تحقيق مسبار
يُمكن التعايش مع بروز عظمة العصعص عند الأطفال بشكل طبيعيّ في كثيرٍ من الحالات عند عدم التّسبّب بأيّة آلام؛ إلّا إنّ هناك الكثير من الأسباب التي تؤدّي إلى بروز هذه العظمة وتُنبئ عن إصابة الطّفل بأمراض خطيرة، وينبغي على الأبوين التّواصل مع الطّبيب المُختصّ في هذا الشّأن للتّحقّق من سلامة طفلهم، ويحرص هذا المَقال على بيان أبرز الأسباب التي تؤدّي إلى بروز عظمة العصعص زيادة عن الحدود الطبيعيّة عند الأطفال، مع ذكر الكثير من التّفاصيل حول آلام عظمة العصعص وطريقة علاجها وتشخيصها والوقاية منها.
هل هنالك أسباب لبروز عظمة العصعص عند الأطفال؟
تبرز عظمة العصعص عند الأطفال للعديد من الأسباب؛ إلّا إنّ هذا البروز لا يُعدّ خطيرًا ولا يحتاج إلى مراجعة الطّبيب عادةً ما لم تصحبه أيّة آلام أو أعراض أُخرى، ويُمكن للطّفل التّعايش مع بروز العصعص بشكل طبيعيّ، وتُعد العوامل الوراثية من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى بروز هذه العظمة عند الأطفال وغيرهم، كما يُمكن أن تبرز العظمة المذكورة بسبب مرض الورم الحبليّ، وتبرز أحيانًا بسبب نحافة الطّفل على نحوٍ كبير أيضًا.
ما هي أسباب الألم في عظمة العصعص؟
تظهر الآلام في عظمة العصعص عند بعض الأطفال أو البالغين للعديد من الأسباب المُختلفة، إلى جانب ظهور الآلام بسبب بروز عظمة العصعص عند الأطفال أو البالغين، وأبرز هذه الأسباب ما يأتي:
- الولادة: تُصبح عظمة العصعص مرنة عندما يقترب موعد الولادة؛ للسّماح بخروج الطّفل عن طريق انحناء العصعص مع جزء من العمود الفقريّ، وتتسبّب الولادة بزيادة تمدّد الأربطة والعضلات حول العصعص؛ ممّا يؤدّي إلى ظهور الآلام.
- الإصابات: تتعرّض عظمة العصعص إلى العديد من الكدمات والصّدمات التي تتسبّب بظهور الألم، كما يُمكن أن تظهر الكسور أو الانخلاعات في هذه العظمة عند التعرّض إلى الصّدمات ذات القوّة الكبيرة.
- إصابة الإجهاد المتكرر: تتسبّب بعض الأنشطة؛ مثل ركوب الدّرّاجات، بانحناء العمود الفقريّ إلى الأمام وتمديد قاعدته على نحوٍ مُستمرّ، ويؤدّي تكرار ذلك إلى إجهاد الأربطة والعضلات حول العصب، وينتج عنه ألم في هذه المنطقة.
- وضعية الجلوس السيئة: يؤدي الجلوس بوضع سيء إلى الضّغط على عظمة العصعص الموجودة في نهاية العمود الفقريّ، ويؤدّي ذلك إلى الشعور بآلام تزداد حدّتها مع زيادة فترات الجلوس والضّغط على هذه العظمة.
- زيادة الوزن: تؤدّي زيادة الوزن إلى الضّغط على عظمة العصعص عند الجلوس؛ ممّا يتسبّب بالآلام التي تُصيب هذه المنطقة كما في حالة الجلوس بوضعية سيئة.
- نقصان الوزن: ينتج عن نقصان الوزن بشكل كبير انخفاض حجم الدهون في حول عظمة العصعص؛ ممّا يؤدّي إلى احتكاك العظمة مع الأنسجة والأربطة المُحيطة مُتسبّبة بظهور الآلام.
- الشيخوخة: تتآكل الغضاريف عند الإنسان مع التقدّم في السّنّ؛ ومنها الغضروف الذي يعمل على تثبيت العصعص في مكانه، ويتسبّب تآكل الغضروف بظهور الألم نتيجةً لاحتكاك العظام مع بعضها البعض.
- العدوى المرضية: ينتج ألم عظمة العصعص عن العدوى في بعض الحالات النّادرة، ومن أبرز هذه الحالات ما يُعرف باسم الخُرّاج الشّعريّ.
كيف يمكن علاج ألم عظمة العصعص عند الأطفال والبالغين؟
يعتمد تحديد طريقة علاج ألم عظمة العصعص على السّبب الذي يؤدّي إلى ظهور في هذا الألم؛ بما في ذلك ظهور الآلام بسبب بروز عظمة العصعص عند الأطفال أو البالغين، ومن طُرق العلاج ما يأتي:
- العلاج الطبيعيّ: يصف الطبيب بعض تمارين العلاج الطّبيعيّ أحيانًا؛ للمُساعدة في التخلّص من آلام عظمة العصعص، وتهدف هذه التّمارين إلى دعم قاعدة الحوض مع تحسين وضعيّة الجلوس ومُمارسة الأنشطة الحركيّة.
- مسكنات الآلام: يلجأ الطبيب إلى الأدوية التي تُسكّن الآلام ويصفها للمريض عندما تفشل جميع العلاجات الطّبيعيّة ولا تستطيع تخفيف الألم أو علاجه على النّحو المطلوب.
- الجراحة: تهدف الجراحة في عظمة العصعص إلى علاج الحالات التي يُعاني منها الجسم؛ مثل تدلّي أعضاء الحوض والانزلاقات الغضروفيّة المعروفة باسم الديسك، ويقوم الطّبيب بإزالة جزء من هذه العظمة في بعض الحالات.
- الأدوية القابلة للحقن: تُساعد بعض الأدوية القابلة للحقن في التّخفيف من الآلام التي يُعاني منها المريض، ويتمّ استخدامها إلى جانب العلاج الطّبيعيّ حتّى يتمكّن الطّبيب من علاج المرض نهائيًّا.
هل تتعلق آلام العصعص بأمراض السرطان؟
يُعرف السّرطان بأنّه بعض الأنسجة غير الطّبيعيّة التي تنمو في جسم الإنسان وتنتشر على حساب الأنسجة الطّبيعيّة، وتتعلّق العديد من آلام العصعص بأمراض السّرطان؛ ومنها ما يأتي:
- سرطان عظمة العصعص: يظهر هذا السرطان في بعض الأجزاء الأُخرى من الجسم بدايةً، ثمّ ينتشر حتّى يصل إلى عظمة العصعص، وتُعدّ الرّئتين من أبرز الأماكن التي يظهر بها سرطان عظمة العصعص في البداية.
- الورم الحبلي: يُعدّ الورم الحبليّ من أنواع السّرطان النّادرة التي تُصيب العمود الفقريّ، ويُمكن لهذا السّرطان الظّهور في عظمة العصعص، ويؤدّي إلى الشّعور بالآلام والخدران، وهو أحد أسباب بروز عظمة العصعص عند الأطفال.
- الورم الفقريّ: يؤدّي الورم الفقريّ إلى ظهور أعراض شبيهة بأعراض الورم الحبليّ؛ بما فيها الآلام التي تُصيب عظمة العصعص، ويُمكن أن ينتشر هذا المرض السّرطانيّ من العمود الفقريّ إلى العديد من أجزاء الجسم.
- سرطان القولون: تظهر آلام عظمة العصعص عند بعض المُصابين بمرض سرطان القولون، وهذا السّرطان عدّة أعراض أُخرى؛ وأبرزها: النّزيف في المُستقيم والإمساك أو الإسهال الذي يستمرّ مدّة أربعة أسابيع تقريبًا.
كيف يتم تشخيص سبب الألم في العصعص؟
هناك العديد من الفحوصات والاختبارات التي يتمّ إجراؤها؛ ليتمكّن الطّبيب من تشخيص سبب ظهور الآلام في عظمة العصعص، ثمّ تحديد العلاج المُناسبة للمريض حسب الحالة التي يُعاني منها، ومن هذه الفحوصات والاختبارات ما يأتي:
- السؤال عن التاريخ المرضيّ: يُمكن للتّاريخ المرضيّ مُساعدة الطّبيب في التعرّف على مدى تعرّض المريض إلى الإصابات المُباشرة في منطقة عظمة العصعص؛ ممّا يُساعده في تشخيص سبب الإصابة بشكل أفضل.
