` `

هل يوجد فوائد للموسيقى الهادئة؟

موسيقى
2 نوفمبر 2021
هل يوجد فوائد للموسيقى الهادئة؟
هي أحد أنواع الموسيقى المُستخدمة لِعلاج العديد من المشاكل الصحية (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

العديد من الأشخاص يفضّلون الاستماع إلى أنواع معينة من الموسيقى، لكن ما هي فوائد الموسيقى الهادئة وغيرها من الأنواع، وهل تُستخدم فقط للترفيه والتسلية باعتبارها العنصر الأهم في المناسبات المختلفة؟… الحقيقةً لا يُمكن اعتبارها وسيلة للتسلية فقط، خصوصًا إذا علمنا أنّ تأليفها يُعتبر قديمًا جدًا ويصل لأكثر من 40000 عام؛ وذلك بحسب دراسات مؤكّدة تُشير إلى العثور على أدوات موسيقية قديمة في أحد الكهوف في جنوب ألمانيا، وتُعتبر هذه الأدوات الأقدم على الإطلاق، لذلك سنتحدث في مقالنا عن الفوائد المؤكّدة للموسيقى، سواءً للأطفال أو الكبار على حدٍّ سواء. 

ما هي فوائد الموسيقى الهادئة؟

الموسيقى الهادئة والكلاسيكية هي أحد أنواع الموسيقى المُستخدمة لِعلاج العديد من المشاكل الصحية وتقليل مخاطرها بشكل عام؛ إذ يُمكنها التأثير على الجسم بشكل كبير وتقديم الفوائد التالية:

  • خفض ضغط الدم: تُشير العديد من الدراسات أنها تُقلّل من ضغط الدم الانبساطي والانقباضي بشكل ملحوظ أكثر من أنواع الموسيقى الصاخبة، كما أنها قد تخفض معدل ضربات القلب بشكل ملحوظ؛ وهذا بسبب تأثيرها المهديء على الأعصاب والجسم بشكل عام.
  • المساعدة على النوم: تُعتبر الموسيقى الهادئة علاجًا فعالًا للأشخاص المصابين بـ الأرق؛ إذ قد تُساعد مع بعض الإجراءات البسيطة في تحسين مستوى النوم؛ لذلك يمكن استخدامها كبديل فعّال لـ الحبوب المنوّمة، لكن يجب الانتباه إلى نوع الموسيقى؛ لأن الصاخبة منها تسبّب تنشيط الجسم والعقل وتجعل النوم أصعب.
  • تخفيف الألم: قد تُساعد الموسيقى الهادئة في تخفيف الألم للمرضى، وكذلك تقليل القلق والاكتئاب والعديد من المشاكل الأخرى، وهذ ينطبق بشكل أو بآخر على الرُضّع أيضًا، إذ وجدت دراسة بحثية أجريت عام 2018 على مجموعة من الأطفال حديثي الولادة المُعرضين لإجراءات مؤلمة أن الموسيقى تُقلّل من شعورهم بالألم؛ بسبب التقليل من إدراك الألم، وتخفيض معدلات ضربات القلب بشكل كبير، كما أنها حسّنت من تشبّع الأكسجين وسارعت من عملية التعافي.
  • المساعدة في علاج الأمراض العقلية: اكتشف الباحثون أن الموسيقى تؤثّر بشكل فعليّ على الأعصاب؛ بسبب تأثيرها على إطلاق مجموعة من المواد الكيميائية العصبية المُهمّة من أجل صحة المخ والصحة العقلية بشكل عام، كما يُعتقد أنها تُحسّن من نوعية الحياة للأشخاص المُصابين بالفصام، ومن أهم هذه المواد المتأثرة بالموسيقى:
    • مادة الدوبامين: وهي عبارة عن مادة كيميائية لها ارتباط وثيق بالمتعة والمكافأة، يتم زيادة إفرازها عند الإستماع للموسيقى.
    • الكورتيزول: وهو أحد هرمونات التوتر، الذي يقلّ إفرازه بمجرد الاستماع للموسيقى.
    • الهرمونات المتعلقة بالمناعة: ومنها السيروتونين، الذي يزداد عند الاستماع للموسيقى.
    • الأوكسيتوسين: وهي مادة كيميائية مسؤولة عن الاتصال بين الأشخاص، وتزداد عند الاستماع للموسيقى.
  • تحسين الحالة المزاجية: قد يكون من أهم فوائد الموسيقى الهادئة تحسين الحالة المزاجية وتغيير ومعالجة المشاعر السلبية وتنظيم العواطف، لكن في هذه الحالة يجب اختيار أنواع معينة من الموسيقى؛ لأن الموسيقى المحتوية على نغمات الحنين أو ما شابه قد تزيد من أعراض الاكتئاب.
  • تقليل القلق: هذه واحدةً من أهم فوائد الموسيقى الهادئة؛ إذ قد تُساعد في تقليل القلق والتوتر؛ وذلك بحسب دراسة موثقة أثبتت أن الأشخاص المصابين بالسكتات الدماغية يشعرون بالاسترخاء بشكل أكبر عند استماعهم للموسيقى، كما تُشير دراسات أخرى أن الموسيقى الممزوجة بأصوات الطبيعة قد تُقلّل من الشعور بالقلق؛ لذلك يتم استخدامها عادةً كأسلوب علاج للمصابين بأمراض خطيرة.
  • تقليل استهلاك الطعام: قد يُساعد تشغيل الموسيقى الهادئة على إبطاء تناول الطعام؛ وبالتالي تقليل كمية الأكل المُستهلكة، كما قد يُساعد تعتيم الأضواء المُحيطة أيضًا في ذلك؛ إذ أشارت إحدى الدراسات إلى أنّ الأشخاص الذين تناولوا الطعام أثناء عزف الموسيقى الهادئة وفي إضاءة منخفضة استهلكوا كميات أقل بنسبة 18% من غيرهم، وهذا قد يُساعد في إنقاص الوزن بشكل أكبر؛ لأنها تُساعد على الاسترخاء وتعزيز القدرة على تحديد وقت الشبع بشكل أكبر.

ما هي فوائد سماع الموسيقى؟

تختلف أنواع الموسيقى التي يُمكن الاستماع لها؛ إلّا إنّها بالمجمل تُقدم فوائدًا متعددةً للجسم والعقل على حدٍّ سواء، وقد تختلف فوائد الموسيقى الهادئة عن فوائد الأنواع الأخرى؛ إلّا إنّ معظم الفوائد تتركّز حول تحسّين الحياة العامة، وتحسّين صحة الجسم، وزيادة القدرة على أداء المهام اليومية، ومن أهم هذه الفوائد: 

تحفيز العقل

ينصح بعض الخبراء والأطباء بالاستماع لأنواع معينة من الموسيقى لتحفيز العقل وتشغيله، كما أن مجرد الوعد بالاستماع للموسيقى قد يُحفّز خلايا الدماغ لتعمل بشكل أفضل، وهذا ما أثبتته دراسة أجريت عام 2019 بيّنت أن الأفراد كانوا أكثر حماسًا وأكثر تعلمًا عندما تمّ وعدهم بالاستماع لموسيقى معينة، لكن أحيانًا وفي بعض الحالات وجد الباحثون أن الاستماع للموسيقى، خصوصًا المحتوية على كلمات، قد يُخفّض القدرة على التعلّم بسبب تخفيض مستوى الذاكرة.

تحسين الذاكرة

تُساعد الموسيقى الهادئة في زيادة القدرة على الحفظ وتحسين الذاكرة؛ إذ أثبتت دراسة أُجريت على مجموعة من الأفراد، بعضهم يعمل تحت تأثير الموسيقى وبعضهم يعمل بصمت، وطُلِبَ منهم قراءة بعض القوائم المُتضمنة كلمات وأرقام، ثم حفظ هذه الكلمات، وكانت النتائج أن الأشخاص المستمعين للموسيقى لديهم قدرات أكبر على الحفظ من غيرهم، كما أثبتت نفس الدراسة أن سرعة ودقّة أدائهم للمهام البسيطة كانت أكبر، كما تُشير دراسات أُخرى إلى أن للموسيقى الهادئة تأثيرًا إيجابيًا على التدهور المعرفي البسيط، كما أنّها قد تُساعد المصابين بـ الخرف البسيط؛ بالرغم من عدم تأثيرها على مرضى الزهايمر.

تحسين القدرة والأداء

قد تُساعد الموسيقى على زيادة القدرة على التحمّل ورفع سرعة الأداء بشكل أكبر، خصوصًا عند الاستماع للموسيقى السريعة ذات الإيقاع القوي، التي تُحفّز الجسم على زيادة السرعة، وهذا يظهر جليًّا في السباقات والجري أثناء الاستماع إلى الموسيقى، كما أن مزامنة حركات الجسم مع الموسيقى سيُعزز الأداء ويزيد قدرة العضلات على التحمّل؛ وذلك بسبب تقليل شعور الشخص بالإجهاد ما يجعله يعمل بوتيرة أعلى دون الشعور بالتعب؛ لأن الموسيقى قد تُشتت الانتباه فيصعُب معها الشعور بعلامات الجهد الواضحة؛ مثل زيادة التعرّق وسرعة التنفس وألم العضلات، وقد أكّد ذلك دراسة بحثية أُجريت عام 2020 أظهرت أن الموسيقى تُقلّل الشعور بالجهد وبالتالي تُساعد في أداء تمارين أطول، كما أثبتت دراسة بحثية أُجريت عام 2015 أنّها لا تُقلّل التعب فحسب، بل تحافظ على قدرة العضلات على أداء المهام الأصعب؛ لذلك يُمكن إنجاز أعمال أكبر وأصعب أثناء الاستماع إلى الموسيقى، هذا وساهم العلاج بالموسيقى بتقليل التعب لدى مرضى السرطان.

فوائد أخرى

  • خلق الترابط الإجتماعي: تُشير دراسات وأبحاث مؤكّدة إلى أن الموسيقى تخلق شعورًا بالترابط الاجتماعي والتماسّك، كما يعتقد بعض علماء التطوّر أن البشر طوّروا الأدوات الموسيقية لتكون أدوات تواصل فيما بينهم.
  • توحيد الناس: لا يُمكن إغفال دور الموسيقى في توحيد الناس في المناسبات العامة والخاصة والمناسبات القومية، أو في الأحداث الرياضية، كما أنها تُوحّد الهدف أثناء المسيرات الاحتجاجية، كذلك تبني هويةً خاصةً لأفراد الجماعة في دور العبادة، كما أنّها تُعزّز مشاعر الارتباط بين الشركاء.
  • تحسين صحة القلب: قد يُساهم الاستماع إلى الموسيقى في تحسين معدل ضربات القلب وضغط الدم، وهذا يعتمد غالبًا على شدّتها وإيقاعها.
  • تسريع العمل في الجسد: قد يُساعد أداء التمارين مع الاستماع للموسيقى في الوصول إلى أقصى استفادة مع كمية أقل من الأكسجين، ما يعني أنها تُسّرع العمل في الجسم بشكل كبير، وهذا يعني أداء تمارين أقل ونتائج أفضل.
  • تقليل الألم: تُساعد الموسيقى في تقليل الألم وإدارته؛ لذلك يُفضّل استخدامها بالتزامن مع الأدوية والخطط العلاجية لتحقيق نتائج أفضل، وهذا يُفسّر تشغيل الموسيقى في العيادات المتنوعة، وخصوصاً في غرف الانتظار.

ما هي فوائد الموسيقى للأطفال؟

الأمر بالنسبة للأطفال لا يُعتبر مُختلفًا؛ لأنّ فوائد سماع الموسيقى متعددة وتشمل جميع مراحل حياتهم؛ ومنها مرحلة ما قبل الولادة ، ومن أهم هذه الفوائد:

  • الترابط بين الأم والطفل: تُساعد الموسيقى في خلق الترابط بين الأم وطفلها حتى قبل ولادته؛ إذ يستطيع الطفل الاستماع لبعض الأصوات من العالم الخارجي، التي من الممكن أن يستجيب لها بطرق متنوعة؛ مثل الركل أو الإهتزاز، كما تستمر هذه الفائدة أيضًا بعد الولادة.
  • مساعدة الطفل على تعلّم مهارات التواصل: من الطبيعي أن يُحبّ الطفل الاستماع للموسيقى بشكل فطري؛ لهذا يُحاول الأطفال تقليد الأهل أثناء الغناء؛ ممّا يُساعدهم على تعلّم مهارات لغوية جديدة شيئًا فشيئًا، فقد يحفظ الطفل صوت الكلمة ويحاول تقليد نطقها قبل فهم معناها؛ ممّا يرفع عدد الكلمات في قاموسه، ويبدأ بتكرار كلمات معينة قبل أن يتكلّم بشكل واضح، وتستمر الموسيقى بالمساعدة على تطوير المهارات اللغوية للطفل مع تقدمه في العمر.
  • تعزيز المهارات الجسدية للطفل: تُساعد الموسيقى في تعزيز النمو البدني للطفل عن طريق استخدام أنواع معينة من الأغاني، التي قد تستخدم التنسيق بين حركات اليدين والرجلين أو بين اليد والعين؛ وبذلك تُعزّز قدرة الطفل على القيام بالأنشطة المتنوعة التي تستلزم استخدام عدّة أطراف معًا، أو عدّة عضلات بالتزامن مع العينين أحيانًا.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل يمكن التمييز بين المقامات الموسيقية بسهولة؟

هل العزف على البيانو سهل للمبتدئين؟

هل يمكن تقوية الذاكرة والتركيز والذكاء؟

هل طرق تنشيط الذاكرة فعالة؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على