تحقيق مسبار
يهدف هذا المقال إلى توضيح أهمية نهر النيل للدول التي يمرُّ بها النهر، بالإضافة إلى بيان مدى أهمية النيل عند المصريين القُدماء أيضًا، ذلك مع ذكر الدول التي يمرُّ بها النهر في قارة إفريقيا وأبرز النباتات والحيوانات التي تعيش حوله، كما يتطرّق المقال كذلك إلى مصادر مياه نهر النيل وينتهي ببعض الحقائق حول النهر.
هل أهمية نهر النيل اقتصادية فقط؟
إن أهمية نهر النيل لا تقتصر على المجالات الاقتصادية فقط؛ إنّما تتعدى إلى المجالات الأُخرى؛ منها مجال الأمن الغذائي؛ إذ إن المحاصيل الزراعية التي تنمو بالاعتماد على هذا النهر توفر بدورها الأطعمة للكثير من الناس، كذلك الأسماك الموجودة في النهر. ويُعد النيل المصدر الأساسي للمياه في جمهورية مصر العربية؛ فإنه يوفر 95% من احتياجاتها المائية في الوقت الراهن، كما أن مياه النيل تُمثّل 79.3% من مجموع موارد المياه المصرية أيضًا.
ما هي أهمية نهر النيل الاقتصادية؟
تتمثّل الأهمية الاقتصادية لنهر النيل بما يأتي:
- زراعة المحاصيل: يعتمد المُزارعون في منطقة حوض النيل على مياه النهر المذكور بشكلٍ أساسيٍّ؛ لسقاية مزروعاتهم المُختلفة؛ ومنها القمح والسكر والبلح والحمضيات.
- صيد الأسماك: يحتوي نهر النيل على عِدّة أنواع من الأسماك، ويعتمد البعض على صيد الأسماك من النهر وبيعها لكسب الأموال، وتُعد الأسماك من الأطعمة المُفضّلة لشعوب الدول التي يمرُّ بها النيل.
- السياحة: إن النيل معلمٌ من معالم الجذب السياحية؛ إذ إن كثيرًا من السُيّاح يُفضّلون الذهاب برحلة في القوارب المُتاحة لقطع مسافة طويلة عبر نهر النيل.
هل كان نهر النيل مُهمًا للمصريين القدماء؟
كان لنهر النيل أهميةً كبيرةً عند المصريين القُدماء؛ فإنه النهر الذي قام بتوفير التربة الخصبة للزراعة والمياه الصالحة لريّ المزروعات وسط البيئة الصحراوية، كما أنهم اعتمدوا على نهر النيل عند الرغبة بنقل المواد اللازمة للبناء من مكان إلى آخر، وطوّر المصريون القدماء العديد من الأساليب للتعامل مع فيضانات النهر والاستفادة من التربة الغنيّة، التي يوفرها الفيضان في إنتاج المزيد من المحاصيل الزراعية أيضًا، هذا يعني أن النيل كان شريانًا أساسيًا من شرايين الحياة في مصر القديمة.
ما هي مصادر مياه نهر النيل؟
يحصل النيل على مياهه من المصادر الآتية:
- النيل الأزرق: يوفر النيل الأزرق 59% من مياه نهر النيل في الموسم المُعتاد، وتزداد النسبة إلى 68% خلال موسم الفيضان عندما تسقط الأمطار الموسمية على هضبة الحبشة وترفد النيل بمزيدٍ من المياه.
- نهر السوباط: ينبع نهر السوباط من الهضبة الحبشية، ويوفر ما نسبته 14% من مجموع مياه نهر النيل وتنخفض النسبة إلى مُستويات تقلّ عن 5% خلال موسم الفيضان.
- نهر عطبرة: يبلغ طول مسار نهر عطبرة 800 كم، وهو آخر روافد نهر النيل بعد اتحاد النيل الأبيض والنيل الأزرق، ويوفر هذا النهر 13% من مجموع مياه نهر النيل، وتزداد النسبة إلى 22% في موسم الفيضان.
- بحر الجبل: يُعرف نيل ألبرت باسم بحر الجبل عند عبوره شلالات فولا في السودان، ويُوفر هذا البحر ما نسبته 14% من مياه نهر النيل، وتنخفض النسبة إلى أقل من 5% عندما يحلُّ موسم الفيضان.
كم عدد الدول التي يمرُّ بها نهر النيل؟
عادةً ما يقترن اسم نهر النيل بجمهورية مصر العربية عند الناس؛ إلّا إنّ هذا النهر يمرُّ بإحدى عشرة دولة داخل قارة إفريقيا عدا مصر؛ وهي جمهورية تنزانيا الاتحادية، جمهورية أوغندا، جمهورية الكونغو الديمقراطية، جمهورية رواندا، جمهورية بوروندي، جمهورية إثيوبيا الفيدرالية، جمهورية كينيا، دولة إريتريا، جمهورية جنوب السودان وجمهورية السودان.
ما هي أبرز النباتات التي تنمو حول نهر النيل؟
هُناك العديد من أنواع النباتات التي تنمو حول منطقة نهر النيل في أفريقيا، وأبرزها النباتات الآتية:
- الخيزران: توجد عِدّة غابات استوائية مطيرة بالقُرب من نهر النيل، وهي غابات مليئة بالخيزران إلى جانب بعض الأشجار والنباتات الأُخرى، وتنمو بعض أنواع الخيزران المذكورة قُرابة 30 سم يوميًا.
- الموز: يتوفر الموز في الغابات الاستوائية الموجودة ضمن الجزء العلوي من نظام نهر النيل؛ إلّا إنّ هذه النباتات تتعرض إلى الكثير من الآفات والأمراض.
- نبات البردي: يتوفر نبات البردي على طول نهر النيل، واعتمد المصريون القُدماء على هذا النبات لصناعة الأوراق والأقمشة والأشرعة والحِبال والحصير، وهو ما يُظهر أهمية نهر النيل والنباتات الموجودة حوله في مصر القديمة.
- ياسنت الماء: تمكّن ياسنت الماء من الانتشار حول نهر النيل بسرعةٍ كبيرةٍ مُنذ أن تمّ إدخاله إلى هذه المنطقة؛ فإن الموطن الأصلي للنبات المذكور في أمريكا الجنوبية، وهي نباتات غازية أثّرت على استقرار عِدّة أنشطة اقتصادية بشكل سلبي.
هل يوجد حيوانات تعيش في منطقة نهر النيل؟
هُناك العديد من أنواع الحيوانات التي تعيش في نهر النيل -كالأسماك- أو حول النهر، وأبرزها ما يأتي:
- فرس النهر: كان فرس النهر من الحيوانات التي يكثُر وجودها على طول نهر النيل في السابق؛ إلّا إنّ وجوده ينحسر في منطقة مُستنقع السد داخل جنوب السودان، وهو حيوانٌ يصل طوله إلى 3.5 متر.
- الأسماك الرئوية: يمكن العثور على هذه الأسماك في بعض منابع نهر النيل، وهي عبارة عن أسماك يحتوي جسدها على رئة واحدة أو رئتين على خلاف مُعظم الأنواع الأُخرى، ويتم استخدام هذه الرئة لاستنشاق الهواء بشكل أساسي.
- الوَرَل: تحتوي منطقة حوض نهر النيل على عِدّة أنواع من الوَرَل، وهي واحدةٌ من أكبر أنواع السحالي الموجودة داخل قارة إفريقيا، كما إن طول بعضها يصل إلى 1.8 متر عند اكتمال النمو.
- تمساح النيل: إن التماسيح من أكبر الزواحف وأثقلها في العالم، ويُعد تمساح النيل من أكبر أنواع التماسيح؛ فإن طوله يصل إلى 6 متر، وهو من الزواحف الموجودة في مُعظم أجزاء النيل.
- البرمون النيلي: تتوفر أسماك البرمون النيلي في الجزء السفلي من نظام نهر النيل، وهي أسماكٌ كبيرةُ الحجم؛ فإنها تنمو حتى يصل وزن بعضها إلى 200 كجم، ويبلغ طول بعض أسماك البرمون 2 متر.
- السلاحف ذات الغطاء الأملس: تتميّز هذه السلاحف بقوقعتها المُسطّحة ذات الملمس الناعم، وتُساعد هذه القشرة السلحفاة على السباحة بسرعة أكبر، وهي واحدةٌ من السلاحف التي تتوفر في نهر النيل.
- سمكة النمر: وُجدت أسماك النمر في الجزء السفلي من نظام نهر النيل، وهي سمكةٌ تتميّز بأسنانها الحادّة التي تَبْرُز إلى الخارج عند إغلاق الفم، وتُعد سمكة النمر واحدةٌ من الأسماك الشرسة سواءً كانت الفريسة، أو كانت تفترس الأسماك الأُخرى.
