تحقيق مسبار
تُعتبر تقنية إزالة الشعر بالليزر من الطُرق الحديثة المُستخدمة للتخلّص من الشعر الزائد في الجسم دون اللجوء للطّرق التقليدية؛ مثل الحلاقة والشمع، التي تُعد مُرهقةً للعديد من الأشخاص ولا تحقّق لهم النتائج المطلوبة. ويتم الخضوع لهذه التقنية على يد طبيب مُختصّ في الأمراض الجلدية أو بعض الأشخاص المُدرّبين والمُؤهلين على استخدامها لتقليل الآثار المحتملة، ويمكن القول أنها تُعتبر آمنةً عند معظم الأشخاص، لكن هل فعليًا يوجد لها أضرار من ناحية علميّة، وهل تُستخدم لجميع مناطق الجسم؟ كل هذه الأسئلة سنجيب عنها اعتمادًا على نتائج دراسات وأبحاث علميّة مُؤكّدة.
هل هناك آثار جانبية لإزالة الشعر بالليزر؟
الحقيقة نعم يوجد مجموعةٌ من الآثار الجانبية لاستخدام الليزر على الجسم؛ إلّا إنّها آثارٌ بسيطةٌ تزول خلال أيام ولا تُسبّب مشاكل صحيّةٍ على المدى البعيد؛ لذلك يمكن القول أنها طريقةٌ آمنةٌ بحسب رأي العلم والخبراء، كما أن الآثار الجانبية تعتبر مُحتملة بالمقارنة بالنتائج المرجوّة منها؛ لذلك سنتحدث عن أضرار هذه التقنية بالمجمل ومدى تأثيرها على الجسم فيما يلي:
الآثار الجانبية البسيطة
يُسبّب الليزر بعض الآثار الجانبية المُحتملة ونادرة الحدوث؛ ومن أهمّها:
- احمرار الجلد وتهيّجه: أحيانًا تُسبّب أجهزة الليزر احمرارًا وتهيّجًا بسيطًا للبشرة يُعتبر مُماثلًا للأعراض الناتجة عن طُرق إزالة الشعر التقليدية مثل الشمع، هذا التهيّج يختفي خلال ساعات قليلة من تلقاء نفسه، كما يُنصح عادةً بوضع أكياس الثلج لتخفيفها.
- تصبُّغ الجلد: أحيانًا يُصاب بعض الأشخاص بحالات تصبُّغ على الجلد؛ فتظهر المناطق المُعالَجة بشكل أفتح أو أغمق قليلًا من المعتاد بالاعتماد على لون البشرة، لكن هذه التصبُّغات تزول خلال ساعات قليلة من تلقاء نفسها ولا تُثير القلق.
- إصابة العين: تعتمد التقنية على أشعة الليزر التي تُشكّل خطورةً على العيّنين في معظم الحالات؛ لذلك يجب على المُعالج ومُتلقّي العلاج استخدام النظارات الواقية.
- الإصابة بعدوى الجلد: إنّ إتلاف بُصيّلات الشعر يُسبّب بعض العدوى والالتهابات في بعض الأحيان؛ لذلك يتم مُعالجة المناطق التي تعرّضت لليزر بنفس طريقة علاج الجروح.
الآثار الجانبية الشديدة
نادرًا ما يُصاحب إزالة الشعر بالليزر آثارًا شديدةً، خصوصًا عند القيام بها على يد مُختصّ وليس في المنزل؛ ومن أهم هذه الآثار:
- فرط نمو الشعر: أحيانًا يتبع العلاج بالليزر زيادةً في نمو الشعر في المناطق المعالجة، لكن سرعان ما يختفي بعد فترة من الزمن.
- تغيّر نسيج الجلد: يُمكن حدوث تغيّرات في نسيج الجلد، خصوصًا عند الخضوع لليزر بعد تسمير البشرة.
- ظهور الندب: تُصيب الأشخاص ذوي البشرة الحسّاسة.
- تقشير الجلد: من الممكن ظهور البثور البسيطة على الجلد أو تقشره.
- الحروق: تُعتبر الحروق من الآثار نادرة الحدوث أو الآثار الناتجة عن أخطاء المعالج واستخدام درجة حرارة عالية، أمّا في حال التوجّه إلى طبيب مُتخصّص فلا يُمكن حصولها.
هل يمكن استخدام إزالة الشعر بالليزر أثناء الحمل؟
بالرغم من أمان هذا الإجراء إلّا إنّه محظورٌ على الحوامل من ناحية أخلاقية؛ بسبب نقص الدراسات في هذا المجال؛ إذ تُعاني بعض النساء من زيادة في نموّ الشعر خلال الحمل بسبب التغيّر في الهرمونات، ممّا يجعلهنّ يرغبنّ في إزالته بالليزر؛ إلّا إنّ الخبراء ينصحون بتأجيل ذلك إلى ما بعد الولادة؛ لتجنّب المخاطر من ناحية ولأنّ الشعر يتساقط من تلقاء نفسه في معظم الحالات قبل نهاية الحمل من ناحية أُخرى.
هل إزالة الشعر بالليزر تُسبّب الأمراض؟
يتخوّف معظم الناس من اللجوء لليزر في إزالة الشعر؛ بسبب الادّعاءات التي تُشير إلى خطورته؛ ومن أهم هذه الادّعاءات:
- السرطان: كثيرًا ما ارتبطت تقنيات الليزر بمخاطر الإصابة بالسرطان، لكن العلم الحديث يدحض هذه الخرافة، بل أن الليزر يُستخدم في تقليل وعلاج الآفات السرطانية وتأثيرها على الجلد، كما يتم استخدام أنواع متعددة من الليزر في علاج مشاكل البشرة المتعددة؛ مثل التجاعيد وتصبُّغات البشرة؛ لأن هذه التقنيات تستخدم نسبًا ضئيلةً من الإشعاع التي لا تُشكّل خطورةً على الجسم.
- العقم: يُعتبر العُقم أيضًا من ضمن الأساطير حول الليزر؛ إذ يؤثر الليزر فقط على سطح الجلد ولا يخترق الأعضاء الداخلية مُطلقًا.
ما هي طريقة إزالة الشعر بالليزر؟
تستخدم تقنية الليزر التحلّل الضوئي الانتقائي، الذي يعني تدمير الخلايا المُحتوية على اللون أو الصبغة بواسطة الحرارة، والمعروف أن خلايا الشعر تحتوي على كميّات عالية من الصبغة ما يعني تدميرها وتدمير بُصيّلات الشعر بعد امتصاصها للحرارة، هذا سبب فعاليّتها على الشعر الأسود أكثر من الشعر الفاتح. لكن المعروف أن الليزر لا يُؤثّر على الشعر إلّا في مراحل النمو؛ لذلك يجب تكرار الجلسة عِدّة مرّات على نفس المنطقة للتخلّص من الشعر الزائد، وهذا العلاج لا يُعتبر نهائيًا بل يُمكن تكراره على فتراتٍ مُتباعدة، لكنه يعطي نتائجًا مثاليةً أكثر بكثير من الطُرق التقليدية.
بعد جلسة العلاج الأولى بالليزر يتم التخلّص من الشعر لعِدّة أشهر، ثم يعود الشعر للنموّ من جديد، لكن المُلاحظ أنّه ينمو بوتيرة أقل ويكون أخفّ وأدقّ ملاحظة، بعدها يُمكن تكرار الجلسات عِدّة مرّات للتخلّص نهائيًا من الشعر.
أفضل أنواع أجهزة الليزر
يُحدّد المُختص طبيعة الجهاز الذي سيستخدمه للمريض تبعًا للون البشرة والشعر؛ إذ تتوفر عِدّة أنواع من الأجهزة المُستخدمة في العيادات؛ ومنها:
- جهاز روبي ليزر 694 نانوميتر: يُعتبر أكثر فعاليّةً في البشرة الفاتحة والشعر الأسود، ويستخدم هذا الجهاز تقنية تسليم الضوء الأحمر بواسطة بلّورات الياقوت الاصطناعية.
- جهاز ألكسندريت ليزر 755 نانوميتر: يتميّز بقدرته الأكبر على التغلغل، ويتم استخدامه للأشخاص أصحاب الشعر الفاتح.
- جهاز الصمام الثنائي 810 نانومتر: يعتبر الأكثر استخدامًا في البشرة الداكنة ويوفر تغلغلًا عميقًا في البشرة، كما يُسبّب تلفًا أقل.
- ضوء النبض المُكثّف 500-1200 نانومتر: يُستخدم على البشرة الداكنة ويُغطي مساحات كبيرة، لكن فعاليّته أقل من الأجهزة الأُخرى؛ لأنّه يستخدم نبضات عالية الكثافة يتم توصيلها بواسطة مصباح فلاش.
هل يمكن إزالة الشعر بالليزر للمنطقة الحسّاسة؟
تعتبر إزالة الشعر بالليزر إجراءً تجميليًا يستخدمه الأشخاص لتقليل ظهور الشعر، أو التخلّص منه لفترات طويلة عن طريق إتلاف بُصيّلات الشعر وتعطيلها عن الإنتاج، وتستمر نتائج هذه الطريقة لعِدّة أسابيع أو أشهر في بعض الحالات، ويمكن تطبيقها على معظم أجزاء الجسم؛ ومن ضمنها المنطقة الحسّاسة. لكن العديد من الأشخاص يبحثون عن أمان الليزر على هذه المنطقة بسبب اقترابها من الأعضاء التناسلية، والحقيقة أنها آمنة ولا تُسبّب أضرارًا تُذكر؛ لأنه كما ذكرنا مُسبقًا أن الليزر يستهدف الجلد فقط ولا يصل إلى الأعضاء الداخلية.
وتعتبر عملية إزالة الشعر مؤلمةً نسبيًا بدرجاتٍ متفاوتة؛ إذ لا يكمُن الألم في الحرارة بل في النخزات على الجسم التي تُشبه الضربة بشريط مطاطي، كما أن نسبة الألم تتفاوت من منطقة إلى أُخرى كما يلي:
- منطقة الساقين: تُسبّب ألمًا مُعتدلًا مقارنةً ببقيّة مناطق الجسم؛ بسبب سماكة الجلد في هذه المنطقة.
- منطقة الذراعين والإبطين: تُسبّب ألمًا بسيطًا على الذراعين يزداد كُلّما ارتفعنا إلى الكتف، ويكون الألم في ذروته في منطقة الإبطين بسبب حساسيّة الجلد ورقّته؛ إلّا إنّها من أكثر المناطق استجابةً لليزر وأفضلها من حيث النتائج.
- منطقة الوجه: يكون الألم أشدّ في المنطقة المُحيطة بالشفّة العُليا؛ بسبب رقّتها، أمّا بقيّة الوجه فإن الألم يكون بسيط نسبيًا.
- المنطقة الحسّاسة: تُعتبر هذه المنطقة من أشدّ المناطق ألمًا؛ بسبب حساسيّتها ورقّتها، وتُسبّب ألمًا أشد من ألم الحلاوة، لكن النتائج في هذه المنطقة تكون مُرضيةً في أغلب الأوقات.
- الظهر أو المعدة: منطقة البطن تُسبّب ألمًا بسيطًا بسبب سماكة الجلد، أمّا منطقة الظهر فتسبّب ألمًا أشد تمامًا مثل منطقة الإبط أو خط البكيني.
ما هي فوائد إزالة الشعر بالليزر؟
يُفضّل العديد من الأشخاص هذه التقنية نظرًا لفوائدها المتعددة لهم؛ وأهمّها التخلّص من الشعر الزائد في مناطق الجسم المختلفة، كما تشمل فوائده ما يلي:
- الدقّة: يستهدف الليزر الشعر الخشن فقط دون التأثير على الجلد المُحيط بعكس الطرق التقليدية، التي تؤثر بدورها على الجلد بالكامل.
- السرعة: جلسات الليزر لا تستغرق وقتًا طويلًا مقارنةً بالطُرق الأُخرى؛ لأن مُعالجة منطقة الشفّة مثلًا تستغرق دقيقة فقط، أمّا الظهر والساقين فيُمكن إنهاء الجلسة في غضون ساعة.
- التخلّص من الشعر الزائد: تضمن تقنيات الليزر التخلّص من الشعر لفترة زمنية طويلة تصل لأشهر، ناهيك عن تقليل كمية الشعر الجديد في المرّات القادمة.
- تقليل نمو الشعر تحت الجلد: بعض طُرق إزالة الشعر التقليدية تُسبّب نمو الشعر تحت الجلد، الذي يظهر على شكل حبوب صغيرة يملؤها القيّح أحيانًا.
هل يوجد إجراءات تسبق إزالة الشعر بالليزر؟
عند التفكير بالبدء بعلاج الليزر يجب التوجّه إلى طبيب مُختصّ أو عيادة مُتخصّصة وهذا أفضل من شراء جهاز ليزر منزلي؛ لأن معظم الأجهزة لا تخضع لرقابة إدارة الغذاء والدواء، كما أن استخدامها في المنزل قد لا يكون آمنًا؛ بسبب ضرورة ارتداء نظارات الحماية وغيرها من الأمور التي يوفرها المُختص بشكل أكبر، كما أن الطبيب المُختص قادرٌ على اتخاذ أيّ إجراءات في حال حدوث آثار جانبية للمريض أو ظهور بعض الحروق؛ إذ تمر عملية إزالة الشعر بالليزر بعِدّة خطوات؛ هي:
- الحدّ من نتف الشعر أو حَلقِه قبل البدء بجلسات الليزر بمدّة تصل إلى ستّة أسابيع؛ لأنّ الليزر يعمل على الشعر فقط ولا يعمل على الجلد.
- تجنّب التعرّض للشمس قبل بدء العلاج وبعده بمدّة تصل إلى ستة أسابيع، هذا يُقلّل من الأعراض الجانبيّة والحروق.
- وضع التخدير الموضعي للمريض قبل بدء العلاج بنصف ساعة تقريبًا لتقليل الألم.
- إخبار الطبيب في حال ظهور أيّة أعراض شديدة أو استمرارها لفترة طويلة؛ لأن بعض الأشخاص لديهم تحسّس من تقنية الليزر عندها يجب عليهم الانتقال إلى الخيارات الأُخرى.
اقرأ/ي أيضًا:
هل بنزوات الصوديوم مفيدة للبشرة؟