عادةً ما يُجري الأطباء زراعة البنكرياس مع زراعة الكلى عند المرضى (Getty)
صحيح
تحقيق مسبار
يرغب الكثير من المُصابين بداء السكري بمعرفة مدى كوّن عملية زرع بنكرياس خطيرة؛ حيث يلجأ الأطباء إلى هذا النوع من العمليات بعد فشل الحلول الأخرى في تحسين مُستويات الأنسولين عند المريض أو تنظيم السكر في الدم، وهي من العمليات المُعقدة التي ينتج عنها بعض الآثار الخطرة أحيانًا، ويهدف هذا المقال إلى بيان بعض المخاطر التي تتسبّب بها عمليات زراعة البنكرياس في بعض الأحيان، مع بيان فئات الأشخاص المؤهلين للقيام بهذه العملية والأشخاص الذين يُمنع إجراء هذه العملية لهم أيضًا.
هل عملية زرع بنكرياس خطيرة؟
لا يقوم الأطباء بإجراء عمليات زراعة البنكرياس لغير الأشخاص الذين تظهر عليهم مُضاعفات خطيرة؛ بسبب إصابتهم بداء السكري مع اختلال وظيفة البنكرياس في الجسم؛ وذلك لأن مُضاعفات عملية الزراعة يُمكن أن تكون كبيرة الخطورة على صحة المريض، وعادةً ما يُجري الأطباء زراعة البنكرياس مع زراعة الكلى عند المرضى، الذين تضرّرت كليتهم نتيجةً لإصابتهم بالسكري، وفيما يأتي بعضًا من أبرز مخاطر عملية زرع البنكرياس:
- النزيف: يتعرض البعض إلى النزيف على إثر عمليات زراعة البنكرياس، كما يُصاب بعض المرضى بالجلطات الدموية التي يُمكنها تهديد حياتهم أيضًا في بعض الحالات.
- عدم عمل البنكرياس الجديد: يواجه المريض مُشكلةً في عمل البنكرياس الجديد أو خلايا الجزيرة البنكرياسية بعد إجراء الزراعة، كما أنها تتوقّف عن العَمل نهائيًا في بعض الأحيان.
- آثار مُثبطات المناعة: يقوم الطبيب بوصف بعض مُثبطات المناعة للمريض؛ كيّ لا يرفض جسمه البنكرياس الجديد؛ إلّا إنّ لهذه المُثبطات الكثير من الآثار الخطيرة، كما أنها تُعرّض الجسم إلى العديد من الأمراض أيضًا.
- تطوير الأجسام المُضادة للخلايا الجديدة: يقوم الجسم بتطوير أجسام مُضادة لمُقاومة خلايا المُـتبرع في بعض الحالات؛ ممّا يُصعب الحصول على مُتبرعين عند الرغبة بإجراء عمليات زراعة أخرى.
ما هي أنواع عملية زراعة البنكرياس؟
يتم تصنيف عمليات زراعة البنكرياس ضمن الأنواع الأربعة الآتية:
- زراعة البنكرياس وحده: يقوم الأطباء بإجراء عملية زرع بنكرياس وحده خلال مُدةً تتراوح بين ساعتين وأربع ساعات، وتُسهم هذه العملية في تحسين مُستويات الأنسولين في دم المريض.
- زراعة البنكرياس والكلى معًا: تستغرق عملية زراعة البنكرياس والكلى معًا مُدةً تصل إلى ثماني ساعات، وهي واحدةً من الجراحات المُعقدة؛ ممّا يزيد من خطورة مُضاعفاتها على المريض.
- زراعة البنكرياس بعد الكلى: يتم إجراء عملية زراعة البنكرياس بعد زراعة الكلى للمرضى الذين وجدوا مُتبرعًا بالكلية دون وجود بنكرياس في الوقت نفسه، وعادةً ما تتم زراعة البنكرياس بعد زراعة الكلى بعام تقريبًا.
- زراعة خلايا الجزيرة البنكرياسية مع الكلى: يُمكن إجراء هذه العملية خلال مُدةً تتراوح بين ثلاث ساعات وخمس ساعات، ولا تستطيع هذه العملية توفير ذات نتائج زراعة البنكرياس الكامل في إنتاج الإنسولين.
