تحقيق مسبار
يهدف هذا المقال إلى بيان مدى ضرورة التحول الرقمي للشركات والمؤسسات التي تعمل على تقديم الخدمات المُختلفة إلى العُملاء، كما يبين المقال أبرز التفاصيل حول مُتطلبات التحول الرقمي، وأهدافه، وخُطوات الانتقال إليه، بدلًا من الاعتماد على التقنيات التقليدية لتوفير الخدمات وتناقل البيانات، ويتطرق المقال كذلك إلى أبرز سلبيات وإيجابيات تقنيات التحول الرقمي أيضًا.
هل التحول الرقمي للشركات بات أمرًا ضروريًا؟
يُعرف التحول الرقمي بإنه إعادة هيكلة عمليات وإجراءات المُؤسسات أو الشركات بالاعتماد على تكنولوجيا المعلومات؛ حتى تصبح عمليات المؤسسة أو الشركة أكثر سرعة وكفاءة، وصار من الضروري على الشركات التوجّه إلى هذا النوع من التحوّل؛ لكسب المزيد من العُملاء، وتوفبر المزيد من الوقت والجهد مُقارنةً بالجهد المبذول والوقت المُستغرق في المُعاملات والإجراءات التقليدية الورقية.
ما هي متطلبات التحول الرقمي؟
تحتاج عملية التحول الرقمي للمؤسسات والشركات إلى العديد من المُتطلبات المُختلفة، وأبرزها ما يأتي:
- سلسلة الكُتل: تُعرف سلسلة الكُتل باسم Blockchain، وتعمل بمثابة قاعدة للبيانات تتم مُشاركتها عبر أجهزة الكمبيوتر، كما أنها تحفظ البيانات بتنسيقات رقمية، وتتميز هذه الكُتل بمُستويات الأمان المرتفعة والموثوقية الكبيرة.
- إنترنت الأشياء: يُمكن تعريف إنترنت الأشياء بأنها توصيل الأجهزة المُختلفة مع شبكة الإنترنت من جهة، ومع الأجهزة الأخرى المُتصلة بالشبكة من جهة أخرى؛ لمُشاركة البيانات وجمعها واستخدامها بالشكل المناسب.
- الحوسبة السحابية: يتم الاعتماد على الحوسبة السحابية لتخزين البيانات وتناقلها من خلال شبكة الإنترنت بشكل أساسي، وهو ما يُوفّر الوصول إلى البيانات المذكورة دون مُواجهة أيّة مشاكل تتعلق بالزمان أو المكان.
- الذكاء الاصطناعي: يهدف الذكاء الاصطناعي إلى تحليل البيانات بالشكل الذي يُمكنه مُساعدة الشركة في تحسين جودة الخدمات المُقدمة إلى العُملاء رقميًا، وهو من أبرز مُتطلبات التحول الرقمي للشركات.
- التطبيقات الإلكترونية: تعتمد الكثير من المؤسسات على التطبيقات الإلكترونية لتقديم الخدمات والتواصل مع العُملاء بالاعتماد على الأجهزة الذكية التي بين أيديهم، وتتميز هذه التطبيقات بمرونة وسهولة تطويرها وتقييمها.
- الأمن السيبراني: تعتمد أنظمة التحول الرقمي على الأمن السيبراني بشكل أساسي؛ لحفظ البيانات وضمان عدم اختراقها أو سرقتها أو تخريبها، وينبغي تطوير تقنيات الأمن السيبراني بشكل مُستمر لضمان مُواجهة أيّ تهديدات على أمن البيانات.
- البنية التحتية: تشمل البنية التحتية على العديد من الأجهزة والمُستشعرات والأدوات التي تحتاجها الشركة لاستكمال عملية التحول الرقمي للشركات؛ بما فيها شبكات الكمبيوتر ومعدات الاتصال بالإنترنت.
ما هي أهداف التحول الرقمي؟
تتطلع الشركات إلى تحقيق العديد من الأهداف عند البدء بخطتها للتحول الرقمي، وتحتوي القائمة الآتية على الأهداف الأربعة البارزة لهذا النوع من التحول في خدمات الشركة:
- تعزيز المُنافسة: يضم العالم عددًا كبيرًا من المؤسسات والشركات التي تُقدم الخدمات ذاتها، ويستطيع التحول الرقمي تعزيز المُنافسة بين هذه المؤسسات نتيجةً لمُساعدته في وصول الشركة إلى أكبر قدر من العُملاء وعرض خدماتها عليهم.
