تحقيق مسبار
ينبغي معرفة الفرق بين شحاذ العين والكيس الدهني لاتخاذ الإجراءات المُناسبة في علاج كُل من الحالتين عند اشتباههما، ويهدف هذا المقال إلى بيان أبرز الفروق بين الأكياس الدهنية والشحاذ الذي يظهر حول منطقة العين، مع ذكر طريق الوقاية من هذه الأمراض، بالإضافة إلى بعض التفاصيل الأخرى حول علاجها وأنواعها وخطوات تشخيصها.
ما الفرق بين شحاذ العين والكيس الدهني؟
عادةً ما تظهر الأكياس الدهنية وشحاذ العين، ثم تختفي بنفسها بعد عد ة أيام أو أشهر دون تدخل طبي، ولا تكون خطيرة في مُعظم الأحيان، ويتسبب شحاذ العين باحمرار رقيق على حافة الجفن في الغالب؛ إلّا إنّها تظهر داخل الأجفان أحيانًا، بينما يظهر الكيس الدهني على شكل كُتلة في منتصف جفن العين، وعلى الرغم من تشابه شحاذ العين والكيس الدهني في الأعراض عند البعض؛ إلّا إنّ التورمات التي تُصاحب الكيس الدهني تكون أكبر.
ما هي أنواع شحاذ العين؟
هناك نوعين اثنين لشحاذ العين كما يأتي:
- شحاذ العين الخارجي: يظهر هذا النوع من الشحاذ على طول الحافة الخارجية لجفون العين، ويُصبح ذا لون أصفر مع امتلائه بالقيح عند لمسه أحيانًا، وتُعد الإصابات في جريب الرموش أو غدة زايس من أسباب ظهور شحاذ العين الخارجي.
- شحاذ العين الداخلي: عادةً ما تتسبّب عدوى غدة ميبوميوس بشحاذ العين الداخلي، ويتميز هذا النوع عن الشحاذ الخارجي بالآلام التي تُصاحبه، كما يشعر المُصاب بحرقة في العين أحيانًا، إلى جانب تدلّي الجفون وعدم الراحة عند الرَمْشْ.
هل شحاذ العين مُعدي؟
يُعد شحاذ العين واحدًا من الأمراض المُعدية؛ إلّا إنّه لا ينتقل إلى الآخرين إلّا في بعض الحالات النادرة فحسب؛ وذلك بسبب المخاطر المحدودة لأنواع البكتيريا التي تتسبب بانتقال هذا المرض، ويُمكن أن تنتقل أعراض الشحاذ من العين المُصابة إلى الأُخرى أحيانًا، كما تصل العدوى إلى بعض الأجزاء الداخلية من العين في بعض الحالات، وتؤدي إلى الإصابة بالتهاب النسيج الخلوي الذي يستدعي تدخلًا طبيًا طارئًا.
كيف يمكن الوقاية من شحاذ العين؟
فيما يأتي بعضًا من الوسائل والإرشادات التي يُمكنها المُساعدة في الوقاية من شحاذ العين:
- استخدام مستحضرات التجميل الخاصة: يُمكن أن تنتقل البكتيريا التي تتسبب بشحاذ العين إلى الشخص السليم عند استخدام أدوات التجميل التي يستخدمها المُصاب؛ ولذلك ينبغي استخدام الأدوات الخاصة؛ لضمان عدم انتقال العدوى.
- غسل اليدين قبل لمس العينين: يُُساعد غسل الأيدي وتطهيرها -بالماء والصابون وأدوات التعقيم الأُخرى- في التقليل من خطر الإصابة بشحاذ العين، وكذلك ينبغي التقليل من فرك العينين لتقليل مخاطر الإصابة أيضًا.
- غسل مستحضرات التجميل عن الوجه: ينبغي غسل كافة مُستحضررات التجميل عن الوجه قبل النوم؛ لضمان عدم انسداد الغدد الدهنية؛ حيث يؤدي هذا الانسداد إلى ظهور شحاذ العين.
- عدم استخدام العدسات اللاصقة التي تُستخدم مرةً واحدةً: يجب على المُصابين بشحاذ العين اجتناب العدسات اللاصقة ولبس النظارات، ولا بُد من اجتناب إعادة استخدام العدسات غير المُعدّة لذلك؛ من أجل تقليل خطورة الإصابة بالشحاذ.
- غسل الأجفان باستمرار: يُسهم غسل الأجفان كل يومين على نحوٍ مُتكررٍ في التقليل من احتمالية الإصابة بشحاذ العين، ويُمكن استخدام شامبو الأطفال بعد تخفيفه لغسل الجفون وضمان عدم تضرر العين من ذلك.
- تناول الأدوية التي يصرفها الطبيب عند إصابة العين: يُمكن أن تؤدي بعض أمراض العين إلى ظهور الشحاذ؛ ومنها: التهاب الجفن وحُمّى القش والحساسية، ويُساعد تناول الأدوية في علاج هذه الأمراض وتقليل خطورة الإصابة بالشحاذ.
- تغيير مُستحضرات التجميل: يُمكن أن تنتقل العدوى التي تتسبب بشحاذ العين إلى مُستحضرات التجميل أحيانًا، ويُساعد تغيير المُستحضرات بعد شهرين أو ثلاثة بشكل دوري في التقليل من خطورة انتقال العدوى المذكورة.
- تطهير العدسات اللاصقة: تمّ إنتاج بعض العدسات اللاصقة لاستخدامها بشكل مُتكرر بدلًا من استخدامها مرة واحدة، وينبغي على كافة مُستخدمي هذه العدسات تعقيمها بشكل مُستمر؛ كي لا تنتقل عدوى شحاذ العين عن طريقها.
- استخدام كمادات الماء الدافئة: يُمكن استخدام كمادات الماء الدافئة للوقاية من شحاذ العين، وذلك للأشخاص الذين تعرضوا إلى هذا المرض سابقًا؛ فإن الكمادات تُسهم في الحدّ من عودة هذا المرض مرةً أخرى.
ما هي أنواع الأكياس التي تظهر الجسم؟
تظهر الأكياس الدهنية في جفون العين، إلى جانب ظهورها في العديد من أجزاء الجسم الأخرى أيضًا حسب النوع الذي يُصيب الإنسان، وتضم القائمة التالية أبرز أنواع الأكياس التي تُصيب الجسم:
- البَرَدَة: تُعرف البَرَدَة كذلك باسم الكالازيون وتظهر في جفون العين عندما تنسد قنوات ميبوميوس وسبق ذكرها في الفرق بين شحاذ العين والكيس الدهني، وهي من الأكياس الكاذبة التي تتسبب بالآلام إلى جانب عدم وضوح الرؤية.
- الكيسة البشرانية: تظهر الكيسة البشرانية على شكل نتوءات صغيرة، وتكون مُمتلئة بالكيراتين، ويُمكن أن تتسبب بمتلازمة غاردنر في حالات نادرة، ويتكوّن هذا الكيس عندما تنمو البشرة في الأعماق بدلًا من خروجها إلى السطح.
- كيس الثدي: يتشكّل هذا الكيس عندما تتجمع السوائل في بعض الغُدد المُحيطة بمنطقة الثدي عند المرأة، ويُمكن أن يتسبب بالآلام في هذه المنطقة أحيانًا، وعادةً ما تظهر عند النساء في الثلاثينيات أو الأربعينيات من العُمر.
- التكيّس العُقدي: يظهر التكيّس العُقدي في المناطق القريبة من مفصل اليد أو المعصم عادةً؛ إلّا إنّه يظهر في القدم أو الكاحل أحيانًا، ولا يزال سبب ظهور هذا النوع من الأكياس مجهولًا عند المُختصين حتى الآن.
- كيس المبيض: يؤدي عدم انفتاح جريب المبيض للقيام بوظيفته المُعتادة إلى تراكم السوائل في منطقة المبيض وتشكيل ما يُعرف باسم كيس المبيض، وعادةً ما يتم اكتشاف هذه الأكياس عندما يقوم الطبيب بفحص منطقة الحوض.
- كيس بيكر: يُعرف كيس بيكر باسم الكيس المئبضي ويظهر في منطقة الركبة ويكون مملوءًا بالسوائل، وتُعد إصابات الركبة أكثر الأسباب شيوعًا لتشكّل هذا النوع من الأكياس.
- كيس بيلار: تتشكّل أكياس بيلار على سطح الجلد، ولها لون يُشبه لون الجلد الطبيعي للإنسان، وعادةً ما يتعايش المُصابون مع هذا الكيس؛ إلّا إنّ البعض يُزيله لأسباب تجميلية.
هل يمكن علاج الكيس الدهني في العين؟
عادةً ما يتم علاج الكيس الدهني الذي يظهر في العين من المنزل كما سبق عند ذكر الفرق بين شحاذ العين والكيس الدهني؛ إلّا إنّه يحتاج إلى تدخل طبي ما لم يختف بعد عدّة أشهر، وفيما يأتي قائمة بأبرز العلاجات لهذه الأكياس:
- كمادات الماء الدافئة: يتم استخدام هذه الكمادات عن طريق وضع منشفة مُبللة بالماء الدافئ على العين المُصابة مُدة تبلغ خمس عشرة دقيقة، مع تكرار ذلك ثلاث مرات يوميًا؛ لفتح القنوات المسدودة التي تتسبب بظهور الكيس.
- تدليك الجفن: ينبغي تدليك الجفن المُصاب بالكيس عدّة مرات في اليوم الواحد، وذلك للمُساعدة في فتح القنوات المسدودة، ولا بُد من تدليكها بلُطف لضمان عدم ظهور أيّة مُضاعفات أخرى للمرض.
- الحفاظ على نظافة العين: يجب على المُصاب عدم استخدام مُستحضرات التجميل مع المُحافظة على نظافة العين؛ لاستعادة حالتها الطبيعية، والتخلص من الكيس الدهني في أسرع وقت مُمكن.
- تناول الأدوية: يقوم الطبيب بصرف بعض الأدوية للمُساعدة في علاج الكيس الدهني في العين إذا لم يختف من تلقاء نفسه؛ ومنها: حُقن الستيرويد، أو المُنشطات التي تُقلل من الأورام والالتهابات.
- الجراحة: يلجأ الأطباء إلى الجراحة أحيانًا لتصريف السوائل التي تؤدي إلى ظهور الكيس الدهني في العين، وذلك عن طريق فتح شق في الجفن المُصاب بعد تخدير المريض للتخلّص من الكيس.
ما طريقة الوقاية من الكيس الدهني في العين؟
تُساعد الإرشادات الآتية في الوقاية من ظهور الكيس الدهني حول العين:
- غسل اليدين والوجه: لا بُد من غسل الوجه لإزالة مُستحضرات التجميل قبل النوم، بالإضافة إلى غسل الأيدي وتنظيفها بشكل مُستمر؛ لضمان عدم تشكّل الأكياس الدهنية؛ بسبب انسداد القنوات أو الإصابة بعدوى عند لمس العينين.
- العناية بالعدسات اللاصقة: يجب تنظيف العدسات اللاصقة قبل استخدامها وبعد إزالتها عن العينين، كما ينبغي تنظيف اليدين قبل لمس العدسات؛ كيّ لا تنتقل أيّة عدوى تؤدي إلى الكيس الدهني في العينين.
- استخدام مُقشّر الجفون: يُمكن استخدام مُقشر الجفون بعد استشارة الطبيب المُختص؛ لمنع ظهور الأكياس الدهنية في منطقة العينين، وذلك إذا كان الشخص مُعرضًا للإصابة بهذا المرض.
- العناية بمستحضرات التجميل: تشمل العناية بمُستحضرات التجميل التحقّق من صلاحيتها واستبدالها بشكل دوري كل ثلاثة أشهر، إلى جانب عدم استخدام الأدوات الخاصة بالآخرين.
هل توجد طريقة لتشخيص الكيس الدهني في العين؟
يعتمد تحديد الفرق بين شحاذ العين والكيس الدهني بشكل دقيق على التشخيص الذي يقوم به الطبيب عند اشتباه الحالتين، وفيما يأتي طريقة تشخيص الكيس الدهني في العين:
- معرفة التاريخ المرضي للمُصاب: يُمكن للتاريخ المرضي مُساعدة الطبيب في معرفة مدى إصابة الشخص بأيّ من الأمراض التي تُسهم في ظهور الكيس الدهني، كما يطرح الطبيب بعض الأسئلة أحيانًا للتحقّق من الحالة.
- فحص العين الخارجي: يقوم الطبيب بإجراء فحص خارجي للعين عن طريق لمسها والتأكّد من مظهرها الخارجي، بالإضافة إلى تقييم الأنسجة المُحيطة بها.
- استخدام الضوء الساطع والمُكبّر: يُستخدم الضوء الساطع والمُكبّر للتأكد من فتحات الغدد الدهنية في المنطقة التي تُحيط العين، كما يُساعد هذا الاختبار في في تقييم رموش الجفن لتشخيص حالة المريض.
ما هي العوامل التي تزيد من خطورة ظهور الكيس الدهني في العين؟
تزداد خطورة ظهور الكيس الدهني حول العين عند الأشخاص الذين ظهر لديهم هذا الكيس سابقًا، وينبغي على هذه الفئة من الأشخاص استخدام كمادات الماء الساخن على نحوٍ مُستمر؛ لضمان عدم عودة الإصابة من جديد، كما أن هناك عدة عوامل أخرى تزيد من فرصة الإصابة بهذا المرض أيضًا؛ ومنها: التعرض إلى التهاب في الجفن، أو الإصابة بالتهاب الجلد الدهني، أو حب الشباب أو بعض الأمراض الأخرى؛ مثل السكري.
اقرأ/ي أيضًا:
هل يمكن علاج المياه البيضاء في العين؟
هل ارتفاع الضغط يسبب احمرار العين فعلًا؟
