تحقيق مسبار
يهدف هذا المقال إلى بيان أبرز مخاطر الألعاب الإلكترونية، إضافةً إلى ذكر علامات الإدمان على هذا النوع من الألعاب وكيفية التخلص من الإدمان، ويتطرق المقال كذلك إلى طُرق الوقاية من مخاطر الألعاب وإدمانها عند الأطفال، مع ذكر بعض الفوائد التي يحصل عليها الطفل عند مُمارسة الألعاب الإلكترونية باعتدال وفق الإرشادات الصحيحة.
هل مخاطر الألعاب الإلكترونية صحية فقط؟
تتعدى مخاطر الألعاب الإلكترونية الأضرار الصحية لتصل إلى تغيير سلوكيات اللاعبين؛ فإن السلوكيات تُصبح تابعة للألعاب التي يُمارسها الفرد، ومن المُمكن أن تُصبح لدى بعض اللاعبين سلوكيات عُدوانية ضد الآخرين نتيجةً لمُمارسة الألعاب العنيفة، كما أن إدمان الألعاب الإلكترونية يؤثر على التحصيل الدراسي للطلبة أيضًا؛ حيث يستغرق المُدمنون وقتًا طويلًا في اللعب ولا يُنجزون فروضهم وواجباتهم المدرسية على النحو المطلوب.
ما هي مخاطر الألعاب الإلكترونية على الأطفال؟
تضم القائمة الآتية العديد من مخاطر الألعاب الإلكترونية على الأطفال:
- السلوكيات العُدوانية: تُعد السلوكيات العُدوانية من أبرز المخاطر التي تتعلق بمُمارسة ألعاب الفيديو، وتزداد خطورة ظهور هذا النوع من السلوكيات عند الأطفال الذين تقلّ أعمارهم عن عشر سنوات.
- المشاكل الاجتماعية: تنخفض مُستويات الأنشطة الاجتماعية عند الأطفال بشكل كبير عند الإدمان على الألعاب الإلكترونية، كما أن السلوكيات التعاونية تنخفض، إلى جانب انخفاض الأنشطة الاجتماعية أيضًا.
- ظهور النوبات: تزداد خطورة الإصابة بالنوبات التي يُسببها الضوء عندما يُمارس الطفل الألعاب الإلكترونية لوقت كبير، إلى جانب الاضطرابات في عظام وعضلات الأطراف السفلية للطفل.
- التعب والآلام: تظهر آلام اليد والرأس عند بعض الأطفال؛ بسبب مُمارسة الألعاب الإلكترونية لوقت طويل، وينتج ذلك عن جلوسهم أمام الشاشات لوقت طويل واستخدامهم أدوات التحكم باليد.
- التحدث مع الغُرباء: يتحدث بعض الأطفال إلى الأشخاص الغُرباء عند مُمارسة ألعاب الفيديو عبر شبكة الانترنت، ويُمكن أن يؤدي ذلك إلى كثير من الأضرار التي تلحق بالطفل؛ مثل استغلاله لمُمارسة بعض السلوكيات الخاطئة.
- الأعراض الانسحابية: تظهر الأعراض الانسحابية عند الكثير من الأطفال في حالة الرغبة بالبُعد عن الألعاب الإلكترونية، وتُشير هذه العلامة إلى إدمان الطفل على الألعاب وضرورة تقديم الرعاية المُناسبة للتخلص من الإدمان.
هل يمكن التلخص من مخاطر إدمان الألعاب الإلكترونية؟
توجد عِدّة من الطرق التي يُمكن اتباعها لمُساعدة الأطفال في التخلص من إدمان الألعاب الإلكترونية؛ ومنها ما يأتي:
- المقابلات الدافعية: تُعد المقابلات الدافعية واحدة من تقنيات العلاج النفسي التي تهدف إلى تعليم الطفل عدّة أنماط وسلوكيات جديدة تحلّ مكان سلوكيات إدمان مخاطر الألعاب الإلكترونية.
- العلاج الواقعي: يقوم الطبيب المُختص -في هذا النوع من أنواع العلاج السلوكي- بالتعاون مع الطفل؛ ليتعلّم طريقة إدارة وقته بالشكل المُناسب، ومُساعدته في العثور على أنشطة بديلة للحدّ من وقت الألعاب الإلكترونية.
- العلاج السلوكي المعرفي: تُسهم تقنيات العلاج السلوكي المعرفي في تمكين الطفل من معرفة أنماط الحياة الخاطئة، مع المُساعدة في ابتكار طُرق جديدة للتخلص من هذه الأنماط -بما فيها إدمان الألعاب الإلكترونية- والقيام بأنشطة مُفيدة.
