة نسبيًا مع التحذير من تناول اللحاء أو اللب، ويعتبرونه أمرًا خطيرًا ومحظورًا على النساء الحوامل؛ لأنها قد تُسبب تقلصات الرحم ومن ثم الإجهاض.
إن تناول المورينجا بشكلٍ عام محظور على الحوامل والمرضعات؛ لأسباب أخلاقية نتيجة نقص الأبحاث والخوف من تأثيرها على تكوين الأجنة والأطفال هذا من ناحية، ومن جهة أخرى فإن المكملات الغذائية لا تخضع للرقابة؛ لذلك لا يُمكن فعليًا تحديد الجرعات القياسية الضرورية والآمنة للجسم؛ لذلك يجب استشارة الطبيب أو المعالج الصحي قبل تناول نبات المورينجا للتخسيس أو لأي غايات أخرى، خصوصًا في الحالات المرضية المزمنة، وتناول بعض الأدوية التي يُعتقد أنها تتداخل مع المورينجا بسبب تشابه التركيبة أحيانًا؛ ومنها:
- الليفوثيروكسين: وهو أحد أنواع الأدوية المُستخدمة في علاج مشاكل الغدة الدرقية؛ بالرغم من فعالية المورينجا في علاج بعض الحالات إلّا إنه لا يجب تناولها مع الأدوية.
- الأدوية التي يتم تفكيكها واستقلابها في الكبد: وذلك لأن المورينجا قد تُقلّل استقلابها، وبالتالي حدوث بعض المضاعفات.
- أدوية السكري: تُستخدم المورينجا في حالات تخفيض السكر، وهذا ما يجعلها تتضارب مع أدوية السكري المتنوعة مسببةً انخفاضًا كبيرًا في نسبة السكر في الدم.
- أدوية ارتفاع ضغط الدم: كما هو الحال في أدوية السكري فقد تُقلّل المورينجا من ضغط الدم بشكلٍ كبيرٍ عند استخدامها مع العلاجات.
اقرأ/ي أيضًا: