تحقيق مسبار
يعتبر الألم أسفل البطن أثناء الإيلاج أو عُسر الجماع من الحالات الشائعة التي تُصيب الذكور والإناث على حدٍّ سواء، والذي قد تُسببه مجموعةً من العوامل النفسية والجسدية، لكن هذه الحالات بشكل عام لا تُعتبر خطيرة؛ بالرغم من تسببها لبعض المشاكل الصحية في المستقبل أو كونها مؤشرًا لوجود أمراض خطيرة، وهذا ما سنتحدث عنه بشكل مُفصّل من ناحية علمية مؤكّدة واستنادًا لدراسات وأبحاث علمية بحتة.
هل يوجد سبب لألم أسفل البطن أثناء الإيلاج؟
الحقيقة نعم يوجد مجموعة من الأسباب لهذه الحالة المرضية، التي قد تُصيب الرجال والنساء، وتُسبّب الحرقان والألم أثناء ممارسة الجنس، لكن النساء أكثر عرضةً لعسر الجماع؛ إذ تحدث هذه الحالة بسبب مجموعة من العوامل النفسية والجسدية التي تُحدد طريقة العلاج بشكل عام، ويُساعد موقع الألم في تحديد الحالة بطريقة مؤكدة.
أسباب الألم أسفل البطن أثناء الإيلاج
- رد فعل عاطفي: الجنس بشكل عام يُثير جميع المشاعر في الجسم؛ ومنها مشاعر القلق التي تُؤثر بشكل كبير على المعدة، كما أنّ القلق من ممارسة الجنس يُؤثر بشكل كبير على الفتيات، خصوصًا في بداية الزواج، وقد يكون السبب ناتج عن بعض المشاكل في القولون أو الجهاز الهضمي.
- جفاف المهبل: قد يحدث الألم بسبب جفاف المهبل والتشنج المهبلي؛ بسبب قلة السوائل فيه، وهذه الحالة تحدث بسبب قلة المداعبة أو إنخفاض هرمون الأستروجين، خصوصًا في مرحلة سن اليأس أو بعد الولادة مباشرة، كما قد يكون سبب الجفاف تناول بعض الأدوية؛ مثل مضادات الاكتئاب وغيرها من حبوب منع الحمل.
- الاختراق العميق: أو ما يُسمى بالإيلاج العميق يُسبب بعض الآلام في المهبل أو المعدة أو منطقة الحوض، لكن هذا الألم يُعتبر مؤقتًا ويختفي بعد الخلود للراحة، كما يُمكن تجنّبه عن طريق تغيير الوضعيات والإيلاج الأقل عمقًا.
- النشوة الجنسية: بعض الأشخاص يعانون من انقباض عضلات الحوض أثناء النشوة الجنسية، وقد تكون مؤلمة في بعض الأحيان، وتُسبب ألمًا في المعدة أو منطقة الحوض، وهذه الحالات تزداد بعوامل مختلفة؛ منها:
- الحمل الذي يُسبب تغيرات متنوعة في المشاعر وازدياد التقلصات.
- تكيسات المبايض والتي تُسبب الألم بشكل عام وتزداد بالنشوة الجنسية.
- ألم أو مرض في بطانة الرحم؛ ما يعني زيادة الشعور بالألم في منطقة الحوض.
- متلازمة الحوض المزمنة، وهي مجموعة أعراض وآلام تصيب الحوض.
- استئصال البروستاتا عند الرجال يُسبب مشاكل أثناء ممارسة الجنس؛ ومنها الألم والحرقة.
- استخدام حبوب منع الحمل، التي قد تُسببً ألمًا أثناء النشوة الجنسية.
- الغازات والانتفاخات: قد يُسبب الجنس العنيف أو الإيلاج العميق بدفع الهواء إلى المهبل؛ عندها ستزداد كمية الغازات وتندفع إلى البطن والصدر مُسببةً بعض الألم.
- عدوى المسالك البولية: وهي عبارة عن بعض الإلتهابات في الأعضاء البولية السفلية، التي تُسبب مجموعةً من الأعراض؛ منها الحرقان وقت الجماع أو أثناء التبول مع تكرار مرات التبول وظهور الدم في البول، كما قد يُصاحبها ألم في المستقيم والحوض بشكل كامل.