- الثعابين: تعيش مجموعةٌ واسعةٌ من الثعابين السامّة والثعابين غير السامّة حول نهر النيل، وتُعد الكوبرا المصرية واحدةً من أكثر هذه الثعابين فتكًا، كما أن هناك بعض الثعابين المائية التي تعيش في النهر وتتغذى على الأسماك والبرمائيات واللافقاريات.
هل نهر النيل أطول أنهار العالم بالفعل؟
يبلغ طول نهر النيل 6,853 كم، هذا يعني أنه أطول الأنهار الموجودة في العالم بالفعل، ولهذا النهر رافدان أساسيان يُعرف أحدهما باسم النيل الأبيض وينبُع من بحيرة فيكتوريا، ويُعرف الآخر باسم النيل الأزرق وينبع من بُحيرة تانا في إثيوبيا، ويتم رفد النيل الأزرق بمزيدٍ من المياه عند تساقط الأمطار الموسمية ويؤدي إلى فيضان المياه؛ ممّا يزيد من أهمية نهر النيل نتيجةً للتربة الغنيّة التي يحملها معه النهر عند الفيضان. تحتوي القائمة التالية على أطول خمسة أنهار في العالم بعد نهر النيل:
- نهر الأمازون: يصل طول نهر الأمازون إلى 6,436 كم، وهو ثاني أطول الأنهار في العالم بعد نهر النيل، وهو أكبر الأنهار في العالم من حيث حجم المياه التي يقوم بتصريفها من خلاله.
- نهر اليانغتسي: بطول يبلغ 6,378 كم يحتل نهر اليانغتسي المرتبة الثالثة بين أطول الأنهار في العالم، وهو أطول نهر يمرُّ في دولة واحدة حول العالم؛ فإنه لا يخرج من حدود جمهورية الصين الشعبية خلافًا للأمازون والنيل اللذان يمرّان بعِدّة دول.
- نهر المسيسيبي-ميزوري: يحتل نظام نهر المسيسيبي-ميزوري المرتبة الرابعة بين أطول الأنهار في العالم بطول يبلغ 5,970 كم، وقَطعَ هذا النهر 31 ولاية في الولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى مقاطعتين داخل الحدود الكندية.
- نهر ينيسي - أنغارا: يُعرف نظام ينيسي أنغارا بأنه أكبر الأنظمة النهرية التي تصبُّ في المُحيط المتجمّد الشمالي، ويحتل هذا النظام المرتبة الخامسة بين أطول الأنهار في العالم بطول يبلغ 5,539 كم.
- النهر الأصفر: يبلغ طول النهر الأصفر 5,464 كم، ويُعد سادس أطول نهر في العالم، وهو أحد الأنهار الموجودة في جمهورية الصين الشعبية، هذا يعني أنه ثاني أطول الأنهار في الصين بعد نهر اليانغتسي.
ما هي أبرز الحقائق حول نهر النيل؟
تضم القائمة الآتية بعضًا من أبرز الحقائق حول نهر النيل وأهميته:
- مكان التقاء النيلين: يلتقي النيل الأزرق مع النيل الأبيض في منطقة المُقرن داخل الخرطوم عاصمة جمهورية السودان لتشكيل نهر النيل المعروف، ثم يُكمل النهر مساره ليعبر الأراضي المصرية وينتهي به المطاف إلى البحر الأبيض المتوسط.
- النيل من مصادر المياه قديمًا: لم تقتصر أهمية نهر النيل على الزراعة فحسب عند المصريين القدماء؛ إنّما عُرف النيل من قبل المصريين قبل 5,000 عام تقريبًا، وتمّ الاعتماد عليه لتوفير المياه العذبة.
- توقف فيضان النيل: كان النيل يفيض قديمًا نتيجةً للمياه الموسمية؛ إلّا إنّ بناء السد العالي أدّى إلى توقُّف الفيضان المعروف منذ عام 1970، وهو سد يتحكّم في وصول المياه إلى المزارع والمنازل مع استخدامه لتوليد الكهرباء.
اقرأ/ي أيضًا:
هل انطلقت الثورة الصناعية الأولى من إنجلترا؟
هل تعود حضارة الأنباط إلى القرن الرابع قبل الميلاد؟