تحقيق مسبار
إن ظهور نقط بيضاء على الثدي وبعض التغيرات الأُخرى قد تكون مُدعاةً للقلق في بعض الأوقات؛ إذ يمكن أن تظهر هذه النقاط على الحلمات والهالات المحيطة بها مُسببةً الذعر والخوف من أن تكون إحدى علامات سرطان الثدي أو غيره من الأمراض الخطيرة، هنا سنتحدث عن أسباب ظهور هذه النقاط، ومدى خطورتها بحسب دراسات علمية وأبحاث مؤكّدة.
ما هي أسباب ظهور نقط بيضاء على الثدي؟
تنتُج البقع البيضاء على الثدي بسبب مجموعة من الأسباب التي يُمكن علاج كل منها بطريقة مختلفة، ومن أهم هذه الأسباب:
- الحمل والتغيرات الهرمونية: إذ ينتج عن الحمل مجموعةً من التغيرات الهرمونية؛ ومنها ظهور نقط بيضاء على الثدي، وعلى الحلمة تحديدًا؛ إذ تصبح غدد مونتغمري أو غدد الحليب أكثر وضوحًا خلال فترات الحمل، لكنها أيضًا تحدث بسبب التغيرات الهرمونية في مختلف مراحل الحياة، وتُعتبر هذه الحبوب عادةً غير ضارة، ويمكن أن تظهر بسبب:
- الحيض.
- استخدام حبوب منع الحمل الهرمونية.
- سن اليأس.
- انسداد قنوات الحليب: قد تنتفخ الحلمات والمناطق المحيطة بها وتظهر عليها بعض الحبوب؛ بسبب انسداد قنوات الحليب، وهذه أيضًا من الحالات غير الخطيرة التي يُمكن علاجها بسهولة، ويتم عادةً علاجها عن طريق شفط الحليب.
- نفطة الحليب: وهي حالة تحدث بسبب نمو الجلد فوق فتحة مسام الحلمة المسدودة مُسببةً احمرار والتهاب المنطقة المحيطة بها.
- الالتهابات: بعض الأشخاص يُصابون بظهور نقاط بيضاء على الحلمات عند تعرضهم للعدوى؛ بسبب ضعف جهاز المناعة، وقد تكون هذه العدوى ناتجةً عن بكتيريا أو فطريات أو فيروسات، ومن هذه الالتهابات:
- مرض الهربس: وهو مرض ناتج عن فيروس ينتقل عبر الاتصال الجنسي، ويُمكن أن ينتقل من الأم إلى الطفل أثناء الولادة، ويُصيب فمه أو عينيه، ثم ينتقل إلى الحلمة عبر الرضاعة الطبيعية، وتظهر أعراضه على شكل بثور مملوءة بالسوائل، ويتم علاجه بصورة سريعة بإعطاء الأم والطفل أدوية مُضادة للفيروسات.
- مرض القلاع: وهو عبارة عن عدوى فطرية تحدث بشكل كبير في المهبل، وتعرف باسم عدوى الخميرة، لكنها قد تنتقل للأطفال حديثي الولادة، الذين ينقلون العدوى إلى حلمات أمهاتهم أثناء الرضاعة الطبيعية، ومن أعراضه المتنوعة ظهور الطفح الجلدي الأبيض، واحمرار الجلد وظهور الالتهاب على الحلمتين، ويتم علاجها عادةً باستخدام مضادات الفطريات.
- خراجات تحت الهالة: وهي عبارة عن تراكم القيح في أنسجة الثدي نتيجة عدوى بكتيرية ناتجةً عن دخول البكتيريا لأنسجة الثدي من خلال الجروح، التي تتسبّب بظهور كتلة مؤلمة متغيّرة اللون، ويتم علاجها عادةً بالمضادات الحيوية، فيما تحتاج بعض الحالات إلى تدخّل جراحي لتصريف القيح من أنسجة الثدي.
بعض الأسباب الأُخرى
إن ظهور نقط بيضاء على الثدي يحدث بسبب مجموعة أُخرى من الأسباب الأقل شيوعًا والمتمثلة في:
- البهاق: وهو عبارة عن اضطراب يُصيب المناعة الذاتية مُسببًا تدمير الخلايا الصباغية.
- مرض باجيت: وهو أحد أنواع سرطانات الثدي النادرة جدًا، الذي تُشبه أعراضه أعراض الأكزيما التي تظهر على الحلمات.
هل النقاط البيضاء دلالة على الإصابة بالسرطان؟
يمرّ الجلد بمجموعة من التغيرات التي تُسبب ظهور نقط بيضاء على الثدي أو تغيرات أُخرى؛ بسبب التهاب الجلد أو الأكزيما أو بعض الحالات المرضية الأُخرى، فيما قد تحدث بسبب حروق الشمس، لكن لا يُمكن إغفال أنها قد تكون دلالة قوية على سرطان الثدي، الذي يُعتبر من أكثر أنواع السرطان انتشارًا وأكثرها تسبُبًا بالوفاة بحسب إحصائيات معتمدة وموثوقة، ومن هذه السرطانات سرطان الثدي الالتهابي الذي تظهر علاماته على شكل احمرار وألم وتجعد في الجلد مع ظهور النقط البيضاء، أو قد يكون دلالةً على مرض باجيت، وهو أحد أنواع السرطان التي تُصيب منطقة الحلمة، ويتسبب ببعض التغيّرات في الجلد تشبه إلى حدٍّ كبير مرض الصدفية.
علامات غير شائعة لسرطان الثدي
بعض المؤشرات والدلالات قد لا تكون شائعة بشكل كبير، لكن يجب فعليًا متابعتها واتخاذ بعض الإجراءات في حال حدوثها؛ إذ قد يظهر سرطان الثدي بدايةً على شكل كتلة يُمكن الكشف عنها عن طريق الفحوصات الذاتية، كما يُمكن ملاحظتها عن طريق صور الثدي الشعاعية، التي قد تظهر الكتل أو أيّ تغيّرات في أنسجة الثدي؛ لأن بعض السرطانات لا تظهر على شكل كتل، وهذه من أهم الطرق المبكرة للكشف عن سرطان الثدي عند ظهور أيّ من العلامات التي تدلّ على تغيّر الثدي، التي تظهر بشكل مفاجئ أو تدريجي، ومن أهم هذه العلامات:
- التغير في حجم الثدي: هذه العلامة من العلامات البسيطة التي لا يُمكن ملاحظتها؛ بسبب تغير حجمه طبيعيًا في فترات مختلفة؛ مثل فترة الحيض أو الحمل، لكن في حال حدوث التغيّر في وقت آخر وتأثيره على جانبٍ واحدٍ فقط عندها قد تكون هذه دلالة على سرطان الثدي، كما أن من بعض الأعراض الأقل شيوعًا هو انخفاض حجم الثدي في أحد الجانبين، وفي كلتا الحالتين يجب استشارة الطبيب المختص لمعرفة سبب هذا التغيّر.
- ارتفاع درجة حرارة الجلد: بالرغم من عدم ارتباط السرطان عادةً بالحمى؛ إلّا إنّ بعض أنواع سرطان الثدي النادرة تُسبب ارتفاع درجة حرارة الجلد؛ ومن هذه الأنواع سرطان الثدي الالتهابي، الذي قد يُسبب سخونة الثدي واحمراره وتورمه مع الشعور بالحكة، كما قد يتسبب هذا النوع من السرطان في انتفاخ الغدد الليمفاوية تحت الذراع واحمرارها. يُذكر أن هذا النوع من السرطان لا يُسبب كتلة؛ لذلك لا يُمكن الكشف عنه عن طريق الصور الشعاعية.
- الحلمة المقلوبة: أو انقلاب الحلمة وهو مصطلح يُعبر عن انقلاب الحلمة إلى الداخل وظهورها بشكل مُسطّح، وقد تكون هذه الحالة خُلقيّة، لكن المقلق هو تغيّر شكل الحلمة في وقتٍ ما وانقلابها؛ ممّا يدلّ بشكلٍ أو بآخر على أحد أنواع سرطان الثدي؛ ومنها سرطان الأقنية الموضعي، أو سرطان الأقنية الغازية، أو مرض باجيت في الحلمة.
- حكّة في الثدي: الحكّة من الأعراض التي قد تحدث بشكلٍ مستمر ولا تستدعي القلق، لكن الحكة المستمرة هي المُقلقة التي قد تكون علامة مبكرة على سرطان الثدي أو مرض باجيت في الحلمة، أو أحد الأنواع الأُخرى من سرطان الثدي، وقد يُصاحبها وخز وتنميل، خصوصًا عندما يبدأ السرطان في التسبّب بانهيار الخلايا الدهنية في الثدي مُسببًا اشتعال النهايات العصبية بشكل غير مألوف، التي تظهر على شكل حكة.
- التغيّر في شكل الجلد: قد تكون هذه من العلامات المتقدمة لسرطان الثدي، التي تحدث بسبب التغيّر في نسيج الثدي ليُصبح الجلد أشبه بقشر البرتقال مع ارتفاع درجة حرارته أحيانًا وزيادة سمكه.
- البقع الحمراء أو البقع الأرجوانية: بعض أنواع الطفح الجلدي التي لا تزول بعد بضعة أيام قد تكون مؤشرًا على مرض خطير ونوع من أنواع السرطان، خصوصًا عند ظهورها على شكل سلسلة من البقع الحمراء الصغيرة، أو انتشار اللون على الثدي، فيما يُشبه الكدمة؛ إذ قد يظهر الثدي كاملًا باللون الأحمر أو الأرجواني.
ما هو سرطان الثدي؟
ذكرنا مسبقًا أن ظهور نقط بيضاء على الثدي لا يُعتبر بالضرورة دلالةً على الإصابة بالسرطان، لكن ما هو سرطان الثدي، وما هي أنواعه المختلفة؟...
تعريف سرطان الثدي
السرطان بشكل عام هو عبارة عن طفرة في الجينات التي تُنظم نمو الخلايا ما يسمح للخلايا بالانقسام والتكاثر بطريقة غير طبيعية، وسرطان الثدي بشكل خاص هو حدوث هذه الطفرة في الثدي، سواءً في الفصيصات وهي الغدد التي تنتج الحليب، أو قنوات الثدي وهي المسارات التي تنقل الحليب من الغدد إلى الحلمة، كما قد يحدث السرطان في الأنسجة الدهنية أو النسيج الضام داخل الثدي، وقد تنتشر هذه السرطانات إلى خارج الثدي، خصوصًا إلى العقد الليمفاوية تحت الذراعين، من ثم الانتشار إلى باقي أنحاء الجسم.
علامات وأعراض سرطان الثدي
في بعض الحالات المبكرة لا يُسبّب سرطان الثدي أيّ أعراض تُذكر؛ إذ يكون الورم صغيرًا جدًا ولا يُمكن الشعور به، لكن قد يُلاحظ وجوده من خلال التصوير الشعاعي، كما أن بعض الحالات يكون فيها الورم أو الكتلة في الثدي إحدى أهم وأول العلامات، لكن قد لا تكون كل الأورام والكتل مؤشرات على السرطان وقد تكون مجرد كتل حميدة، ومن هذه الأعراض:
- ألم في الثدي.
- احمرار جلد الثدي بالكامل.
- تورّم الثدي أو جزء منه.
- إفرازات من الحلمة قد تكون مائية أو دموية.
- تقشير الجلد على الحلمة أو الثدي.
- التغيّر في شكل أو حجم الثدي.
- الحلمة المقلوبة.
- التغيير في مظهر جلد الثدي.
- كتلة أو ورم تحت الذراع.
