تحقيق مسبار
تتعدد فوائد شرب ماء الشعير؛ بسبب الفوائد المتنوعة لحبوب الشعير، وهو واحد من أقدم الحبوب في العالم المُستخدمة في عِدّة مجالات؛ منها الطهي أو المشروبات؛ إذ تُشير العديد من الدراسات إلى فوائده الصحية المذهلة، سواء كان مغليًا أو غازيًا، لذا سنسلط الضوء في هذه المقالة على مجموعة من الأدلة والادعاءات حول فوائده ومخاطره وطرق صنعه، كما يجب التأكيد على إمكانية شربه في أيّ وقت خلال النهار، وعدم اقتصار الفوائد على شربه على الريق مع عدم وجود أدلّة تفيد بأفضلية تناوله على الريق.
ما هي فوائد شرب ماء الشعير؟
شرب ماء الشعير يحقّق مجموعةً من الفوائد المُؤكّدة بحسب دراسات وأبحاث علمية، التي نستطيع القول من خلالها أن تناول الشعير بكافة أشكاله وأنواعه يُعتبر مفيدًا جدًا للصحة ويُحقّق مجموعةً كبيرةً من الفوائد، كما يُمكن القول أن طرق تناوله وشربه متنوعة أيضًا، لكنها غالبًا ما تشترك بالفوائد ذاتها.
الفوائد الصحية العامة
- الحفاظ على صحة الجهاز الهضمي: يُعتبر ماء الشعير مصدرًا أساسيًا للألياف المهمة للجهاز الهضمي، التي تساعد على حركة الأمعاء الصحية وتجنّب المشاكل المتنوعة؛ مثل الإمساك؛ إذ تشير العديد من الدراسات إلى وجود رابط بين تناول الألياف الغذائية والوقاية ببعض الأمراض المزمنة؛ مثل أمراض القلب والأوعية الدموية؛ حيث يذوب الشعير في الماء ويزوّد الجسم بالطاقة الضرورية؛ بالرغم من أن الألياف الأخرى قد لا تذوب بالماء ولا تزوّد الجسم بالعناصر الأساسية؛ لذلك قد يعوّض ماء الشعير النقص بهذه الألياف، كما أنه يحتوي على كمية كبيرة من الفيتامينات والمعادن.
- تخفيض الكوليسترول: قد يُساعد ماء الشعير في تخفيض الكوليسترول الضار في الدم بحسب دراسة أُجريت عام 2010؛ بسبب احتوائه على مواد كيميائية تسمى توكول تُساهم بشكل عام في تحسين صحة القلب والأوعية الدموية، بالإضافة إلى احتوائه على مجموعة من مضادات الأكسدة، التي تُساعد في التخلّص من الجذور الحُرّة التي تُقلّل بشكل عام من الإجهاد التأكسدي الناتج عن تراكم السموم، لكن النتائج كانت مغايرة في دراسات أُخرى؛ إذ تمّ التوصّل إلى أن النتائج تعتمد على الصحة العامة للمريض وكمية الجرعة من ماء الشعير وجودة الشعير المُستخدم؛ لذلك تكمن الحاجة إلى دراسات أُخرى لتأكيد هذه الفائدة.
- موازنة البكتيريا في الأمعاء: تُشير بعض الدراسات إلى قدرة ماء الشعير على انخفاض مستوى بكتيريا موجودة في الأمعاء تسمى باكتيرويديز، التي قد لا تسبًب مخاطرًا على الحياة، لكنها تؤثّر على زيادة التهابات الأعضاء التناسلية والبطن والعظام والقلب، إضافةً إلى الجهاز العصبي المركزي.
- تخفيض مستوى السكر في الدم: يُساعد ماء الشعير والأغذية المُحتوية على الشعير عمومًا في زيادة مستوى البكتيريا المفيدة في الأمعاء، التي تساعد على تقليل مستوى السكر في الدم لمدة زمنية تتراوح بين 11-14 ساعة، وهذا التقليل يساهم في الوقاية من خطر الإصابة بـ مرض السكري من النوع الثاني، وقد يُساعد مرضى السكري في إدارة مستوياته في الدم.
- تعزيز فقدان الوزن: يُساعد الشعير على تحفيز إفراز هرمونات الشهية؛ وبالتالي زيادة الشعور بالشبع لفترات طويلة؛ ممّا يُساعد في حميات إنقاص الوزن، كما أن تناول ماء الشعير غير المُصفّى يساهم بشكل كبير في تحسين عملية الهضم وترطيب الجسم بشكل عام، إضافةً إلى احتوائه على كميات قليلة من الدهون؛ بالرغم من احتوائه على سعرات حرارية عالية؛ إلّا إنّه يُساعد في إنقاص الوزن، خصوصًا عند تناوله بالتزامن مع اتباع نظام صحي وممارسة الرياضة.
- تزويد الجسم بالعناصر الغذائية الأساسية: يحتوي ماء الشعير على مجموعة من الفيتامينات، ومضادات الأكسدة، وحمض الفوليك، وفيتامين ب، ومجموعة من المعادن؛ منها الحديد والنحاس والمنغنيز، التي تعتبر مجتمعةً ضروريةً لصحة الجسم وتساعد في نموّ الخلايا بشكل صحي.
- تقليل خطر الإصابة بالسرطان: تساعد الألياف الموجودة في الشعير على حماية القولون والوقاية من سرطان القولون عن طريق إزالة وطرد السموم الناتجة عن عملية الهضم، كما أنه يحتوي على حمض الفوليك، الذي يُعتقد بأنه يمنع نمو الأورام، وقد أُثبت ذلك من خلال دراسة بحثية أكّدت فائدته في منع سرطان القولون والحدّ من انتشاره.
- تقوية جهاز المناعة: لا شك أن الفيتامينات والمعادن الموجودة في الشعير تساهم بشكل كبير في تقوية جهاز المناعة، ومضادات الأكسدة تقاوم الأمراض المتنوعة وتُقلّل من أخطارها، كما يمكن زيادة فوائده عن طريق إضافة الليمون المُعزّز لجهاز المناعة بفضل احتوائه على كميات كبيرة من فيتامين سي.
- تحسين صحة الشعر والجلد: لا يوجد دراسات كافية لتأكيد هذه الفائدة بشكل خاص؛ إلّا إنّ مكوّنات الشعير المتنوعة قد تساهم في تعزيز صحة الجلد والشعر بفضل احتوائه على حمض الليسين، الضروري لتكوين الكولاجين الذي يمنح البشرة والشعر المرونة اللازمة لصحته، كما يحتوي الشعير أيضًا على السيلينيوم، وهو أحد مضادات الأكسدة التي تعزّز صحة الجلد والشعر، إضافةً إلى احتوائه على الحديد والزنك وغيرها من العناصر المهمة.
فوائد ماء الشعير المغلي
لا تختلف فوائد شرب ماء الشعير العادي عن ماء الشعير المغلي؛ إلّا من حيث طريقة الصنع التي قد تسبّب اختلافات بسيطة في الفوائد، ويُطلق عادةً على الشعير المغلي اسم شاي الشعير، ويتم صناعته من الشعير المُحمّص للحصول على نكهة خفيفة؛ حيث يتم تحميص الشعير أولًا في مقلاة أو فرن ليصبح لون الحبوب بُنيًّا فاتحًا، ثم إضافة ملعقتين كبيرتين منه إلى قدر كبير يحتوى على لترين ماء وغليه لمدة تتراوح بين 15-20 دقيقة، ثم يتم تناوله ساخنًا أو باردً،ا أمّا من ناحية الفوائد فهي مماثلة لفوائد شرب ماء الشعير العادي.
فوائد ماء الشعير للكلى
لا شكّ أن فوائد شرب ماء الشعير مُرتبطة عند معظم الأشخاص بتنظيف المسالك البولية والحماية من الالتهابات، وهذه الفائدة مُؤكّدة بالفعل؛ إذ تشير العديد من الدراسات إلى أن المواد الغذائية الموجودة في الشعير قد تعزّز صحة الكلى والكبد، وقد تمنع تكوّن الحصوات في الكلى، كما قد يساهم في الوقاية من التهابات المسالك البولية بشكل عام، هذا بالإضافة لكوّنه مشروبًا مرطبًا يمدّ الكلى بكميات كبيرة من الوسائل؛ لذلك يُفضّل معظم الأشخاص إضافة نكهات لشراب الشعير لتحسين طعمه والتمكّن من تحقيق الفوائد المرجوّة.
فوائد ماء الشعير الغازي
قد يُفضّل معظم الأشخاص تناول ماء الشعير الغازي عن الأنواع الأخرى؛ بسبب تفضيلهم للمشروبات الغازية بشكل عام، أمّا من ناحية الفوائد فإنها تتمثّل في تحسين الهضم بشكل عام وتخفيض الكوليسترول والفوائد الأخرى لماء الشعير، كما يُمكن إضافة فوائد ماء الشعير المتنوعة إلى فوائد المياه الغازية في تحسين عملية الهضم عن طريق تحفيز القدرة على البلع بحسب مصادر مُؤكّدة، كما أن المياه الغازية والشعير معًا يُساعدان على الشعور بالامتلاء؛ لذلك قد يُعززان معًا فقدان الوزن مع مرور الوقت.
هل يمكن صناعة ماء الشعير في المنزل؟
عند الحديث عن فوائد شرب ماء الشعير قد يتبادر للذهن سؤال عن طريقة صناعته والحصول عليه، الذي يُمكّن صناعته بطريقة سهلة، ثُمّ إضافة النكهات المُفضّلة له؛ مثل العسل أو الليمون أو أيّ منكهات أخرى بالطريقة التالية:
- غسل نصف كوب من الشعير بالماء البارد عدّة مرات وتصفيته.
- وضع الشعير في قدر مع حبتين من الليمون و6 أكواب من الماء.
- غلي المزيج على نار متوسطة، ثم تخفيف النار لمدة تتراوح بين 15-30 دقيقة؛ إذ يجب طهيه جيدًا للحصول على العناصر الغذائية الأساسية.
- تصفية المزيج وإضافة نصف كوب من العسل للماء أو أيّ نوع من السكر لمُتبعي الحميات الغذائية.
- تبريد الماء وتناوله وقت الحاجة.
هل هناك مخاطر لشرب ماء الشعير؟
بالرغم من فوائد شرب ماء الشعير؛ إلّا إنّ الإفراط في تناوله قد يُسبّب مجموعة من الآثار الجانبية، التي يُمكن إجمالها فيما يلي:
- الحساسية: يمكن أن يسبب تناول ماء الشعير الحساسية لبعض الأشخاص؛ بسبب احتوائه على الغلوتين؛ لذا يُعتبر استخدامه محظورًا على المصابين بحساسية القمح، التي قد تظهر أعراضها عادةً على الشكل التالي:
- طفح جلدي.
- غثيان أو عسر هضم مصحوب بـ الإسهال والمغص.
- الصداع.
- عدم الراحة في الجهاز الهضمي: بسبب احتوائه على كميات عالية من الألياف؛ فإن استهلاكه المُفرط قد يسبّب بعض التقلّصات في المعدة والغازات وبعض الانتفاخ.
- زيادة الوزن: لا شكّ أن فوائد شرب ماء الشعير متعددة ومتنوعة؛ إلّا إنّه يحتوي على كمية عالية من السعرات الحرارية التي قد تسبّب زيادة الوزن، وهذا ينطبق بشكل أكبر على شرب ماء الشعير دون تصفيته؛ لأن حبوب الشعير تحتوي على كميات عالية من السعرات؛ لذلك يجب الحذر وتناول كميات معتدلة.
- التفاعلات الدوائية: يجب الحذر عند تناول ماء الشعير من تفاعله مع الأدوية المتنوعة ومنع أدوية تخفيض السكر؛ لأن هذا قد يسبب انخفاضًا كبيرًا في مستوى السكر الذي يعد خطيرًا في بعض الحالات.
اقرأ/ي أيضًا:
هل فوائد ماء قشر البصل للشعر حقيقية؟
هل شرب الماء بعد الأكل يسبب الكرش؟