- العدوى المنقولة جنسيًا: قد تُسبب بعض الأمراض الجنسية؛ مثل الكلاميديا والسيلان، أعراضًا متنوعة قبل الكشف عنها؛ مثل ألم في البطن، وقد يُصاحبها أعراض أخرى؛ مثل ترقق منطقة الحوض والحرقة والألم أثناء التبول مع وجود روائح كريهة، فيما يُصاحبها أحيانًا التهاب المثانة الخلالي، وهذا بحد ذاته يُسبب ألمًا في منطقة الحوض وأسفل البطن أثناء ممارسة الجنس أو بعده.
- متلازمة القولون العصبي: يُسبب القولون العصبي مجموعة من الآلام في منطقة الحوض والمعدة؛ تشمل التشنجات الناتجة عن الغازات والتي قد تزداد سوءًا بعد الجماع.
- الرحم المائل: بعض النساء تعاني من رحم مائل، وهذا يُسبب آلامًا أثناء الإيلاج العميق؛ بسبب الوصول إلى الرحم.
- أكياس المبايض: وهي عبارة عن أكياس توجد على سطح المبيض، تُسبب آلامًا متنوعة في منطقة الحوض والمعدة.
- الأورام الليفية الرحمية: تُسبب الأورام الحميدة الرحمية أحيانًا ألمًا في البطن أثناء الجماع أو بعده؛ وفق حجم الورم الليفي، فقد يُسبب الإيلاج إثارة أو زيادة ألم الحوض، فيما يُصاحبها أعراض أخرى تتمثل في:
- نزيف حاد خلال فترة الحيض وزيادة طول ومدة الدورة الشهرية أحيانًا.
- الإمساك.
- ألم الظهر.
- أمراض التهاب الحوض: وهي عبارة عن عدوى بكتيرية تُصيب الأعضاء التناسلية، وتكون بسبب مرض السيلان والكلاميديا، وتُسبب آلام البطن بعد الإيلاج أو نزيفًا في بعض الحالات ،كما قد يُصاحبها حمى ورائحة كريهة.
- انتباذ بطانة الرحم: وهي حالة تنمو فيها أنسجة الرحم في مناطق خارج الرحم؛ مثل المبيض والأمعاء والبطن، وهذا الألم قد يزداد بعد الإيلاج.
- انسداد قناة فالوب: وهي القناة التي تربط بين الرحم وقناتي فالوب؛ فإذا انسدت إحدى القنوات أو كليهما بالأنسجة والسوائل فهذا سيُسبّب ألمًا خفيفًا في جانب البطن خصوصًا بعد الإيلاج.
- التصاقات الرحم: وهي عبارة عن مرض يحدثُ بسبب تكوين أنسجة ندبية في عنق الرحم أو الرحم؛ ممّا يُسبّب التصاقه، وهو ما يعرف بـ متلازمة أشرمان، وتحدث هذه الحالة بسبب جراحات الرحم أو العدوى أو الانتباذ الرحمي، ويمكن أن تُسبّب دورات شهرية خفيفة أو انقطاعها بالكامل.
هل الألم أثناء الإيلاج يعتبر خطيرًا؟
قد يكون ألم أسفل البطن أثناء الإيلاج والأعراض المصاحبة له بسيطةً نسبيًا في معظم الحالات، ويُمكن التعايش معها بطريقة طبيعية؛ إلّا إنّ بعض الحالات تكون خطيرة وتستدعي استشارة الطبيب، خصوصًا عند ظهور الأعراض التالية:
- ملاحظة الألم دائمًا بعد ممارسة الجنس.
- حصول ألم شديد لدرجة تعيق أداء المهام اليومية، وتجعل المشي والحركة صعبة ومستحيلة.
- ارتفاع درجة الحرارة ووصولها إلى 38 درجة مئوية.
- الشعور بألم شديد ينتج عنه إفرازات مختلفة وغير عادية.
- النزيف لفترات طويلة بعد الانتهاء من ممارسة الجنس.
- استمرار الألم لمدة تزيد عن يوم واحد.
- الشعور بالألم في كل مرة بعد ممارسة الجنس.