ما هي أنواع سرطان الثدي؟
يوجد عدّة أقسام لسرطان الثدي لكنها جميعًا تندرج تحت فئتين رئيسيتين؛ هما الغازية وهي انتشار السرطان من قنوات الثدي أو الغُدد إلى الأجزاء الأُخرى منه، وغير الغازية أو الموضعية التي لم يتم فيها انتشار السرطان إلى الأنسجة الأخرى، وهذه الفئتان بشكل عام تشمل الأنواع المتعددة لسرطان الثدي، وهي:
- سرطان الأقنية في الموقع: أو سرطان القنوات الموضعي، وهو عبارة عن اقتصار الخلايا السرطانية على قنوات الثدي وعدم انتشارها إلى أنسجة الثدي السليمة.
- سرطان فصيصي موضعي: وهو السرطان النامي في الغدد المنتجة للحليب مع عدم انتشاره إلى الأنسجة المحيطة.
- سرطان الأقنية الغازية: يُعتبر أكثر أنواع السرطان شيوعًا، ويبدأ في قنوات الحليب، ثم ينتشر إلى الأنسجة القريبة في الثدي، كما قد ينتشر إلى الأعضاء والأنسجة المجاورة.
- سرطان مفصص غازي: هذا النوع يتطور في فصيصات الثدي، ثم يغزو الأنسجة المجاورة في الثدي.
الأنواع الأقل شيوعًا
- سرطان باجيت في الحلمة: هذا النوع يبدأ في قنوات الحلمة، لكنه يُؤثر بعد فترة على الجلد المُحيط بها والهالة.
- ورم فيلوديس: يعتبر هذا النوع من الأنواع النادرة الذي ينمو في النسيج الضام مُسببًا في كثير من الحالات ورمًا حميدًا، لكن قد يكون هذا الورم سرطانيًا في أحيان أخرى.
- الساركوما الوعائية: ينتشر هذا النوع في الأوعية الدموية أو في الأوعية الليمفاوية في الثدي.
- سرطان الثدي الالتهابي: من الأنواع النادرة لكنه عدواني بشكل كبير، ويحدث بسبب سدّ الخلايا الليمفاوية القريبة من الثدي؛ ممّا يمنع تصريف الأوعية الليمفاوية؛ مُسببًا تضخم الثدي واحمرار لونه وارتفاع حرارته وتغيّر جلده؛ ليصبح أشبه بقشر البرتقال.
- سرطان الثدي النقيلي: هو الاسم الآخر لسرطان الثدي في المرحلة الرابعة، الذي يُعبّر عن انتشار السرطان من الثدي للأجزاء الأخرى في الجسم؛ مثل العظام والرئتين والكبد .
- سرطان الثدي الثلاثي السلبي: يُعتبر أيضًا من الأنواع النادرة؛ إذ يصيب 10-15% فقط من مرضى سرطان الثدي وفق دراسات مؤكّدة، وينتشر عادةً بشكل أسرع، ويُعتبر علاجه أصعب من الأنواع الأخرى، ولتشخيص هذا النوع يجب أن يتمتع الورم بالخصائص التالية:
- الافتقار إلى مستقبلات الاستروجين: وهي المستقبلات التي ترتبط بالأستروجين داخل الخلايا، فإن كان الورم يحتوي على هذه المستقبلات فإن نمو الخلايا السرطانية وانتشارها سيكون أكبر.
- الافتقار إلى مستقبلات البروجسترون: وهي المستقبلات التي ترتبط بهرمون البروجسترون في الخلايا؛ إذ يُعزز البروجسترون نمو الخلايا السرطانية.
- الافتقار إلى بروتينات HER2 على السطح: وهذا البروتين معروف بتغذية الخلايا السرطانية.
اقرأ/ي أيضًا:
هل يمكن علاج أكياس الثدي والاضطرابات الهرمونية؟
هل يوجد أسباب لانتفاخ الثدي أثناء الدورة الشهرية؟