هل يعود ظهور الإعلام الإلكتروني إلى تسعينيّات القرن الماضي؟

يهدف هذا المقال إلى بيان الكثير من المَعلومات حول الإعلام الإلكتروني الذي ينتشر في مُختلف أنحاء العالم خلال الوقت الراهن؛ وذلك من خلال بيان خصائص هذا النوع من أنواع الإعلام، بالإضافة إلى بيان أنواعه وأهميته ومجالات العَمل المُتاحة فيه، كما يتطرّق المقال إلى إيجابيات الإعلام الإلكتروني وسلبياته مع ذكر تاريخ نشأة الراديو، الذي يُعد واحدًا من وسائل الإعلام الإلكترونية الأولى في العالم.

هل يعود ظهور الإعلام الإلكتروني إلى تسعينيّات القرن الماضي؟

لا يعود ظهور الإعلام الإلكتروني إلى تسعينيّات القرن الماضي وإنّما ظهرت العديد من وسائل الإعلام الإلكتروني في وقت مُبكر من القرن العشرين، كما أن اختراع الراديو كان في نهايات القرن التاسع عشر بالرغم من عدم انتشاره إلّا خلال القرن العشرين، وتنتشر وسائل الإعلام الإلكتروني اليوم بشكل كبير في مُختلف أنحاء العالم؛ ومنها وسائل التواصل الاجتماعي وقنوات التلفاز وإذاعات الراديو، ويجدر الذكر بأنّ الراديو أول وسيلة إلكترونية للإعلام الجماهيري في العالم.

كيف كانت نشأة الإعلام الإلكتروني عبر الراديو؟

مرّ الإعلام عبر إذاعات الراديو بالعديد من المراحل المُختلفة مُنذ اكتشاف إشارات الراديو وحتى أصبح وسيلةً إعلاميةً شائعةً في مُختلف أنحاء العالم؛ فإن الراديو واحدٌ من أقدم وسائل الإعلام الإلكترونية اللاسلكية الجماهيرية في العالم، ويُمكن تقسيم مراحل نشأة الإعلام الإلكتروني عبر الراديو كما يأتي:

• اكتشاف إشارات الراديو: تمّ اكتشاف موجات الراديو خلال ثمانينيات القرن التاسع عشر من قبل الألماني هاينريش هيرتز، وأظهرت تجاربه أن هذه المَوجات تحمل كافة خصائص الموجة الكهرومغناطيسية.
• تطوير فكرة الراديو: تمّ تطوير فكرة جهاز الراديو أوّل مرة من قبل الإيطالي جوجليلمو ماركوني خلال تسعينيّات القرن التاسع عشر، وتمكّن ماركوني من إرسال أوّل شفرة مورس لاسلكية إلى مسافة تبلغ 1 كم عام 1895.
• براءة اختراع الراديو: استمر جوجليلمو ماركوني بتطوير فكرة الراديو حتى تمكّن من الحصول على براءة اختراع بريطانية رسمية عام 1897، ونجح هذا الاختراع في إجراء عِدّة اتصالات سياسية وتجارية على النحو الصحيح.
• ظهور الأجهزة المُنافسة: عمل عِدّة مُخترعين من الولايات المُتحدة الأمريكية وروسيا على أجهزة مُشابهة لجهاز الراديو في ذات الفترة التي أجرى فيها جوجليلمو ماركوني اختباراته، ووُجد في العالم أربعة أنظمة راديو مُختلفة بحلول عام 1900.
• البدء باستخدام الراديو: شهد العالم إرسال أوّل موجات راديو صوتية عام 1906 من حيّ برانت روك في الولايات المُتحدة الأمريكية مع استمرار هذا البث ساعةً كاملةً، وتتابعت التجارب على أنظمة الراديو في عِدّة أنحاء من العالم خلال هذه الفترة.
• البدء بالبث المُنظّم عبر الراديو: بدأ البث المُنظّم عبر إذاعات الراديو إلى الجمهور منذ العقد الأول من القرن العشرين، وكانت تجربة تشارلز هيرولد في كاليفورنيا عام 1908 واحدةً من أُولى هذه التجارب إن لم تكن أولها.
• وصول موجات الراديو إلى مسافات بعيدة: استمر تطوير موجات الراديو قبل الحرب العالمية الأولى لغايات الاستخدام العسكري، وتمكّن الكندي فيسيندين من ابتكار تقنية لإيصال هذه الموجات إلى آلاف الكيلومترات عام 1914.
• انتشار الراديو: وضعت الدول العديد من القيود على استخدام الراديو خلال الحرب العالمية الأولى، ثم شهد العالم استخدام الراديو على نطاق واسع بعد انتهاء الحرب، وازداد انتشار الراديو بشكل كبير حتى أصبح وسيلةً جماهيريةً في عشرينيّات القرن العشرين.

ما هي أنواع الإعلام الإلكتروني؟

للإعلام الإلكتروني العديد من الأنواع المُختلفة، ومنها ما يأتي:

• الإعلام عبر التلفاز: إن التلفاز من أكثر أنواع الإعلام الإلكتروني استخدامًا في مُختلف أنحاء العالم، ويُمكن لأصحاب القنوات التلفزيونية جني مزيد من المال عن طريق بثّ الإعلانات إلى المُشاهدين عادةً.
• الإعلام عبر الراديو: تُوفّر إذاعات الراديو تجربةً شبيهةً بالقنوات التلفزيونية؛ إلّا إنّها تفتقر إلى المشاهد المرئية التي يُمكنها جذب المُتابعين بشكل أكبر، وهي من وسائل الإعلام الإلكترونية المُنتشرة أيضًا.
• الإعلام عبر الإنترنت: يُمكن استخدام الإنترنت للإعلام من خلال مَواقع الويب المُختلفة، كما يستطيع مالكوا المَواقع الإعلامية ربح الأموال من خلال إضافة الإعلانات إلى مواقعهم؛ ممّا يجعلها من أساليب الإعلام ذات المرابح الكبيرة.
• الإعلام عبر الشاشات: يتم الاعتماد على الشاشات المُعلّقة أو اللوحات الإلكترونية التي يستطيع الأفراد رؤيتها أحيانًا للإعلام بدلًا من استخدام شاشات التلفاز أو قنوات الإذاعة، ومن ذلك الإعلام عبر شاشات الصراف الآلي.

ما هي مجالات العمل في الإعلام الإلكتروني؟

يعمل حملة شهادات الإعلام الإلكتروني في العديد من المَجالات المُختلفة، ومنها مجالات العَمل الآتية:

• الإنترنت: توجد عِدّة مجالات للعمل في الإعلام عبر الإنترنت؛ وأبرزها العمل في البث الشبكي أو صيانة مواقع الإعلام أو التصميم والتطوير للمواقع الإعلامية، وكذلك إدارة المواقع.
• القنوات التلفزيونية: يستطيع الأفراد العَمل في مجالات الإنتاج التلفزيوني عند الحصول على شهادة الإعلام الإلكتروني، بالإضافة إلى العمل في التقارير الإخبارية أو البثّ الرياضي أو التنبؤات الجوية.
• إنتاج الفيديو: تشمل مجالات العمل في إنتاج الفيديو التحرير والتصوير بالفيديو، بالإضافة إلى الكتابة والإنتاج والإدارة والتوجيه، وهي من الوظائف المُتاحة للعاملين في الإعلام الإلكتروني.
• الإعلان: يُعد الإعلان واحدًا من مجالات العمل في الإعلام الإلكتروني، وهو يشمل كلًّا من التخطيط الإعلامي والإدارة والإخراج الإبداعي للإعلانات إلى جانب شراء الإعلانات وإنتاجها وتسويقها.
• إذاعات الراديو: إن هُناك عِدّة مجالات عمل مُتاحة لحاملي شهادات الإعلام الإلكتروني في إذاعات الراديو؛ ومنها العمل في مجال تقديم الأخبار أو الإنتاج أو المَبيعات، ويشمل ذلك العمل في المحطات الإذاعية الكبيرة والصغيرة والمُتوسطة.

ما هي خصائص الإعلام الإلكتروني؟

فيما يأتي بعضًا من أبرز خصائص الإعلام الإلكتروني الرقمي:

• الاعتماد على الوسائل الإلكترونية: يتميّز الإعلام الإلكتروني عن الإعلام المَطبوع باعتماده على الوسائل الإلكترونية للوصول إلى المُحتوى، ويستطيع الجُمهور مُشاهدة مُنتجات الإعلام والاطلاع عليها من خلال الوسائل الإلكترونية أيضًا.
• القدرة على الإقناع: عادةً ما يتمتّع الإعلام الإلكتروني بقدرة كبيرة على الإقناع نتيجةً لاعتماده على وسائل البثّ السَمعيّة أو السَمعيّة والبصريّة بدلًا من الأوراق والنصوص المَطبوعة.
• الوصول المُتعدد: عادةً ما يتم مُشاركة مُنتجات الإعلام الإلكتروني عبر شبكات الإنترنت؛ ممّا يسمح لعدد كبير من الأفراد في الوصول إليها بسهولة عند الحاجة إلى ذلك.
• النشاط على مَدار الساعة: يستمر نشاط الإعلام الإلكتروني عادةً طيلة أيام الأسبوع وعلى مدار الساعة دون توقّف؛ ممّا يُمكّن الجُمهور من الوصول إلى وسائل الإعلام دون تقييده بوقت مُحدّد.