- زراعة خلايا الجزيرة البنكرياسية بعد الكلى: يُجري الطبيب هذا النوع من عمليات الزراعة بعد زراعة الكلى لتحسين مُستويات الإنسولين في دم المريض، وهي عملية بسيطة تستغرق قُرابة الساعة، كما أنها ذات مخاطر مُنخفضة.
- زراعة خلايا الجزيرة البنكرياسية وحدها: يتم إجراء عملية زراعة خلايا الجزيرة البنكرياسية وحدها للمرضى الذين يُعانون من مشاكل في إنتاج الأنسولين دون التعرّض إلى أيّة مشاكل في الكلى.
كيف تتم زراعة بنكرياس لمرضى السكري؟
يقوم الأطباء بزراعة البنكرياس لمرضى السكري كما يأتي:
- تخدير المريض: يتم تخدير المريض كُليًّا قبل إجراء عملية زرع بنكرياس من قِبل أخصائيي التخدير؛ وذلك عن طريق حُقنة المُخدّر أو من خلال غاز لاستنشاقه، ولا يبدأ الطبيب بالعملية قبل فقد المريض لوعيه كليًا.
- شق البطن: يقوم الطبيب بشق بطن المريض لزراعة البنكرياس الجديد، ويتم إجراء الشق في الجزء السفلي الأوسط من البطن ليكون قريبًا من مكان البنكرياس في الجسم.
- إدخال البنكرياس الجديد: يُدخل الطبيب البنكرياس الجديد للمريض في الجزء السفلي من البطن، كما يتم إدخال جُزء من الأمعاء الدقيقة مع البنكرياس الجديد أيضًا.
- توصيل البنكرياس: يتم توصيل البنكرياس الجديد بالأوعية الدموية التي تُزوّد قدمي المريض بالدماء، وذلك بعد توصيل جزء الأمعاء الدقيقة مع أمعاء المريض أو مع المثانة، ويُترك بنكرياس المريض في مكانه دون إزالة.
ما فوائد عملية زراعة البنكرياس؟
يتم إجراء عمليات زراعة البنكرياس للمرضى من أجل الحصول على الفوائد الآتية:
- التحكّم في سكر الدم: يستطيع الجسم التحكّم في مُستويات سكر الدم بشكل أفضل بعد إجراء عملية زراعة البنكرياس بأنواعها المُختلفة، وعادةً ما يتخلص المريض من الحاجة إلى حُقن الأنسولين بعد هذه العمليات.
- التقليل من أعراض السكري: لا تقوم زراعة البنكرياس بالقضاء على مرض السكري نهائيًا؛ إلّا إنّها تحدّ من تقدم هذا المرض، بالإضافة إلى حدّها من الآثار المُختلفة للسكري على العين والأعصاب والأوعية الدموية.
- استعادة نشاط الجسم: تُسهم زراعة البنكرياس في استعادة المريض لنشاط الجسم؛ ممّا يُمكّنه من قيادة المركبات ومُمارسة الرياضة بأنواعها المختلفة، بالإضافة إلى السفر، كما تتحسّن شهية المرضى بعد إجراء هذه العملية أيضًا.
- القدرة على الحمل: عادةً ما تستطيع المرأة الحمل بشكل طبيعي بعد إجراء عملية زرع بنكرياس، ويُنصح الأطباء بعدم مُحاولة الإنجاب قبل مرور سنة كاملة على إجراء هذه العملية، ويجب استشارة الطبيب عند الرغبة بالإنجاب.
من هم الأشخاص المؤهلون لزراعة البنكرياس؟
تضم القائمة الآتية فئات الأشخاص المؤهلين لإجراء عملية زرع بنكرياس جديد:
- المُصابون بداء السكري من النوع الأول في حالة عدم نجاح أيّة أدوية أُخرى بالتحكّم في نسبة سكر الدم.
- الأشخاص الذين يتعرضون إلى تفاعلات الأنسولين الشديدة في أجسامهم بشكل مُـتكرر.
- الأفراد الذين تُصعّب السيطرة على نسبة السكر في دمهم بشكل مُنتظم.
- المُصابون بالنوع الثاني من داء السكري إذا صاحبت الإصابة مُقاومة لإنتاج الإنسولين أو ضُعفًا في إنتاجه.