- الأدوية: يصف الأطباء بعضًا من الأدوية أحيانًا لمُساعدة المُدمن على الألعاب الإلكترونية في التخلص من الأعراض الانسحابية التي تصاحب الابتعاد عن الألعاب؛ ومنها: الاكتئاب والتوتر والقلق.
هل يجب التوعية بمخاطر الألعاب الإلكترونية؟
لا بُدّ من توعية الآخرين بكافة مخاطر الألعاب الإلكترونية على الأطفال أو البالغين؛ حيث يُمكن لهذه الألعاب التأثير على سلوكيات الشخص بشكل كبير، كما يصل البعض إلى مرحلة إدمان هذا النوع من الألعاب أيضًا، وهو ما يحتاج إلى علاج سلوكي، بالإضافة إلى العلاج الدوائي في بعض الحالات، وتؤثر الألعاب الإلكترونية كذلك على دراسة الأطفال واليافعين في المراحل الدراسية المُختلفة إذا وصلت إلى مرحلة الإدمان.
ما هي علامات الإصابة بإدمان الألعاب الإلكترونية؟
فيما يأتي بعضًا من أبرز العلامات التي تُشير إلى الإصابة بإدمان الألعاب الإلكترونية:
- الانشغال بالألعاب: تؤي الإصابة بإدمان الألعاب الإلكترونية إلى انشغال المُصابين باللعب في مُختلف الأوقات وعدم الاكتراث للأنشطة الحياتية الأخرى؛ بما فيها الأنشطة الدراسية، أو مهام العمل أو غيرها من الأنشطة الضرورية.
- عدم الاكتراث إلى مشاكل الألعاب: يستمر مُدمنوا الألعاب الإلكترونية بمُمارسة ألعابهم المُفضلة على الرغم من معرفة الآثار السلبية والأضرار التي يُمكن أن تتسبب بها هذه الألعاب دون اكتراثهم لذلك.
- ظهور الأعراض الانسحابية: يُشير ظهور الأعراض الانسحابية على الشخص عند عدم توفر الألعاب الإلكترونية أو عدم قدرته على لعبها إلى الإصابة بالإدمان، الذي يُعد من أبرز مخاطر الألعاب الإلكترونية
- صعوبة التحكّم في وقت اللعب: يجد المُصابون بإدمان الألعاب الإلكترونية صعوبةً عند الرغبة بتنظيم أوقاتهم وتخصيص وقت مُحدّد للعب، مع فقدانهم الاهتمام بالهوايات وأساليب الترفيه المُفضّلة لديهم سابقًا.
- اللجوء إلى الألعاب لتحسين المزاج: يلجأ المُصابون بإدمان الألعاب الإلكترونية إلى ألعابهم المُفضّلة للتخلّص من الشعور بالاكتئاب أو تعكّر المزاج، كما يلجؤون إلى هذه الألعاب للهروب من حياتهم الواقعية أحيانًا.
- فقد العلاقات المهمة بسبب اللعب: يصل الأمر ببعض مُدمني الألعاب الإلكترونية إلى فقد العمل أو الفرص الوظيفية المُهمّة؛ بسبب شغفهم في مُمارسة الألعاب، وهي من الإشارات التي تُبين الإصابة بالإدمان.
- الكذب بشأن وقت اللعب: عادةً ما يلجأ مُدمن الألعاب الإلكترونية إلى الكذب عند سؤاله عن الوقت الذي يستغرقه في مُمارسة هذا النوع من الألعاب؛ وذلك لأنها تأخذ كثيرًا من وقته على حساب الأنشطة المُهمة الأخرى.
- عدم الاكتراث للنظافة والطعام: يُدمن البعض الألعاب الإلكترونية حتى يصل بهم الأمر إلى ترك أنشطة النظافة الشخصية؛ مثل الاستحمام في كثير من الأوقات، كما أن البعض يستمر في اللعب وقتًا طويلًا دون التفات إلى الشعور بالجوع.
ما طريقة الوقاية من مخاطر إدمان الألعاب الإلكترونية للأطفال؟
توجد بعض الإرشادات التي ينبغي على الأبوية اتباعها للوقاية من إدمان الألعاب الإلكترونية؛ ومنها ما يأتي:
- مراقبة وقت الطفل: لا بُدّ من مُراقبة الأوقات التي يقضيها الطفل لمُمارسة الألعاب الإلكترونية مع وضع حدود زمنية للعب وضمان التزام الطفل بهذه الحدود في جميع الحالات.
- إبعاد الأجهزة الذكية عن الطفل: على الوالدين إبعاد مُختلف الأجهزة الذكية؛ مثل الهواتف والأجهزة اللوحية، عن الطفل عند النوم؛ لضمان عدم استيقاظه ليلًا ومُمارسة الألعاب دون علم الوالدين.