- زيادة الأرباح: يُسهم التحول الرقمي في انخفاض التكاليف التي تدفعها المؤسسات للوصول إلى العُملاء، وتوظيف ذوي الخبرات الكبيرة للتحدث إلى العميل وتقديم الخدمات التي يحتاجها، وهو ما يؤدي إلى زيادة نسبة الأرباح بشكل كبير.
- تحسين تجربة العُملاء: يتطلّب حصول العُملاء على الخدمات التقليدية الذهاب إلى المؤسسة واستغراق وقت طويل حتى الانتهاء من الحصول على الخدمة، بينما يُساعد التحول الرقمي في الوصول إلى الخدمة باستخدام بعض الأزرار فحسب.
- توفير مرونة أكبر: تحتفظ تقنيات التحول الرقمي بكمٍّ هائل من البيانات حول المؤسسة والعُملاء؛ بما فيها بيانات التواصل وتفضيلات العميل، وتُساعد هذه البيانات في توفير مرونة أكبر عند الرغبة بالتواصل أو تنفيذ خطط المؤسسة المُختلفة.
هل خطوات التحول الرقمي معروفة؟
لا بُدّ من مرور المؤسسة بالعديد من الخُطوات المعروفة عند الرغبة بالتحول الرقمي، وفيما يأتي قائمة بأبرز هذه الخُطوات:
- وضع الخريطة: ينبغي على الشركة وضع خريطة لتوضيح الخُطوات التي يقوم بها العميل حتى الحصول على خدمته المطلوبة، مع تقسيم هذه الخُطوات بالشكل المُباشر للتعامل معها بشكل صحيح من خلال التحول الرقمي.
- الحصول على المُوافقة: ينبغي على الشخص المسؤول الحصول على المُوافقات المطلوبة؛ بما فيها مُوافقة الرئيس التنفيذي والمُدراء وقادة الشركة، قبل البدء بإجراءات التحول الرقمي للشركات.
- توفير الفريق الرقمي: يجب توفير الفريق ذو القدرة على التعامل مع التقنيات الرقمية عند الرغبة بالتحول الرقمي، ويُمكن تدريب الفريق الحالي أيضًا بالشكل المُناسب ليكون قادرًا على مُواكبة هذا التحول في نظام الشركة.
- كسب ثقة العميل: يُفضّل كثيرٌ من العُملاء الحلول التقليدية للحصول على الخَدمات، وينبغي على الشركة توفير الإعلانات المُناسبة لكسب ثقة العميل بالتقنيات الرقمية، ومن ذلك التنبيه على سرعة إنجاز المُعاملات وموثوقية الأنظمة الإلكترونية.
- استخدام التكنولوجيا المُناسبة: على الشركة توفير التكنولوجيا الرقمية المُناسبة التي تتوافق مع خطتها في التحول الرقمي، وتُلائم نوع الخدمة التي تُقدمها مع تدريب فريق العمل على التعامل مع التقنيات الجديدة وتوفير الدعم المُناسب للعُملاء.
- توفير تقنيات الأمان المُناسبة: يتم تناقل البيانات من خلال شبكة الإنترنت عند اعتماد الشركة على تقنيات التحول الرقمي، وينبغي توفير فريق الأمن السيبراني وتقنياته المُناسبة لمُواجهة مخاطر سرقة البيانات أو إتلافها أو اختراقها.
ما هي مجالات التحول الرقمي؟
تُستخدم تقنيات التحول الرقمي في مُختلف المجالات الصناعية خلال الوقت الراهن، إلى جانب استخدامها من قبل الحُكومات؛ لتوفير الخدمات بشكل ميسور على المُواطنين، ويُعد مجال الخدمات الصحية من أبرز المجالات التي تعتمد على تقنيات التحول الرقمي للشركات والمؤسسات، وكذلك مجال الاتصالات ومجال التصنيع ومجال الخدمات المالية ومجالات الدفاع والأمن.
ما هي إيجابيات التحول الرقمي للشركات؟
تضم القائمة الآتية بعضًا من إيجابيات التحول الرقمي للشركات:
- التكاليف المُنخفضة: تستطيع الشركة تقليل أعمال العاملين لديها عند اعتمادها على تقنيات التحول الرقمي، بالإضافة إلى التقليل من استنزاف الموارد التي تستنزفها لخدمة العُملاء بالطرق التقليدية، ويؤدي ذلك إلى انخفاض قيمة التكاليف.
- تخزين البيانات: تُقدم أنظمة التحول الرقمي العديد من الحلول؛ لتخزين المعلومات وإدارتها واستعادتها عند الحاجة إليها من خلال شبكة الانترنت بدلًا من استخدام الأوراق والملفات الورقية.
- تقديم رؤية مُناسبة: تعتمد العديد من الشركات على التحول الرقمي لتحليل البيانات بالشكل الذي يُمكّنها من الوصول إلى رؤية أفضل عند وضع الاستراتيجيات والأهداف القادمة، إلى جانب المُساعدة في الوصول إلى العُملاء المُحتملين أيضًا.
- محوريّة العميل: تُساعد تكنولوجيات التحوّل الرّقميّ في الكشف عن رؤى العُملاء كما سبق، وهو ما يُمكّن الشّركة من ابتكار الاستراتيجيّات التي تتمحوّر حول العميل لتقديم المُنتجات ذات الموثوقيّة الأكبر.
- إدارة الموارد بكفاءة: يستطيع التحوّل الرقمي تزويد الشركة ببيانات موحّدة يُمكن تناقلها بسهولة كبيرة بين كافّة الأقسام، ويُسهم ذلك في إدارة الموارد البشريّة التي تضمّها الشّركة بكفاءة أكبر ودون هدر الكثير من الأوقات والجهود.
- تعزيز الثقافة الرقميّة: تقوم المؤسّسة بتعزيز استخدام التقنيات الرقمية الحديثة من قبل الموظّفين عند إجراء المُعاملات المُختلفة، بالإضافة إلى تعزيز استفادة العُملاء من هذه التقنيات عند التوجّه إلى التحول الرقمي بدلًا من العمليات التقليدية.
هل توجد إرشادات لنجاح التحول الرقمي؟
فيما يأتي قائمة بأبرز الإرشادات التي تُسهم في نجاح التحول الرقمي للشركات:
- الفريق القيادي المؤهّل: يتطلّب التحول الرقمي إدارة تنفيذيّة مؤهّلة لقيادة كافّة مراحل التحوّل، وينبغي على هذه الإدارة أن تكون قادرة على التعامل مع التقنيات الرقمية، ويجب عليها أن تتمتّع برؤية فذّة عند اتخاذ القرارات.
- وضع الاستراتيجيّات في البداية: يجب على الشّركة وضع استراتيجيّة للتحول الرقمي في البداية مع تحديد الجدول الزمني لإجراءات التحول؛ وذلك كيّ تلتزم الإدارة بهذه الاستراتيجيات بالشكل الذي يُحقّق أهداف التحول الرقمي.
- الاعتماد على التقنيات الجديدة: ينبغي على الشركة مُراجعة التقنيات الحالية للتحوّل الرقمي ومعرفة مدى مُلائمتها لأيّة تغييرات استراتيجية على الخطط المُستقبلية، والاستمرار بتحديث هذه التقنيات بالشكل المُناسب لضمان نجاح التحوّل.
كيف يتم تصنيف التحول الرقمي؟
يتم تصنيف التحول الرقمي للشركات والمؤسسات ضمن العديد من الأنواع، وأبرزها ما يأتي:
- التحول الرقمي في إجراءات العمل: يبحث هذا النوع من أنواع التحول الرقمي في كيفية استجابة مُوظفي الشركة وتفاعلهم مع التكنولوجيا المُتاحة، ويهدف هذا التحول إلى تحسين وظائف المؤسسة وتقييم كفاءة أنظمتها بشكل يُقلّل من التكاليف.
- التحول الرقمي في نماذج العمل: تقوم بعض المؤسسات بالاعتماد على التحول الرقمي في وسائلها المُعتمدة لتقديم الخدمات إلى العُملاء، ويُعرف ذلك باسم التحول الرقمي في نماذج العمل؛ مثل إرسال المقاطع المرئية عبر البريد بدلًا من استخدام الأقراص الرقمية.
- التحول الرقمي في نطاق المؤسسة: تهدف بعض المؤسسات إلى استخدام أنظمة التحول الرقمي توسيع نطاق عملها بشكل كبير؛ كما فعلت أمازون عند إطلاق خدمات الحوسبة السحابية والبنية التحتية بدلًا من اكتفائها بخدمات البيع بالتجزئة.
اقرأ/ي أيضًا:
هل يمكن تعلم القيادة على الإنترنت؟
هل برنامج تسجيل المكالمات آمن؟