متى يُمتنع الطبيب عن زراعة البنكرياس للمريض؟
يمتنع الأطباء عن إجراء عمليات زراعة البنكرياس في أيّ من الحالات الآتية:
- الإصابة بالسرطان: يُمكن أن تتسبب عملية زرع بنكرياس بالعديد من المُضاعفات الخطيرة عند الأشخاص المُصابين بالأورام الخبيثة المعروفة باسم السرطان، ولذلك يمتنع الأطباء عن إجراء العملية لهذه الفئة من المرضى.
- المُعرضون للإصابة بالسرطان: لا تُعد عملية زراعة البنكرياس آمنة للأشخاص المُعرضين لخطر الإصابة بالسرطان بعد علاجهم من هذا المرض، وذلك إذا كانت خطورة الإصابة بهذا المرض مُرتفعة أو مُتوسطة.
- المُصابون ببعض أنواع العدوى: يمتنع الأطباء عن إجراء عملية الزراعة للمُصابين ببعض أنواع العدوى؛ لأن تثبيط المناعة في هذه الحالة لا يكون آمنًا، ويشمل ذلك المُصابين بعدوى مُزمنة أو عدوى جهازية لم يتم علاجها.
- المُصابون ببعض الحالات النفسية: يُصاب بعض المرضى بحالات نفسية أو تبعيّات كيميائية تؤثر على التزامهم بأخذ العلاجات التي يصفها الطبيب بعد إجراء عملية زراعة البنكرياس، ويتمنع إجراء عملية الزراعة لهذه الفئة من الأشخاص.
ما أبرز الإرشادات الصحية بعد زراعة البنكرياس؟
هناك الكثير من التعليمات التي ينبغي على المريض اتباعها بعد إجراء عملية زراعة البنكرياس؛ من أجل المُحافظة على سلامتهم وصحتهم، كما أن هُناك العديد من الإرشادات التي تُساعد في دعم المريض أيضًا، وفيما يأتي بعضًا من أبرز التعليمات والإرشادات:
- البقاء في العناية المُركزة بضعة أيام: ينبغي على المريض البقاء في غرفة العناية المركزة عِدّة أيام بعض إجراء العملية؛ ليتمكّن الطبيب من مراقبة حالتهم الصحية والتحقّق من عدم إصابتهم بأيّة مُضاعفات خطيرة على إثر العملية.
- إجراء الفحوصات الدورية بانتظام: لا بُدّ من خضوع المريض إلى الفحوصات الدورية بعد إجراء عملية زرع بنكرياس والخروج من المستشفى، وذلك للتأكّد من صحة المريض واتخاذ الإجراءات المُناسبة من قبل الطبيب عند الحاجة.
- عدم التوقّف عن تناول الأدوية: يصف الطبيب العديد من الأدوية للمريض بعد إجراء عملية الزراعة؛ لضمان عدم رفض البنكرياس الجديد من قبل جهاز المناعة، بالإضافة إلى الحدّ من خطورة الإصابة بالمُضاعفات الصحية الأخرى.
- التزام نمط حياة واقعي: على المريض إدراك عدم قدرته على القيام بجميع الأنشطة الحياتية كما كانت قبل إجراء العملية أثناء فترة التعافي، ولا بُدّ من التزام نمط حياة واقعي لتجنّب أيّة مُضاعفات خطيرة على الصحة.
- الحصول على خدمات إعادة التأهيل: يُمكن للمريض زيارة أخصائيي إعادة التأهيل بعد إجراء عملية زراعة البنكرياس؛ للحصول على الإرشادات المُناسبة قبل العودة إلى العمل.
- الانضمام إلى مجموعات الدعم: تُساعد مُشاركة الآخرين من خلال مجموعات الدعم في التقليل من المخاوف والآثار النفسية التي تظهر عند المريض بعد إجراء العملية، ويُمكن إنشاء هذه المجموعات من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.
- الحصول على الغذاء المُناسب: يُمكن للمريض استشارة أخصائيي التغذية لمعرفة النظام الغذائي المُناسب بعد عملية الزراعة؛ وذلك للمُحافظة على صحة البنكرياس الجديد وضمان قيامه بوظائفه كما ينبغي.
اقرأ/ي أيضًا:
