تحقيق مسبار
تُحاول معظم النساء تتبع الإفرازات المهبلية؛ لتحديد أيام التخصيب، فيُلاحظن جفاف المهبل بعد التبويض مباشرة دلالةً على انتهاء فترة التبويض، ويُعتبر هذا الجفاف طبيعيًا؛ بسبب التغيّر في مستوى الهرمونات في الجسم. هنا في هذا المقال سنتحدث عن دلالات التبويض وأفضل أيام للحمل، وغيرها من المعلومات المتعلقة بها وفق دراسات وأبحاث علمية مؤكدة.
ما هو سبب جفاف المهبل بعد التبويض مباشرة؟
الحقيقة أن الإفرازات المهبلية تزداد بشكل كبير أثناء التبويض؛ بسبب ارتفاع هرمون الأستروجين، مُسببةً ظهور إفرازات بيضاء تشبه بياض البيض في قوامها، لكن بعد انتهاء فترة التبويض ينخفض هرمون الأستروجين في الجسم مُسببًا جفاف المهبل وتقليل كمية الإفرازات لحين اختفائها، وهذا دليل على انتهاء أيام التبويض، لكن ما هي أسباب هذه الإفرازات، ولماذا تزداد في أيام التبويض؟...
سبب الإفرازات في أيام التبويض
مخاط عنق الرحم عبارة عن سائل مهبلي ضروري يُساعد الحيوانات المنوية على الوصول إلى البويضة لتخصيبها، كما أنه يُساعد في الحفاظ على سلامة الحيوانات المنوية ويجعل فرص الحمل أكبر؛ لهذا تعتمد النساء عادةً على مجموعة من العلامات لتحديد أيام التبويض، سواءً للتخطيط للحمل أو لتجنّبه، فالمعروف أن عملية التبويض تحدث عادةً في اليوم 14 من بدء الدورة الشهرية، وهي الأيام التي يتم فيها إطلاق البويضة الناضجة من المبيض إلى قناة فالوب، ويتم احتساب أيام الدورة من اليوم الأول للحيض؛ إذ تظهر مجموعة من الأعراض التي يُمكن من خلالها التأكّد من أيام التبويض، ومن أهم هذه العلامات ما يلي:
- التغيرات في مخاط عنق الرحم: من أهم الطرق لمعرفة أيام التبويض هي مراقبة الإفرازات المهبلية لعنق الرحم؛ إذ تُسبب زيادة إفراز هرمون الأستروجين في الجسم زيادة كمية الإفرازات المهبلية؛ مُسببةً سائلًا ممتدًا يشبه بياض البيض، لكن هذه الإفرازات تقل مباشرةً بعد أيام التبويض مُسببةً جفاف المهبل بعد التبويض مباشرة، أو تغيّر الإفرازات لتصبح أكثر لزوجة، وفي حال حدوث الحمل تزداد الإفرازات بعد التبويض بشكل كبير؛ بسبب زيادة إفراز هرمون الأستروجين.
- زيادة الرغبة الجنسية: من أهم علامات التبويض زيادة الدافع الجنسي للمرأة؛ بسبب تركيز الهرمونات في الجسم، لكن هذه الرغبة تنخفض تدريجيًا بعد أيام التبويض.
- وجع الثدي: تشعُر العديد من النساء بألم في الثدي أثناء أيام التبويض أيضًا؛ بسبب تركيز الهرمونات.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم: ترتفع درجة حرارة الجسم نتيجة ارتفاع نسبة هرمون البروجسترون في الجسم، ويتم تتبع درجة الحرارة في الصباح.
- الألم في المبيض: قد تكون من أهم علامات التبويض الاحساس بالألم في المبيض، وقد يكون على شكل وخزات خفيفة أو ألم حادّ في أحد المبيضين، مع الشعور ببعض الألم في الظهر وتشنجات في أحد الجانبين.
هل جفاف المهبل بعد التبويض يدل على الحمل؟
الحقيقة أن الحمل يسبب زيادةًً في الإفرازات المهبلية؛ بسبب زيادة إفراز هرمون الأستروجين، الذي يعمل على تهيئة الجسم لزرع البويضة المخصبة، كما أن موقع عنق الرحم يختلف قليلًا في بداية الحمل؛ إذ يكون في أعلى المهبل أيام التبويض وفي بداية الحمل، أما إن لم يحدث حمل فإنه ينخفض مُسببًا جفاف المهبل وتقليل الإفرازات وتغيّر طبيعتها، كما أن جفاف الإفرازات تختلفً في أيام الدورة الشهرية على الشكل التالي:
- بعد الحيض:ً تنخفض الإفرازات المهبلية مسببةً جفاف المهبل بعد الحيض مباشرة.
- فترة انخفاض الخصوبة: وهي الفترة التي تسبق أيام التبويض؛ إذ تظهر الإفرازات البيضاء أو الصفراء وتصبح لزجة.
- فترة التخصيب: وهي الأيام التي تسبق الإباضة مباشرةً؛ لذلك تزداد فيها الإفرازات وتصبح بقوام كريمي مائل إلى البياض.
- فترة التبويض: يُصبح مخاط عنق الرحم ممتدًا وبقوام يُشبه بياض البيض.
- بعد التبويض: يبدأ المهبل بالجفاف ويزداد المخاط سماكة في حال عدم حدوث الحمل.
لماذا لا يُعتبر الجفاف بعد التبويض من علامات الحمل؟
لأن جفاف المهبل ناتج عن نقص هرمون الأستروجين، بل إن زيادة الإفرازات المهبلية تُعتبر العلامة المبكرة على حدوث الحمل، وقد لا تكون العلامة الوحيدة للحمل، بل قد تشعر النساء بمجموعة من الأعراض الأخرى؛ مثل:
- ألم وحنان الثدي أي انتفاخ الثدي وتورمه.
- الغثيان وخصوصًا الصباحي.
- النفور من بعض الأطعمة والروائح.
- زيادة الرغبة في تناول الطعام.
- الصداع.
- بعض التقلصات في منطقة الحوض وأسفل البطن.
- الإمساك.
- التقلبات المزاجية
- التعب والانتفاخ.
- كثرة التبول.
- احتقان الأنف.
ما هي أسباب جفاف المهبل في اليوم 14 من الدورة؟
يحدث جفاف المهبل أيام التبويض عادةً بسبب مجموعة من العوامل والممارسات الخاطئة، فيما قد يكون أحيانًا دليلًا على بعض الحالات التي تحتاج للعلاج، ومن هذه الأسباب:
- التوتر: يُعتبر التحفيز الجنسي من أهم أسباب ترطيب المهبل، لكن أحيانًا قد يفشل التحفيز الجنسي في دوره؛ بسبب التوتر والقلق، كما أن الإجهاد ايضًا يُؤثر على تدفق الدم إلى المهبل الذي يُسبب ترطيبه.
- التدخين: بعض النساء المدخنات يعانينّ من جفاف المهبل؛ بسبب تأثير التدخين على تدفق الدم إلى المهبل، وهذا سيؤثر على الإثارة الجنسية والتزليق.
- شرب الكحول: تُسبب الكحول عادةً جفافًا في الجسم، وهذا ينعكس على المهبل؛ بسبب نقص السوائل اللازمة لترطيبه، كما أن الكحول تعمل على تثبيط الجهاز العصبي المركزي وتقليل حساسية النهايات العصبية.
- الحساسية من بعض منتجات التنظيف: تُسبب بعض الغسولات ومنتجات التنظيف حساسيةً للمهبل وجفافًا؛ بسبب المواد المعطرة غير المناسبة لمنطقة الفرج والمهبل، ومن هذه المنتجات المنظفات ذات الروائح العالية؛ مثل الصابون المعطر، أو معطرات الأقمشة المستخدمة على الملابس الداخلية، أو ورق التواليت المعطر.
- استخدام الدش المهبلي: بعض أنواع الغسولات المهبلية تزيل البكتيريا النافعة، خصوصًا عند استخدامها داخل المهبل، مُسببةً جفاف المهبل أيام التبويض؛ لذلك يجب تجنّب الإفراط في تنظيف المهبل بواسطة الغسولات المتنوعة؛ لأنها غالبًا تضر ولا تنفع.
- تناول مضادات الهيستامين: بعض مضادات الهيستامين تمنع تأثيرات الاستجابات التحسسية، التي تنظم الناقلات العصبية المسؤولة عن ترطيب المهبل؛ إذ تعمل هذه العلاجات على تجفيف مخاط الأنف مثلًا، لكنها أيضًا تُسبب جفاف مخاط عنق الرحم.
- تناول حبوب منع الحمل: تُؤثر حبوب منع الحمل عادةً على مستوى الأستروجين لتقليل الإباضة، لكن هرمون الأستروجين هو المسؤول عن إفرازات المهبل وترطيبه؛ لذلك فإن خفض مستوياته يسبب جفاف المهبل بشكل كبير.
- تناول مضادات الاكتئاب: بعض الأدوية تُسبب جفاف المهبل؛ ومنها مضادات الاكتئاب؛ لأنها مُصمّمة لتغيير الإتصال بين الخلايا العصبية والدماغ، وهذا يُقلل الاكتئاب ويُحسّن المزاج، لكنه قد يُؤثر سلبًا على ترطيب المهبل؛ بسبب نقص التواصل بين المهبل والدماغ.
- تناول أدوية الربو: ومنها مضادات الكولين؛ مثل بروميد تيوتروبيوم أو إبراتروبيوم بروميد، التي تعمل بشكل عام على تثبيط عمل الناقل العصبي أستيل كولين؛ لزيادة استرخاء الشعب الهوائية وتقليل السوائل فيها، لكن هذا يُقلّل السوائل في جميع أنحاء الجسم؛ بما فيها الفم والمهبل.