- توفير عدّة أنشطة للطفل: يجب على الطفل مُمارسة العديد من أنواع الأنشطة الرياضية بشكل يومي؛ لإشغال وقت الطفل والتخلّص من الآثار الصحية التي تنتج عن الجلوس أمام الشاشات ولعب الألعاب الإلكترونية.
- مراقبة سلوكيات الطفل: يستطيع الأبوين مُراقبة السلوكيات اليومية للطفل ومُلاحظة أيّة سلوكيات خاطئة جديدة يكتسبها من الألعاب الإلكترونية، والعمل على مُعالجة هذه السلوكيات بالطرق المُناسبة فور ظهورها.
- الحرص على الألعاب المُفيدة: لا بُدّ من الحرص على مُمارسة الطفل للألعاب المُفيدة التي تُنمي قدراته ومهاراته بدلًا من الألعاب التي يُمكنها تنمية السلوكيات الخاطئة أو العُدوانية عند الأطفال.
ما هي العوامل التي تزيد من خطورة إدمان الألعاب الإلكترونية؟
تُشير العديد من الأبحاث إلى ارتباط إدمان الألعاب الإلكترونية مع بعض العوامل؛ وأبرزها اندفاع اللاعب وعدم قدرته على أداء الأنشطة الاجتماعية بكفاءة، كما أن مقدار الوقت الذي يقضيه الشخص في اللعب من أبرز العوامل التي تزيد من خطورة الإصابة بهذا الإدمان أيضًا؛ حيث تزداد خطورة الإصابة عند زيادة الوقت التي يتم قضاؤه أمام الشاشة في اللعب، كما لاحظت الأبحاث وجود بعض الحالات التي صاحبت بعض مُدمني الألعاب؛ ومنها: الاكتئاب، والقلق، واضطرابات فرط الحركة، ونقص الانتباه.
هل توجد ألعاب إلكترونية مفيدة للأطفال؟
توجد العديد من الألعاب الإلكترونية المُفيدة التي تُساعد في تنمية مهارات الأطفال وقُدراتهم؛ ومنها: لعبة روبلوكس Roblox، ولُعبة ماين كرافت Minecraft؛ حيث تُقدم هذه الألعاب عِدّة موارد تعليمية للأطفال، ويُمكن للعبة روبلوكس مُساعدة الطفل في تعلّم البرمجة وتصميم الألعاب، وتُسهم ماين كرافت في مُساعدة الأطفال على تعلّم التاريخ واللغة الإنجليزية ومهارات التركيز، وكذلك لعبة فصيلة الدم Blood Typing؛ ليتمكّن الطفل من معرفة ما يحدث إذا نُقل إلى الشخص فصيلة دم خاطئة.
ما هي فوائد الألعاب الإلكترونية للأطفال؟
على الرغم من كثرة مخاطر الألعاب الإلكترونية عند الوصول إلى مرحلة الإدمان ؛إلّا إنّ هُناك العديد من الفوائد التي يُمكن لهذه الألعاب توفيرها في حالة مُمارستها باعتدال، ومن هذه الفوائد ما يأتي:
- التحفيز الذهني: عادةً ما تحتاج ألعاب الفيديو إلى مزيد من التفكير؛ كيّ يستطيع اللاعبون الفوز والانتقال إلى المراحل التالية، أو الفوز على خصومهم الآخرين في اللعبة، ويُساعد ذلك في تحفيز قدراتهم على التحليل ووضع الاستراتيجيات.
- الشعور بالإنجاز: يزداد شعور الإنسان بالرفاهية عند الوصول إلى أهدافه المُختلفة، ويُمكن الوصول إلى هذا الشعور عند إنجاز المُهمات المُختلفة وتحقيق الأهداف التي يريد اللاعب الوصول إليها عند مُمارسة الألعاب الإلكترونية.
- استعادة الصحة النفسية: تُساعد الألعاب الإلكترونية بعض الأشخاص في التعافي من الصدمات النفسية التي تعرضوا لها في حياتهم، كما أنها تُسهم في التقليل من شعورهم بالألم نتيجةً لهذه الصدمات أيضًا.
- التفاعل مع الآخرين: يُمكن للألعاب الإلكترونية تنمية مهارات الطفل في التواصل عند مُمارستها بشكل مُعتدل دون تأثيرها على العلاقات الاجتماعية الواقعية، وذلك مع ضرورة عدم تحدثهم إلى الغرباء عند اللعب.
- التعامل مع الفشل: يشعر البعض بالإحباط في حالة عدم القدرة على تحقيق الأهداف التي يرغبون بها، وتساعد الألعاب الإلكترونية في معرفة طريقة التعامل مع هذا الشعور مع تنمية القدرة على المُحاولة عند الفشل أيضًا.
اقرأ/ي أيضًا:
هل أسباب الأمراض النفسية دائمًا معروفة؟
هل يمكن علاج فقدان الشهية النفسي؟