ألم الجماع بالنسبة للذكور
بعض آلام البطن تُصيب الذكور بسبب مشاكل الجهاز التناسلي الذكري والأمراض التي قد تصيبه؛ ومنها: التهاب البروستاتا، أو تورم غدة البروستاتا الموجودة أسفل المثانة، التي تقوم بإنتاج السائل المنوي، عندها يشعر المريض بآلام أسفل البطن أو الحوض أثناء ممارسة الجنس، خصوصًا أثناء القذف أو بعده، كما قد يُصاحب هذه الحالة المرضية أعراض أخرى مثل:
- آلام أسفل الظهر أو كيس الصفن أو فتحة الشرج.
- الرغبة المستمرة والملحة في التبول.
- ألم وحرقان وقت الإيلاج أو وقت التبول.
- ضعف مجرى البول.
هل يمكن علاج ألم الإيلاج بداية الزواج؟
قد تكون تجربة الجنس مؤلةً للمرة الأولى عند العديد من النساء والرجال على حدٍّ سواء؛ بسبب التوتر والقلق الناتج عن قرار الزواج، ونقص الخبرة الكافية في الجنس، وهذا يجعل عضلات الجسم أكثر توترًا، ويُسبب تضييق المهبل بشكل أكبر؛ مما ينتج عنه ألم أسفل البطن أثناء الإيلاج؛ لذلك يجب اتباع بعض الإرشادات وطرق العلاج للتخفيف من الأعراض المختلفة كما يلي:
- ترطيب المهبل: في بداية الزواج يحتاج الزوجين للتحدث إلى متخصص في العلاقات الأسرية؛ لإعطائهم بعض النصائح لتقليل الأعراض المزعجة؛ مثل المداعبة التي تُساعد المهبل على إنتاج السوائل المُسمّاة بمواد التزليق؛ لتسهيل ممارسة الجنس كما يُمكن استخدام المزلقات الخاصة تحت إشراف طبي.
- علاج المسالك البولية: قد يكون الألم ناتجًا عن بعض أنواع الالتهابات في المسالك البولية؛ لذلك يُمكن علاجها عن طريق بعض المضادات الحيوية.
- تغيير وضعيات الجماع: واختيار الوضعية المناسبة التي يكون فيها الألم أقل.
- العلاج بالحرارة أو البرودة: عن طريق الاستحمام بالماء الدافئ أو البارد، كما يُمكن وضع قطعة قماش دافئة أو كيس ثلج على الفرج؛ لتقليل التشنجات قبل ممارسة الجنس.
- استخدام بعض المسكنات: يُمكن تناول بعض العلاجات والأدوية المسكنة قبل ممارسة الجنس لتخفيف الأعراض.
ما هو سبب الحرقان وقت الإيلاج؟
يُعتبر الإحساس بالحرقان والألم أسفل البطن أثناء الإيلاج أيضًا من أنواع عسر الجماع الناتج عن نقص الترطيب والاحتكاك الشديد، الذي يُصيب النساء عادةً أكثر من الذكور، خصوصًا خلال فترة انقطاع الطمث أو النفاس، وقد تحدث هذه الحالة لعدة أسباب منها:
- الاختلاف في شكل الأعضاء التناسلية: قد يكون عدم توافق شكل الأعضاء التناسلية للشريك سببًا رئيسيًا للإحساس بالحرقان.
- الحساسية وتهيج الجلد: قد يكون الحرقان ناتجًا عن استخدام المزلقات والعطور التي تُسبّب التهيج، كما أنّ الاحتكاك قد يُسبب حرقان المهبل أيضًا.
- الأمراض المنقولة جنسيًا: ومنها داء المشعرات والسيلان، التي تُسبب حرقانًا أثناء الجماع أو بعده.
- الافتقار للتزييت: هذا السبب قد يكون مزعجًا للأنثى أكثر من الرجل.
- العوامل النفسية: القلق والضيق من ممارسة الجنس أو من التجارب الجنسية السابقة.
- الجنس الخشن: قد يُسبب الجنس الخشن تهيجًا للجلد؛ وبالتالي حرقان أثناء ممارسة الجنس.
- الالتهابات: بعض أنواع الالتهابات تُسبب حرقة وألم أثناء ممارسة الجنس؛ ومنها: التهابات المسالك البولية، والتهاب البروستات عند الذكور، والتهابات الإحليل.
- ممارسة الجنس الآمن: يمكن أن تُقلّل ممارسة الجنس الآمن باستخدام الواقي الذكري من خطر الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيًا.
اقرأ/ي أيضًا:
هل يمكن علاج سرعة القذف بالأعشاب؟