- الأدوية المضادة للأستروجين: بعض الأدوية المضادة للأستروجين؛ مثل توريميفين أو تاموكسيفين، تُقلّل قدرة الأستروجين على ترطيب المهبل، كما أنهاً تُسبب ترقق أنسجته بشكل عام.
- بداية أو انتهاء الحيض: قبل الحيض ترتفع هرمونات الأستروجين في الجسم؛ لِتهيئة بطانة الرحم على استقبال البويضة المخصبة، وفي حال عدم حدوث التخصيب فإن مستويات الأستروجين تنخفض بشدة مُسببةً الحيض وجفاف المهبل، كما أن استخدام بعض السدادات القطنية أثناء فترة الحيض قد يُساهم في زيادة جفاف المهبل؛ لأنها مُصمّمة لامتصاص الرطوبة.
- فترة الحمل: تُعتبر فترة الحمل من أهم الفترات المسببة لتقلب الهرمونات؛ فقد ينخفض هرمون الأستروجين خلال الحمل مُسببًا جفاف المهبل وزيادة التهيج، كما أن الرغبة الجنسية تنخفض بشكل كبير أيضًا مُسببةًً جفاف المهبل.
- الولادة: بعد الإنجاب تنخفض مستويات هرمون الأستروجين بشكل كبير مُسببةً جفاف المهبل وانقطاع فترات الحيض؛ بسبب الرضاعة الطبيعية وزيادة إفراز البرولاكتين.
- الإقتراب من سن اليأس: عندما تقترب النساء من سن اليأس تنخفض لديهنّ الهرمونات الأنثوية؛ مثل الإستروجين، الذي يسبب نقصه جفافًا حادًا في المهبل .
- النحافة: قد تُسبب النحافة المفرطة انخفاضًا في مستوى هرمون الأستروجين؛ بسبب انخفاض الطاقة اللازمة لإفرازه، كما أن ممارسة التمارين الرياضية الشاقة قد تُقلّل من إفرازه؛ بسبب صرف السعرات الحرارية في الرياضة، وهذه الأسباب مجتمعة تؤدي إلى جفاف المهبل وانخفاض الخصوبة، كما قد تُسبب مشاكل في التبويض.
- اختلال الهرمونات: بعض الاختلالات في الهرمونات قد تُسبب زيادةً أو نقصًا في مخاط عنق الرحم، وبالتالي قد تُسبب جفاف المهبل ومشاكل في الخصوبة، ومن أسباب هذه الاختلالات مشاكل في الغدة الدرقية، أو متلازمة تكيس المبايض، وغيرها من الأسباب التي يتم علاج كلٍّ منها بشكل منفصل وبحسب الحالة الصحية للمريضة.
متى يكون جفاف المهبل بعد التبويض مباشرة خطيرًا؟
قد يكون الجفاف المهبلي أمرًا طبيعيًا يظهر ويختفي خلال أيام، ويُمكن معه استخدام المرطبات المهبلية، لكن بعض الحالات التي تستمر لأكثر من أسبوع يجب مراجعة الطبيب؛ لتحديد السبب الفعلي لها، خصوصًا عند ظهور أحد الأعراض التالية:
- تورم مهبلي مستمر لمدة أسبوع أو أكثر.
- تهيج وحكة في المهبل.
- ألم حاد أثناء ممارسة الجنس.
- نزيف مهبلي بعد ممارسة الجنس.
دور الإفرازات المهبلية في الخصوبة
الحقيقة أن موضوع جفاف المهبل يُعتبر مؤثرًا بشكل كبير على الخصوبة وحدوث الحمل؛ بسبب دوره الكبير في خلق بيئة مثالية للحيوانات المنوية وتغذيتها وتعزيز قدرتها على الحركة؛ للوصول إلى البويضات، لهذا فإنّ جفاف المهبل أو وجود أي مشاكل في المخاط قد يعيق عملية الحمل ويجعلها أكثر صعوبة، ومن أسباب هذه المشاكل:
- سُمك المخاط: قد يُسبب المخاط السميك أو اللزج بطئًا في حركة الحيوانات المنوية، وهذا السُمك ناتج عادةً عن بعض الاختلالات الهرمونية.
- المخاط الحمضي: قد يُعتبر المخاط الحمضي مُعاديًا وقاتلًا للحيوانات المنوية، وهذه الحموضة ناتجة عن العدوى البكتيرية أو بعض الاختلالات الهرمونية.
- وجود الأجسام المضادة للحيوانات المنوية: وهي عبارة عن بروتينات ينتجها الجهاز المناعي استجابة لِعدوات سابقة مُسببًا قتل الحيوانات المنوية.
اقرأ/ي أيضًا:
هل جفاف المهبل من علامات الحمل؟
هل حرقان المهبل من علامات الحمل؟