- الفحص البدني: يقوم الطّبيب -في هذا الفحص- بالبحث عن آثار الكدمات أو الإصابات التي تعرّضت لها منطقة عظمة العصعص، إلى جانب البحث عن أعراض الأمراض الأُخرى؛ مثل الطفح الجلدي أو الدُّمّل.
- صور الأشعة السينية: يأخذ الطبيب صورًا بالأشعة السينية للمريض في وضعيات الجلوس والوقوف؛ للبحث عن أيّة آثار تُشير إلى سبب ظهور الألم في عظمة العصعص.
- صور الرنين المغناطيسي: يتمّ إجراء صور الرنين المغناطيسي عند ظهور الآلام في عظمة العصعص؛ من أجل الكشف عن الإصابة بالسّرطانات أو الأمراض المُعدية، التي تؤدّي إلى ظهور الألم في هذه المنطقة من الجسم.
- فحص المستقيم: يستطيع الطبيب الإمساك بعظمة العصعص عند إجراء فحص المُستقيم، ويقوم بتحريك هذه العظمة للتّحقّق من مجال حركة هذه العظمة، ومعرفة مدى تطابقها مع مجال الحركة الطبيعي، الذي يبلغ 13 درجة تقريبًا.
هل توجد طريقة للوقاية من آلام عظمة العصعص؟
على الرغم من صعوبة اجتناب آلام عظمة العصعص نتيجةً لكونها إصابات عرضيّة في مُعظم الأحيان؛ إلّا إنّ هناك العديد من الإرشادات التي تُساعدنا في الحدّ من عدد الإصابات والوقاية منها، وفيما يلي نذكر بعضها:
- ارتداء الواقيات: ينبغي على الأفراد ارتداء البطانات الواقية عند مُمارسة أيّة رياضات تتطلّب الاحتكاك الجسديّ بين المُشاركين؛ حيث يُمكن أن يؤدّي هذا النوع من الرياضات إلى الإصابة المُباشرة في منطقة عظمة العصعص.
- تجنّب السّقوط: يُمكن اجتناب السّقوط عن طريق توفير مُستويات الإنارة المُناسبة عند صعود السّلالم أو النّزول منها، بالإضافة إلى التّحقّق من خلوّ الطريق عن جميع الأسباب التي تؤدّي إلى السقوط أيضًا.
- اجتناب الأنشطة التي تفاقم الأعراض: تؤدّي العديد من الأنشطة إلى تفاقم الآلام في عظمة العصعص؛ ومنها ركوب الدراجات، ويُساعد اجتناب هذه الأنشطة في الوقاية من آلام العصعص بشكل كبير.
ما هي أشهر مشاكل العمود الفقري؟
فيما يأتي بعضًا من أشهر المشاكل التي تظهر في العمود الفقريّ عند الإنسان:
- الديسك: يُعرف مرض انزلاق الغضاريف باسم الديسك، ويظهر هذا المرض عندما تتآكل الغضاريف بين عظام العمود الفقريّ، ويُصاحب ذلك العديد من الآلام التي تُصيب الإنسان ويحتاج علاجها إلى عمليّات جراحيّة أحيانًا.
- الفصال العظمي: تحتوي فقرات العمود الفقريّ على أنسجة زلقة تُساعد الإنسان في الانحناء دون الشّعور بأيّة آلام، ويؤدّي تآكل هذه الأنسجة إلى احتكاك العظام مع بعضها؛ ممّا يجعل الظّهر مُتصلّبًا أحيانًا، وهو ما يُعرف بالفصام العظميّ.
- التضيق الشوكي: يؤدّي تقلص الفراغات المُخصّصة للحبل الشوكيّ في العمود الفقريّ إلى الضغط على الأعصاب، ويُعرف هذا التقلص باسم التضيّق الشوكي، ويتسبّب بالآلام إلى جانب الشّعور بالوخز أو التّنميل نتيجة للضّغط المذكور.
اقرأ/ي أيضًا:
هل الانحناء يؤثر على الجنين أم لا؟