هل أهمية الإعلام الإلكتروني حقيقية؟

لا تقتصر أهمية الإعلام الإلكتروني على توعية الناس بكافة الأحداث والمُستجدات حول العالم فحسب؛ وإنّما يسمح هذا النوع من الإعلام في الوصول إلى مُنتجات الإعلام مع اختصار المسافة والوقت أيضًا مقارنةً بالإعلام الورقي الذي يحتاج إلى جُهد ووقت كبيرين للوصول إلى عدد كبير من الأفراد، كما أن الإعلام الإلكتروني يُوفر المُنتجات المُهمّة للجمهور المُستهدف على مدار الساعة دون توقّف؛ لذلك فإن الإعلام الإلكتروني مُهم جدًا في الوقت الراهن.

ما هي إيجابيّات الإعلام الإلكتروني الرقمي؟

تحتوي القائمة التالية على عددٍ من أبرز  إيجابيات الإعلام الإلكتروني الرقمي:

• تعزيز التعليم: تُسهم وسائل الإعلام الإلكتروني في تعزيز التعليم للكثير من الأفراد عند مُشاهدتها، ولا يقتصر ذلك على صعيد واحد وإنّما يشمل عِدّة مجالات مُختلفة؛ ومنها مجالات السياسة والبيئة الخارجية والثقافات الأُخرى.
• زيادة التوعية: لوسائل الإعلام الإلكتروني دورٌ كبيرٌ في زيادة مُستويات الوعي حول الأحداث الجارية في مُختلف أنحاء العالم، وتحرص هذه الوسائل على تقديم معلومات مُحدّثة بشكل مُستمر أيضًا.
• الوصول عبر الأجهزة المُختلفة: يستطيع الشخص الوصول إلى وسائل الإعلام التي يرغب بالاطلاع عليها بسهولة من خلال عِدّة أنواع من الأجهزة عند الاعتماد على الإعلام الإلكتروني؛ ومنها الأجهزة المَحمولة وأجهزة التلفاز وأجهزة المذياع.
• سهولة الوصول: يستطيع كافة الأشخاص الوصول إلى وسائل الإعلام الإلكتروني والعثور عليها بسهولة دون الحاجة إلى الخروج من المَنزل، وهي واحدة من أبرز مميّزات وإيجابيات هذا النوع من أنواع الإعلام.
• إمكانية الحذف: يسهل تعديل مُنتجات الإعلام الإلكتروني عند الحاجة إلى ذلك بعد نشرها عبر الوسائل المُختلفة، في حين يصعب التخلّص من مُنتجات الإعلام الورقي بعد نشرها ووصولها إلى الجمهور المُستهدف.

هل منصّات التواصل الاجتماعي من الإعلام الإلكتروني؟

إن منصات التواصل الاجتماعي من أبرز أنواع الإعلام الإلكتروني الرقمي؛ ومنها منصة تويتر للتغريدات القصيرة ومنصة فيسبوك، بالإضافة إلى انستغرام وسناب شات، ويستطيع مُستخدموا هذه المنصّات نشر الصور والمقاطع المرئية والنصوص المكتوبة مع الآخرين بسهولة كبيرة، وتتميّز بتفاعل المُستخدمين مع بعضهم البعض، كما يتم الاعتماد على هذه المنصّات أحيانًا لإجراء الحوارات والمُحادثات حول الرياضة أو الأحداث السياسية أو حول الأحداث التي يُواجهها المُستخدم خلال يومياته.

ما هي سلبيّات وسائل الإعلام الإلكترونية؟

هُناك عِدّة سلبيات لوسائل الإعلام الإلكترونية، وتضم القائمة الآتية بعضًا من هذه السلبيات:

• تمكين أصحاب الأموال: يقوم كثير من أصحاب رؤوس الأموال بشراء وسائل الإعلام الإلكتروني مع استغلالها لزيادة نفوذهم والتأثير على الرأي العام بالشكل الذي يتوافق مع مصالحهم الشخصية على حساب الآخرين.
• التضليل: بالرغم من وجود الكثير من وسائل الإعلام الإلكترونية ذات الموثوقيّة الكبيرة؛ إلّا إنّ هُناك الكثير من قنوات الإعلام الإلكتروني التي تقوم بنشر المَعلومات التي تهدف إلى تضليل الجمهور وإخفاء المَعلومات الحقيقية.
• تقليل التواصل مع الآخرين: استطاعت وسائل الإعلام الإلكتروني إيصال المَعلومات إلى الجمهور بسهولة من أيّ مكان في العالم؛ إلّا إنّ ذلك أثّر على تواصل الأفراد مع بعضهم البعض؛ حيث يقوم كثير من الأشخاص بتصفّح الإعلام أثناء الجلوس مع الآخرين.

اقرأ/ي أيضًا:

هل اليوتيوب من السوشيال ميديا؟

هل يمكن تدوير المخلفات الإلكترونية؟

هل يمكن تحقيق الأرباح من تطبيق تيك توك؟

هل تكنولوجيا الإعلام والاتصال علم قائم بذاته؟